بطرس بيو
الحوار المتمدن-العدد: 3559 - 2011 / 11 / 27 - 09:16
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قامت الإنتفاضات في عدد من البلدان العربية تطالب بالحرية و المساواة و القضاء على الحكم الدكتاتوري، و ماذا كانت النتيجة؟
في ليبيا إنتقل الحكم من دكتاتورية معمر القذافي إلى الدكتاتورية الدينية. أما في تونس و مصر و سوريا واليمن فالوضع لم يستتب بعد ولكن الإتجاه في غالبيتها يشير إلى الحكم الديني، لماذا؟ لأن في غاية البساطة ان الدين يهيمن على غالبية الشعوب العربية.
عندما قامت الثورةالفرنسية قبل زهاء المائتي عام لم تقم فقط للتخاص من النظام الملكي المستبد بل ايضًا للتخلص من سيطرة رجال الدين. و النظم المتحضرة في الغرب هي ثمرة تلك الثورة.
إن السلاح الماضي الذي يتسلح به المنادين بالحكم الديني هو ايمكن للبشر ان يأتوا بحكم افضل من حكم الله؟
و الجواب على ذلك هو نعم، و بكل تأكيد، لأن الحكم الذي ينادون يه هو ليس حكم الله بل حكم بشر يفسرون حكم الله حسب هواهم و الدليل على ذلك ان الأحكام الدينية تختلف حسب إختلاف المذاهب. فالحكم السني لا يعترف بالمذهب الشيعي، عدا عدم إعترافه بغير المسلم كمواطن من الدرجة الاولى. و الحكم الشيعي بالإضلفة إلى عدم إعترافه بالمذهب السني يعامل غير المسلم كما يعامله السني.
ثم ما هو حكم الله؟ الشريعة الإسلامية؟ إني اود الن اسأل رجال الدين هل يقبلون بإتباع شريعة حمو رابي في يومنا هذا؟ طبعاً لا، و لماذا؟ لانه بكل بساطة الشرائع تسن لتتوافق مع تقاليد و عادات و اوضاع البشر في الوقت الذي تسن فيه. فالقانون الروماني الذي لا يزال يدرس في الجامعات في يومنا هذا بطل العمل به. فالشريعة الإسلامية أنزت في القرن السادس الميلادي على قوم رحل يعيشون في الجزيرة العربية لتتفق مع عاداتهم و تقاليدهم في ذلك الحين. و من المؤكد ان يتفق معي هؤلاء ان الأوضاع تغيرت منذ ذلك الحين، و ليس من المعقول ان تطبق في عصرنا هذا. و إني اسأل رجال الدين هؤلاء ان الله لو اراد ان ينزل احكام في يومنا هذا هل ستكون مطابقة للشريعة.؟ طبعا لا. فالشريعة تتعارض مع حقوق الإنسان من التصريح بآراء الفرد بحرية وإختيار المعتقد الذي يرغبه، و تحريم الرق الذي يبيحه الدين الإسلامي.
إن الدول المتحضرة تعامل كافة رعاياها بالتساوي، لهم نفس الحقوق و الواجبات بصرف النظر عن اللون او المعتقد او اللغة او القومية، و لهم الحرية التامة بالتعبير عن آرائهم و معتقداتهم. و هذا ما نحلم ان يحصل في دولنا العربية.
#بطرس_بيو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟