أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ساسي سفيان - البحوث الأكاديمية تقليد رسمي














المزيد.....

البحوث الأكاديمية تقليد رسمي


ساسي سفيان

الحوار المتمدن-العدد: 1054 - 2004 / 12 / 21 - 11:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


البحوث الأكاديمية تقليد رسمي
لقد جرت العادة في معظم الجامعات،أن يكلف طلاب الدراسات العليا(ماجستير والدكتوراه) بإعداد دراسات مستقلة قائمة بذاتها للحصول على درجة علمية عليا،ذات طبيعة أصيلة، يجريها الطالب على النحو اللائق،مدعمة بتقرير عن الإجراءات والنتائج يكون مكتوبا في صورة رسالة أو بحث والغرض من هذا المطلب هو أن يتحدد أساسا ما إذا كان الباحث قادرا على إضافة معرفة أصيلة إلى حقل تخصصه،وهل يستطيع أن يبحث بنجاح موضوعا رئيسيا،فالكثير من الباحثين يجهلون طبيعة وهدف رسالة الدكتوراه أو بحث الماجستير،وهم يتوقعون أن تقوم هيئة التدريس بالكلية بالإشراف الدقيق على كل مرحلة من مراحل البحث، لكن الحال ليست كذلك في معظم الجامعات ومعاهد البحوث،فالباحث يدفع به قصدا إلى الاعتماد على وسائله الذاتية،وعليه أن يبرهن على قدراته في تحديد مشكلة مناسبة، واستنباط طريقة فعالة لحلها،وعليه أن يحدد ويقيم بشكل صحيح معنى وقيمة جميع البراهين الوثيقة الصلة بموضوع البحث،ثم يصل إلى خاتمة منطقية يسهل الدفاع عنها.
وفي العادة تبدأ أطروحة الدكتوراه أو بحث الماجستير عندما يتقدم الطالب بطلب إلى قسم الدراسات العليا،وهذا يكون غالبا عن طريق أستاذ من الجامعة من أجل السماح له بتقصي أبعاد مشكلة معينة في حقل تخصصه،وقد يبين الطالب الخطوات التي اتخذها ليؤكد أن المشكلة الجديدة المراد معالجتها جديدة فعلا،وبأنه شخصيا لديه المقدرة والكفاءة لإيجاد حل لها.
وفي بعض الأحيان تطلب الجامعات من الباحث أن يقدم بالتفصيل مخططا تمهيديا (الإطار النظري ) مكتوبا لاقتراحه متضمنا عرض دقيق للمشكلة وحدودها،ووصف للإجراءات التي ينوي اتباعها وافتراضاته العلمية وتفسير الأسباب التي دعته للقيام بهذا البحث والفائدة المحتملة لنتائجه، و تعريفات بالمصطلحات الخاصة التي ينوي استخدامها في التقرير النهائي،وعرض للمراجع المتداولة بمعنى أن يقدم أبحاث ( مشابهة ) عن الموضوع،وبيان مختصر عن كفاءات الباحث الصالحة لهذا المشروع،في حين أن بعض الجامعات الأخرى قد تكتفي أن تعرف فقط طبيعة مشكلة البحث.
إن الشيء الأساسي في كلتا الحالتين الذي على الطالب أن يدركه جيدا،هو أنه مهما كانت الأمور التي قد تطلبها أقسام الدراسات العليا بالجامعة من أجل الحصول على المعلومات التمهيدية،فإنها تنتظر منه(الطالب)أن يأخذ على عاتقه عبء البرهان على قدراته وخططه، وأن يتخذ الخطوة الاستهلالية الكاملة في دفع عجلة الدراسة إلى الأمام .
ومهما يكن الأمر فإنه بمجرد حصول الطالب على الموافقة الرسمية بالبدء بالدراسة،ينبغي له أن لا يتوقع من الأستاذ المشرف عليه أو من أستاذه أن يخبره بالتفصيل بما يجب عليه أن يفعله في هذا المجال،وعليه أن يعمل أساسا بشكل مستقل باستثناء بعض اللقاءات التي تتم من آن لآخر،ولكن بعض الأساتذة المشرفين يكون لديهم الرغبة في العمل عن كثب ولفترات طويلة مع الطالب،كما أنهم يودون أن يكونوا على اتصال دائم ومباشر بجميع الخطوات التي تتخذ في الدراسة،في حين أن البعض الآخر من هؤلاء الأساتذة لا يبذل أي محاولة لتقصي ما أحرزه الطالب من تقدم،ولا يتطوع بتقديم أية نصيحة،وإن كان على استعداد دائم لمناقشة أية متاعب قد يواجهها الطالب في استقصائه،وتقديم النصيحة العلمية عند استشارتهم.
وبصورة عامة،يجب أن ينظر الباحث أو الطالب إلى الأستاذ المشرف على أنه"ملاذ يلجا إليه " يقدم المساعدة فقط عندما يصبح السير في العملية البحثية عسيرا،ولكن ليس كشخص يضع تعليمات مفصلة لمسار الدراسة،لأن رسالة الدكتوراه أو بحث الماجستير،سوف يفقد الكثير من قيمته بالنسبة للطالب، ولن يكون اختبارا حقيقيا لقدراته لو أن الكثير من القرارات الأساسية اضطر الأستاذ المشرف إلى اتخاذها نيابة عن الطالب .
وفي هذا المقام لا نستطيع إلا أن نتوجه إلى الباحثين المبتدئين ولطلاب الدراسات العليا بنصيحة عملية وهي أن من أهم شروط البحث العلمي المثمر أولا،أن لا يبدأ الباحث خطوة تالية دون أن يكون قد تمكن من الخطوة السابقة،حتى لا يكون مجرد أداة لتسجيل الوقائع،بل عليه محاولة النفاذ إلى سر حدوث هذه الوقائع،باحثا باستمرار عن القوانين التي تتحكم فيها،وثانيا:أن يكون الباحث متواضعا،لأن الغطرسة والغرور تجعله عنيدا حين تلزم الموافقة والانحناء وتمنعه من قبول المساعدة وتفقده الروح الموضوعية،وثالثا،الشغف بالعمل،فالعلم يتطلب من الإنسان كل حياته،أن يكون شغوفا بعمله وبحثه .
إن التصدي لمشكلة من المشكلات بالبحث العلمي هو فن ومهارة،يحقق فيها الباحث ذاته عن طريق أسلوب تفكيره،ورؤيته للواقع،وتفسير البيانات،وما يعتمد عليه من وسائل المعالجة،وطريقة العرض،استنادا إلى القواعد العامة للمنهج العلمي في البحث،وهناك نقطة منهجية وهي أن تحديد مشكلة البحث يعادل نصف البحث والاهتمام لصياغتها صياغة واعية ومنظمة.

ساسي سفيان
البريد الإلكتروني : [email protected]



#ساسي_سفيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خصائص الأسلوب العلمي
- قراءة في فعاليات المؤتمر الإقليمي
- تاريخ نشوء الحركات الشبابية و الطلابية
- المنهج النقدي في استخدام الأسلوب العلمي
- مقومات نهضة إنسانية
- وعي المرأة العربية المعاصرة
- :دراسات عربية في علم الاجتماع الأسري حول المرأة
- مساواة المرأة أم حريتها
- قوانين الأسرة العربية والضغوط الخارجية
- العمل و العمال في الفكر اليساري الثوري
- حقوق المرأة في ضل العلمانية
- قراءة لمؤتمر النساء العربيات في مراكش
- المعرفة
- تاريخ العلمـانية العالمي
- دراسات عربية في علم الاجتماع الأسري حول المرأة
- المرأة العربية بين تحديات المشاركة السياسية و الاقتصادية
- المشاكل الأسرية و موقع المرأة العربية منها
- رؤية ثقافية لما يحمله لنا مؤتمر الأسرة العربية
- المشاركة السياسية للمرأة العربية
- مكانة المرأة في الأنظمة العربية الحالية


المزيد.....




- أوكرانيا تعلن إسقاط 50 طائرة مسيرة من أصل 73 أطلقتها روسيا ل ...
- الجيش اللبناني يعلن مقتل جندي في هجوم إسرائيلي على موقع عسكر ...
- الحرب في يومها الـ415: إسرائيل تكثف هجماتها على لبنان وغزة ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام تسفي كوغان في الإمارات ب ...
- اتفاق الـ300 مليار للمناخ.. تفاصيله وأسباب الانقسام بشأنه
- الجيش اللبناني: مقتل جندي وإصابة 18 في ضربة إسرائيلية
- بوريل يطالب بوقف فوري لإطلاق النار وتطبيق مباشر للقرار 1701 ...
- فائزون بنوبل الآداب يدعون للإفراج الفوري عن الكاتب بوعلام صن ...
- الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة ...
- مصر تبعد 3 سوريين وتحرم لبنانية من الجنسية لدواع أمنية


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ساسي سفيان - البحوث الأكاديمية تقليد رسمي