أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - فائز الحيدر - الطائفة المندائية ... تحديات كبيرة ومستقبل مجهول/ 6















المزيد.....

الطائفة المندائية ... تحديات كبيرة ومستقبل مجهول/ 6


فائز الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 3558 - 2011 / 11 / 26 - 20:54
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


تواجه الطائفة هذه الأيام تحديات عديدة تسير بها نحو المجهول ، تحدثنا في حلقاتنا السابقة إلى أبرز تلك التحديات التي تواجه الطائفة والتي تهدد مستقبلها وهي....المندائيون والأضطهاد والتطهير العرقي عبر التأريخ ، موقف المرجعيات الدينية في العراق وإيـران من المندائيين ، أنقراض اللغة المندائية ، ضياع التـراث المندائي ، هجرة المندائيون العشوائية وأثرها على المندائيين . أما اليوم فنتحدث عن ظاهرة خطيرة أخرى وهي الطلاق والزواج من الأديان الأخرى.

ظاهرة الطلاق والعنوسة والزواج من الأديان الأخرى .

من الظواهر السلبية التي يعيشها المجتمع المندائي هذه الأيام هي تفشي ظاهرة الطلاق المحرمة في الديانة المندائية ، حتى أصبح لهذه الظاهرة تأثير سئ على نفوس الأطفال والشباب المندائيين وعقولم وسلوكياتهم ومؤئرة في القضاء شيئا" فشيئا" على السلوكيات القويمة التي تسعى الأسرة ألمندائية لزرعها في داخلهم . وقد بينت الأبحاث الأجتماعية والنفسية بأن الطلاق يعتبر من الأحداث الأكثر صعوبة في حياة الأنسان ، وليس له أي طقوس إجتماعية أو دينية تدعمه أو تبرره .
لقد سبق وكتبنا قبل أسابيع مقالة مطولة حول ظاهرة الطلاق المحرمة في الديانة المندائية ، وناشدت الأخوة في الكروب المندائي والمعنيين في الأمر فتح صفحة للحوار ومناقشة هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد مستقبل الطائفة ، وتعتير واحدة من أكبر التحديات التي تواجه الطائفة ووحدة العائلة المندائية ، ولكن مع الأسف لم تحض مقالتنا تلك الآذان الصاغية من قبل غالبية المندائيين ، رغم أنشغالهم طيلة أيام وشهور أحيانا" في مناقشة تبادل الأتهامات ومشاكل شخصية والتعليق على أمور خاصة لا تستحق حتى القراءة والنقاش وليس لها علاقة بمستقبل الطائفة .

يلاحظ المندائيين في المهجر حدوث العشرات من حالات الطلاق المؤسفة التي حدثت وتحدث وبشكل مخيف في مدنهم ، خاصة وسط الشباب ، الأمر الذي يستدعي الوقوف عند هذه الظاهرة الخطيرة لإيجاد حل لها . ورغم إن الطلاق هي حالة إجتماعية شخصية خاصة بالفرد نفسه ولها ظروفها الأجتماعية والنفسية ، لكن من المؤسف أن نجد بيننا من الآباء المندائيين من يشجع على هذه الظاهرة لأتفه الأسباب ، مدعين أن ظاهرة الطلاق أصبحت اليوم أحدى سمات العصر ، ونتيجة طبيعية لحرية الرأي والأختيار الذي أصبح الشباب من الجنسين يتمتعان بها على حد سواء في الوطن وفي بلدان المهجر ، وبالتالي يحكمون على من يحاول مناقشة ظاهرة الطلاق بأنه ذو تفكير رجعي متخلف يحاول الوقوف ضد التيارات المدنية العصرية .

ورغم أن التعاليم المندائية تشجع على إحترام الرابطة الزوجية ، فلم يعرف المندائيون خلال تأريخهم الطويل قوانين أو شرائع تشجع على الطلاق إلا في فترة الثمانينات من القرن الماضي وما بعدها وعلى الأخص خلال فترة الحصار الأقتصادي الذي فرض على العراق في التسعينات حيث بدأت هذة الظاهرة تزداد ولحد الأن وبشكل يهدد الأسرة المندائية . لذا نعتقد من الظروري دراسة هذه الظاهرة والعمل على حدها وتحجيمها ، عبر ثقافة أسرية سليمة وبرامج توعية أجتماعية يساهم فيها كل من الأطباء ورجال الدين والمثقفين المندائيين على مختلف أختصاصاتهم ، وذلك من خلال الندوات التي تقيمها الجمعيات المندائية في بلدان المهجر ، وأعتبار هذه القضية على رأس القضايا المطروحة لأهميتها ، ولغرض توفير فرص حل المشكلات العائلية بطرق بعيدة عن الطلاق من أجل حماية الأسرة والبناء الأجتماعي المندائي .

وبالطبع يدرك الجميع بأن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى هذه الظاهرة ، إلا أنه يمكن ملاحظة إن نسبة الطلاق في داخل الوطن هي أقل من نسبتها في المهجر ، بسبب نظرة المجتمع الدونية للمرأة المطلقة وتحميلها شاءت أم أبت مسؤولية فشل الزواج ، وإعتمادها أقتصاديا" على الرجل كان يحد من خيارات المرأة ويجعلها تضطر لتحمل العنف والأهانات وتصرفات الرجل المسيئة ، أما في بلدان المهجر فحالة الطلاق غالبا" ما تنشأ نتيجة الضغوط الأجتماعية والنفسية والمالية بسبب الحياة المعقدة في المهجر والتي سهلت من هذه الظاهرة وأعطت المبررات للتفكير فيها وأتخاذها بديلا" وحلا" للمشاكل العائلية اليومية . خاصة وإن هناك قوانين تحمي المرأة المطلقة مثل الضمان الأجتماعي وقوانين الأحوال الشخصية التي تلعب دورا" في توفير الأطمئنان النفسي للمرأة المندائية في بلدان المهجر وتجعلها أكثر حرية في أتخاذ القرارات المتعلقة بحياتها الزوجية .

وإلى جانب إنتشار ظاهرة الطلاق بين الشبـاب ، وخسارة وتشتت الأسرة وضياع الأطفـال ، تشير المعلومات إلى تزايد ( ظاهرة العنوسة ) بين الفتيات المندائيات وهي ظاهرة خطيرة أيضا" ، والتي أخذت تزداد هي الأخرى ، وتعود لأسباب إجتماعية وإقتصادية ونفسية أيضا" ، وعزوف نسبة كبيرة من الشباب عن الزواج بسبب البحث عن شريكة الحياة المناسبة ، نتيجة لضعف التثقيف والألتزام الديني ولعدم توفر الأمكانية المادية لتنفيذ الشروط الغير العقلانية التي تضعها بعض الأسر لزواج بناتهم ، مما يدفعهم للبحث عن فتيات من ديانات أخرى بدون شروط مسبقة . ومن خلال متابعتنا لهذه الظاهرة ، توفرت لدينا معلومات عن زواج الشباب من الأديان الأخرى في أحد بلدان المهجر ، حتى وصلت الى نسبة 75% من مجموع عدد الشباب في ذلك البلد وهي ظاهرة خطيرة أخذت بالأنتشار في السنوات الأخيرة بسبب الحريات المتاحة والأنفتاح على المجتمعات الجديدة .

تحدثت شخصيا" مع شاب في الرابعة عشر من عمره ، يسكن السويد وفي المرحلة الثانوية ، وقلت له مازحا" هل لديك صديقة في المدرسة ؟ قال لي وهو يبتسم نعم وكبقية الشباب ، قلت وهل تنوي أن تتزوجها في المستقبل عندما تنهي دراستك ؟ أجابني بالأيجاب !!! قلت ولكنك مندائي ومن أبوين مندائيين فكيف تتزوج من فتاة غير مندائية خلاف الدين ؟ أجابني ما الفرق في ذلك ، أنا لا أعرف شيئا" عن ديانتي ، كما وإنها إنسانة أحبها قبل أن تكون مندائية !!! أنظر إلى أبي وأمي إنهم مندائيين ولكن بينهم مشاكل يومية لا تطاق تجعلني أتـرك البيت بعيدا" عنهم مما أثر على دراستي وأنتظر اليوم الذي أصل فيه السن القانونية التي تؤهلني إلى الأستقلال عنهم والعيش مع صديقتي ولربما الزواج مستقبلا" ، حتى لا أكرر مأساة أبي وأمي اليومية . هذا واقع الكثير من الشباب المندائيين اليوم ، ومع الأسف لا يلمس هذه الحالة الكثيرين فكيف نعالج الأمر ؟ وهل نعتبر هؤلاء الشباب قد خرجوا من الديانة المندائية أم نضع حلولا" تتناسب مع الوضع العام الذي تمر به الطائفة ، وماذا فعلنا لوقف هذا النزيف ؟ وهل قمنا بما يلزم ؟ .

، أضافة لكل ما سبق أعلاه هناك ظاهرة أخرى خطيرة لم يلتفت لها الكثيرين ويجب أخذها بالحسبان وهي إرتفاع نسبة الوفيات مقارنة بعدد الولادات الجديدة ، وفي إحصائية بسيطة وحسب ما نشر على موقع الياهو المندائي لعام 2010 فإن هناك 71 حالة وفاة وتشمل 42 رجل و29 سيدة مقابل 11 حالة ولادة فقط . أما في عام 2011 ولغاية نهاية شهر تشرين الأول / أكتوبر الماضي فهناك 117 حالة وفاة تشمل 39 سيدة و78 رجل مقابل 38 حالة ولادة ، ومن هذه الأحصائية البسيطة يتبين لنا كم هو الفارق الكبير بين عدد الوفيات والولادات ومدى تأثيرها على عدد المندائيين في العقود القادمة لو أستمرت النسب السابقة كما هي الآن ولعدة عقود قادمة ؟؟؟؟
إنها تحديات كبيرة تتطلب الحل السريع بعيدا" عن التعصب وهي بالتأكيد مهمة الجميع ، وإلا فنحن نسير في الطريق الخطر ونحو المستقبل المجهول للطائفة .

يتبع في الحلقة الأخيرة .... موقف رجال الدين المندائيين .

كندا
في 26 / تشرين الأول / 2011



#فائز_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفة المندائية ... تحديات كبيرة ومستقبل مجهول / 5
- الطائفة المندائية ... تحديات كبيرة ومستقبل مجهول / 4
- الطائفة المندائية ، تحديات كبيرة ومستقبل مجهول / 3
- الطائفة المندائية ، تحديات كبيرة ومستقبل مجهول ، إنقراض اللغ ...
- الطائفة المندائية ، تحديات كبيرة ومستقبل مجهول
- أيام في كوبا ، الثائر تشي جيفارا ، الحلقة الأخيرة
- أيام في كوبا ، هافانا مدينة التراث والأعمدة ، الحلقة الخامسة
- أيام في كوبا ، الحصار الإقتصادي ، الحلقة الرابعة
- أيام في كوبا ، التوجه إلى هافانا ، الحلقة الثالثة
- أيام في كوبا ، منتجع فاراديرو ، الحلقة الثانية
- أيام في كوبا ، الحلقة الأولى
- ذكريات أنصارية ، المناضل توما توماس كما عرفته ، الحلقة الخام ...
- ذكريات أنصارية ، توما توماس كما عرفته ، الحلقة الرابعة
- ذكريات أنصارية ، المناضل توما توماس كما عرفته ،الحلقة الثالث ...
- ذكريات أنصارية ، المناضل توما توماس كما عرفته ، الحلقة الثان ...
- ذكريات أنصارية ، المناضل توما توماس كما عرفته ، الحلقة الأول ...
- من الذاكرة ، تخزين القات آفة تنخر المجتمع اليمني ، الحلقة ال ...
- من الذاكرة ، هواية صيد الأسماك في عدن ، الحلقة العشرون
- من الذاكرة ، صيد عراقي أم صيد الغربان ، الحلقة التاسعة عشرة
- من الذاكرة ، المخابرات العراقية وإغتيال الدكتور توفيق رشدي ف ...


المزيد.....




- الجيش الأوكراني يتهم روسيا بشن هجوم بصاروخ باليستي عابر للقا ...
- شاهد.. رجل يربط مئات العناكب والحشرات حول جسده لتهريبها
- استبعاد نجم منتخب فرنسا ستالوارت ألدرت من الاختبار أمام الأر ...
- لبنان يريد -دولة عربية-.. لماذا تشكّل -آلية المراقبة- عقبة أ ...
- ملك وملكة إسبانيا يعودان إلى تشيفا: من الغضب إلى الترحيب
- قصف إسرائيلي في شمال غزة يسفر عن عشرات القتلى بينهم نساء وأط ...
- رشوة بملايين الدولارات.. ماذا تكشف الاتهامات الأمريكية ضد مج ...
- -حزب الله- يعلن استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي
- قائد الجيش اللبناني: لا نزال منتشرين في الجنوب ولن نتركه
- استخبارات كييف وأجهزتها العسكرية تتدرب على جمع -أدلة الهجوم ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - فائز الحيدر - الطائفة المندائية ... تحديات كبيرة ومستقبل مجهول/ 6