الثورة السورية تأخرت نصف قرن

محمد حياني

الحوار المتمدن-العدد: 3559 - 2011 / 11 / 27 - 21:18
المحور: حقوق الانسان
    

لقد سيطر حزب البعث على السلطة بانقلاب عسكري في اذار مارس 1963 وسميت ثورة رغم ان الشعب لم يعلم بها وباهدافها، اني اذكر كيف ان اهالي منطقة كرم الجبل في حلب اعتقدوا انها العودة الى الوحدة مع مصر وبدؤا بوضع علم الوحدة وصور جمال عبد الناصر في كل مكان وفوجؤا بعد يوم او يومين بقدوم رجال الامن وامرههم بازالة مظاهر الوحدة مع مصر لانها ليست كذلك
لقد فقد الشعب السوري حريته منذ ذلك التاريخ وربما قبل ذلك اثناء الوحدة مع مصر
لم يتحرك الشعب السوري في الستينات وترك السلطة للمتسلطين من ضباط الجيش والانتهازين من حزب البعث يتصارعون عليها، خدعوا الشعب بشعارات مزيفة واستخدموا قضية فلسطين وسيلة للسيطرة على هذا الشعب، هدفهم الاول اصبح واضح هو التربع على عرش السلطة، انه مرض السلطة الذي كان مصاب به حافظ الاسد وبمستوى خطير وخبيث استخدم رفاقه من حزب البعث وابناء طائفته اطاح بهم عندما لم يعد بحاجة اليهم لتصبح سوريا ملكاً لعائلة الاسد
كان حافظ الاسد بكل وقاحة يهيء ابنه باسل لكي يتربع على عرش السلطة بعده، وعندما قتل باسل في حادث سيارة في دمشق طلب من ابنه الثاني بشار ان يعود من لندن لكي يجهزه لاستلام عرش السلطة بعد مماته وباسلوب مخجل ومضحك يدخل بشار الجيش ويقفز من رتبة الى اخرى ليصل الى رتبة فريق متجاهلاُ بعض الرتب ويعدل الدستور بتخفيض العمر الادنى لرئيس الجمهورية فقط من اجل تأهيل بشار لمنصب الرئيس وكأنه لا يوجد احد في سوريا غيره مؤهل لهذا المنصب
كيف يفسر سكوت الشعب السوري اما م هذه الانتهاكات الفاضحة لحقوقه هل هذا معقول؟ ان يخرس الشعب السوري طوال 41 سنه رغم كل هذه الانتهاكات الفظيعة لحقوقه، انتخابات مزيفة ، الاعلام السوري هو ملك للأسد لا مكان لرأي آخر، اي معارض لامكان له في الجيش او الاعلام او في اي وظيفة حكومية، المنح الدراسية لفقط للطلاب البعثيين
لفد تابعت التلفزيون السوري خلال الايام الماضية، كل الضيوف هم من المؤيدين للنظام التلفزيون يعرض فقط المظاهرات المؤيدة للنظام، لا مكان لمن يعارض في التلفزيون السوري او في اي وسيلة اعلام على الارض السورية، لقد اقام بشار في بريطانيا هل تعلم شيً على ان تلفزيون الوطن يجب ان يكون منبر لكل فئات المجتمع ام انه كان مقيم داخل السفارة السورية في لندن فقط ولم يخرج منها
انه من المؤسف ان يقال ان بشار هو دكتور او متعلم، انه مازال يعتقد انه سيترشح للانتخابات المقبلة ، يقول ايضاً انه لا يمكن اجراء الانتخابات فوراً لأن حزب البعث جاهز للانتخابات بينما الاحزاب الاخرى غير جاهزة، ولتحقيق العدالة يجب اجراء الانتخابات في السنة المقبلة
يجب ان يعلم بشار انه يجب حل حزب البعث لتحقيق العدالة لان كل مايملكه حزب البعث هو ملك للدولة ويجب ان يعاد للدولة كما ان التلفزيون السوري وكل الصحف الحكومية ليست ملك له ولا لحزبه
لقد اثبت بشار على انه غير مؤهل لقيادة البلد ويجب عليه التنحي فوراً
لقد اخطأ في كل شيء: قال في بداية العام انه لن يحصل في سوريا اضطرابات لوجود تقارب بين السلطة والشعب ، أليس هذا يعبر عن جهله وقلة المعرفة والخبرة بسوريا
اعتقد ان الحل الامني سيعيد حاجز الخوف، خوف الشعب من السلطة وقد اخطأ ايضاً، الشعب مازال ثائراً رغم دخول الثورة شهرها التاسع
انه ساذج وجاهل يقود سوريا نحو الدمار ويجب ان ينصرف بأسرع وقت ممكن وبأي طريقة
ان سوريا تتحتاج الى شخص حكيم ومتزن وحكومة مؤقته تنظم استفتاءات عديدة قبل اجراء انتخابات برلمانية ورئاسية وقبل اعداد الدستور
مثلاً استفتاء حول
هل نسمح بأحزاب دينية عرقية طائفيية؟
هل نسمح لكل الطوائف والاقليات بشغل جميع المناصب السياسية؟ اي المساواة بين جميع الطوائف
وايضا استفتاء حول اختيار النظام السياسي وصلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء
وطبعا قبل كل استفتاء يجب ان يكون حوار ونقاش وبكل حرية على التلفزيون والصحف وفي المؤتمرات الشعبية
ان الشعب هو الذي يقرر المسارات الرئيسية وبسؤال واضح يطرح مباشرة على الشعب في استفتاء حر وعادل
الشعب يجب ان يقرر وليس لجنة او جمعية تتأثر بمن يشكلها
نريد الرأي الحقيقي للشعب السوري

#محمد_حياني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات