أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد مصارع - ؟هل يمتلك الانسان سبع حواس














المزيد.....


؟هل يمتلك الانسان سبع حواس


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1054 - 2004 / 12 / 21 - 11:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل يمتلك الإنسان سبع حواس ؟
ليس موضوع الحواس بحثا في فضاء منعزل , والفصل المنهجي لغاية تحليلية , لا يجعلها مفردات منفصلة , أو ممزقة وغير مترابطة , ومن الأنجع مرة أخرى العودة الى تصور وحدتها الغير قابلة للانفصال , عن طريق تأمل وحدتها , كما جرت العادة عند البحث في أجزائها التفصيلية .
ينقسم المجال الحسي عند الإنسان الى منطقتين رئيستين , هما بمثابة الشيء وظله الملازم له , يحضران معا ويزولان معا , فالمجال الإرادي لا ينفصل عن المجال اللاإرادي .
من الممكن اعتبار الإنسان هو مجرد كتلة حسية واحدة ولا نخسر كثيرا من وحدة الحس الإنساني , فالإنسان وهو شعور دائم , حتى حين يتعلق الأمر بالتعلم نفسه , ولا غرابة أن نسمع أحدنا يقول :
أنا لا أريد أن أتعلم إلا إذا شعرت وتحركت عاطفتي , ومنهم من يقول أنا لا أفهم إلا أذا أحببت , ويتم عبر هذا الموقف الهادف ربط المعرفة بالاستعداد العاطفي شرطا لقبول العملية المعرفية برمتها , وهو حق طبيعي ومشروع في حرية التعامل مع المعرفة , وشرط كرامة من نوع رفيع ينبغي عدم تجاهله , فتربية السوط لا تخلق فضاء معرفة حرة , وشروط الحرية هي من الأ واليات الممهدة لوعي غير استعبادي , فحرية التعلم في فضاء يجعل العلم في خدمة الإنسان لا العكس .
وهذا ما حدث حين عمت الأصولية العلمية التي طالبت الفرد للخضوع وانحناء الرأس وطأطأته , إكراما للسيد علم , وسارع العلماء الى أحناء رؤوسهم تواضعا كما يقال , وفي الأمر فرية ...!!
احفظ وتعلم ولو كان ذلك على حساب إنسانية المتعلم , والباحث الدءوب عن المنتج العلمي , وكثيرا ما لاحظنا تمازج الحق مع الباطل في سخرية لاذعة .
يقول الشاعر العالمي نزار قباني :
علمونا في الكتاتيب صغارا ..
.....
شوهونا شوهوا ا الإحساس فينا وال شعورا
شرط الحرية في اكتساب العلم , شرط الإثارة العاطفية , وشرط كرامة الإنسان , وغيرها من الشروط , ليست ديكورا محيطا مكملا للعملية المعرفية كما تصور البعض , إنها أكثر من أساسية .
النوبلي الروماني جورجيوس , ركز في روايته الشهيرة ,( الساعة الخامسة والعشرون ) على الاستعباد الذي نعيشه اليوم , وعيوننا مسمرة على الانترنت , وهي تكاد تقفز الى الأمام كما تفعل عيون الضفادع ...
الساعة الخامسة والعشرين حلت علينا , ضيفا ثقيلا , بسبب من عقلية وأسلوب حاملي الهر وات , والسياط , وكأن العلم المتعلمن واللامتدين بحجة الركوع للحقيقة في عالم الحديقة , قد جرنا من ألأذن نحو استعباد جديد , وعبودية العلم هي أهون الشرور .
وهو نوع من المكافأة السينمارية , لقد قلت بضرورة السم , فلتشرب كأس السم على الملأ ..!وابدأ بنفسك , وعلى المبدأ السقراطي :
ان من أعلمه لا يحبني , فكيف يكون الوعي أحيانا دمار وخراب ؟!
يموت الإنسان إذا توقف قلبه عن العمل , ونفاقا من المخ فقد أهدى اليه بعض وظائفه المزعوم علميا أنها محتكرة للعقل , فالقلب اللئيم رفض المشاركة السلبية مع العقل , والاكتفاء بدور المتفرج على صرامة العقل , ولذلك حتم على المخ ضرورة اقتسام السيادة ومن أجل الحياة ,والحياة بحد ذاتها أهم بكثير من العلم .
نموت معا , وحين يموت القلب لوحده , فانه سيذهب هازئا من العقل المغرور .
لن أبرهن على نظريتي عن الحواس السبع إلا في وقت متأخر , وليس قبل تحرك عاطفتي باتجاه الإنسان الجديد , الذي يعيش مع كرامته العالية , وهو الأمر المفقود حاليا , تحت قعقعة السلاح , وتحت الإرهاب الفكري , والتمييز متعدد الأشكال والألوان .
احمد مصارع
الرقه -2004



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيئة العربية ليست عربية
- الرئيس بل كلينتون يحاضر استراتيجية العرب 2020 قبل الميلاد
- هل أنت مسلم أم شيوعي ؟ الأثنان معا ياسيدي
- الحكومة السعودية تسعود الوظائف ولاتسعود الوظيفة الدينية !
- نظيف في ذاتي وقذر في محيطي ؟
- الارهاب الفكري , والطرق السريعة لابادة الرأي الاخر
- باقون على العهد العصملي
- الدين والسياسة المعاصرة وتديين السياسة
- حقيرة سجون الحرية
- قطاع طرق ولكن على خلق
- الانتخاب تحت الحراب وبدون خطاب
- عبادة السلطة والدين الجديد
- تحية للحوار المتمدن في قرنها الثالث
- التركيز
- نعم لسياسة فرق تسد
- قانون التسامح الصفري والبند السلبع
- هل أنت فيلسوف أم رئيس الدولة ؟
- مشتاقون لسماع الطزطزة القذافية
- الافتاء والاستفتاء
- الشرق الأوسط بين الاحتلال والديمقراطيه


المزيد.....




- حماس: منع الاحتلال اعتكاف المصلين للمرة الثانية في المسجد ال ...
- على أنغام -طلع البدر علينا-.. وفد من رجال الدين السوريين من ...
- شاهد.. الزعيم الروحي للدروز يتهم الإدارة السورية بالتطرف
- قوات الاحتلال تقتحم مناطق بالضفة وتمنع الاعتكاف بالمسجد الأق ...
- بالصلاة والدعاء.. الفلبينيون الكاثوليك يحيون أربعاء الرماد ...
- 100 ألف مصلٍ يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- مأدبة إفطار بالمسجد الجامع في موسكو
- إدانات لترامب بعد وصفه سيناتورا يهوديا بأنه فلسطيني
- الهدمي: الاحتلال الإسرائيلي يصعّد التهويد بالمسجد الأقصى في ...
- تزامنا مع عيد المساخر.. عشرات المستعمرون يقتحمون المسجد الأق ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد مصارع - ؟هل يمتلك الانسان سبع حواس