موحو وكزيز
الحوار المتمدن-العدد: 3558 - 2011 / 11 / 26 - 04:17
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
لحظة، يا علي: لا للتهجم...
كمناضل معني بمجريات الساحة السياسية بالمغرب وتطوراتها، أثار انتباهي مقال الرفيق علي فقير تحت عنوان"ماهي الأطراف التي تهاجم النهج الديمقراطي؟". وقد سبق لي ان قرأت مقالا آخرا للرفيق في هذا الإتجاه، أي الدفاع عن حزب النهج ضد جهات تستهدفه.
أشير في البداية الى أن للرفيق الحق في الدفاع عن حزبه، وحقه مشروع وثابت ولا نزاع في ذلك. كما ان الرد ونقاش أراء الرفيق وحزبه حق مشروع وثابت كذلك. وبهذا المعني استسمح الرفيق للرد علي ما جاء به مقاله.
في اعتقادي، يعد تهجم النظام علي كل القوي التي تناضل من أجل آفاق ومشروع يتناقضان كليا او جزئيا مع أفقه ومصالحه أمرا طبيعيا من زاوية النظر الطبقية. وقد يتعلق الأمر بكل القوي في حلبة الصراع مع النظام. إصلاحية أو ثورية أو حتي رجعية، من داخل أو خارج التحالف الطبقي المسيطر. إن واقع الصراع الطبقي بالمغرب يشهد علي ذلك. يمكننا ان نستحضر كل المحطات وتجارب مختلفة، بما فيها تجربة الحركة الوطنية، تجربة الحركة الماركسية اللينينية المغربية، الإنقلابات العسكرية، الحركة العمالية، تجربة الاحزاب الاصلاحية في عقد السبعينات الي غير ذلك.
إذا كان النظام يهاجم حزب النهج الديمقراطي، فهذا ليس بدليل علي أن هذا الحزب يحمل مشروعا ثوريا. وإلا، فما معني اعتقال أعضاء القوي الظلامية؟ هل هذا عربون علي ثورية هذه القوي الرجعية؟ أبدا، واعتقال مناضلي القوي الاصلاحية التقليدية كذلك، إلخ.
إن جل أدبيات حزب النهج الديموقراطي لا تقول ولا تنص علي مشروع من حجم جمهورية مجالس العمال والفلاحين كما يوحي الرفيق. صحيح أن مشروع الحركة الماركسية اللينينية المغربية هو جمهورية مجالس العمال والفلاحين، ولكنه ليس بمشروع حزب النهج الديموقراطي. إن للحزب مشروع آخر يخالف تماما مشروع الحركة الماركسية اللينينية المغربية : مشروع نظام ديموقراطي تسوده المساواة بين المرأة والرجل، يعتمد فصل الدين عن السياسة، يعتمد حرية المواطن(ة) وحرية المعتقد… باختزال نظام بورجوازي مدني ديمقراطي وعلماني.
إن هوية حزب النهج الديمقراطي هاته، باعتباره حزب يناضل من اجل مجتمع بوزجواري ديمقراطي علماني، كفيلة بجعله يتعرض للتهجم، وربما أكثر من ذلك من طرف النظام او القوي المخزنية حسب تعبير الرفيق علي فقير. اما الحديث عن الإستمرارية وعدم الكشف عن استراتيجية الحزب المخالفة تماما لاستراتيجية "الحركة الماركسية اللينينية المغربية عامة ومنظمة " الي الامام" خاصة التي ناضلت من اجل تشييد جمهورية مجالس العمال والفلاحين الفقراء علي طريق المجتمع الشيوعي"، فهذا امر يخالف الصواب والواقع. إن مشروع "جمهورية مجالس العمال والفلاحين" مشروع إشتراكي لا غبار عليه. ومشروع "نظام ديمقراطي علماني" مشروع برجوازي لا غبار عليه كذلك. فأين الاستمرارية بين المشروعين التي تحدث عنها الرفيق علي لتوضيح تهجم "القوي المخزنية" علي حزب النهج الديمقراطي؟ هل استراتيجية نظام بورجوازي مدني ديمقراطي علماني هي استمرار استراتيجية نظام إشتراكي جمهورية مجالس العمال والفلاحين؟ سؤال أخير، هل الاستمرارية يمكن اختزالها في كون قياديي حزب النهج كانوا من بين من كان سابقا يحمل مشاريع الحركة الماركسية اللينينية المغربية؟ اذا كان الامر كذلك فمن حق من زاغ وخان والتحق بمؤسسات النظام ان يعلن استمراريته لمشروع الحملم.
اذا سلمنا بان النظام بالمغرب لا ديمقراطي، فكل القوي مؤهلة أن تكون ضحية التهجم، الإعتداء، الإغتيال الحبس الاعتقال الخ، بما في ذلك قوي اليسار الجديد الذي يعد النهج من مكوناته. إن الكل معني بالتهجم علي حزب النهج وغيره ومن موقعي أندد بكل تهجم يطال النهج و مناضليه من طرف النظام و كل القوي الرجعية، وهذا مبدأ. وأعتقد أن الرفيق علي يقاسمني نفس المبدأ في ما يتعرض له مناضلون أخرون يختلفون مع حزب النهج من مضايقات وتهجم من طرف النظام والقوي الرجعية والظلامية.
القوي الظلامية :
إن القوي "الإسلاموية" علي حد تعبير الرفيق علي، تحمل مشروعا رجعيا، أكثر رجعية من النظام (أحيل القارئ علي كتابات، تصريحات وممارسة قوي الظلام). إنطلاقا من موقعها هذا تعد في تناقض رئيسي، أساسي وجوهري مع استراتيجية نظام بورجوازي مدني ديمقراطي علماني لحزب النهج الديمقراطي. فما بالنا بتناقضها وتناحرها مع المشاريع الأخري، الإشتراكية علي رأسها.
إن التناقض/الصراع مع هذه القوي الرجعية هو تناقض/صراع بين مصالح طبقية متناحرة. والرفيق علي يري في هذا التناقض جدالا فكريا و سياسيا. بمعني أن طبيعة الصراع بين حزب النهج وقوي الظلام ليس رئيسيا/عدائيا/ تناحريا، بل هو بمثابة جدال، أي ثانوي. إن استراتيجية نظام مدني ديمقراطي علماني تتناقض ثانويا مع استراتيجية نظام رجعي. وبالتالي هناك، حسب دائما منطق الرفيق، نقط تماس والتقاء المشروعين: الرجعي والديمقراطي العلماني. وبالمناسبة اطرح سؤالا: ماهي نقط الإلتقاء والتماس بين قوي الظلام وحزب النهج الديمقراطي مادام الصراع بين القوتين ثانويا وجدالا؟
يقول الرفيق علي إن القوي الظلامية، "الاسلاموية" علي حد تعبيره دائما، تناهض "الاستبداد المخزني". إن اي قوة سياسية تسعي طبعا لتحقيق اهدافها القريبة والبعيدة. القوي "الاسلاموية" ذات المشروع "الماضوي" لا تخالف هذه القاعدة. فهي تسعي وتعمل علي استبدال "الاستبداد المخزني" باستبداد آخر أشد من المخزني، "اسلاموي" . إن سمح الرفيق، ومادام انها، اي القوي الظلامية، تناهض "الاستبداد المخزني" فالصراع المنتظم معها من موقع حزب النهج الديمقراطي، جدال فكري وسياسي، اي صراع ثانوي. فنتيجة الصراع بما هو جدل فكري وسياسي اي صراع ثانوي، هي الالتقاء والتحالف بين النهج وقوي الظلام وتحديدا جماعة العدل والاحسان لمناهضة "الاستبداد المخزني". وهذا ما يفسر السياسة الميدانية لحزب النهج الديمقراطي في الاطارات والحركة الجماهيرية، رغما عن تصريحات مسؤولي الحزب التي تتنكر لكل عمل سياسي مشترك.
انطلاقا من هذا الفهم القسري للصراع وخلاصته رفع الرفاق بالنهج قبل الاعلان عن نشأة الحزب الرسمية شعار الوحدة مع القوي الاصلاحية التقليدية ونبد العنف حين اختطاف، تعذيب واغتيال الشهيد المعطي بوملي وقتل الشهيد ايت الجيد بنعيسي من طرف القوي الظلامية.
انطلاقا من الفهم الخاطئ للصراع واطرافه من طرف الرفيق علي وحزب النهج، رفع الحزب المذكور شعار الوحدة واستقلالية حركة 20فبراير..
المتياسرون:
كل من يختلف مع حزب النهج الديمقراطي، حسب مقال الرفيق علي، فهو متياسر وعاجز ميدانيا...
كل من يختلف مع حزب الرفيق يعتبر" النضال النقابي، النضال الحقوقي والنضال الجمعوي… نضالا اصلاحيا…"
كل المناضلين خارج حزب النهج هم سواعد مكسورة...
كل المناضلين خارج حزب النهج هم طلبة يقومون بالدعاية الثورية في المدرجات والغرف الخ ضد النهج
ما هكذا يا رفيق يتم التعامل مع المناضلين الذين لا يشاطرون سياسة حزبك المحترم. لا للتهجم يا علي علي المناضلين مهما اختلفوا معك.
#موحو_وكزيز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟