أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فوزية رشيد - النساء وقلة الوعي السياسي!














المزيد.....

النساء وقلة الوعي السياسي!


فوزية رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 239 - 2002 / 9 / 7 - 01:56
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كشفت الدراسة التي أعدتها لجنة المرأة والمجتمع بجمعية الوسط العربي الإسلامي الديمقراطي، وتم تطبيقها على عينة مكونة من (152) امرأة من مختلف الأعمار والمستويات التعليمية والوظيفية، كشفت هذه الدراسة نتائج مخيبة للآمال ــ حسب الدراسة نفسها ــ حول رأي النساء في مشاركة المرأة في الانتخابات التي جاءت لتنم عن عدم اقتناع 60% من العيّنة بكفاءة المرأة البحرينية للانخراط في العمل السياسي. ورغم أن العينة محدودة فإن النتائج معروفة حتى بدون القيام بأية دراسة ميدانية، لأن نتائج الانتخابات البلدية كشفت على أرض الواقع مستوى الوعي النسائي غير الداعم لوصول أية امرأة لا إلى البلديات ولا إلى البرلمان.

وحسب الدراسة فإن رفض هؤلاء مشاركة المرأة قد تم تبريره بخليط من الأسباب تعبّر في حقيقة أمرها عن قلة الوعي السياسي والثقافي لدى غالبية النساء في العينة، التي يتم اسقاطها على أية امرأة ترشح نفسها وهي مؤشر أيضا لوعي غالبية النساء في بلدنا. فالنساء يتهمن المترشحات بقلة الوعي وبنظرة رجال الدين (أو من يسمون كذلك)، تلك النظرة المتحفظة، والتحجج بعدم كفاءة المرأة، وسيادة العرف الاجتماعي وعدم الثقة بقدرات المرأة قياسا لقدرات الرجل. جميع تلك الأسباب تستمد سطوتها من تخلف النظرة الاجتماعية للمرأة القائمة بدورها على تخلف نظرة المتحدثين باسم الدين أو غالبيتهم لدور المرأة، وهذا ما تحدثنا عنه وتحدث غيرنا حوله بعد الانتخابات البلدية مراراً وتكراراً. في مقال أمس تطرقت إلى جانب آخر قبل معرفتي بنتائج الدراسة، وهو جانب غيرة النساء من بعضهن، مما يدفع المرأة إلى تفضيل دعم الرجل حتى لا ترى امرأة ذات كفاءة "تلخبط" لها كل مكوناتها العقلية والنفسية والاجتماعية التي اعتادتها أو آمنت بها! أما حول ما قيل عن استبداد المرأة وهيمنتها عند الوصول إلى الرئاسة، فتلك هي لعبة عقلية أخرى يروّج لها "الوعي الذكوري" في المجتمع سواء كان ذلك الوعي لدى الرجال أو النساء ذوات الوعي الذكوري نفسه. قد تكون المرأة عند تحمل المسئولية أكثر صدقاً ونزاهة وأقل فساداً مثلما يشير العديد من الدراسات في المجتمعات الأخرى، ولكنها حتماً ليست أكثر استبداداً وهيمنة من الرجل إلا إذا كان المطلوب أن تكون النساء في موقع التابع حتى حين يكنّ في موقع الرئاسة.

والسؤال الذي يطرح نفسه حول قلة الوعي السياسي لدى فئات وقطاعات كبيرة من النساء، كيف إذاً بامكان المرأة الكفؤة النفاذ إلى موقع المشاركة السياسية إذا كان الوعي العام في غالبيته (نساء ورجالاً) يحاصرها كل هذا الحصار؟! فهي إن نفذت من صراعات الدوائر الانتخابية والدائرة في بوتقة الطائفية والقبلية والعشائرية فلن تسلم لا من حصار النظرة الاجتماعية المتخلفة، ولا من حصار القراءات المتخلفة أيضاً للدين الإسلامي، ناهيك عن حصار موقف المرأة من المرأة وتحديداً حين تمثل هذه المرأة أكثر من نصف الأصوات الانتخابية. أحدهم قال: إذا رشحت المرأة نفسها في أية دائرة فإن أول ما سيواجهها هو اتفاق أصوات الطائفتين "الشيعة والسنة" ضدها لإبعادها، بعد ذلك سيتفرغ ذكور الطائفتين لتصفية بعضهم بعضا! وبعيداً عن التصريحات المنمقة لدى الكثير من نساء ورجال هذا المجتمع حول تأكيدهم حق المرأة في المشاركة السياسية، فإن بطاقات الترشيح ووقت الجدّ تقول: إن تلك التصريحات لمجرد "تبييض" الوجه إعلاميا، مادامت الإصلاحات السياسية قد أكدت أهمية مشاركة المرأة ونجاحها في الانتخابات، أما علامة "صح" فهي عادة من نصيب الذكور وبمباركة الجنسين معاً!

فلنفترض أن نساء واعيات وغالبيتهن ذوات امكانيات محدودة قبلن مواجهة التحديات كلها المرفوعة في وجوههن يبقى هناك تحدٍ آخر لا يقل أهمية، هو تمويل الحملة الانتخابية التي حتماً هي بحاجة إلى ما هو أكثر انتشاراً وكثافة من حملة الرجل الانتخابية. فهل هناك نساء واعيات وذوات كفاءة وامكانية، هنّ أيضاً ذوات امكانيات مادية تتطلبها الحملات الانتخابية الاستثنائية للمرأة، أو على استعداد للتضحية بكل مدخرات العمر أو الاعتماد على قروض من البنك لمجرد الدخول في التحدي الذي يقول الجميع: إن نسبة نجاح المرأة فيه لا تتجاوز 5% في أفضل الأحوال؟! تلك هي مشكلة أخرى تواجه النساء اللهم إلا ذوات الدخل غير المحدود!



#فوزية_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجربة البرلمانية بين التوقف والاستمرار
- نشارك أم نقاطع!؟
- المتربصون بالمسيرة الإصلاحية
- الجمعيات والانتخابات
- إعلان وفاة الحضارة الإنسانية
- خصوبة المجتمع البحريني


المزيد.....




- جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR ...
- تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
- جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
- أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ ...
- -نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
- -غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
- لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل ...
- ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به ...
- غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو ...
- مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فوزية رشيد - النساء وقلة الوعي السياسي!