|
هكذا يراوغ الفقهاء ويخادعون !!!القرضاوي أمثولة !
ناصر طه
الحوار المتمدن-العدد: 1054 - 2004 / 12 / 21 - 11:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ربما يتساءل البعض لِمَ كل هذا النقد يتوجه الى الفقهاء !؟ ولماذا يترصد الليبراليون لهم المراصد ويجهدون للنيل منهم في كل سانحة !؟!؟ وقدا يتعاطف الكثير مع هؤلاء الذين يتحدثون ويلعلعون بالمثل والاخلاق والطيبة والتسامح ذي المرجعيات الاسلاموية ظاهرا!؟ وهي تساؤلات محقة ، رغم اننا نزعم ان هذه التساؤلات تنطلق من باب الانحياز الديني والمذهبي ، ومن باب الخوف في نقد المقدسن ، فهؤلاء الشيوخ والفقهاء نجحوا في احتلال موضع المقدس في النفوس من خلال ايهام الناس بانهم يمثلون خلاصة التعاليم الالهية والرسالية وانهم ورثة الانبياء وبالتالي فالقداسة توّرث لهم دون غيرهم ، وهم اولى باستيراث القداسة الانبيائية لانهم تخصصوا في تجسيد الخطاب واللغة الالهية كما يزعمون، ومن هذه النقطة انطلقوا لاستعمار العقل والمنطق وتقييد افكار الناس وحصرها في بوتقة التعمم! فالخارج عن اطار الجغرافية العمائمية التي تسورها اللحى الفقهوية بكل ما اوتيت من تشابك وكثاثة ، سيعد من جند ابليس الذين يتوجب محاربتهم وبترهم بسيف الله المعمم !! . ونحن في هذه السطور لا ندعي اننا سنقدم الجواب الشافي لغليل من يتساءل وهو محاصر بفعل الانقياد والاتباع الذليل لمنطق قداسة الفقيه المتأسلم ! فهؤلاء هم جند الفقهاء ويدهم الضاربة ووقود العمامة والجبة ، وهم في الغالب معبأون بالانفعالات الغريزوية التي يتوهمونها ايمانا وبالتالي فهم لا يعملون في منطقة العقل والتحليل والتأويل بل كل قدراتهم محصورة في صحراء الانفعال الرملوية!، وبهذا يبدعون في التبرير كما هو حال اي منفعل ، ولهذا نحن نخاطب ذاك الذي استطاع ان يوازن بين المساحة العقلية والانفعالية لاننا نشترك معه في الانتماء لهذه الثقافة ونزعم باننا الاولى في توجيه سهام النقد لكل خلل معرفي ولكل انحراف متثاقف ، لاننا ولدنا من نفس الرحم المعرفي ، وتغذينا من نفس المشيمة البيئوية ، ولسنا بخارجين على القانون كما يدعي اصحاب القداسة الشكلية . تأ سيسا على ما تقدم لن نزعم بان نقدنا هذا يمتلك صفة الحقيقة المطلقة والثابتة التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ومن خلفها ، فنحن ارفع من ان نسقط في نفس المماثلة الاسلوبوية التي يلعب على حبالها الفقهاء ، ولكننا في كل ما نكتب انما نتدرع بالوقائع ونتترس بالحقائق التي يفرزها الواقع ، ونثير حولها كل استنتاجاتنا الاحتمالية وتساؤلاتنا التي لا جواب لها عند من توهم انه ظل الله !! واليوم عزيزي القارئ تعال لنناقش معك انموذجا فقهويا يحظى بشعبوية هائلة على مستوى الشارع الاسلامي وسنركز في الاسطرة هذه ( من سطور لا اسطورة ) على ما اجاب به هذا الفقيه المتفنن بالفهلوة الدينية، لاحد السائلين في برنامجه الذي خصص على ما يبدو للترويج الاعلامي له!، والذي يحلو له من خلاله منافسة نجوم الفن والاعلام اسبوعويا، وهو يطل علينا طلته البهية ليمارس التشاطر الفقهوي والتثاقف الدينوي الذي اصبح اشبه بالسيرك الديني يقدم كل حاو وبهلوان فيه الاعيبه وحيله القداسوية التي لا تقبل الجدل ، وتكفر المخالفة ، وتنفي الاعتراض الى مجاهيل جهنم ! . اتصل احدهم متوجها بالسؤال الى فقهينا الجهبذ الهمام وشيخ الامة الامام، صاحب الرايات والفتاوى الجهادية، ومنظر العمليات الانتحارية الاستشهادوية !! وخلف السلف الصالح للسيرة المحمدية ، وكان احدهم في الحقيقة غاية في الوضوح والذكاء ، في تساؤله وطلبه من صاحب الفضيلة والقداسة بان لا يكتفي باصدار الفتاوي الجهادوية من خلال منبره في الجزيرة الوردوية! بل تمنى هذا السائل الكريم ان يرى اشياخه وفقهاءه في مقدمة المجاهدين في العراق والفلوجة وفي فلسطين،على الاقل ليكونوا القدوة الحسنة التي تؤهل شباب هذه الامة الولود للسير في ركاب علماءها الاجلاء الذين يقولون ما ينبغي ان يفعلون !! فمتى سيرى الشباب المغرر بهم هؤلاء الفقهاء في مقدمة صفوف الجهاد لا في مقدمات المنابر الخطابوية ؟؟ هذا هو السؤال بكل بساطة . وياللطامة الكبرى في اجابة هذا الجهبذ المتأسلم عزيزي القارئ !! ويا لعار هؤلاء عندما يواجهون هذه الاسئلة البسيطة العميقة بالازدراء والسخرية والاجابة البليدة المختصرة !،التي لا تغني ولا تسمن من جوع !! كانت اجابة هذا الشيخ غاية في القرضنة ( من يقرض لا قرضاوي كي لا يغضب التابع والمنقاد ) لحبال المنطق المتينة ، قال الشيخ مستهزءا وساخرا بالحرف ( علشان يقتلنا الامريكان ، ويقتل علماء وائمة الامة !!!! ) نعم هذه هي كانت اجابة الشيخ الكافية والشافية !! فكيف لاي نحرير في الفصاحة والحصافة ان يقدر على تحرير اجابة الشيخ الجهبذ من حدود وحقائق المراوغة والمخادعة المفضوحة والمكشوفة في هذا الرد الفاضح والانهزامي ، وكيف يتأتى لعباقرة التبرير والتدليس ان يجدوا تخريجا لهذا الهزال المعرفي والمبدئي الذي انغمس فيه الشيخ حتى اذنيه ؟ . ولاننا واثقون من ان المتنطعين والمتمشدقين ممن تعودا الانقياد سيهبوا دفعة واحدة للدفاع عن هذه اللخبطة الفقهوية القرضاوية ، بكل ما اوتوا من حيل تعلموها في السيرك المتدين هذا ، فاننا سنحاول ان نسد الطريق على كل اجابة ترقيعية وتأويل مسفسط يحاول ان يغطي على هذه الفضائحية والانهزامية ، التي اصبحت سمة من سمات التسلط والهيمنة الفقهائية داخل جغرافيا شعوبنا المنخدعة بالشعارات الالهوية المنبرية . من الواضح جدا ان اجابة الشيخ لن تحتاج الى تأويل وليس فيها من المجاز ما يحملنا على الالتفاف التحليلي والتبريري ، فالقرضاوي يترفع عن الانتحار والذي يحلو له تسميته تدليسا استشهاد من باب "الرزق يحب الخفية" ! وهذا حقه ، ولكن ان يصور للناس زورا وبهتانا ان العمليات الانتحارية في فلسطين والعراق هي ضرب من ضروب الشهادة تجعله ومن خلال اجابته الخرقاء هذه يترفع ويتنصل عن قيم الشهادة التي صم آذاننا بها في كل شاردة وواردة فضائوية ، وإلا فان ائمة الامة وعلماءها لاقل قيمة من اي شهيد حقيقي وهذا ما تؤكده ادبيات التأسلم نفسها ! وليس في هذه التقريرية ما يسوء ويضر ويهين قيمة الفقهاء والائمة كما قد يتوهم البعض ممن يعد التكلم بحق الفقيه كفرا ومروقا على الدين ، ثم ان استشهاد الفقهاء الذين يلعبون دور القادة والمربين يعد في المحصلة النهائية انتصارا لديمومة النضال ، لانهم وقود الحرية والجهاد ورموز هذه الامة التي يفترض ان يقتدي بها ابناء الامة ، وبالتالي فان من نذر نفسه لهذه الامة من شبابها حري به ان يسير على نهجه قائده الفقيه الذي طبق النظرية الجهادية عمليا وليس الذي يطبل لها نظريا كما هو صاحبنا القرضاوي ومن لف لفه ، فتخيل عزيزي القارئ المناضل لو ان رجلا يطرح نفسه رمزا واماما للامة الاسلامية مثل القرضاوي قضى نحبه في ساحات الجهاد التي يحرض الناس على التمسك بها والالتجاء اليها لخلاص الامة من محنها المخزية ، ولم ينتظر ملك الموث يخطف روحه على فراشه الوثير ومنابره المزخرفة ، اما كان ذلك سيشكل دافعا وحافزا قويا للسير على خطاه وتقليد مسيرته ؟ واما كان ذلك سيلهب العزم في ابناء الامة اكثر من كل منبرياته الخائبة !!؟ ولنأخذ مثالا بسيطا ومن التاريخ القريب وسنترك للقارئ تصفح تاريخوياتنا ليرى الحقائق كما يحب ويرغب ، لا شك ان القرضاوي بكل ما اوتي من علم يدعيه ومن شرف جهادي يتمشدق به لن يطال عشر شرف علم وعقل وجهاد عمر المختار الذي طبق الجهاد ولم يطبل له كما يطبل له الان فقهاء المنابر الوثيرة والبنوك الكثيرة وإن كان من الظلم والاحجاف ان نقارن ذاك المختار العظيم ، بهذا . اذن الواضح وضوح الشمس ان صاحبنا يتهرب من ما يطبل له نظريا وبحجج اوهى من نسيج العنكبوت وهذا هو الخلل الذي طالما كتبنا عنه وفضحناه ، بالرغم من كل انشائياتهم التي يحتالون بها على الناس ، ونحيل القارئ العزيز ايضا الى واقعة ابن النسخة الفقهائية الحديثة والمكمل لدائرة السيرك المتأسلم الشيخ سلمان العودة ، ليخرج بحقيقة لا تغطيها الشمس بغربال او عمامة . ان هؤلاء ديدنهم المراوغة والتهرب من المحن التي يدفعون الناس اليها دفع الدواب للمحارق ، فتأملوا واوغلوا في التدبر عافاكم الله وجنبكم حيلهم الكارثية . نعود للشق الثاني من اجابته وهو التذرع بانهم ائمة هذه الامة! وبالتالي فقتلهم يعني خلو الامة من علماءها ورموزها !! وهذا تبرير ساذج اعجب من الاول بل واكثر عجبا من سخريته التي اظهرها اعلامويا من باب التأستذ الفقهوي ، فالامة كما يتبجح القرضاوي في كل منبرياته هي امة ولادة ( ليست بنت المستكفي عشيقة ابن زيدون فلا تتوهموا ) وبالتالي فانها لم تلد القرضاوي ومن لف لفه وعقمت بعد ذلك !! فان ذهب القرضاوي الى غير رجعة فستلد من هو افضل واشجع واصدق منه ، وهذا تاريخ التأسلم امامكم فاقرأوه واعتبروا يا اولي الالباب ! ان التذرع القرضاوي مردود عليه ولا يفسر الا بخوفه وانهزامه من ساحات الوغى التي يدفع الناس اليها دفعا . وسبحان من جعل حب الحياة والتمسك بتلابيبها سمة من اوصله الله ارذل العمر !! . وربما سيطل علينا البعض بمقولة ان الفقهاء ليسوا من المحاربين ، وان القادة في كل دول العالم حتى الغربي منها ، لم يشاركوا مباشرة بالقتال وانما يكتفوا بالقياده والتخطيط !!؟ وهذا قياس فاشل وساذج وفاسد ومردود ايضا ، فلا يصح ان نقيس من نعده على خطأ وضلال ونصور كل سلوكياته بالانحراف عن جادة الحق ! بمن يصور نفسه انه يمثل الحقيقة والصواب في كل ما يفعل ويقول ، ولا يقاس السئ بالحسن ، وهذه بديهية تعلمناها من منطق فقهاء التأسلم ذاتهم فانتبه عزيزي القارئ ولا يغرنك خلط الحواة !. اترانا اجبنا على تساؤلات البعض بالشكل الذي يشبع رغبتهم وتحرقهم للاجابة الواضحة والصادقة !؟ نترك حريةالاجابة لكم احبتي القراء وان عدتم عدنا .
ناصر طه [email protected]
#ناصر_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بديهيات مكررة.. الفقهاء ومنظومة العسكرة الالهية
-
نداء من العراقيين لمحاكمة القرضاوي ردا على فتواه الباطلة وال
...
-
الاخوان وحماس ومن لف لفهم وجوه لعملة بلا غطاء وقيمة
-
العرب وخرافات الموت المسموم
-
الى الفقهاء اصحاب الفضيلة !! فتواكم باطلة جملة وتفصيلا
-
ردوا عليها يا فقهاء التفجير والتفخيخ
-
رؤى متأخرة لحركة الاكثرية الخاسرة
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|