|
العرب بين التثوير والثورية
جودت شاكر محمود
()
الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 18:47
المحور:
ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011
سؤال يراودني باستمرار وأعيش بين كلماته وأطيافه: هل هناك ثورات بحق تجري في ساحتنا العربية ؟ وهل هناك ثوار حقيقيون في عالمنا العربي ؟ هذا مع الاعتذار لأني لا أريد تجريح احد أو المساس ببعض المشاعر الرومانسية لبعض الأخوان، لان السياسة ليست مشاعر وعواطف يمكن وزنها بأي ميزان كان. في البداية، هناك قول نصه يقول(حدث العاقل بما لا يعقل فان صدق فلا عقل له). هذا القول قد ينطبق على موضوعنا من وجهة نظري المتواضعة، وقد يكون مفتاح لحل لغز الثورات العربية أو ما أطلق عليه( "ربيع التخلف العربي".... عذرا " الربيع العربي" ). أن كل حدث تريد أن تعرفه أو تقيمه أنظر من وراءه ؟ وما هي نتائجه ؟ أي إلى ماذا يقود ؟ وحاول الموازنة بين ايجابياته وسلبياته وحينما تكون ايجابياته الآنية والمستقبلية أكثر، فان ذلك العمل جيد ويهدف من ورائه خدمت الجميع، ولكن حينما تكون سلبياته هي المرجحة فان ذلك العمل يجب أن يرفض وان نقف ضده. لنحكم العقل والمنطق ولنتوقف عن الرومانسيات السياسية والأحلام الوردية، لان هذا العصر ليس هو بعالم الأحلام الوردية، حيث أن هذه الأحلام لا وجود لها في عالمنا اليوم، وهي لن تؤدي سوى إلى كوارث. لنكن اقرب إلى الواقع ولنتحدث بالمنطق منه إلى الحلم والخيال. الموضوع هو الثورة والحرية، والثورة أظن يعرف الجميع من يكون خلفها ومن يقودها وعلى مر التاريخ، والحرية من يدعو لها ويضحي بحياته من اجل أن ينالها ويفوز بها. وثوراتنا اليوم نعرف من يقف خلفها هم الفقراء والمحتاجين والمساكين في قطر وإمارات الخليج، والمتسولون في الجامعة العربية، وبعض أصحاب الفتاوي من الذين تحق عليهم الصدقة والخمس، وكل محبي السلام والحرية والتقدم في الحلف الأطلسي الذراع الحامي والمدافع عن الامبريالية العالمية، إلى جانب القوى الخيرة والساعية إلى تقدم الشعوب ورفاها في حفر قبورها واستئصالها من على وجه الأرض والمتمثلة بإمبراطورية العالم في القرن الواحد والعشرين الولايات المتحدة الأمريكية، كما فعلت بالهنود الحمر الشعوب الأصلية في أمريكا الشمالية. أذن طالما هؤلاء هم من يقف وراء ثوراتنا، فان ثوراتنا نعم الثورات... وحرياتنا نعم الحريات!!!. أذن إلى ماذا تسعى هذه الثورات، فالمعلن ليس هو الهدف الحقيقي لأي شيء في الوجود، دائما الحقيقة متخفية لا تظهر نفسها إلا لمن يبحث عنها ويريد أن يصدقها ويثق بها أما الشخص الذي لا يملك عقله فالحقيقة بعيدة جداً عنه ولا يصل إليها أطلاقا. حقيقة قد يظن البعض أني من المؤمنين بفكرة المؤامرة، ولكن ما هو متجسد على ارض الواقع، وما جرى ويجري على الساحة العربية هو مخطط متفق عليه بين الامبريالية العالمية وبعض الأطراف العربية العميلة ممثلة بشيوخ أمارات الخليج العربي والمعروفين بولائهم لهذه القوى الامبريالية العالمية، لأنها هي من زرعهم في هذه المنطقة، إلى جانب بعض القوى الدينية والغير دينية من التي تربت في حاضنات ومزارع الدول الأوربية والأمريكية من راديكاليين وليبراليين ودعاة التقدم. وعلى رأس كل هذه القوى يقف الإخوان المسلمين وبعض الفصائل الإسلامية الأخرى. وحينما نتكلم عن الإخوان المسلمين لا نقصد به القرضاوي أو فلان من الإخوان المناهضين لكل ما هو عروبي وتقدمي ويساري وثوري في المنطقة، ومنذُ نشأتهم، مرورا بوقوفهم ضد عبدالناصر وثورة تموز في العراق والى الحركة اليسارية في سوريا وغيرها من البلدان. وحينما نتكلم عن الأخوان فإننا نقصد بهم جميع القوى والمنظمات والأحزاب ذات الطابع الديني وفي المذهبين السني والشيعي، لكون جميع هذه التنظيمات خرجت من عباءة الأخوان، فحزب الدعوى الذي هو البؤرة أو المركز الرئيسي الذي ظهرت منه جميع التنظيمات الشيعية كان أصلا ضمن تنظيم الأخوان المسلمين في العراق الذي هو الحزب الإسلامي ومن ثم انشق عنه وفقا لأسس طائفية. والآن هم من يتقاسمون السلطة في العراق. قبل الحرب العالمية الأولى استطاعت بريطانيا أن تجنيد الكثيرين من العرب لمخططاتها فكان هناك آل سعود وآل الصباح وغيرهم، ثم جاء دور الشريف حسين واستطاعت أن توظفه كما هو حاصل الآن لإسقاط الدولة العثمانية وهي كانت حاجة ورغبة كل الشعوب العربية للتخلص من الكابوس العثماني الذي دمر الشخصية العربية والمجتمع العربي بأكمله. ولكن العرب بعد تشكيل دولهم استطاعوا الخروج على ولي الأمر هذا وهو بريطانيا وفرنسا واستطاعوا بناء بعض القوى العسكرية والاقتصادية والسياسية. وخاصة في المجال النفطي والعداء لإسرائيل. وفكروا في بناء دولة لهم واحدة وانتشر الفكر التقدمي المناهض للامبريالية العالمية بكل صنوفها وأشكالها. وبالخصوص الفكر الماركسي اللينيني. لذا فقدت الامبريالية الكثير من أوراق اللعبة وأضاعت مفاتيح سيطرتها على المنطقة فحاولت المجيء بالكثير من الزعماء والرؤساء لكي ينفذوا مخططاتها في العمل مشتركين بضرب الحركة التقدمية النامية داخل الساحة العربية، وتوظيف قوى هذه الزعامات العربية لإضعاف الحركة التقدمية واليسارية والعمالية العالمية، وبالفعل حققت نجاحات كبيرة في هذه المجال، وأدى ذلك إلى تفتيت القوى التقدمية والقومية العربية، إلى جانب ضرب حركة النضال العالمي ضد الامبريالية في الصميم بإسقاط النظام السوفيتي. ولكن الخوف الامبريالي وخاصة الأمريكيين من أن تنهض القوى الشعبية والثورية العربية لاستلام زمام المبادرة من جديد، أو محاولة أن تستجيب بعض الزعامات العربية إلى صوت الجماهير وتغير موقفها العميل للغرب، وهنا يمكن أن يعود سيناريو السبعينات في العداء للغرب وأمريكا، وهي في غنى عن إعادة ذات السيناريو. لذا جاءت لتنفذ مخططها الجدي وهو تفتيت وتجزئة المنطقة أكثر، مع خلق بؤر للتوتر والصراع دائمة، إلى جانب إنهاء كل ما تحقق من نهضة عمرانية أو اقتصادية أو عسكرية وحتى الفكرية منها من خلال نشر الفكر الغيبي المتحجر وجعله المعبر عن روح العصر وإنسانه. ولكن كيف تنفذه ؟ يجب أن تكون هناك أدوات لتحقق ذلك من خلالها. والآن لنعود إلى نقطة البداية. وفي ضوء ذات السيناريو ومن اجل تحقيقه، هناك حليف جديد تواجد على الساحة نتيجة العديد من العوامل والمتغيرات، وأهمها الدور المستقبلي المنوط بهذا الحليف. فكانت قطر هي تلك الحليف. حيث أن قطر ونتيجة للكثير من العوامل التاريخية والجغرافية والسياسية وحتى الدينية(المذهبية منها) إلى جانب الطموحات الفردية لحكامها، فإنها ترغب بان تكون سيدة المنطقة وذلك من خلال تبني للعديد من الخطط ومنها إعادة تجربة آل السعود الذين استطاعوا فينا سبق من التحالف مع الشيخ محمد عبدالوهاب(كان في ذلك الوقت هذا الشيخ أمام في جامع الكواز في مدينة البصرة) وبأشراف وإسناد بريطاني من اجل إقامة دولة موالية للغرب في المنطقة بشرط أن تسهم في نشر فكر هذه الشيخ، وهو بالمقابل يعمل على إسنادهم من خلال الفتاوى الدينية. وهو ما حدث فعلاً وكانت ثمرته المملكة العربية السعودية. ها هي قطر تسعى إلى إعادة التجربة ذاتها ولكن مع الولايات المتحدة الأمريكية والإخوان المسلمين، وذلك لانتهاء فترة صلاحية النظام السعودي. فكان التحالف بين قطر والإخوان المسلمين ومع عناصر من القاعدة وبالأخص في بلاد المغرب العربي وقوى غربية عالمية. إلى جانب الجامعة العربية التي جاء وقت قطف ثمار أسباب تأسيسها، فهي وعلى مدى تاريخها لم تحقق شيء للجماهير العربية كانت لحظات نزهة للحكام لكي يظهروا ذكورتهم أمام الجماهير المسحوقة. وها هي تقطف ثمار ذلك التحالف في مصر وتونس وليبيا. لان أمريكا لم تجد أفضل من هؤلاء الإسلاميين يستطيعون إيصال العرب إلى مرحلة التخلف والحفاظ على هذا التخلف إلى قرون أخرى من الزمن، وبماذا ؟ بدعاوي الإسلام. فهذا هو العراق بلد قائم ولكن بدون بنية تحتية في كل شيء حتى الاجتماعية منها، وكذلك ليبيا أن لم تكن قد تنزلق قريباً بهاوية الحرب الأهلية بين القوى المشاركة في الأحداث أو بين القبائل فالنار لحد الآن تحت الرماد تستعر. أما في تونس فقد دفعت بالإخوان المسلمين إلى السلطة. وفي مصر الخلاف قائم وكبير بسبب وجود الأقباط، والقوى السياسية الأخرى، والعسكر الذين أرادت منهم أمريكا وقطر الحفاظ على التوازن لحين سقوط ليبيا وسوريا، ولكن الصراع قائم. وعلى الرغم من دعاوي الأحزاب الدينية من أن لها السيطرة على الشارع المصري ولكن قواها جميعها مقابل مجموع الشعب المصري ليس بالقوة المؤثرة، فان أعدادهم قليلة جداً. لذا تلعب أمريكا وقطر لعبة من اجل أن يحقق هؤلاء السبق على باقي القوى وقد يكون بالفتنة الدينية أو السياسية. ولكن يبقى المال القطري والمخططات والأيادي الخفية والإعلام الدجال والتزوير هو الحاسم في النهاية. أذن نحن شعوب ليست فاعلة وإنما مفعولا بها. نحن الآن دمى تُحرك عبر الإعلام لتحقيق مآرب القوى الاستعمارية. فبربكم أي ثورات نتكلم عنها. الثورة هي تغير جذري نحو الأفضل بجميع مفاصل المجتمع، أي مرحلة لا تشبه ما كان موجود في السابق ونحو ظروف أفضل ولجميع الناس وخاصة المحرومة منها. فهل هذا الذي حدث ويحدث. لنحاول تلخيص بعض المواقف والأفكار: · القوى اليسارية والثورية والنقابات العمالية لم يكن لها دورا فعالا في هذه الثورات أو قيادتها. وذلك لان جميع هذه التحركات كانت مبرمجة ومخطط لها أصلاً، وان الهدف النهائي هو استهداف هذه القوى الثورية والخوف من أن تصل إلى السلطة بسبب الظروف التي وصلت لها البلدان العربية، والتي هي بحاجة إلى ثورات، ولكن للأسف لا يوجد في ساحاتها(أي الساحة العربية) ثوار فتم صنع الثوار لتجاوز الأزمة التي يمكن أن تتعرض لها القوى الامبريالية والاستعمارية وجميع عملاءها لو حصل ووصلت هذه القوى الثورية ولو في دولة واحدة إلى السلطة لكانت جميع البلدان العربية تتهاوى وبذلك تفقد أمريكا سيطرتها على المنطقة وهذه هي الطامة الكبرى والخوف المُتجذر في العقل الامبريالي وعملائه. لان كل أذنابها وعملائها قد تعروا ووصلوا إلى مفترق الطرق، أما السقوط تحت قبضات الثوار الحقيقيين أو الاستبدال بغيرهم. ولكن الخوف قائم من أن ما تم بناءه سابقا ومع وجود الحرب الباردة من قوى عسكرية واقتصادية والسيطرة على البترول يجب أن يزول، ولا يمكن أن يتم ذلك سوى بالفوضى الخلاقة التي أدت وتؤدي إلى عودة العرب إلى نقطة الصفر أو البداية التي كانوا عليها بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، ولكن الآن وفي هذا الزمن فأن خبرة الامبريالية غنية وكبيرة ومتقدمة ولديها تكنولوجيا عظيمة وفي جميع المجالات. فالتغيير للأسوأ قادم ولجميع المنطقة. · جميع القوى تعرضت للقمع ولكن القوى الإسلامية هي الورقة الرابحة الآن لتحقيق مصالح الامبريالية، وسوف تحترق مع الأيام بعد أن تؤدي دورها وما تريده القوى الامبريالية، والدليل ليس بعيدا جدا، وخير مثال عليه القاعدة بعد أن أدت دورها في أفغانستان في محاربة الاتحاد السوفيتي أزيحت ودمرت. كما أن القوى الثورية ليست بالقوة المؤثرة حاليا في المجتمع وبسبب عوامل كثيرة أهمها هو التشتت العقائدي والتنظيمي وغياب القيادات الكفوئة. نحن نعيش عصر السلعة والسرعة. حتى الأفكار أصبحت سلعة رائجة للكسب المادي والدليل الواضح(عزمي بشارة) ومن هو على شاكلته. · هذه الأحداث في تقديري إذا لم نستطع الوعي بها وفهمها على حقيقتها كيف لنا أن نستطيع جعلها خبرة حية ضمن مخزون خبراتنا النضالية والحياتية. إذ لحد الآن نحن لم ندرك خطورة الموقف الحالي ولم نعرف مسببات ما يجري. فكيف لنا الاستفادة منها. أن أدراك الشيء وفهمه والإحاطة بكل مكوناته وأسبابه ومعرفة النتائج المحتملة هو الخطوة الأولى من اجل الاستفادة واخذ العبرة منه. · الآن على القوى الثورية والنقابية وحتى القومية الاستفادة من كوة الضوء التي نتجت عن سقوط الأنظمة العميلة في المنطقة. وعدم الركض وراء وهم الحرية. لان هذه الحرية المؤقتة سوف يلحقها استبداد ديني وعلى كافة المستويات الفكرية والممارسات السلوكية. وخاصة فيما يتعلق بقضايا المرأة، ولقد ظهرت بعض بوادره وخاصة في ليبيا وهو غير منظور حاليا في كلا من مصر وتونس ولكنه موجود. لذا يجب تجميع الصفوف والاتفاق على برنامج عمل موحد لمواجهة المرحلة القادمة. وإلا سوف يضيع الجميع، لان العدو القادم شرس ومن الصعب مواجهته وهذه القوى(اليسارية) مشتت متناحرة فيما بينها وبدون برامج عمل واضحة. وهذا لا يتم إلا بعد أن نفهم ما يجري وما هي أسبابه والى أين يهدف وما هي النتائج الكارثية علينا وعلى المنطقة والعالم. · أن مسألة تشكيل ليس جبهة وإنما تيار موحد من جميع القوى وتحت عناوين واضحة وفي ضوء خصوصية أي بلد من البلدان العربية. لان هناك اختلافات بينها فكريا واجتماعيا وسياسيا. إلى جانب الحساسيات الشخصية والتي نشأت نتيجة للعزلة التي فرضتها القطرية المقيتة، والتنوع الديني والطائفي والقومي. · القيادات تعتبر شيء ضروري ولكن يجب المزاوجة بين الخبرة والحماس الشبابي. أي أن تكون مشتركة بين الشباب الذي يعي المرحلة وفق منظوره الزمني ومن كلا الجنسين، إلى جانب أصحاب الخبرة التي اكتسبت في جميع هذه المراحل النضالية والذين هم رجال الزمن الضائع. · يمكن للأحزاب اليسارية تنشيط واستحداث برامج عمل في الجامعات ودور العلم الأخرى وفي المنشآت الصناعية والمعامل وحتى في البيوت من اجل دفع النساء وخاصة الشابات منهن للعمل الاجتماعي والثقافي والسياسي. وتشكيل المنظمات والجمعيات الخاصة بهن. ومن ثم رفد الحركات الثورية واليسارية بهذه القوى الثورية والتي يجب أن يتم إعدادهن فكريا وتنظمينا. أي يجب أخراجهن من القمقم الذي سيقبعن فيه، قمقم العبودية القادم لهن. وقد تكون الشبكة العنكبوتية جزء مهم في هذا الجانب. · من الممكن الحد من تأثير القوى الإسلامية من خلال الاستفادة من الحرية الجزئية التي تعيشها المجتمعات، إلى جانب نشر الوعي العلمي والثقافة العلمية الغير مزيفة، وعدم التعرض للفكر الديني بالنقد والتجريح لكونها تتبنى وتتأطر خلف معتقدات لها دور وتأثير نفسي يتمركز في القنوات النفسية للوعي الذاتي للفرد. وهو حاجة ملحة من اجل أن يشعر الفرد بالأمان والاطمئنان، إلى جانب نشر القيم الإنسانية، والابتعاد عن الابتذال الجنسي والسلوكي، فقيم الشعور بالأخوة الوطنية والإنسانية والقومية والدينية المذهبية والمناطقية يجب أن توظف لصالح النمو النفسي والفكري للأفراد، بعيد عن إقصاء الآخر، أو النظر إليه نظرة دونية، واعتباره شريك مصيري بالحياة، وذلك من خلال محاربة التعصب بجميع أشكاله، وتعزيز قيم التفكير النقدي والتحليلي، فهي مفاتيح لكسر كل أقفال التخلف والتمزق. · كل عمل نريد له النجاح يجب أن يواكب التطورات الإنتاجية، ووسائل الاتصال الحديثة والتي منها الشبكة العالمية للمعلومات والاتصالات فهي إحدى وسائل أنتاج المعرفة ونشرها لذا لا بد من أن تكون مركز اهتمام هذه القوى والأحزاب والعمل على رفدها بكل ما هو مفيد وجديد لكي نسعى من خلالها إلى تطوير جميع أبناء شعوبنا العربية. وان تكون ساحة للتفاعل البناء وليس الهدام كما يحدث الآن. والرد على قيم القتل والتمثيل بالجثث، وهتك الأعراض، هذه القيم والأفكار التي تروج لها القوى المعادية للإنسانية، واستبدالها بفكر إنساني متسامح منفتح على الجميع ومن اجل الجميع. · كما ويجب الحذر من الدور الذي تلعبه تركيا في الوقت الحالي ويجب أن لا ننخدع بالدعاوي المظللة التي تطلقها أو تروج لها حول القضية الفلسطينية أو حرية الشعوب العربية وتقدمها، كلها ممارسات لخداع الجماهير وهناك ألف سؤال وسؤال حول سياساتها في المنطقة وتبنيها لكل الأفكار الممزقة للنسيج العربي. كما يجب الدعوة لنصرة جميع القوى لمناهضة لمن يتصدر واجهة السياسة التركية وبالأخص الأخوة الأكراد وحزب العمال الكردستاني والمطالبة بإطلاق سراح زعيمة "عبدالله أوجلان". ولنتساءل ولو للحظات كيف تدعو تركيا لحرية وتقدم الشعوب العربية، وهي تعمل بكل ثقلها إلى حرمان الأخوة الأكراد من هذا الحق، انه لأمر عجيب. هي تخطط للعودة إلى المنطقة وحلمها بالإمبراطورية العظمى يراودها كل حين. ولكن الدور قادم عليها فلتنتظر فإنها لن تترك كدولة واحدة كبيرة في المنطقة. وهناك المطامع الأوربية والأحلام للعودة للأرض التي سرقت منهم. وأخيرا أن موقع الحوار المتمدن نافذة مشرقة للفكر الثوري والتوجهات اليسارية وخطوة من اجل نشر القيم الثورية والإنسانية، حيث هو ساحة حية للتفاعل بين جميع الأفكار والاتجاهات ونتمنى أن يكون نواة لوحدة جميع القوى السياسية والفكرية في ساحتنا العربية والعالمية. ومدرسة فكرية تصحيحية لجميع الأفكار التي تريد هدم البناء الإنساني. مع السعي للانفتاح على جميع القوى الثورية والعمالية في العالم، وتوفير الخبرات الفكرية والسياسية والتنظيمية للجميع. وشكرا لهذه الفسحة التي مكنتني من التعبير عن بعض مما أفكر به وليس كله. لان الآخر قد لا نستطيع الكلام عنه الآن.
#جودت_شاكر_محمود (هاشتاغ)
#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشخصية الإنسانية من العناصر الأربعة إلى الأمزجة الأربعة
-
أنواع من الحب الإنساني والحب الأفلاطوني نموذجاً
-
الشخصية الإنسانية وفق مبدأ العناصر الأربعة
-
ما هو الحب
-
حرية الإرادة والحتمية في السلوك الإنساني
-
كيف نفكر ؟
-
نحنُ والأنظمة النفسية القسريّة
-
لماذا العنف ؟ كيف يصبح الناس فجأة أكثر عنفا ؟
-
سياسي الألفية الثالثة
-
اتفاق أَنصاف الرِجالْ
-
غزة والأصنام
-
قولٌ في الميزان
-
أنا والعراق والدجال
-
حذاء ولكن !!!!!
-
تكريم عراقي
-
الثورية على الطريقة العراقية
-
رحلةٌ مع نون
-
إبحار
-
محمد الهاشمي وحلم الوهم
-
أنتِ النصف الآخر
المزيد.....
-
لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن
...
-
مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد
...
-
لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟
...
-
إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا
...
-
مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان
...
-
لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال
...
-
ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
-
كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟
...
-
الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
-
مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي
...
المزيد.....
|