أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المساعدة و المقترحات - حياة البدري - رحلة قصيرة مع تاجر حشيش














المزيد.....

رحلة قصيرة مع تاجر حشيش


حياة البدري

الحوار المتمدن-العدد: 3553 - 2011 / 11 / 21 - 16:53
المحور: المساعدة و المقترحات
    


"كنصور مليون حتى مليونين في النهار، وقالوا لي اترك هذه المهنة ودير موتور الشينوا أو هوندا، الحماق هذا... هادو راه ضربهم الضو في دماغهم..."، "مال هذه المهنة ومال هذه النبتة هي الأخرى خلقها الله باش الناس يفكوا بها همومهم وينساو شوية"...

تيبس الدم بعروقها وجف حلقها لما وجدت نفسها تركب ومتاجر في المخدرات نفس التاكسي، وهو من وثقت في شيب رأسه، وفضلت تصريف مأتي درهم عنده بدل ثلاث شباب بجانبها، مخافة الاستيلاء عليها وإطلاق سيقانهم للريح ، كما جرى لزميلة لها، لما فتح أحد الشباب باب التاكسي على أساس الركوب بقربها، فأخذ حقيبتها اليدوية وجرى بأقسى سرعة وسط الحشود وكأنه برق ومض...

وبينما هي تقلب كلام الرجل وآثار الصدمة بادية على محياها...حملقت بسحنته فبدت لها ذراعيه موشومة ومعظم شعره رمادي، لكنه مقصوص على شاكلة الرياضيين، ويتدلى جزء منه نحو الأسفل ... ! ويرتدي "ضراعية بيضاء " يسميها هو بالخامية، التي ينزلها فوق جسده فقط بالنهار وأثناء مزاولة عمله ، وسرعان ما يرفعها لما يعود إلى حال سبيله بالليل.

بدأ يسرد قصته وهو يدخل طزينة النقود بجيبه، مستديرا نحو الشبان الذين يوجدون خلفه، قائلا :" أنا ولد 66، عارف أنني واحد النهار غادي نقرا ، والمهم نكون درت علاش نولي ونرتاح حتى أنا". وكأنه يريد رمي مسؤولية مهنة المتاجرة في المخدرات من على عاتقه وبالتالي شرعنتها ، يخبر الركاب، على أنه قد وعى فيها منذ كان طفلا و ألف الربح السريع..." "من عقلت على راسي واحنا في هذا الكار ومعروفين بزاف عند كلشي وهي خدمة الوليد وولفنا الفلوس بزاف". فقد كان والده يزوده سنة 1975 ب 100 درهم "كتدويرة" ، وكانت المعلمة وزملائه بالمدرسة يتحلقون حوله لمسائلته من أين لك هذا، ويثم استدعاء والده الذي يخبرهم على أنه من وهبه إياها وأنه حر في أن يعطي طفله ما يشاء...
ولأنه كان على شك النزول ببنجدية، استرسل مسرعا لإتمام قصته، فقال للركاب على أن والده هو صاحب الكاريان الذي يقطنه الآن وهو من باعه لقاطنيه الحاليين،ونظرا لحبه لهذا المكان والحرية التي يجدها فيه...لن ينتقل منه حتى ينتقل كل القاطنين ،رغم أنه حصل على شقة بحي التشارك ، واصفا إياها بالقبيطة والزنزانة...

يستمع إليه الركاب جميعا ويضحكون لما يعيد كلمة "عنقرا عنقرا شي نهار" إلا السيدة "نبيلة"التي بدت وكأنها في عالم غير عالمها بالمرة والتي عرفت من صاحب التاكسي بعد نزول (بياع الحشيش )أن كلمة " عنقرا" هي أنه سيدخل إلى السجن وأن "الخمية" هي الدراعية التي يرتديها وغيرها من مفردات سوق الممنوعات.
ولم يكتف السائق عند هذا الحد، بل أخبرها لو أن المسؤولين تخلوا عن سياراتهم المكيفة وخرجوا للأحياء الشعبية وخالطوا كل أشكال الناس أو ركبوا فقط التاكسي الأبيض مرة مرة، لعرفوا الكثير عن خبايا بلدهم ونقط ضعفه واحتياجاته... وبالتالي لقلت الجريمة وانتشر الأمن والأمان وغيرها من الأماني التي يحلم بها الشعب المغربي.



#حياة_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دسترة اللاعنف، إلى متى...؟
- العرس النسائي الثالث
- من أقذف بصهارة بركان الثورة العربية إلى الخارج؟
- بيان اتحاد العمل النسائي:استنكار الحملة الدنيئة التي تستهدف ...
- هل سيخلق ازدحام المكتبات ازدحاما للمعرفة؟
- عدم تقدمنا ينبع من كسل وخمول... إداريينا
- هل تحررت المرأة ...؟
- نساء يجعلن من الحدائق متنفسا لكربهن وحلا لمشاكلهن
- أبحث عنك...
- نساء بين مطرقة الفقر والعنف الزوجي
- من المسؤول؟
- «بويا عمر» مجرد سجن لا علاقة له بعلاج المرضى النفسيين والعقل ...
- لنتضامن...
- اللعنة لمن يبخس قيمة بني الإنسان
- إلى أين المسير؟!!...
- لتكون سياسيا ناجحا
- الثالوث المهيمن
- الزمن المقيت
- هل أتتك أخبار المحرقة المغربية؟
- هل أتتك أخبار هذه البلاد؟...


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- نداء الى الرفيق شادي الشماوي / الصوت الشيوعي
- أسئلة وأجوبة متعلقة باليات العمل والنشر في الحوار المتمدن. / الحوار المتمدن
- الإسلام والمحرفون الكلم / صلاح كمال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المساعدة و المقترحات - حياة البدري - رحلة قصيرة مع تاجر حشيش