أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد عبعوب - هل يستوعب الليبيون اول دروس الديمقراطية؟














المزيد.....

هل يستوعب الليبيون اول دروس الديمقراطية؟


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 3559 - 2011 / 11 / 27 - 03:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


رحل النظام الشمولي عن ليبيا شكلا برحيل الطاغية معمر القذافي وانهيار امبراطورية الخوف التي حكم من خلالها البلاد على مدى اربعة عقود؛ لكن التفكير الشمولي الذي كرسه لا زال يسيطر على عقولنا، فلازال الاختلاف في الأراء يبعث الريبة والخوف بيننا، ولم نعترف بعد بالرأي الآخر ولم نقم له في وعينا مكانا، بل لا زلنا نصنف المخالف لنا في الرأي ضمن قائمة الخيانة والغدر.. ولا زلنا نبحث وننقب ضد الطبيعة والسنة التي خلقنا الله عليها وهي سنة الاختلاف التي انطلقت منها كل الابداعات البشرية والتي لولاها ما كان هذا العالم الذي نعيشه اليوم .

منذ سقوط نظام الطاغية ومقتله على يد ضحاياه ، مرت علينا الكثير من المواقف التي تعبر عن هذه الحالة التي اعتبرها رغم مخالفتها لسنن الدمقراطية، طبيعية ومن مخلفات تراكم الحقبة الدكتاتورية التي ظلت جاثمة على عقول الليبيين على مدى اربعة عقود.. و واحدة من تلك المواقف التي اثارت الرعب ولا زالت تثير القلق بين الليبيين هذه الأيام خروج مظاهرة في مدينة بنغازي معارضة لتشكيل الحكومة الانتقالية التي اعلن عنها الاسبوع الماضي، واعتراض الاقلية الامازيغية في غرب ليبيا على هذه الحكومة وذلك لعدم حصولهم على حقائب وزارية في هذه الحكومة التي لا تزيد مدتها على سبعة أشهر.

هذه المظاهرة وخروج اكثر من طرف وتكتل عبر وسائل الاعلام مبديا اعتراضه على التشكيل الحكومي الجديد، بقدر ما اثار القلق والخوف لدى السواد الأعظم من الليبيين الذين لا زالو يفكرون بعقل شمولي، فقد أثار عندي إحساس بلاطمئنان والراحة؛ فظاهرة المعارضة والتظاهر العلني في الشوارع وعبر وسائل الاعلام ضد السلطة -التي لم يخبرها الليبيون ولم يجربوها في حياتهم وحتى من حاول في فترة مبكرة من تاريخ البلاد خوضها تم سحله او إيداعه ظلمات السجون وتجريمه ، وكان تجريم الحزبية وتحريم الاعتراض والتظاهر من اقدم القوانين التي سنها الطاغية ليمحو بها اي اثر لأبجديات الديمقراطية قد تكون تسربت الى عقول الليبيين- هذه الظاهرة تعتبر اول درس في مدرسة الديمقراطية التي تعني التعددية، وتضمن حق الاعتراض والتعبير عن الرأي.. وأعتقد أنه لا ضير في أن لا يستوعب جزء من الشعب هذا الدرس بشكل كامل، خاصة وانهم لا زالوا يفكرون بالمنظومة الشمولية القائمة على وحدة الرأي والتوجه ولا تعترف بتعدد الأراء والمعارضة العلنية، التي غرسها الطاغية في عقولهم.

لقد أثارت مظاهرة بنغازي والاعتراضات العلنية عبر وسائل الاعلام المختلفة للتشكيل الحكومي الجديد مخاوف بعض الاصدقاء، بل منهم من ذهب الى حد تصديق تنبؤات الطاغية وابنه التي تحدثا فيها عن حرب اهلية وصراعات جهوية على السلطة في حالة سقوط نظامهم، وأنا بقدر ما ألتمس لهم العذر في ذلك، إلا أنني اود طمأنتهم وطمأنة كل الليبيين بأن ما جرى في بنغازي وغيرها من المناطق هو اول دروس الديمقراطية الذي يجب أن نستوعبه ونمارسه على اسس سليمة لا تتجاوز أدوات اللعبة الديمقراطية المتعارف عليها والتي تقوم على التعبير السلمي عن الرأي وعدم الركون للقوة والعنف من كل أطراف اللعبة..

ثم إنني استغرب لهذا اللغط والحرص على التمثيل في حكومة لا تتجاوز مدتها سبعة أشهر وتقام على انقاض نظام شمولي منهار؟؟!! إذ من العقل والحكمة النأي عن المشاركة في حكومة لا تمتلك لا الوقت الكافي ولا الارضية السليمة لانجاز اخطر مشروع يراهن عليه الليبيون وهو مشروع إعادة بناء ليبيا ماديا ومعنويا من جديد، وهو مشروع مرهق واحتمالات النجاح في تنفيذ جزء بسيط منه تكاد تكون منعدمة لقصر مدة الحكومة وانعدام مؤسسات الدولة في البلاد منذ 40 عاما ..

وأمام مشهد الدرس الاول في منهج الديمقراطية، ومشهد الخوف والقلق منه المسجل بين الليبيين؛ يثار سؤال مهم وخطير حول مدى قدرة الليبيين على استيعاب هذا الدرس بدون دفع تكاليف باهضة ؟ بمعنى أوضح هل سيلتزم الليبيون بالادوات السلمية في تعاملهم مع اللعبة الديمقراطية ، ويتخلون عن العنف ويتوقفون عن العمل بالمنظومة الشمولية التي غرسها في عقولهم الطاغية ؟
هذا ما ستجيب عليه تصرفات المعارضة والحكومة في أولى جولاتهم على ساحة الديمقراطية..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيف الاسلام رهن الاعتقال..وماذا بعد؟؟!!
- سقط هبل.. هنيئا للبشرية
- أخطر الطوابير طراً ..
- بعد اسقاط الطاغية.. حان وقت معركة بناء الدولة المدنية
- النظم العربية والغرب يدفعان لعرقنة المنطقة
- طرابلس تضع النظام على سكة الرحيل
- علاجات عقيمة لمعضلة عظيمة
- الكرامة وقف على الحكام العرب دون شعوبهم!!!
- واشنطن لا تريد فهم الدرس!!
- النار فوق الرماد..
- تونس .. أين؟!!
- الجنرال بشير يعلن الانفصال المسبق لشمال السودان عن جنوبه!!
- -اسرائيل- واقع .. لكنها ليست حقيقة
- مقتل -إسرائيل- في قطع حبلها السري مع الغرب
- اعلن: أنا معاد للسامية
- العلاقات الأمريكية الصينية .. الصدام حتمي
- الحوار المتمدن.. الأرقام تغني عن الكلام
- -اسرئيل- تغلق كل المخارج.. هل يعود الحكام العرب الى شعوبهم؟! ...
- محاولة لقراءة مقطوعة -حدث في العامرية- للفنان نصير شمه
- -اسرئيل- عضو فاعل في حلف الناتو!! أيها العرب ماذا انتم فاعلو ...


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد عبعوب - هل يستوعب الليبيون اول دروس الديمقراطية؟