يوسف العاني .. هل أسدل الستار؟؟؟

ماجد فيادي

الحوار المتمدن-العدد: 1055 - 2004 / 12 / 22 - 09:27
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

لم التقي فنان الشعب يوسف العاني في يوم , ولم احضر له اكثر من مسرحية عندما كنت طفلاًَ وبصحبت ابي وانا لا افهم ما يقول , لكني لا انسى شكله وهو يضرب الطاولة بحركة رشيقة وفي حالة سكر ويقـول ( واصـل جايـك الدبش ) , علقت هذه الحركة في ذهني لما فيها من كبرياء جميل .
احببته من كثر ما حدثني والدي عنه وعن فنه , واعجبت به عندما شاهدته في عبود يغني , وحلمت ان اكون مثله وهو يحاور لعابة الصبر قبل ان تنفجر ليعلن ان الانسان بارادته اقوى من كل شئ , واعتصر قلبي حزناًَ عندما شاهدته في اخر مرة على شاشة الفضائية الشرقية وهو يتجنب ان يتحدث عن ظلم النظام الدكتاتوري معه واسلوبه اللاانساني عندما سجنوه وهددوه بعائلته وبارخص الوسائل واكثرها حقاره .
تعامل البعثيين معه كعادتهم مع ابناء الشعب العراقي من الفنانين والسياسيين والمبدعين والعلماء بالسجن والتعذيب والقتل والتغييب , ولكن المحير انه لم يذكر شئ من هذا , وبقى اسير خوفه وسلبيته , بقى يبحث عن كلمات مبهمة عندما يذكر احداث لها علاقة ببشاعة البعثيين , بقى يتلعثم عندما يصل الى سبب عدم السماح لمسرحية او فلم بالعرض من تأليفه او تمثيله او اخراجه , بقى يمر مرور الكرام على ممارساتهم الفاشية وكأن عينه الفاحصة التي يتمتع بها الفنانين والمبدعين قد تعطلت عن رصد جرائم النظام , كأنها توقفت ولم تسجل كما اعتادت ان تسجل الاحداث اليومية , تبدلت عين الفنان الى عين عادية لاتملك التمييز حتى انطفأة الاناره واصبحت غير ذي فائدة .
قتلوه فمات ؟؟؟
كثير ممن تعرض الى ارهاب النظام الدكتاتوري البائد بالتهديد والملاحقة والاعتقال والسجن والتعذيب والمحاربة بالشرف والرزق , قد ضعف واستسلم تحت وطئة الافعال اللاانسانية , وهذا مفهوم لنا لانهم جزء من عوائلنا واصدقائنا واحبتنا , نتفهم ما عانوه من ضغوط نفسية وجسدية ومعنويه تفوق الوصف , لأننا نعرف ازلام النظام كم هم بشعين وكم هم رخيصين ونعلم جيداًَ ان لاحدود تحدهم في الظلم والبشاعة والارهاب والقتل .
ولكن مهلاًَ .... هناك الاكثر قسوه وألماًَ؟؟؟ ان نرى فنان الشعب وهو يتبنى ضعفه ويصبح اسيره حتى بعد سقوط النظام , حتى بعد ان اختفى خيال الموت والظلم , حتى بعد ان وصل قطار العمر الى محطاته الاخيره , حتى وحتى وحتى .........؟
سيدي يوسف العاني , انت بقايا فنان , انت فقط ذاكرة والذكريات رأس مال المفلسين ,انت انسان اعتيادي , انت لست فنان الشعب .
مهلاًَ عزيزي المشاهد .. مهلاًَ ايها الحضور الكرام .. قد تكون خلف الكواليس حركة , تحضير لمشهد اخير ؟؟
وقد تكون امنيات ؟؟؟

#ماجد_فيادي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات