أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كريم كطافة - أحذروا عودة الملثمين عبر الانتخابات















المزيد.....

أحذروا عودة الملثمين عبر الانتخابات


كريم كطافة

الحوار المتمدن-العدد: 1054 - 2004 / 12 / 21 - 11:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إذا وصلك تهديد الكتروني عبر بريدك على شبكة المعلومات أو عبر وسائل الاتصال الحديثة، من مثل تفجير صغير قرب محل عملك، أو زخة رصاص قرب باب البيت، أو وضع أسمك على جدار أحد بيوت الله وهي كثيرة.. أو خطفوا أبنك لبضعة أيام، أو حتى خطفوك خطفاً مؤقتاً، مقابل فدية هي عبارة عن كل ما تملك وما لا تملك.. لا تسأل عن الفاعل! لو فقدت جزءاً من جسدك في تفجير عبوة ناسفة أو فقدت فرداً من عائلتك أو صديق من أصدقائك.. لا تسأل عن الفاعل..!! لو قضيت ليالي شتاءك على ضوء الشموع وأنت تسمع وترى إلى آبار النفط المحترقة منذ شهور والصهاريج التي تُستورد بفلوسك من دول الجوار ثم يعاد تهريبها إلى دول جوار أخرى.. لو قضيت نهارات صيفك متلظياً محروماً حتى من الماء الصالح للشرب.. لو اختلطت مياه شربك بمياه المجاري.. لا تسأل عن الفاعل..!!! ولا تستغرب لأمر الغموض بأكثر مما يستحقه.. لأنك كنت وما زلت تعيش في دولة الملثمين. كانوا ملثمين في السابق، حتى وهم يقبضون على السلطة بمخالب وأنياب الوحوش.. لم تجعلهم السلطة بما وفرته لهم من وسائل الأمن ومن وسائل الخوف المبثوث في قلوب الضحايا أن يسفروا عن وجوههم.. ظلوا ملثمين متمترسين بدروع المنظمة السرية.. لقد لثموا كاتب التقارير الذي وشى بك حتى صرت تشك بابنك وزوجتك وأبيك وأقرب المقربين لك، ولثموا شرطي الأمن الذي اعتقلك والجلاد الذي كان يقضي ساعات عمله بنهش ما تيسر له من جسدك والقاتل الذي أطلق الرصاص على جسدك المصلوب.. ولثموا أخيراً حتى قبرك بعد جعله مقبرة جماعية في مكان ما من هذه الأرض الواسعة..

كانوا ملثمين حتى حين كان يظهرهم لك التلفزيون، بهيئات وملامح غير هيئاتهم وملامحهم.. أسألك أخي العراقي أختي العراقية الآن، هل كنتم ستتعرفون على (الصحاف) لو رأيتموه بالصدفة في شارع جانبي أو قرب بقال.. نعم الصحاف الذي عرضته لكم الشاشات لأول مرة بدون مكياج ولا رتوش وهو يعبر عن امتنانه لقوات الاحتلال بعد أن أهملوه أسابيع واشهر حائراً بأمره، حتى قطعوا حيرته باستدعاء يتيم، قدموا له فيه القهوة الأمريكية مع تمنيات بالموفقية في سفرة ميمونة إلى بلاد العم زايد.. أعتقد أن قلوبكم العراقية الرقيقة ستدفعكم لسؤاله وهو على ذلك الحال عن أي مساعدة تستطيعون تقديمها له.. أرأيتم معي أنه لم يكن يشبه ذلك الـ (الصحاف) الناعم الأنيق الوسيم نجم الشاشات العربية وغير العربية.. ثم أسألكم وأنتم المغلوب على أمركم في عالم الملثمين؛ هل كنتم ستتعرفون على (السيد الرئيس) وهو يهم بالعبور في شارع مزدحم، بهيئته التي قدمتها لنا جميعاً الشاشات الفضائية وغير الفضائية بعد سقوط دولته وهم يخرجوه من تلك الحفرة التي كان مدفوناً بها.. أجزم أنكم لن تعرفوه ولمعرفتي بطيبة قلوبكم، سيأخذ بيده أحدكم ليساعده على عبور الشارع، وهناك سيمد يده إلى جيبه، ليجود عليه بما موجود في الجيب أو ربما يأخذه إلى أقرب مطعم ليطعمه.. هل يشبه هذا المتسول ذاك الغضنفر الذي كان متربعاً على صدوركم 35 سنة.. حتى صرتم ترونه في أحلامكم، كأن ظهوره الطاغي على الشاشة الوحيدة المسموح لكم رؤيتها لم تكفي..؟ أنهم الملثمون أختي العراقية أخي العراقي..

كانوا هم الدولة والآن بلا دولة.. لكنهم لم ينقرضوا من تلقاء أنفسهم.. قال لهم الاحتلال أذهبوا فأنتم الطلقاء حتى أن مدنهم كان الوحيدة التي دخلها آمناً مستأمناً.. وحرمت المراجع الدينية عمليات الثأر منهم.. وتنابزت الأحزاب فيما بينها بدعاوى المصالحة.. وخرج الصمت العربي لأول مرة عن صمته في سابقة ستسجل عليه، بدعوته الحكومة لمحاورة ملثميها.. وتوالت فضائح (أبو غريب) لتنسج لهم دعامات جديدة.. وتنادت لهم العرب العاربة والمستعربة لترفدهم بأجساد قد خللها الاستبداد العربي وحولها إلى هياكل فارغة إلا من التوق للقاء جنة عرضها السموات والأرض.. وزادت الطين بلة حكومتكم الحالية المؤقتة أنها لم تميط اللثام عن وجه أي ملثم حتى الساعة.. تسمعون عن اعتقال وقتل ملثمين كأنها أخبار تحدث في الصومال أو جيبوتي أو في إحدى جمهوريات المريخ.. لكن كل تلك الدعامات والدعاوى والاستأمانات لم يميطوا اللثام عن وجوههم.. أنهم كائنات لا تجيد العمل إلا تحت لثام.. هم أعرف مني ومنك أن ضوء الشمس والعلن سيهمشهم ويركنهم بعيداً.. لذلك ما زالوا على لثامهم القديم.. يروننا ولا نراهم.. يراقبوننا ولا ندري عنهم شيئاً.. يمازحوننا بمفارقات شرطة هذا الزمان الذي يتعرض فيه مركز شرطة في زحام المدينة لهجوم على مدى ثلاث ساعات دونما نجدة تأتيهم من أي كان، حتى ينفذ عتادهم ليتمكن منهم الملثمون.. وربما يمازحوننا ويذكروننا بقصة ذلك المدير الاستثنائي.. كيف أن ثلاث مدراء عينتهم الحكومة بدلاً عنه قد قتلوا واحدا أثر الآخر قضاءاً وقدراً.. حتى اضطرت الحكومة الحكيمة أخيراً أن تعيده إلى عرشه القديم لكفاءته النادرة.. ربما نجاريهم كذلك لتفريغ هموم واحتباسات السنين دون أن نعلم أن كل كلمة ستكون محسوبة علينا.. كانت لهم جريدة واحدة لا أحد يقربها لخلوها من الجريدة.. ولهم الآن عشرات الجرائد كلها تبث لنا الإشاعة والتشويش والتهويل والتهديد.. كانوا حزباً واحداً أحداً.. ولهم الآن أحزاب تستطيع أن تشتري شرطة وموظفين ومسؤولين كبار وحتى طرق سريعة وغير سريعة.. كانت لهم قناتين تلفزيونيتين متشابهتين ولهم الآن قنوات كثيرة متشابهة منها المحلي ومنها العربي.. وكلها تعمل على مدار الساعة لإعادة إنتاج الزيف والإشاعة والتهويل والتخويف.. كانوا يقتلوننا ويرمون بجثثنا في مقبرة جماعية.. لكنهم الآن يقتلوننا ويسيرون وراء نعوشنا (لأول مرة تكون لنا نعوش علنية).. وبعد أن يذرفوا ما يتيسر لهم من دموع الشماتة ويلعنون الفعلة الأنذال وهم يقصدون أنفسهم.. يوصلون التقرير الأمني إلى أحد مسئولي الملثمين حول دقة الإصابة.. هل ترون كيف يتباكون على أمننا المهدور وحيرتنا مع كل يوم جديد.. ليذكروننا ليل نهار بأمنهم المصان أيام دولتهم.. هل ترون كيف يقطعون عنا الكهرباء لأيام.. ليذكروننا أن القطع كان في دولتهم لا يتعدى الساعات.. هل ترون كيف يسرقون صهاريج النفط والبنزين.. ليذكروننا بأيام العز حين كان البنزين والنفط مبذولاً.. هل ترون كيف يقتلون الشرطي والجندي.. ثم يصرخون بملء أصواتهم من على شاشات العهر العربي أين الأمن.. هل تسمعون كل يوم ذات الخبر الذي تبثه لكم كل وسائل العهر الإعلامي العائدة لهم والقريبة منهم، حتى غدا خبراً مملاً لتكراره: قصف مجهولون رتلاً أمريكياً مخلفين وراءهم ثلاثة قتلى عراقيين وعشرات الجرحى من المدنيين.. كنا رهينة خاضوا بنا الحروب.. ولما تكسرت نواياهم على صخرة تنبه العالم لهم، صاروا يساومون بنا العالم كله.. من هذا الذي سيقتحم بلداً فيه 26 مليون رهينة..؟ وبعد أن فعلها المحتل الأمريكي ولم يكترث للرهينة، ها هم يساومونه علينا من جديد لاستعادة دولتهم.. أما أن توفر قوات الاحتلال شرطياً على رأس كل مواطن لحمياته من الملثمين أو تعيدوا لنا (الأمانة) من جديد.. نعم، أنهم يفاوضون الاحتلال على أشلائنا وعلى ثلاث شروط لم يتنازلوا عنها أبداً.. أنهم يريدون ثلاث وزارات دفعة واحدة.. الدفاع والداخلية والأمن.. الوزارات إياها القادرة على إعادة إنتاج الانقلابات.. كما ترون معي أننا ما زلنا رهائن للملثمين..

لم يبق أمامنا الآن غير مكان وحيد علينا التحصن به.. لنجعل منه مثابة لتنظيف البلد منهم.. لنستعيد به مبادرة سلبت من بين أيادينا بعد احتلال البلد.. أنها الانتخابات القادمة.. بها سنسن دستوراً جديداً لنا وبها سنشكل حكومة جديدة.. وبها سنكون قادرين لأول مرة على تقرير مصيرنا بأيدينا.. لكن علينا لا نسدر كثيراً في الأحلام.. صحيح هم يخوضون حملتهم الإنتخابية الآن بالعبوة الناسفة والرمانة اليدوية والاغتيال.. لكن عيونهم لم تغفل أبداً أمر تلك القوائم الإنتخابية.. لقد تسللوا إلى هذا الحصن كذلك.. عدتهم ملايين ومليارات من أموال البلد المسروقة وموئلهم أحزاب قديمة وجديدة عارية إلا من هياكلها.. ولأنهم ملثمون فهم قادرون بالسليقة والغريزة والبديهة الشريرة على التلون واللعب على جراحنا وهمومنا الكثيرة.. إذن لنعتصم جميعاً بحقنا بالمعرفة.. لنعرف أولاً خلو القائمة من أي ملثم.. لنصوت لها ثانياً.. من حق أولادنا وأحفادنا علينا أن نكون مخلصين وأمينين لهم.. سوف لا تخدعنا يافطة القائمة إن كانت مباركة من المرجعية أو غير مباركة.. إن كانت ديمقراطية أو غير ديمقراطية.. للملثمين كثير من العناوين الديمقراطية ومثلها الإسلامية.. ليكن شرطنا الوحيد للتصويت هو خلو القائمة من أي ملثم.. هل سنقدر على ذلك..؟؟؟

19/12/2004



#كريم_كطافة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيوعيون أصوليون... 2 ـ 2
- شيوعيون أصوليون
- العراقيون والضحك والسيارات المفخخة
- حين يترك فقهاء القطيع الباب موارباً
- لكي لا يضيع نداء حمد في لجة الصراخ.. إلى حمد الشريدة
- قنوات الواقع الافتراضي العربية
- لماذا قناة العربية دون الجزيرة..!!؟
- بورترية لوأد النساء في زمن الصحوة
- أدعية على الهواء للإله المخطوف
- لماذا يكون الزرقاوي أشعل منك يا شعلان..؟
- خرائط تبحث عن من يرسم ملامحها
- الموقف الفرنسي من وحلٍ إلى وحل
- عيون وآذان جهاد الخازن وأخطاء علاوي
- بماذا أرد على صديقي المتشائل..؟
- مرة أخرى.. عن الشعب الكردي وقضيته
- حلم امرأة
- شارع القدور
- ماذا تبقى من مشروع لجنة اجتثاث البعث..؟
- كرسافة
- صلح الحديبية الثاني..!!


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كريم كطافة - أحذروا عودة الملثمين عبر الانتخابات