أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد ماجد ديُوب - أنسنة الله والقائد التاريخي














المزيد.....

أنسنة الله والقائد التاريخي


محمد ماجد ديُوب

الحوار المتمدن-العدد: 3560 - 2011 / 11 / 28 - 15:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يلاحظ المتابع لمسيرة المتدينين والملحدين أن المتدينيين في غالبيتهم الساحقة إما يهود أو مسلمين وفي الوقت ذاته يلاحظ أن الملحدين في غالبيتهم الساحقة من المسيحيين كما يلاحظ أن المتدينيين المسلمين في جُلهم يتمسكون بمفهوم القائد التاريخي ويرفضون بعناد مفاهيم مثل الحرية الفردية في كل شيء واليمقراطية والحوار إلخ ....من المفاهيم التي يعتبرونها أفكاراً دخيلة لاغاية من إدخالها سوى الإساءة إلى الشعوب المتدينة والأمر يبدو أكثر غرابة إذا عرفنا أنه حتى من يدٌعون العلمانية من أبناء هذه المجتمعات في حقيقتهم العميقة يربض ديكتاتور ما أن يفسح له في المجال كي يظهر حتى تراه خارجأ معبراً عن نفسه بعنف مخيف

نرى أنه في المجتمعات المسيحية العلماني أو الملحد هو كذلك فعلاً لايلف ولايناور ويعبر عن ذاته ببساطة مدهشة بل ويدافع عن إنتمائه دون خوف من سلطة أو وجل من مجتمع

اليهود لم يأنسنوا الإله ولكنهم تمسكوا بالدين على الرغم من علمانية قادتهم بسبب أن الفكرة الدينية التي تقول أنهم شعب الله المختار فرضت عليهم عدم القيام بالتبشير وإكتفوا بمن يولدوا للأمهات يهوديات ولذلك تراهم ديقراطيين وأحرار ويقبلون التطور الإجتماعي في هذا العالم ولم يكن لهم سوى قضية واحدة هي بناء دولة خاصة بهم والعمل على حمايتها بكل الوسائل المتاحة

أما المسلمين فعدم أنسنة الإله في شريعتهم جعلتهم يضعونه في حالة من التجريد لدرجة أن هذا التجريد جعل المتابع لمفهوم الله لديهم يخرج بنتيجة مفادها أن هذا الإله لاوجود له فأخذوا في تأليه قادتهم كحالة تعويضية عن حالة أنسنة الإله التي لم يقبلوها في شريعتهم ولم يستطيوا التخلي عنها كفكرة لأنها من مكونات لاوعيهم الجمعي

أما في المسيحية فإن فكرة أنسنة الإله كانت واضحة وجلية ولالبس فيها بل ومُفاخر بها إذ أن المسيح هو نفسه الله إبن الله ولاحاجة لأن يبحث الإنسان عن إلهه فهو في المسيحية بين عباده فادياً لهم ومخلصاً دون واسطة أو وحي أو ...مما جعل نفس المسيحي نفساً مطمئنة هادئة لايخيفها الآتي المجهول عن طريق السماء

في المسيحية لاحاجة لحاكم وكيل على الأرض (أعط ما لقيصر لقيصر وأعط ما لله لله ) فكانت هي القاعدة الذهبية التي جعلت الإنسان المسيحي يبتعد في فكره عن تبني فكرة القائد التاريخي الذي هو في حقيقته وكيل الله (ولي الأمر)في الأرض والتي يتبناها المسلمون

أما في الإسلام فإن الله المجرد تجريداً يوحي بعدم وجوده فإن الإنسان المسلم يحتاج لمن يعوض عن فكرة أنسنة الإله فكانت فكرة القائد التاريخي والتي ذهبت بالمسلم إلى فكرة عبادة الفرد وما أن يضعف هذا الفرد حتى يتم الإنقضاض عليه بكل وحشية ودون رحمة أليس هو وكيل الله الذي لم يكن عادلاً والقادم بعده هو الوكيل الذي يؤمل أن يكون عادلاً لكن المهم أنه سيصبح قائداً تاريخي أليس العرب الذين أصبحوا فيما بعد مسلمين هم من كانوا يعبدون آلهة من تمر إن جاعوا أكلوها ؟

إن الملحد المسيحي هو إنسان يرفض الإيمان بإله تم إختباره عيانياً أما الملحد المسلم فهو ملحد يرفض إلهاً لم يعرف عنه شيئاً وبالتالي تبقى جذور الخوف منه كامنة في أعماق هذا الملحد القادم من بيئة إسلامية فينحو بإتجاه إرضاء ذاته عن طريق خلق إله إنساني هو القائد التاريخي من هنا نجد أن فكرة القائد التاريخي هي فكرة إسلامية بإمتياز وإن وجدت في الغرب المسيحي فهي ليست بنفس المدلول التي هي عليه عند الشرق المسلم فهوعند الغربي المسيحي هو قائد من الشعب وعند الشرق المسلم هو هبة من الله

أجد هنا أنه من الضروري أن أونه إلى أن المسلم في عمق تفكيره يفضل المسيحية على الإسلام ولكنه لايجرؤ على الأخذ بالمسيحية وترك الإسلام لأسباب يعرفها الجميع وسبب رغبة المسلم في ذلك هي أن فكرة أنسنة الإله في المسيحية تلبي حاجة الإنسان النفسية التاريخية لأن يكون إلهاً أو على الأقل أن يرى إلهه

ولما كان لايستطيع فعل ما تقدم أخذ أي يكون مسيحياً أخذ يؤله حاكمه المصنوع من التمر







#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عفواً توماس فريدمان : السوريون يكتبون تاريخ القرن الواحد وال ...
- متى ساعة الصفر ليوم القيامة في الشرق الأوسط ؟
- زوجُكِ هو إبنك زوجتُكَ هي أمُك
- الإنسان عارياً
- جاذبية المرأة وجاذبية الأرض
- ربيع أمريكا السوري وخيارات بشٌار الأسد
- الإنسان يصنع قيده
- إيٌاك أن تعرف الحقيقة
- إلهكم جزٌار بَشَر
- الإنسان مشروع وجود
- ثلاثية الوهم : الله -الخلود -الحرية
- المطلق المُدَمِر في عالمي السياسة والدين
- الإله الأوٌل
- آلهتكم ثلاثة
- ثورات أم حرائق ؟
- جدل الذات بين وهم المثقف وواقعية السياسي
- قانون العامل (س) والحراك العربي
- قانون الصدفة أم قانون العامل (س)
- قراءة التاريخ أم نقده ؟؟
- المثقف وتفسير الظاهرة


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد ماجد ديُوب - أنسنة الله والقائد التاريخي