ابراهيم الجندي
صحفي ، باحث في القرآن
(Ibrahim Elgendy)
الحوار المتمدن-العدد: 3557 - 2011 / 11 / 25 - 13:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أعلن الاخوان المسلمين انهم لن يشاركوا فى المظاهرات المليونية الاخيرة ، ظنا منهم انها لن تنجح بدونهم ، وبعد نجاح المظاهرات وتأييد الرأى العام لها أعلن الاخوان عن المشاركة فيها رغم طرد الثوار لأحد قادتهم من الميدان وضربه بالاحذية !!
كل ما يهدف الليه الاخوان الان هو قطف الثمار سريعا .. اجراء الانتخابات .. تخدير الناخبين بكلام عن الله والأنبياء والاسلام .. سرقة اصوات البسطاء في غفلة من الزمن .. الحصول على الاغلبية ... تشكيل الحكومة .. وابقى قابلني لو قدرت تفتح فمك بعدها!!
الاخوان يعلمون علم اليقين انها فرصة تاريخية لسرقة الوطن فى ظل غياب سلطة الدولة ، وسيطرتهم على معظم الفضائيات ، ونجاحهم منقطع النظير في تخدير ملايين البسطاء بالشعارات الدينية العاطفية !!
المجلس العسكري بدوره يجاري الاخوان فى مسعاهم لأن قادته على يقين ان الاخوان قادمون لا محالة ، والاتفاق غير المعلن بين الطرفين مفاده ... اعطيك السلطة وتعطيني مزايا وحصانة!!
لمن لا يعرف فان المجلس العسكري صادق فى اعلانه عن عدم رغبته فى الاستمرار فى السلطة ، ولكن قادته يعرفون ان مصيرهم السجن اذا لم يحصلوا على ضمانات من الحاكم القادم!!
العسكر تحت ايديهم مليارات الدولارات التى لا حساب ولا رقيب عليها ، ويرغبون فى تحصين هذا الوضع الان ضد أى رقابة برلمانية فى المستقبل!!
تلك هى المعادلة يا سادة والا فاذا كان المجلس لا يرغب في السلطة ، ويعرف ان السياسة ليست لعبته .. فلماذا البقاء فيها وهو يعلم ان اهلها موجودين ويعلمون كيف يقودون سفينة الوطن الى برّ الامان؟
الاخوان والمجلس العسكري وجهان لعملة واحدة ، الاخوان عايزين السلطة والمجلس عايز حصانة !!
الاخوان لا يهمهم ما يحدث فى التحرير ولا يعنيهم دماء الشهداء ولا حتى مستقبل الوطن .. كل ما يعنيهم هو سرقة الوطن فى تلك اللحظة المفصلية الحسّاسة!!
بعدها سوف يعلنون مصر اسلامية ، وسوف يدّعون ان تلك هى ارادة الشعب ومن خلال انتخابات حرة وبشهادة العالم ، وهى شهادة حق يراد بها باطل!
من المستحيل اجراء انتخابات نزيهة وحرة وعادلة بينما الاحزاب الجديدة لم تأخذ فرصتها من الوقت لعرض برامجها وتجييش الناس حولها بعد اكثر من نصف قرن من الديكتاتورية والطغيان والحرمان من العمل السياسي!!
التيارات الدينية عموما والاخوان خصوصا يعملون بمنطق براجماتي بحت يستخدمون فيه كل الوسائل بما فيها التقية والكذب والمناورة والخداع للوصول الى اهدافهم للعودة بنا الى الخلف الاف السنين
لا للدين فى الدستور او القانون او اى شأن من شئون حياتنا ، ما يحكمنا هو القانون وليس الاسلام ، فالاسلام دين فقط ولا يعنى سوى المؤمنين به
خلط المقدس بالسياسي .. المطلق بالنسبي .. المتغير بالثابت .. هو الانتحار بعينه
#ابراهيم_الجندي (هاشتاغ)
Ibrahim_Elgendy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟