أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رزاق عبود - سورية شعب ثائر ، ونظام جائر















المزيد.....

سورية شعب ثائر ، ونظام جائر


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 3554 - 2011 / 11 / 22 - 07:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


منذ مارس/اذار الماضي، والمظاهرات السلمية المناهضة للنظام السوري مستمرة في كل المدن السورية. عدد ضحايا الثورة الشعبية يقترب من الاربعة الاف. لاول مرة في تاريخ سوريا تتحول الاف العائلات السورية الى لاجئين في تركيا، ولبنان اضافة لمن نجح منهم من الوصول الى اوربا، او من تشرد داخل سوريا. ورغم القتل، والذبح اليومي، وانتهاك الاعراض، واستباحة حرمة البيوت، ومحلات العبادة، فان الشعب السوري يبتدع كل يوم اساليب نضالية جديدة. لقد تجاهل النظام السوري مثل اغلب دول العالم والاقليم، في البداية، مطالبات الشعب السوري بالاصلاح. نعم، مظاهرات سلمية طالبت بالاصلاح، والحرية، والديمقراطية، وحقوق الانسان المحروم منها الشعب السوري منذ نصف قرن من الزمان. ادعى النظام، ان خطة الاصلاحات موجودة على الطاولة، وضمن برنامج الحكومة! ولم نر منها اي شئ. ولما ايقن النظام ان الشعب لن يخدع هذه المرة، وانه اعطى الاسد فرصة 11 عاما ليقوم باصلاحاته الموعودة، لكنه لم يفعل. اخذ يهاجم المتظاهرين، ويتهمهم بانهم عصابات مسلحة. ثم ادعى ان عصابات مسلحة تطلق النار على المتظاهرين، وليس الجيش، وقوى الامن ليبرر اعداد الشهداء المتزايد. الشعب يرى الدبابات، والمدرعات تقصف البيوت، والمدارس، والمستشقيات والنظام يصر على لعبة العصابات المسلحة. ثم ادعى بمؤامرة اقليمية سرعان ما تحولت الى دولية على سوريا. حتى اوثق حلفائه ايران انتقدوا عنفه غير المبرر ضد شعبه. ورغم تردد العرب، وصمت العالم ظل الشعب يناضل، ويقدم الشهداء حتى ارغم العالم كله على التحرك. فرضت العقوبات الاقتصادية، والسياسية، والديبلوماسية على سوريا. عزلة دولية فظيعة لايخرقها الا ايران، والصين، وروسيا وهي دول تقمع شعوبها، وتقيد حرية الراي فيها. اما لبنان وحكومتها العميلة فهي الوحيدة التي تغرد خارج السرب العربي ترافقها حكومة اليمن المنهارة. وحكومة عراقية لا تمثل شعبها، بل مصالح ايران الطائفية. النظام السوري هو المسؤول الوحيد عما وصلت اليه الاوضاع في سوريا. كان بامكانه الاستجابة لمطلب الجماهير بالاصلاح، قبل ان تتطور الى التغيير، ثم الاسقاط، والان تطالب الجموع بالمحاكمة، والاعدام لقتلة الاطفال. كان يمكن الاستماع الى اعلان دمشق، الذي سبق ثورة الشعب السوري، ووقعه عشرات المبدعين، والناشطين السوريين. لكن النظام اعتقل معظمهم. لا يمكن لوم الشعب السوري. لقد استنفد كل الاساليب السلمية للنضال. مع ذلك لا زالت المظاهرات تصرخ سلمية، سلمية. ان ما يجري من مقاومة مسلحة من قبل "جيش سوريا الحر". رد على العنف السلطوي، وليس من قبل المتظاهرين المسالمين. اضافة الى العديد من العمليات، التي يقوم بها النظام، وينسبها الى الثوار مثل اغتيال رجال الامن، والشرطة، والجيش الذين يرفضون اطلاق النار على شعبهم. ان النظام البعثي السوري يقود، ويدفع البلاد الى حرب طائفية وحرب اهلية مثلما فعل اصدقائه حكام العراق في بغداد بامر من اسيادهم في ايران ليبرر استخدام العنف المفرط ضد الجماهير العزلاء. ان الدكتور الذي تحول الى ديكتاتور لا يستمع لشعبه، ولا يستمع لنصائح تركيا، الذي كان المبادر لفتح ابواب العرب امامها. ولا يستمع لنصائح، ومهل، ومبادرات الجامعة العربية، ولا حتى اصدقائه الروس، والصينيين. فهل كل هؤلاء يشاركون بالمؤامرة؟ هل كل اوربا "سنية" تحاول ابعاد العلويين "الشيعة" عن السلطة؟ وهل الطائفة العلوية راضية عن الجرائم التي ترتكب باسمها او تنسب لها؟ الكثير من المنشقين من الحزب، والجيش، والامن علويين! كان بامكان النظام التحول الى انفتاح تدريجي، وليس فقط وعود في تواريخ غير محددة، ولا موثوقة. النظام الاردني خشى من تطور الاحداث، وقدم تنازلات وكذلك فعل نظام المغرب. تنازلات قد تكون بسيطة، شكلية لكن الوضع الدولي، والمزاج الشعبي العربي لن يسمح بالتراجع عنها، او الالتفاف عليها، بل ستتطور مثل كرة الثلج. المثير للسخرية، ان القومجية، والوطنيين المزيفين يدعون انها "مؤامرة" ضد الصمود والمقاومة. اي صمود، واي مقاومة؟! لقد ترك حزب الله، ولبنان وحدهما في مواجهة اسرائيل، رغم انهما كان يقاتلان لحساب سوريا. وهوجمت حماس، ودمرت غزة، ولم يطلق من دمشق غير الشعارات الفارغة. بل لم يحم حتى رموز المقاومة من الاغتيال على اراضيه من قبل المخابرات الاسرائيلية! ناهيك عن الجولان، والمفاوضات السرية بينه وبين اسرائيل بوساطة تركية. نظام البعث السوري وقف مع امريكا ضد العراق بعد غزو صدام للكويت. قبلها وقف مع ايران ضد العراق في الحرب العراقية الايرانية. وقبل هذا كله رفض حافظ الاسد طلب الضباط الاحرار، والناصريين احتجاز السادات، الذي كان يزوره في دمشق، لكي يتمكنوا من التغيير ولم يفعل. كانت موافقة ضمنية من حافظ الاسد على معاهدة الاستسلام، التي خطط لها السادات، ووقعها في كامب ديفد. فعن اي قومية، وثورية، وصمود، ومقاومة يتباكي هؤلاء المخدوعين، ام المظللين، ام الرافضين رؤية الحقيقة؟ لقد تراجع موقف العراقيين التضامني القومي، مؤقتا، بعد سقوط النظام الصدامي. لان الانظمة العربية وقفت ضد التغييرات الديمقراطية، وليس ضد الاحتلال، فهي التي شجعت عليه! فهل يريد القومجية، ومدعي الثورية اليوم، ان يحولوا شعبا اخر ضدهم،خاصة، وانه حكم بالحديد، والنار من قبل نظام "قومي" لمدة نصف قرن كله هزائم قومية؟! انهم يخوفون العرب، والعالم، والاقليت السورية من سيطرة الاخوان المسلمين على السلطة في سوريا. الاخوان المسلمين، كما يعلن قادتهم، ضد التطبيع، وسياسة الاستسلام مع العدو الصهيوني. انهم يتناسون، عن عمد، ان حماس تابعة للاخوان المسلمين، وهي التي تقود خط المقاومة بكل الاشكال، وليس سوريا. لدينا تحفظات جديةعلى نهج، وبرامج الجماعات الاسلامية الفكرية، والاجتماعية، والسياسية، لكن تشويه، او تزوير الحقائق امر غير مقبول. الا يشعرون بالحرج، ان فقدوا الخجل نهائيا، عندما يلتقي قلقهم من سقوط النظام السوري مع القلق الاسرائيلي؟! انهم فقدوا البصيرة بالكامل. كيف يسمون نظاما تخشى اسرائيل، وامريكا من سقوطه نظام داعم للمقاومة؟! هل لانه احتل لبنان مثلما احتل صدام الكويت، وكسر ظهر المقاومة الفلسطينية، واضطرها للتفاوض مع العدو الصهيوني. رغم اننا لا نقر ذلك التبرير البائس لقيادة فقدت الثقة بحلفائها واشقائها، فادارت ظهرها لشعبها، وخذلت انتفاضة الحجر. فهل يعيد انصار الصمود والمقاومة حساباتهم، ويراهنون على الشعوب بدل الانظمة؟؟!!
رزاق عبود
20/11/2011



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مصر الضباط الاحرار الى مصر الشباب الاحرار!
- تحرير ثورة التحرير
- اجواء اوربا المسممة بالدعاية الاسلامية!
- متى يعيد الحزب الشيوعي العراقي النظر في طبيعة علاقته مع المث ...
- شاعر سويدي يحصل على جائزة نوبل للاداب
- قتلة الاطفال في دمشق وصنعاء يحظون بدعم امريكي!
- الجماهير الليبية تستعيد جماهيريتها!
- سوريا البعث تتوارث السلطة وتورث القمع!
- نكتة الرئيس السوري(البايخة) الملطخة بالدم!
- اليونان عورة الرأسمالية المكشوفة!
- من عراق صدام الى عراق المالكي!
- اخطاء اياد علاوي القاتلة!
- ضخامة الرئيس طالباني حامي حمى القاعدة في العراق!
- الوضع في اليونان اسئلة واجوبة بسيطة لازمة معقدة!
- من الدكتور بشار الاسد الى الجلاد بشار الشبيحه
- صدام المالكي على خطى صدام التكريتي!
- لماذا تقصف ليبيا النفطية، وتهادن سوريا البعثفاشية؟!
- عبدالجبار عبدالله ابن الشيخ الديني الذي صار شيخا للعلماء
- سوريا الاسود تتحدى بشار الفأر
- مستشارة الرئيس السوري تستنكف من ذكر الاكراد


المزيد.....




- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
- تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
- هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه ...
- حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما ...
- هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
- زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رزاق عبود - سورية شعب ثائر ، ونظام جائر