عام جديد وأمل جديد يا شعب سورية العظيم ...

جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 1054 - 2004 / 12 / 21 - 11:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تمرالأعياد هذا العام بدءا بالعيد العالمي السادس والخمسون لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وانتهاءا بعيدي الميلاد ورأس السنة والعالم رازح تحت غمامة سوداءتحمل كل اّثام الإستلاط الأمبريالي الأمريكي الصهيوني ورائحة الدماء البشرية البريئة المسفوحة في العالم وخصوصا في فلسطين والعراق ممزوجة برائحة نفطنا المنهوب بأيدي أعداء حقوق الإنسان والسلام الإجتماعي والديمقراطية وحكم الشعب بالشعب وبالتالي أعداء حق الشعوب في تقريرمصيرها .ويمكن حصر أعداء الإنسانية بهمجيات ثلاث : همجية الرأسمالية المتوحشة المتمركزة في الولايات المتحدة واسرائيل هراوتها في الوطن العربي وليس العكس كما يزعم البعض .2 - همجية الأنظمة الديكتاتورية الفاشية التي اغتصبت السلطة من الشعب بالقمع والدبّابة والمدفع وحملت كل أمراض التخلف والإستبداد الشرقي من الطائفية الى العشائرية الى المافيا الحديثة وكانت هذه الهمجية نتاج الهمجية الأولى التي حمتها وعتمت على كل جرائمها طيلة العقود الماضية وقبل أن تستغني عن دورها في تنفيذ كل ما يطلب منها أمريكيا وصيونيا أيضا 3 - همجية العصبية الدينية التي فرّختها الهمجية الأولى واحتضنتها الهمجية الثانية بعد سحقها القوى الوطنية الديمقراطية والعلمانية المتنورة والدينية المتنورة القابلة للتطور وفصل الدين عن الدولة قلّ عددها أو كثر .. وما زالت هذه الهمجيات الثلاث المجمعة على إلغاء الأخر تفرّخ كل يوم ( ابن لادن) جديد وتخرج قطار نضال الشعوب للتحرر من الإحتلال والإستغلال عن سكته الأصلية ومساره الطبيعي .ز
وبعد تقلص التناقضات بين الدول الرأسمالية الأمبريالية في أوربا وأمريكا وهيمنة الوحش الأمريكي اقتصاديا وعسكريا الذي لم يترك لشركائه سوى عظام الفرائس وبعض الزيم ضاقت الفواصل والفجوات في معسكر وحوش الرأسمال التي كانت تتنفس منها حركات التحرر الوطني والقوى الوطنية الديمقراطية سواء داخل كل قطر أو على الصعيد العالمي في العقود الماضية..كما انعكس هذا التمركز الهمجي على أنظمة الوكلاء بالعمولة التي عطستها الهمجية الأولى من أنفها فقامت هذه الأنظمة بسد جميع مسامات المجتمع المدني وإغلاق اّذانها بالإسمنت أمام أبسط النداءات الإصلاحية وجميع الإستحقاقات الديمقراطية التي تحاول الهمجية الأولى تجميلها بها . بل إنقاذها. ريثما تفبرك البديل الذي يصون مصالحها ومصالح ربيبتها اسرائيل أفضل منها بعد احتراق مسرح الأنظمة العميلة وتفرق الممثلين وكاتب السيناريو والمخرج بعد سقوط بغداد الذيما كان يمكن أن يتم بالشكل الدرامي الرهيب الذي حصل إلا من بوّابة النظام الديكتاتوري الفاشي المعزول عن الشعب ..الذي باعنا شعارات ثورجيةوحتى اشتراكيةعدة عقود ... ومازال توأمه السوري ماثلا أمامنا يجلد الشعبين السوري واللبناني وينهب ما فوق الأرض وفي باطنها ويفرض القوانين والمحاكم الاستثنائية منذ أربعين عاما حتى اليوم دون أن يرّف له جفن أمام كل النداءات الداخلية والعالمية لإلغاء حالة الطوارئ والأحكام العرفية واطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين حتىجعل سورية الحبيبة سجنا كبيرا يقوده سجّان أوحد تحميه حراب القمع وأمريكا .. وأوصل ستين بالمئة من شعبها الى ما دون خط الفقر
رغم كل هذه اللوحةالقاتمة التي رسمتها الأمبريالية والصهيونية في العالم وأنظمة العمالة والذل والديكتاتورية في الداخل التي لاتزال تعيش في نفق الحزب القائد وتحويل الموْسسة العسكرية الى بوليس لقمع الشعب ونهب خيرات البلاد تحت شعار ( الجيش العقائدي ) وغيرها من الخزعبلات فإن المستقبل للشعوب . للحرية والديمقراطية المستقبل للعقل واحترام الرأي الاّخر ودولة القانون عبر صندوق الإقتراع الحر والنزيه
طوبى لكم يا أحرار سورية داخل سجون النظام الفاشي أو في السجن الكبير أو في المنافي أنتم القابضين على جمر قضية تحرير الوطن والشعب.. طوبى لكم ايها الأبطال يامن قضيتم نصف أعماركم وزهرة شبابكم في زنزانات الطاغية ليسلم الوطن والشعب..طوبى لكل من قال لا لنظام القتلة واللصوص في سورية ..طوبى وألف تحية لعائلات المعتقلين صغارا وكبارا أيها الصابرون الصامدون أمام عصابات الترهيب والترغيب الأسدية .. إنكم تمثون ضمير الشعب مع جميع معتقلي الرأي والضميرفي سورية كما يمثل أسرى الشعب الفلسطيني البطل في سجون العدو الصهيوني وعائلاتهم ضمير الأمة العربية
لنستقبل العام الجديد بابتسامة الأمل رغم كل المحن أملين أن يكون عام التحرير والخلاص ...كل عام وأنتم بألف خير مع كل الحب والإحترام يا أهلنا واخواننا الصابرين في سورية . الحبيبة

#جريس_الهامس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات