|
مجالس محافظات الأقليم 3
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3553 - 2011 / 11 / 21 - 17:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ينبغي على سُلطة أقليم كردستان ، الأخذ بنظر الإعتبار ، كُل الصَخب والجدل الحادث من جراء " مُطالبات المحافظات في الجنوب والوسط والغرب ، بتفعيل صلاحياتها وتخفيف قبضة المركز عليها " .. إذ ان مجالس تلك المحافظات ، لم تكتفِ بحقوق المُراقبة والتشريع المَحَلي ، بل تعّدَتْها بالمُطالبة بتشكيل أقاليم فيدرالية . ولا ينفع ان يبقى الوضع في اقليم كردستان كما هو الان ، من تهميشٍ كبير لِدَور مجالس المحافظات طيلة السنوات الماضية . - " اللعبة الديمقراطية " التي تمَرَسَ فيها حِزبا السلطة في اقليم كردستان ، والتي يُمارسونها لحد الآن ، سواء في البرلمان او في مجالس المحافظات .. شكلها الخارجي ، مُغّلَف بالديمقراطية ، ولكن جوهرها يتسِم بالإحتكار السياسي ، والتفرُد .. بإسم [[ الأغلبية ]] .. وفي هذه الحالة ، تُهضَم حقوق " الاقلية " .. حتى لو كانتْ هذه الأقلية على حَق وموقفها هو الأصَح والاجدى ! . وخيرُ دليلٍ واقعي على ذلك ، هو ما يجري في البرلمان الكردستاني ، فأي " تصويتٍ " يجري على مشاريع القوانين أو أي قضيةٍ اُخرى .. يكون من الطبيعي ان تحصل ( الأغلبية المُتمثلة بنواب حِزبَي السُلطة ) على ما يبتغونه .. إذ ان عدد نواب المُعارضة ، يتراوح بين 25/33 فقط ، بينما الموالاة يتجاوزون السبعين . والوضع أسوأ في مجلس محافظة دهوك على سبيل المثال ، خلال السنوات الماضية .. فمن مجموع "41" عضواً ، هنالك فقط أربعة أعضاء من " المُعارضة " نظرِياً .. وأقول نظرِياً .. لأنه حتى هؤلاء الأربعة الذين ينتمون الى " الاتحاد الاسلامي الكردستاني الناشط في البرلمان بالتآزُر مع حركة التغيير " .. فانهم في مجلس محافظة دهوك ، لم يحاولوا ان يصبحوا بؤرة للمعارضة او حتى مُراقبة أداء الحكومة المحلية ولو في الامور البسيطة ! . - ان سيطرة السلطة التنفيذية في محافظة دهوك ، والمتمثلة في المُحافظ والإدارة ، على كُل المفاصل .. أدى الى تفريغ مجلس المحافظة من محتواه .. وجعلهُ أداةً بيروقراطية جامدة ، ليس له حولٌ ولا قُوة . بحيث ان ستة سنوات إنقضتْ عليه وهو لم يُحاسب فعلياً ، السلطة التنفيذية في المحافظة ، ولم يُراقب المشاريع المُنفذّة ، ولم يَطّلِع على تفاصيل ميزانية المحافظة وكيفية صرفها .. بل انه لم يؤشِر على قضية فساد واحدة ، وكأنما المحافظة خالية منه !. والسبب الرئيسي في إعتقادي ، يرجع الى التحَكُم الناجز لِحزبَي السُلطة ولا سيما الحزب الديمقراطي الكردستاني .. الذي يمتلك حوالي الثلاثين عضوا في المجلس المكون من 41 عضو ! .. والفرق بين هذا المجلس ومجالس المحافظات في الجنوب والوسط .. هو انه هنالك لاتوجد " أغلبية " مُنفردة لأي حزب على الإطلاق .. فمثلاً " التحالف الوطني " الحاكم في البصرة على سبيل المثال ، يتكون من عدة كيانات سياسية .. ولا يستطيع حزب الدعوة او التيار الصدري او الفضيلة او المجلس الاعلى، ان يحتكر القرار ، وحتى هناك أعضاء مستقلين واحزاب صغيرة مُعارضة ، يحدثون الكثير من الجلبة بين الحين والآخر ! .. بينما هنا في دهوك ، يستطيع الحزب الديمقراطي الكردستاني ، من خلال ممثليه في مجلس المحافظة " والمتحالفين معه " ، تمرير أي مشروع يريده ، وب [[ الديمقراطية ]] .. حيث انه يمتلك أكثرية مُريحة !. - لعّلَ الجانب الإيجابي الوحيد لل " الإتفاق الإستراتيجي بين الديمقراطي والإتحاد " ، هو وقف الإقتتال والتناحر فيما بينهما نهاية التسعينيات .. لكن في السنوات الاخيرة ، برزتْ الجوانب السلبية على السطح ، والتي تؤثر بصورة سيئة على مجمل الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي في اقليم كردستان .. حيث ان تداعيات هذا الاتفاق ، أطالتْ في عمر الفساد بأنواعه ، ووفرتْ غطاءاً لإحتكار السلطة . وعلى مستوى مجلس محافظة دهوك مثلاً .. لو لم يكن هنالك تنسيق وتوزيع للإمتيازات بين الديمقراطي والاتحاد .. ولو ان أعضاء المجلس المحسوبين على الاتحاد الوطني ، كان لهم موقفٌ مُستقل ، لكانتْ هنالك فرصة وبالتفاهم مع أعضاء آخرين من الاتحاد الاسلامي وبعض المستقلين .. ان يُشكلوا ضغطاً على السلطة التنفيذية في المحافظة ، وفرض شئ من الرقابة .. لكن كُل ذلك لم يحصل مع الأسف !. - أعتقد ان الجماهير في محافظة دهوك ، لم يعُد لديها أية حُجَج او ذرائع .. فالأمور باتتْ واضحة ، وفشل مجلس المحافظة في السنوات الماضية في فرض الرقابة على الإدارة .. وإنتشار الفساد .. وسوء توزيع الثروات .. والتعتيم على كافة الشؤون المالية ، سواء من الميزانية او الواردات والمصاريف والمشاريع ... كُل ذلك .. لم يعد خافياً على أحد . فباتَ من الضروري والمُلِح إحداث تغيير حقيقي .. من خلال صناديق الإقتراع .. وإنتخابات مجلس المحافظة القادم ، خير فُرصة لتحقيق ذلك .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التدّخُل الخارجي و - الوطنية -
-
الأسد : لو كنتُ مكان الملك عبدالله لإنتحرت !
-
إنتخابات مجالس محافظات الأقليم 2
-
بين دهوك .. ولندن
-
حافاتٌ خَطِرة
-
عيادة الدكتور بشار الأسد !
-
زيارات مُهِمّة
-
باباندريو .. أقبح من المالكي !
-
هل يوجد في العراق ، نزيهون شُرفاء ؟
-
دولة كردستان .. برعايةٍ عربية !
-
هل إقتربَتْ فيدرالية - السُنة - ؟
-
ربيع الإسلام السياسي العربي
-
برهم صالح في بغداد .. زيارة وداعية
-
هّزة أرضية في دهوك !
-
حرب تركيا ضد حزب العمال الكردستاني
-
حلمٌ جهنمي
-
غيوم الحَرب تُلّبِد سماء منطقتنا
-
تأثير الكلمات
-
ضوءٌ على الساحة السياسية الكردية في سوريا
-
عدالة على الطريقة الأوكرانية
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|