أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - صفحة ناصعة من تاريخ عصام عايد زعيم حزب الأصلاح والعدالة الديمقراطي














المزيد.....

صفحة ناصعة من تاريخ عصام عايد زعيم حزب الأصلاح والعدالة الديمقراطي


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1054 - 2004 / 12 / 21 - 09:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أثار انتباهي ما كتبه الكاتب أحمد الشمري عن زعيم ما يسمى بحزب الإصلاح والعدالة الديمقراطي !! ،المدعو [ عصام عايد ] الذي استضافته إذاعة سوا مع السيد عباس البياتي ،زعيم الحزب الإسلامي العراقي ، والسيد جواد المالكي ، نائب رئيس المجلس الوطني المؤقت،في البرنامج الأسبوعي [ من صلب الحدث ] والمخصص لبحث أوضاع وهموم العراق .
لقد عادت بي الذاكرة إلى عام 1960 عندما كنت أحد المراقبين في المركز الإمتحاني للدراسة الإعدادية بثانوية الحدباء ، وكان الطلاب الممتحنون من الثانوية الشرقية ، وكان عصام عايد [ رئيس اتحاد الطلبة]آنذاك أحد أولئك الطلبة ، وهو من عصابات البعثيين المعروفين في المدرسة وفي محلتي الدواسة والنبي شيت .
كان هذه الطالب مع مجموعة من زمرة البعثيين قد سيطروا على منظمة اتحاد الطلبة بعد أن قلب الزعيم عبد الكريم قاسم ظهر المجن للقوى الديمقراطية والحزب الشيوعي بالذات وأزاح قادة المنظمات الديمقراطية ليفسح المجال لقوى اليمين والفاشية لتهيمن على تلك المنظمات، اعتقاداً منه بأن الخطر على سلطته يأتي من جانب قوى اليسار ، وبالذات الحزب الشيوعي ، مع شديد الأسف .
ولست الآن في صدد الحديث عن موقف الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم رحمه الله والذي ذهب نتيجة أخطائه القاتلة بإنعاش قوى اليمين والفاشية لكي يمهد لها السبيل لاغتيال الثورة المجيدة واغتياله هو بالذات، وإغراق العراق بالدماء على أيدي زمر الفاشست البعثيين في انقلاب 8 شباط 1963 .
في أحد أيام الإمتحان كان من نصيبي مراقبة الصف الذي فيه عصام عايد الذي ناولته ورقة الأسئلة وباشر بقراءتها ، لكنه كان عاجزاً عن الإجابة ، وحاول الغش في الامتحان ، والتحدث مع رفاقه طالباً مساعدتهم ، وقد حذرته من تكرار هذا العمل ، لكنه أصر على فعلته قائلاً :
[ لابد من النجاح سواء بالقوة أو المروة ، أي المروءة ، ] .
كان ذلك يمثل تهديداً لي في تلك الظروف البالغة الخطورة حيث كانت عصابات الاغتيالات تمارس نشاطها الإجرامي في مدينة الموصل على قدم وساق ، وكان عصام عائد أحد تلك الزمر التي كانت تسمي نفسها [ شباب الطليعة العربية لمحلتي الدواسة والنبي شيت ] والتي اغتالت الشهيد فيصل الجبوري مدير ثانوية الكفاح في 19 أيار 1960 ، ذلك الإنسان الرائع الذي يتصف بأسمى الخلق والمثل العليا ، وكان مثالاً للمربي الديمقراطي النير الفكر والعطوف على أبنائه الطلاب .
ألحَّ عصام عايد على الغش مهدداً أياي ، مما اضطرني إلى استدعاء معاون مدير المركز الإمتحاني السيد نزار المختار ، وهو من المتعاطفين مع البعثيين ،لمعالجة الموقف ، وتحدث مع عصام أول الأمر بهدوء ناصحاً إياه بالتزام النظام ، لكن عصام كرر تهديده وأصر على الغش مما أدي إلى تهديده بالطرد من قاعة الامتحان ، لكن قيام هرج ومرج من جانب رفاق عصام البعثيين الذين أعلنوا بأنهم سيخرجون مع عصام إذا ما ُطرد من قاعة الامتحان ، مهددين بما لا يحمد عقباه!!! .
وبسسب تطورات الموقف في قاعة الامتحان استدعى السيد نزار المختار مدير المركز الإمتحاني ، وهو منتدب من بغداد ولا أتذكر اسمه اليوم ، وكان رجلاً ذكياً تصرف بشكل حكيم وعقلاني لحسم المشكلة ، موجهاً كلامه لعصام قائلاً :
[ تعال إبني ماذا تريد سألبي طلبك سأخذك على غرفتي وأترك لك الفرصة أن تأخذ كتابك معك لتكمل إجابتك كما تشاء.
وأخذ عصام إلى غرفته وأخذ معه كتاب مادة الإمتحان، وتركه يكمل مشواره حتى إذا ما انتهى من الامتحان وغادر القاعة ، ومن ثم انتهى الوقت المقرر للإمتحان ،وخرج جميع الطلاب من المركز الإمتحاني ، استدعى مدير المركز جميع المراقبين إلى غرفته ، وأخرج الدفتر الإمتحاني لعصام عايد وكتب عليه بخط يده كلمة [ غش] كبيرة ، وتم التوقيع على الغلاف من قبلنا ،وبذلك رسب عصام بجميع الدروس تلك السنة بموجب نظام الامتحانات الوزارية المقرر.
لكن حقد عصام عليَّ لم ينتهِ فقد وصلتني رسالة في اليوم التالي تهددني بالقتل موقعة بأسماء شباب الطليعة العربية لمحلتي الدواسة والنبي شيت مما جعلني في موقف صعب بل وخطير ، فأقدمت على إقامة الدعوة لدى السلطة الأمنية، لكن السلطة الأمنية [ مديرية الأمن ] بدلاً من استدعاء المجرمين الذين هددوني بالقتل أرسلوا بطلبي .
وبادرت بالذهاب إلى مديرية الأمن التي استفزتني أشد الاستفزاز ،حيث جرى الحوار التالي بيني وبين مدير الأمن ومعاونه:
سوأل : لماذا أرسلوا لك هذا التهديد ؟
جواب : لماذا يقتلون الناس في الشوارع ؟
سوأل : هل أنت شيوعي ؟
جواب : وهل تسمحون بقتل الشيوعيين في الشوارع ؟
وقد عقب معاون المدير قائلاً :
لماذا تركضون وراء السوفيت نساءهم عاهرات ولا يشبعون رغيف الخبز ؟
جواب : يبدو أنني أخطأت في طلب حمايتكم ، فإن كان هذا تحقيقكم فإنا متنازل عن دعوتي ،ثم استدرت وباشرت بترك الغرفة على الرغم من طلب المدير البقاء لاستمرار التحقيق ؟؟؟ .
وعندئذٍ أدركت أن السلطة متعاونة مع القتلة وتكتفي بالقبض على جثث الشهداء وتترك القتلة المعروفين يواصلون جرائمهم .
وفي مساء ذلك اليوم كان داري محاطاً بزمر القتل ينتظرون خروجي لاقتناص فريستهم مما اضطرني للبقاء عدة أيام في البيت دون خروج حتى تسنى لأحد أصدقائي بشراء بطاقة طائرة إلى بغداد ونقلني بسيارته إلى المطار ، وهذا الرجل النبيل حي يرزق ويعيش في استوكهولم عاصمة السويد ، حيث أجريت معاملة نقلي إلى محافظة السليمانية .
هذا هو نموذج من تلك العناصر التي كانت تعيث فساداً في الموصل تلك الأيام وهو اليوم زعيماً لحزب سياسي يدعى حزب الإصلاح والعدالة الديمقراطي !!! ، فبوركت العدالة ، وعاشت الديمقراطية على الطريقة البعثية
الفاشية .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الانقسامات في الحركة الوطنية ظاهرة صحية في الوضع الراهن ل ...
- من أجل وضع حد لجرائم الاغتيالات في الموصل وسائر المدن الأخرى
- لماذا لا تفصح القوى والأحزاب السياسية عن برنامجها الانتخابي ...
- الانتخابات والحلم بعراق ديمقراطي مستقل آمن
- موقع الحوار المتمدن يواصل تألقه
- هذا هو الطريق لإصلاح منظمة الأمم المتحدة
- الشعب الكوردي وحق تقرير المصير وآفاق المستقبل
- لمحات من تاريخ حركة التحرر الكوردية ـ الحلقة الأخيرة
- لمحات من تاريخ حركة التحرر الكوردية في العراق ـ الحلقة الحاد ...
- لمحات من تاريخ حركة التحرر الكورية ـ الحلقة العاشرة
- إلى روح الشهيد وضاح حسن عبد الأمير
- لمحات من تاريخ حركة التحرر الكوردية في العراق ـ الحلقة التاس ...
- ما أشبه اليوم بالبارحة
- لمحات من تاريخ حركة التحرر الكوردية في العراق ـ الحلقة الثام ...
- لمحات من تأريخ حركة التحرر الكوردية في العراق البعثيون يغدرو ...
- لمحات من تاريخ حركة التحرر الكوردية في العراق ـ الحلقة الساد ...
- ثلاثة مقابل كل واحد من الشهداء ياسيادة رئيس الوزراء
- لمحات من تاريخ حركة التحرر الكوردية في العراق ـ الحلقة الخام ...
- مقتل أفراد الجيش الخمسين جريمة كبرى لن تمر دون عقاب
- أين برامج الأحزاب التي ستتوجه للانتخابات بموجبها ؟


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - صفحة ناصعة من تاريخ عصام عايد زعيم حزب الأصلاح والعدالة الديمقراطي