أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - الحلال و الحرام وأمريكا















المزيد.....


الحلال و الحرام وأمريكا


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1054 - 2004 / 12 / 21 - 09:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كلما كتب أي منا في السياسة والثقافة مطالبا بالحرية وأعمال العقل وتأكيد حقوق الانسان انهالت وتكالبت عليه جوقة من نصبوا انفسهم متحدثين رسميين باسم الله دون وجه حق متهمين أياه اتهامات ما أنزل الله بها من سلطان ومشككين في دينه ووطنيته رغم أن ما يكتبه ليس له علاقة أطلاقا بأي أصل من أصول الاسلام ولم يحلل فيه حراما ولم يحرم فيه حلالا .. ولكن ما يكتبه قد يمس به من قريب أو بعيد مفهوم البعض منا للدين وعلاقته بالسياسة رغم أن هذا المفهوم ليس بالضرورة هو صحيح الدين ..
وكل هذا يحدث نتيجة لحالة غريبة متفشية في مجتمعاتنا أصبحنا نضع فيها يافطة الاسلام عل كل شيء ..علي المستوطفات الطبية ومحلات الجزارة بل وبعض المنتجات بعينها ,وشركات توظيف الاموال والبنوك وقنوات التليفزيون وبرامجه والاهم الكتب والمجلات والمقالات وشرائط الكاسيت .. لنكسب قلوب العامة الذين يحبون الله والاسلام والرسول طمعا في الحقيقة في الدنيا ومكاسبها ..فهذه اليافطة تمنع الانسان العادي من التساؤل عن جودة المنتج والخدمة وهل التعامل المصرفي سليم اقتصاديا أم لا وهل الكتاب او المجله او المقال يحتوي فكرا حقيقيا أم مجرد رص لآيات قرآنية وبعض الاحاديث يستطيع اي طفل في العاشرة من عمره ان يأتي بها من علي الشبكات الاسلامية المنتشرة علي الانترنت أو أي مسلم مهما كانت درجة ثقافته أن يأتي بها من الذاكرة...
أذا ناقش أي انسان منا حادثة تاريخية كان بطلها واحد من الصحابة .. تقوم الدنيا ولا تقعد وكأنما الاسلام هو سيدنا عمر أو سيدنا ابو بكر ..اذا ناقش اي منا فتوي خاصة لفقيه مثل ابن تيمية أو ابن باز صاحب فتوي نفي كروية الارض أو غيره اعتبرها البعض هجوما علي الاسلام ..أذا كتب اي منا مقالا اعتبر فيه أن الديمقراطية بمفهومها المتعارف عليه عالميا حتي لو كتب تعريف الديمقراطية الليبرالية بالانجليزية والعربية وهو تعريف ليس له علاقة بالدين ولا يناقض أي اصل من أصول الاسلام ولا يناقض شيء مما هو معروف من الدين بالضرورة رغم أنني لم أجد تعريفا محددا لهذه الجملة المبهمة وطلبت من الاخوة ان يحددوا ما يقصدونه به ولا حياة لمن تنادي ..
والمفاجأة لهم جميعا ..لكل المتحثين الرسميين باسم الله ..أن معظم من يكتب محاولا أبداء الراي في حال أمتنا وأوطاننا المتدهور ساعيا من خلال هز بعض الافكار وساعيا أن يرمي حجرا في المياه الراكدة التي تحولت الي مياه آسنة بفعل الحجر علي العقول الذي استمر قرونا .. لا يخالف اي شيء مما هو معلوم من الدين بالضرورة ولم يخالف أصلا من أصول الاسلام ولم يحلل حراما أو يحرم حلالا .. ولكن هم من يريدون أن يضعوا قيدا من حديد علي عقول البشر باسم الدين والثوابت .. وهم فعلا من يؤخرون نهضة هذه الأمة .. وهم من يصبون في النهايه في مصلحة الاستعمار والصهيونية ..الحجة الثانية لتكميم افواهنا ومنعنا من التفكير للخروج من نفق التخلف المزمن وهم لا يفقهون أن المشروع الذي ننادي به هو الامل الوحيد للخروج من الهيمنة الاجنبية الي الابد ,,لأن المشروع الذي ننادي به هو السبيل للأستقلال الحقيقي ..الاستقلال الاقتصادي والحضاري .
ولهم أقول رغم احترامنا و أجلالنا لكل الصحابة فهم ليسوا الاسلام .. ورغم أجلالنا و احترامنا الي كل الأئمة فهم ليسوا الاسلام .. أبي حنيفة ليس هو الاسلام وأبن تيمية ليس هو الاسلام وسفرالحوالي تلميذ ابن عبد الوهاب ليس هو الاسلام ..وفكر اي منهم ليس حجة علي اي مسلم ..
أن المعلوم من الدين بالضرورة هو شهادة أن لا أله ألا الله و أن محمدا رسول الله وعدم أنكار اصول الاسلام من صلاة وصوم وحج وزكاه .. ولم يطالب اي منا أو أنا علي الأقل بتحليل حراما .. لم يطالب أحد بالسماح بشرب الخمر أو بالسماح بالزنا أو الدعوة للفجور .. ولم يعترض أحد أن تتحجب المرأة المسلمة أن أرادت أو يطلق شابا لحيته أو يقصر الثوب أن رأي أن هذا تأسيا بالرسول .. ولم يطالب أحدنا بمنع تعدد الزوجات ولكن طالبنا بتنظيمه امتثالا لأوامر العدل في القرآن والحفاظ علي حقوق المرأة حتي لا يظلمها من لا يراعي ربه في أعطاء الحق لنفسه للتمتع بما سمح به الله به دون فهم جوهر هذا السماح ..
أن أي كتاب غير كتاب الله هو ليس أصل من أصول الأسلام ويخضع للقراءة النقدية ولتحكيم العقل الذي أمرنا به الله في محكم قرآنه .. والاجتهاد في تنفيذ الاحكام في القرآن مرتبط بعلة الحكم والمصالح المسترسلة للمسلمين .. ولن أضرب لكم أمثلة فجميعنا يعرفها ..
الحقيقة يا سادة والمفاجأة أن معظم من يحاول البعض اتهامهم بأنهم علمانيين وليبراليين الي غير تلك السلسلة الخايبة من الاتهامات لا يخالفون أي أصل من اصول الاسلام ولايحللون حراما أو يحرمون حلالا ..
والحقيقة يا سادة انه لا قدسية في الاسلام الا لرسول الله فيما أوحي اليه ولا قدسية الا لكتاب الله في نصه وليس تفسيره والاسلام لم ينزل ليحتكره البعض ليفسروه علي هواهم دون البعض الآخر ..
والحقيقة أن ألله أكمل علي البشر نعمته ورضي لهم الاسلام دينا في حياة رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلم بنص واضح وصريح لا يقبل التلاعب به كما يفعل البعض .. وكل شيء بعد ذلك هو في نطاق الصواب والخطأ والبحث والتجربة .. وأهم ما تركه الله لنا لنديره كشأن دنيوي يخضع للتجربة ودراسة التجارب الأنسانية عامة هو نظام الحكم .. لأن القرآن والرسول لم يحددا لنا كيف ننتخب حكامنا وكيف نعزلهم ولم يحدد لنا هل يجب أن يكون الحكم ديمقراطيا أو ديكتاتوريا بل وضع لنا مبدأ عاما هو الشوري لنفسره بما فيه مصلحة العباد ..والصحابة انفسهم اقتتلوا فيما بين انفسهم حول نظام الحكم لأن الله و رسوله لم يضعا لهم نظاما سماويا له ..وأي انسان يحاول أن ينكر هذه الحقيقة أو يتعامي عنها حبا في صحابة الرسول رضوان الله عليهم هو ظالم لنفسه ولنا وللحقيقة وللأسف حجر عثرة نحو التقدم والعدل لا فرق بينه وبين يزيد بن معاوية أو حجاج بن يوسف الثقفي شيئا ويجب أن يعرف أن عهد القهر الفكري والسياسي هو في سبيله أن يذهب بدون رجعه ويجب أن يفهم ويعرف ويدرك أنه هذا الزمن ليس زمنه .. ولكنه زمن الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الانسان ..
أما الشيء المضحك المبكي في نفس الوقت فهو اتهام كل من يحاول الدعوة الي الدولة المدنية والي الديمقراطية أنه مؤيد لامريكا واحتلالها للعراق وتأييدها لأسرائيل وهي فريه ومحاولة ساذجة يلجأ اليها كل من لا يملك الحجة .. لا يا سادة ليست هذه الحقيقة .. أنا لم أقل في أي شيء كتبته تأييدا لغزو أمريكا للعراق أو تأييدها لأسرائيل بالعكس دائما نقول أن الطريقة الوحيدة لردع أمريكا واسرائيل هو أن يعود الجنود الي قادتهم بوش وشارون في نعوش طائرة وليس أن تملأ جثث العراقيين الغلابة المقابر الجماعية ويتحولوا الي أشلاء بالسيارات المفخخة كما حدث في كربلاء اليوم والمصداقية هي أن ندين جميع أنواع الارهاب وخاصة الارهاب الذي تستغله أمريكا واسرائيل حجة لممارسة أرهابها علينا .. مقاومة حنود الاحتلال هو حق مشروع في كل القوانين الدولية والشرائع السماوية ولا تستطيع حتي أمريكا نفسها أدانته ولكن المقاومة هي لجنود الاحتلال وليس قتل غلابة كربلاء وليس قطع رؤوس أعضاء الشرطة العراقية المنوط بهم حفظ الأمن وليس بخطف الصحفيين وقتلهم وليس بقتل المدنيين في أي مكان ..
فهل نعي ما هو الحلال والحرام وما هي المقاومة المشروعة وكيف تكون ....
لنا الله



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يؤسفني قول الحقيقة ويؤسفني استكمالها
- دعوة لجماعات الاسلام السياسي ..فلتتوقفوا عن هذا العبث
- حرية الاعتقاد والقانون ومسئولية الدولة
- ثورة البرلمان
- التحزب الديني في مصر والعالم العربي
- فيصل القاسم وبرنامج صراع الديكة
- طلاسم العراق والصوفية
- سلسلة العنف الشيطانية تبدأ بالتكفير
- مرةأخري..حجة البليد .. مسح التختة
- رغم أنف الجزيرة ..مؤتمر شرم الشيخ والانتخابات هما أمل العراق
- مقال ثوري حنجوري
- رسالة مفتوحة الي الامين العام للأمم المتحدة
- نبوءة مخرف ..ستنتصر الانسانية في العراق
- لغز الشعوب التي لا تعرف كيف تعلن وفاة قادتها!!!
- المصداقية المصلوبة في عالمنا !!!!
- عبد الله بن سبأ ..حفظه الله لنا!!!!
- الفلوجة ولحظة الحقيقة
- انتخاباتنا وانتخاباتهم ..وبن لادن وبن علي
- خلاصة الكلام .. الدين قضية فردية
- الغلو و التطرف ..هل هو سمة عامة للعرب ؟


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - الحلال و الحرام وأمريكا