أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميس اومازيغ - ثورات 2011 واعادة تاسيس السلطة السياسية















المزيد.....


ثورات 2011 واعادة تاسيس السلطة السياسية


ميس اومازيغ

الحوار المتمدن-العدد: 3558 - 2011 / 11 / 26 - 20:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الملاحظ والمستشف من الحراك الشعبي في اقطار الشمال الأفريقي والشرق الأوسط, ان المطالب المؤسسة عليه ثورات الشعوب المعنية, انما تلخص في تحقيق الحرية والكرامة المفقودتين, وكذا اسقاط الفساد, بسبب تمادي النظام في اللامبالته تجاه المواطنيين ,واستشراء الفساد في كل القطاعات. حتى ان المتتبع لن يخرج من تصوير الوضع الا على انه شبيه الى حد كبير بالوظع الذي تتولى فيه عصابة خارجة عن القانون امر استغلال واستعمال كل قدراتها واساليبها الأجرامية من اجل تحقيق مصالح خاصة . مع ايهام الغير المستغل على انها انما وجدت لتحقيق مصالحه. اذ انها لا تتوانى في الزيادة من قطرات العطاء له ان ماديا او معنويا كلما انتبهت الى ضرورة ذلك. والتي يكون ورائها ملاحظةغضب الشعب المستغل المخيف والمهدد لما هو هدف هذه العصابة .هذا النوع من السلطة السياسية هو في الأساس نتاج واقع الجماعة البشرية التي تتولى ادارة شؤونها . هذا الواقع في جوانبه ألأجتماعية,السياسية والثقافية. اذ كما هو معروف فان أي نظام انما هو مرآة تعكس شخصية الشعب المذكور, ومدى مسايرته للركب الحضاري. ففساد السلطة السياسية انما ينتجه الوظع السائد في اوساط الشعب لما قبل افتظاح صفة الفساد هذا. حيث لولا وجود اسسه واسبابه لما وجد. ومن اسبابه على سبيل المثال لا الحصرانتشار الأمية التي استعملت مطية لأبعاد رموز النظام عن المسائلة القانونية وبواسطة ما يعرف بالحصانة. بل بلغ الأمر درجة سن قوانين تجعل من رئيس الدولة او الملك شخصا مقدسا لا تنتهك حرمته ,كما لا يجوز انتقاده .ليكون بذلك الظل الذي سيستظل به خدامه وحلفاؤه .سيما ان هذا الشخص هو الذي بيده امر الحل والعقد في نهاية المطاف. حتى ان له الحق في اصدار العفو على المدانين تطبيقا للقانون في حقهم. فيسمو بذالك على هذا القانون ذاته بالتحايل عليه ومنحه لنفسه هذا الحق تحت ذرائع شاذة وخارجة عن مبداي العدالة والأنصاف .هذا الوظع كما ذكر لا يخرج عن صورة العصابات الأجرامية التي تعج بها المجتمعات البشرية لما قبل نشوء السلطة السياسية .عصابات تشتد قساوة امساكها برقاب افراد االجماعة البشرية كلما شعرت بالقوة ,وتخفف الوطء عند حالات الضعف ,التي تكون ورائها جرئة هؤلاء الأفراد ومدى تحديهم لها في المواجهة. وبالرجوع الى مطالب الشباب الثائر في الأقطار المعنية بثورات 2011 سيتظح انها لا تخرج عن المطالب العامة للجماعة البشرية قبل قيام السلطة السياسية .اذ لا وجود لبديل واظح يراد به الحلول محل الموجود .حتى ان ما يعرف بألأحزاب السياسية والهيآت النقابية الفاعلة على الساحة في ظل النظام الفاسد, لم تستطع أي منها فهم ما يجري. فالمطالب عامة في الأساس ويشترك فيها الكل ممارسا للسياسة كان او غير ممارس. بل حتى النظام نفسه في شخص رموزه وجد نفسه مظطرا الى الميل اليها وتبنيها, واعلان استعداده الأستجابة لها .وهو تصرف ما كان ليصدر عنه لولا ما يستشفه من خطورة الوظع.يمكن الرجوع في هذا الصدد لخطابات الرؤساء المطاح بانظمتهم من الرئيس التونسي بن علي الى العقيد الليبي الغير ماسوف عليه, وكذا من هم ما يزالون يحاولون البقاء كالرئيس والسوري,الذي جاء على لسان وزير خارجة دولته المسمى وليد المعلم ان النظام عازم على ارساء نموج للديموقراطية في البلد لم يسبق للمنطقة باسرها ان عرفت مثيلا له(من خطاباته في بداية الثورة).او محاول للأفلات من العقاب كا لرئيس اليمني.الذي كان يصرح بكل قواه على استعداده لتلبية كل مطالب الشباب الثائر.
مطالب الثورة وفقدان النظام توازنه:
انه بالرجوع الى مطالب الشعوب الثائرة والتي نادت بها في ساحات الأحتجاج, وفي كل الأقطار التي عرفت هذه الثورات المميزة, التي لم يسبق ان عرفت شعوب المجتمع الدولي مثيلا لها, اللهم شعوب ما قبل تاسيس السلطة السياسية كما اوردت .كانت متشابهة حد التطابق في كثير من الأحيان. لتشابه اوظاع هذه الشعوب اجتماعيا سياسيا واقتصاديا. فهي في عمومها من دول العالم الثالث المفقرة شعوبها ,رغم غنى اقاليمها, المجهلة شعوبها رغم امكانيات انظمتها المادية ,المحتكرة من قبل العائلات الحاكمة وحلفائها .هذه المطالب التي اختيرت بذكاء ,وبطريقة غابت حتى على فطاحلة الفكر السياسي وممارسي السياسة على ارض الواقع بهذه الأقطار.حتى انها وكان ثوار هذه الشعوب كانوا على اتفاق وتوافق مسبق فيما بينهم فيما يتعلق بها. في الوقت الذي جائت عفوية في المبدا. وان كان لكل مطلب سببه اواسبابه. فاشتركوا في مطلب الحرية والكرامة وتحقيق نظام ديموقراطي. وكلها مطالب يمكن للنظام ان يراوغ بشان الأستجابة لها. غير ان مطلبا ويعتبر قلب المطالب الأخرى واشدها وطآ على النظام الا وهو اسقاط الفساد ومحاكمة الفاسدين, انما هو بمثابة القنبلة التي ستفجر الوظع بكامله ,ما دام ان رموز النظام وحلفاؤهم هم المعنيين في الأساس. ان مطلب اسقاط الفساد هذا هو مطلب القصاص القانوني ممن تسبب في الأوظاع التي كانت وراء الثورة ,باعتابر المسؤول عنها اخل بالواجب المفروض عليه على اثر تكليفه بامر تحمل مسؤوليته تجاه الشعب وخيانته له .لن يستطيع أي نظام ممن ذكر الأستجابة لهذا المطلب وان كل ما في وسعه و متناوله هو محاولة ايهامه الثوار قيامه بما ذكر بتقديم صغار الحتان واكباش فداء الى المحاكم ذرا للرماد في العيون .غير ان محاولاته هذه لن تجدي نفعا ما دام وراء المطلب شباب ذكي تجاوز في تفكيره ما الفه النظام. فهو له بالمرصاد ووراء مطالبه حتى التحقق ايا ما كان الثمن.
محاولات النظام الألتفاف على مطالب الثوار:
استعملت انظمة الأقطار التي اطيح بها وتلك التي على طريق السقوط ,كل ما في وسعها من ادواة قولا و فعلا من اجل الحيلول دون تحقيق الثوار لمطالبهم بالكيفية المراد لهم بها تحقيقها. فاعلن رموزها عن تنازلات حتى درجة استجداء الهدوء من الثوار ومطالبتهم بامهالهم واعطائهم فرصة لما اعتبروه هم انفسهم اصلاحات. في الوقت الذي تهدف فيه مطالب الثوار الى التغيير. هذا الذي يختلف كليا عما يعتبر اصلاحا .غير ان اصرار الثوار على موقفهم والحاحهم على تحقيق مطالبهم في انظمة الأقطار التي اطيح بها فيها ,دفع بهذه الأخيرة الى لعب ورقة المواجهة العنيفة. اعتقادا منها انها بذلك قد تنشر الخوف في اوساطهم. مما قد يضعف من عزيمتهم وتفريق الجموع الغاضبة ,لأعادة ترتيب الأوضاع , وتفكير رموزها يدا في يد مع كل المستفيدين من الوظع القائم , في الطرق التي قد تحول دون تجدد انفجار الوظع الداخلي. وحيث ان دينامو هذه الثورات هم في مجملهم شباب مسيس على اعلى الدرجات, وغير ممارس للسياسة في ظل أي هيئة وطنية ,اكانت حزبا او نقابة. ولما كان انفجار هذا الشباب ايضا غير مبني مسبقا على بديل واظح, من شانه ظهور مؤيد ومعارض, وانما اقتصرت مطالبهم على مطالب عامة , فانه ادى الى اسطباغ الحراك بنوع من الضبابية والغموظ لدى الهيآت السياسية المتواجدة على الساحة. سيما التي تعتبر نفسها يسارية وديموقراطية والمعول عليها في مثل ما استجد من ظروف .حتى ان هذه الهيآت فقدت البوصلة .ولم تجد امامها بعد كل المحاولات التي قامت بها من اجل استمالة الثوار وبالتالي الركوب على مجهوداتها والظهور بمظهر الزعيم, وهي الفكرة التي تجاوزها الزمن في نظر الثوار, وعزوفهم عنها ,باعتمادهم فكرة الجهد و الفعل المشتركين. وهو سلوك ما تزال الهيآت المذ كورة تغض عنه الطرف, لكونها بذاتها هيآت فاسدة الى حد ما , ما دام احتكار الكلمة من قبل الممثل الرئيس الذي يكون مصدر المعلومة والمعارض على العموم لظهور تيارت تخالفه في الرأي. هذا السلوك الذي ادى الى تفريخ احزاب غالبها ناتج عن انشقاقات ,اما كنتيجة للهيآت المستهدفة من قبل النظام, واما عنادا تسبب فيه شخص ممثل الحزب ذاته. اقول لم تجد بعد هذه المحاولات الفاشلة الا الرضوخ الى واقع الثورة ومطلب الشباب, بوجوب الوقوف صفا واحدا تحت صفة الأستقلال الى غاية تحقيق الغاية مما اعتبر سقف مطالبه والمتمثل في اسقاط النظام. فانخرط منها ما انخرط كلية في الحراك, ووظع منها من وظع رجلا مع الثوار واخرى خارجهم, عملا بسلوك الخداع والمراوغة الذي هو من معالم وسمات ثقافة النظام المثار ضده , وهي حالة تعبر عن موقف المتردد, والذي سببه لا يخرج عن احد اثنين من سببين , اما عدم ادراكه لتطور المجتمع الذي تعمل به هذه الهيئة ,او تعبيرا واظحا عن نزعة الأنتهازية والوصولية لديها. وان كان من المنطقي القول باتصافها بما ذكر معا وفي نفس الأن .وقد كشفت لنا الأوظاع في الأنظمة المعنية عن حالة الشرود التي الفيت فيها كثير من الأحزاب, بما فيها بعض مما يعتبر يساريا وديموقراطيا كما ذكر, في بداية الثورة على الأقل. حتى ان كثيرا منها عبر عن مواقف الهدف منها تهدئة الوظع وفسح المجال للحوار من اجل الأصلاح. وحتى مع الألتزام بالحفاظ على النظام القائم. والأمثلة على ارض الواقع في ألأقطار موضوع المقالة عديدة. اشير منها الى جماعة اللقاء المشترك في القطر اليمني الذي اصبح اضحوكة لدى الشباب اليمني. هذه الجماعة المخادعة بتحالفها مع رموز انظمة عربية خليجة ينتظرها هي بدرها نفص المصير, حاولت وتحاول افراغ مطلب محاكمة الرئيس وابنائه وابناء اخيه وطغمته المتاحلفة معهم من محتواها, وافلاتهم بالتالي من العقاب ,وهو سلوك اريد منه الأنقضاض على السلطة في اقرب مدة زمنية ممكنة وكا قصر طريق لبلوغ اعضائها هذا الهدف. مستغلة تردد المجتمع الدولي المعتمد اساسا على الولايات المتحدة, في شان الوقوف الفعلي الى جانب الثوار.بالنضر الى ما يلاحظ من دور مؤثر لأفراد القاعدة في صفوفهم. وهي المستهدفة من قبل المجتمع الدولي باسره. باعتبارها جماعة ارهابية عابرة للقارات.كذلكم الوضع على الساحة المصرية التي حا ولت فيها جماعة الأخوان المسلمين الظهور بمظهر الزعيم .حتى انها اعتمدت ايام الجمع للتعبير عن الأحتجاجات الشعبية بهدف ايهام الغير بان المحتجين هم من انصارها .بل صدرت هذا السلوك ليعم سائر الشعوب الثائرة دون نسيان اقامة الصلوات عند حلول اوقاتها بسا حات الأعتصام, لتحرج الغير ممن لا يسير على منوالها من معتنقي الديانات الأخرى وكذا الملحدين واللادينين. الى جانب تهافتها مع غيرها من بعض الأحزاب على قبول جلسات الحوار والتفاوظ مع النظام في بداية الثورة . ومتى ووجهت هذه الجماعة وتلك الأحزاب برفض شباب الثورة , غيروا جلودهم للسلوك الحربائي الذي هو من صفاتهم . حتى ان لا احد منهم استطاع التصريح بكونه يتحدث باسم الثوار. بل ان كل واحد منهم يكون تحت تاثير الضغط الشعبي الرافض لفعل الحوار والتفاوظ الا من قبل شباب الثورة وبشروطهم او من قبل من يختاروهم الى ذلك دون وصاية من احد ايا ما كان مركزه, ترى اشد هذه الهيآت احزابا وجماعة اسلاميين تهافتا على تحقيق هدفها بعيدا عن رغبة وتكليف هذا الشباب, تتسارع الى تبرئة نفسها بما مفاده اني بريء اني اخاف الشعب العظيم. الى جانب ما يؤاخذ على جماعة الأخوان المذكورة, مشاركتها ان لم اقل افتتاحها لأحتجات تصحيص مسار الثورة المصرية ألأخيرة المطالبة باقالة المجلس العسكري وتحميل المسؤولية لهيئة مدنية يعهد بها الى من يختارهم الثوار انفسهم. حيث ان الجماعة الذكورة بعد ان لاحظت فشل رهانها في الحلول محل النظام المطاح به لوعي الشباب المصري بما سوف يعانيه على يدها. نأت بنفسها وامتنعت عن الأعتصام والأحتجاج بساحة الحرية ,تحت ادعاء خوفها من ردود فعل عنيفة من قبل طرفي المعادلة .و اعتقادا منها انها بذلك ستظهرمدى تاثيرها في الأوظاع ان عددا او تنظيما. اذ ان ذلك وفق رهانها سيظهر في ساحة الأحتجاج. في الوقت الذي اظهر الشباب الثائر انه هو القائد بصفة جماعية للثورة ولا غيره يمكن له الركوب على تضحياته.
احزاب وهيآت سياسية خارج زمان الثوار:
اوردت في مقالة سابقة ان الأحزاب والهيآت السياسية الفاعلة في ظل نظام فاسد من الأنظمة التي تحقق سقوطها نسبيا, في الأقطارموضوع ثورات 2011 او تلك التي تعيش مثل هذه الثورات, هي احزاب وهيآت فاسدة على مستوى الممثليين على الأقل. وذلك لعدة اسباب تستلزم مقالة خاصة . اخص بالذكر هنا نتيجة هذا الفساد في كون الشباب الثائر لم يعرها أي اهتمام . وهب في معظمه مستقلا غير مدفوع بمبادء أي منها, ولا بنظريات معتمدة من قبلها, ولا حتى بالبدائل التي تشنف اسماع الجماهير خلال الحملات الأنتخابية بها.فهال امرهذا الشباب معظمها .ولم يجد من سبيل اتقاءا لما قد ينتج عن هذه الثورات بعد تحقيق هدف اسقاط النظام من المطالبة بملاحقة من كان يضحك على ذقون المواطنين ,من ممثلي هذه الأحزاب والنقابات. علما ان معظمهم ممن لطخت يداه بالأغتناء غير المشروع. اما لكونه حزابا وحيدا وهو حزب النظام. كما هو امر حزب البعث السوري. واما لكونها احزابا من انتاج النظام ذاته لغاية في نفسه . او احزابا انبطحت للنظام بعد حصولها على مقابل.وغير ذلك من الأسباب المهددة لشخص هؤلاء الممثلين او لمصالحهم. هذا الوظع اتظح وبجلاء لدى معظم الأحزاب والنقابات في الأقطار المثار على انظمتها ,الا ماكان منها غير ذي جدوى في نظر النظام ذاته .بالنظر الى عدم تاثيره في الساحة السياسية .كالأحزاب الراديكالية .او لكونه ورقة الأحتياط يلتجا اليها عند الأقتظاء. كما هو امرالجماعات الأسلامية المتشددة التي سبق وتم تخويف الحكيم الغربي بها عند اقتراحه فكرة الفوظى الخلاقة. هذه ألأحزاب والجماعات التي وجدت الفرصة مواتية للظهور واستعراض القوة, عندما نزل الشباب الثائر الى الشوارع والساحات .فمالت باقي الأحزاب والنقابات المذكورة الى صف النظام على الأقل برفضها ألأنظمام الى الثوار. وادعاء وجوب الحوار معه للخروج من المأزق تحت زعم ان الحوار من شانه تحقيق مطالب الثوار. وتحضرني واقعة خطاب العاهل المغربي لما بعد تاريخ انطلاق الأحتجات بالمملكة والتي كان 20 فبراير 2011 بداية لها . خطاب كانت نتيجته اصلاح شامل للدستور. بمعنى دستور معدل وليس دستورا جديدا .حيث ان الأحزاب التي الفت الوقوف في صف النظام وجدت المبادرة مدعمة لمكنونها في رفض الثورة لما سوف ينتج عنها من ملاحقات ومحاكمات .فطبل معظمها وزمر حتى اوظح كثير منها على انها ملكية اكثر من الملك. هذا الدستور الذي عبأ النظام من اجل اقراره باستفتاء الشعب كل ادواته المتوفرة . حتى طلب التزمير والتطبيل من قبل ممثلي دول اجنبية و بعض وسائل اعلامها. من مثل فرنسا والولايات المتحد الأمريكية . وان كانت ألأستجابة بكيفية اخف من قبل هذه الأخيرة التي اوظحت عن رفضها لأستعمال العنف في مواجهة المحتجين. ان الغاية التي سوف يستخلصها المهتم من الدستور المذكور باعتباره لا يرقي الى ما يطمح اليه المحتجون, سيما بشان المطالبة بملكية برلمانية وعدم اهتمام النظام بمطلب محاكمة الفاسدين, انما هي محالة للألتفاف على هذه المطالب اساسا, واحتياطيا ربح ما يكفي من الوقت في انتظار جديد الزمن القادم. سيما ان انتخابات برلمانية قبل اوانها سوف تكون في الأنتظار. والتي على اساسها سوف تتم بعض الأصلاحات المحسوسة طبعا ,وان كانت لن تحقق ما يرنوا اليه المنتفظون. مما سوف يتيح الفرصة في تعقب متزعمي الأحتجاجات لأمكانية فرزهم عن الغير. وبالتالي محاولة اسكاتهم بالطرق المعتادة .التي لا تخرج عن الترغيب والتهديد. ولم لا التعنيف وان ادى الى الوفاة.لكن وصفات التهدئة هذه لن تجدي نفعا لنظام نخره الفساد. حتى اضحى رموزه وحلفاؤه يخاف بعظهم بعظا. ولم تعد العلاقة بين افراد العصابة الا علاقات يشوبها الحذر الشديد.فقد ظهرت الصورة واظحة عندما اقدم الملك على تتويج المسمى بنهيمة المدير العام للمطارات بوسام شرف من درجة قائد, تقديرا لمجهوداته في تحمل مسؤولياته, في الوقت الذي يعد من الفاسدين. حتى انه تسبب في افلاس القطاع الذي انقذ من اموال دافعي الضرائب .ويرجع في تقديري امر هذا التتويج الى محاولة باقي الفاسدين جس نبض اعلى سلطة في البلاد, لمعرفة ما اذا كان سيفعل امل لا . وهي عملية تشبه قياس قوة صرف مياه النهر بغية السباحة . فان اصغى الملك لأقتراح التتويج فلا خوف على الفاسدين ولاهم يحزنون. وان رفظ فاجمعوا حقائبكم او اقتلوني ان كنتم تستطيعون. هي اذن ثورات بمميزاتها الغير معتادة .انطلقت من واقع اصبح هينا وسهلا للدراسة والخروج باتستنتاجات . توحد على اساسها الشباب, باعتباره قلب المجتمع وفؤاده الظامن لأستمراره, والمعتبر مشروع رجل الغد الذي تنتظره مسؤوليات جسام, بالنظر الى محيطه. ومقارنة اوظاعه باوظاع الشعوب الأخرى. هذه التي لعبت التيكنولوجيا الحديثة تقريب المسافات بينه وبينها. حتى اضحى العالم مجرد قرية صغيرة.ثورات اختار مفجروها مطالب تتقاطع عندها رغبات كل التيارات والأطياف المجتمعية . حتى اذا ما تحقق هدف التخلص من النظام الجائر الحائل دون المواطن واعلان وجوده حرا كريما بين اقرانه من افراد شعوب العالم الأخرى, احيل امر اعادة تاسيس السلطة السياسية لمن هو اهل لذلك من النخبة على ظوء خارطة طريق بخطوطها العريضة .الديموقراطية , العلمانية, الحداثة, المساواة والعدالة الأجتماعية. وضعت مسبقا واثناء محاولات جمع الكلمة و الأتفاق والتوافق على المطالب .هذا النظام الجديد الذي لن يتحقق الا بتوفر الأرادة وحسن النية في المختار لتحمل المسؤولية.دون نسيان انخراط الشباب وبقوة في عملية الأختيار هذه. واحتكاره امر المراقبة والتتبع التي اظهر عليها جليا شباب الثورة المصرية , بمناسبة ثورتهم التصحيحية. وملاحقة الفاسدين من ممثلي الهيآت السياسية بالنسبة لشباب الثورة التونسية .حتى اظحى المصدر الواجب الرجوع اليه متى ما تطلب الأمر ذلك .باعتباره القوة المحركة للمجتمع, في منآى عن المؤدلجين .حتى انهم الواقفون في وجه الجماعات الأسلامية التي اعتقدت خلو الساحة لتصول وتجول وفق هواها. اذ ما كان لحزب النهظه التونسي في شخص راشد الغنوشي الا النزول عند رغبة الشباب الثائر لفائدة دولة مدنية وألأفادة بان التيار الأسلامي ما هو الا جزءا من التيا رات السياسية ألأخرى للدولة وان حالفها الحظ في الفوز باول انتخابات بعد اسقاط النظام فليس معنى ذلك اطلاق يدها لألباس الشعب التونسي لباسا دينيا وفق رغبة هذا الحزب. حيث ان الرجوع بقطار الحرية والديموقراطية الى الوراء امر اصبح من المستحيل . وكل مغامر في هذا الشان من شانه ان ينال ما ناله سابقوه.

ملاحظة لفائدة القارء الكريم: لقد تطرقت بايجازلفساد الأحزاب السياسية والجما عات الأسلامية في هذه المقالة والتي قبلها
لأكون بذلك قد حركت عش الدبابير املا في دفع الراي ألأخر الى التعبير عن الوجود بهدف
اثراء النقاش غير ان المقالة السابقة خلت من التعليقات بل وحتى التقييم الا من قبل هيئة الحوار
المتمدن وهو ما اعتبرته تاكيدا لصواب وصحة رايي بان العماء الأيديولوجي وقف وما يزال
عصى في عجلة مطلب تحقيق الديموقراطية الهدف الرئيس للشعوب الثائرة



#ميس_اومازيغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسقاط النظام ومسح الطاولة
- المغاربة والأسلام السياسي
- الفاصل بين سقوط النظام والنظام الجديد
- اطول استعمار في التاريخ
- خطر النظام الجزائري على الأمن والسلم العالميين
- حقيقة اسرائيل التي يأباها العرب والمسلمون
- اسلام السيف واسلام القانون
- الديموقراطية والملكة السياسية
- ربيع الثورات والحنين الى قيادة الزعيم
- الأسلام ألألة الجهنمية للصهيونية العربية
- ثورات 2011والقيادة الجماعية
- الدولة والدين الخارجي
- المسجد اداة استعمارية خطيرة
- الكتاب القرآني ووجوب حماية الطفل
- الصهيونية العربية الى اين؟
- ما جدوى الحوار مع انظمة فاسدة؟
- قرائة الزبانية لكلمات الملك
- التدافع السياسي والأخلاق
- 1 يوليوز ورهان النظام المغربي
- الأنظمة الفاسدة والمطالبة بالحوار


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميس اومازيغ - ثورات 2011 واعادة تاسيس السلطة السياسية