|
انتفاضات العالم العربي والانعطافه التاريخيه لمسار القوى اليساريه التقدميه
ليث الجادر
الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 18:47
المحور:
ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011
1ــ هل كانت مشاركة القوى اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية مؤثرة في هذهِ الثورات؟ و إلى أي مدى؟ الجواب:سافترض اولا انه من الجائز لي ان افهم تعبير( القوى اليساريه ) بانه يعني الاطار العام للاتجاهات الفكريه التقدميه الغير منظمه.. لان ذلك سيجعلنا بالدرجه الاولى في مناى عن خلاف تقييم تلك القوى المتشرذمه واقعيا والمفترضه بهذا الاختلاف ,ومن هذا المنظار فقط نستطيع من ان نقيم ونرصد نشاط الاتجاه اليساري اي اننا نكون حينها قادريين على تحديد هوية الفكر الذي تتجذر عنده مطالب الناشطين المنتفظين ويمثل القاسم المشترك لاغلبيتهم وبصوره ادق يمثل قدرات تمكينه في تبنيهم لمشروعه واي منهج وفكر مرشح لان تناصره القوى الجماهيريه ..ولهذا نرى ان الانتفاضات العربيه اذا ما اريد ان ينظر لها بنوع من مفهوم الوحده والترابط فانها لم تكن فقط موجهه ضد الانظمه الاستبداديه وبالقدر العفوي الغير الناضج الوعي بل انها كانت مرحله تاريخيه تطبيقيه لخلق قدرات وتمكين القوى اليساريه واعادة صياغة مشاريعها السياسيه وتم هذا من خلال نشاط القاعده الجماهيريه ذات الميول الطبقيه الغير منظمه والمتواجده خارج الاطار البنيوي التنظيمي ل(لقوى اليسار ) ..لقد قاد وشارك في تلك الانتفاضات وبصوره فاعله منتفظون ذات ميول شيوعيه واشتراكيه لكنهم لم يكونوا في كل الاحوال منطوين تحت لواء الحزبيه ولم يدخل ميلهم طور التنظيم وانضباطه وهم بذلك وارتباطا بالدور الهزيل الذي اكتفت القوى اليساريه المنظمه بادائه قد خلقوا امكانيات موضوعيه لانبعاث حركه تقدميه اجتماعيه ولهذا فاننا لانستطيع ان نلمس اي نشاط لقوى اليسار ضمن الاطار المتعارف عليه في تحديد ماهية القوى السياسيه والحزبيه في ميدان الانتفاضات العربيه لكننا وبنفس المقدار لا يمكننا من ان نقلل من الدور الفاعل والبارز للميول اليساريه التي كانت تتحرك بها قدرات الانتفاضات وتصطبغ بها .. كان هناك في تونس شيوعيون منتفظون كانوا ماركسيون منتفظون كان هناك نفس وقوه عماليه اشتراكيه ,,لكن بالمقابل لم نكد نلحظ وجود وحظور لائق للحزب الشيوعي التونسي او الحزب الشيوعي العمالي اوحتى اي من الاحزاب التي تمثل الاشتراكيه الديمقراطيه وهكذا الحال بالنسبه لمصر ...اما بخصوص النقابات العماليه فقد ادت دورها على وجه العموم بشكل محدد ومقيد بشرط صفتها المطلبيه الانيه وتركيبتها الفئويه وموضوعيا فقد كان هذا تقريبا اقصى ما يمكن ان تؤديه 2- هل كان للاستبداد والقمع في الدول العربية الموجه بشكل خاص ضد القوى الديمقراطية واليسارية دوره السلبي المؤثر في إضعاف حركة القوى الديمقراطية واليسارية؟ الجواب: الضعف التي تعاني منه القوى اليساريه والديمقراطيه والذي وصل الى حد العجز لم يكن مصدره سياسة القمع التي مارستها السلطات الاستبداديه اتجاهها ولا يمكن في كل الاحوال قبول مثل هذه التبريرات او التفسيرات ..والا لذهب يساريوا العالم وديمقراطييهم الى منازلهم بانتظار ان تلين عريكة المستبدين ؟ لكن سياسة القمع والدعايه المضاده والدعم الغير مباشر والمستتر لافكار الحركات الدينيه المسيسه استطاعت من تؤدي مفعولها السلبي في اضعاف حركة اليسار والديمقراطيه من خلال توافر شروط ذاتيه تكمن في طبيعة وتنظيم هذه الحركات
3- هل أعطت هذه الانتفاضات والثورات دروساً جديدة وثمينة للقوى اليسارية والديمقراطية لتجديد نفسها وتعزيز نشاطها و ابتكار سبل أنجع لنضالها على مختلف الأصعدة؟ الجواب: طبقا لما ذكرناه سابقا فان ميدان الانتفاضات وتلاحق احداثه قد تضمنتا عملية خلق امكانيات موضوعيه لتجديد وتطوير حركة اليسار التقدمي واسست لقاعده احكام تطبيقيه يمثل وعيها شرطا جوهريا لانبعاث اشكال تنظيم الحركه التقدميه التي انتفت اشكال تنظيمها ونهجها القديمه في واثناء الانتفاضه ان كيانات الاحزاب اليوم تقف مجبره وليست مخيره امام شرط مراجعتها لاطروحاتها الفكريه والتنظيميه وتفاصيل مشاريعها النضاليه ..هذه هي الصيغه العامه المجرده لما قدمته الانتفاضات من تقييمات بشان القوى اليساريه والديمقراطيه ولذا فان قرائتها وتشكيلها على هيئة دروس وتعليمات فانها بالتاكيد ستختلف بين منظور واخر وتبعا للمرجعيه الفكريه ودرجة وعيها ..فمثلا انا ارى بان الدرس المحوري بهذا الشان يتمثل بوجوب فهم حقيقة الدعوه لاتخاذ اسلوب النضال السلمي كمنهج وحيد للتغيير على انها دعوه تضليليه يراد منها الاجهاز على حركة مطالب التغيير ودوافعه الواقعيه وللاسف فان الانتفاضات العربيه الشعبيه وبالذات في اليمن قد انساقت كثيرا وراء تعاليم هذه الدعوات ..وكأن كتاب جون شوب (من الدكتاتوريه الى الديمقراطيه) والذي اعتمد كدستور من قبل قيادات هذه الانتفاضات قد وضع خصيصا لهذا الغرض
4ــ كيف يمكن للأحزاب اليسارية المشاركة بشكل فاعل في العملية السياسية التي تلي سقوط الأنظمة الاستبدادية ؟ وما هو شكل هذهِ المشاركة ؟ الجواب: اعتقد ان هذا السؤال يرتبط ارتباطا جوهريا بالاجابه على السؤال الذي سبقه بمعنى ان الاحزاب اليساريه حتى تكون فاعله ونشطه في العمليه السياسيه التي يفرزها واقع سقوط الانظمه الاستبداديه فانها محكومه بمدى استفادتها ودرجة وعيها للدروس التي انتجتها حركة الانتفاضات ..الا ان الجوهر هنا وفي هذا المجال تحديدا يكمن في ضرورة ان تنتهج هذه الاحزاب برامجها السياسيه بنسق انطباعي واقعي وان تتخلى مؤقتا وبشكل تكتيكي عن صيغ الاطروحات الفكريه التنظيريه والتي في ذات الوقت يجب ان يتم المحافظه عليها وتجديدها في مجال الدعايه والتثقيف ..فعلى سبيل المثال يستطيع الحزب الاشتراكي من ان يطرح برنامجا طبقيا لا يتضمن بالضروره تقييمات طبقيه مباشره وراديكاليه في شكل طرحها لكن نتائج تطبيقها ونجاحه لابد من ان يؤديان الى تقوية وتنشيط امكانيات النضال الطبقي ..فواقع المجتمعات العربيه غني والحمد لله بكل حالات الفقر والتخلف واينما وليت وجهك فثمة ظاهره وثمة حاله تنخر في جسد المجتمع ...هناك واقع زراعي ليس متخلف بل اقرب ما يكون الى البدائي ومعالجة مشكلاته باسلوب التكتيك الثوري يعني سحب كل القوى الاجتماعيه الفاعله الى ميدان نضال الفلاح الصغير وتحسين واقعه ..هناك سوق عظيمه اثمه لعمل الاطفال الذي تختال فيه طفولتهم وتزتنزف فيه برائتهم وحيويتهم في الحياة ولذا فان طرح برنامج يضع مهمة تنفيذ الاجهاز على هذه السوق في مقدمة اولوياته ولربما يجوز في حاله معينه من ان يكون ذلك محورا لبرنامجه انما يعني وفي قراءة مضمونه وتفاصيل تطبيقاته قيادة ثوره طبقيه صامته وهادئه وذكيه تضرب من خلالها مصالح فئات واسعه من الطبقه البرجوازيه الطفيليه وتفعل امكانيات مطالب الطبقه العامله ..ان مكافحة الاميه واتخاذها هدفا مركزيا في برنامج الحزب لابد وان يعني في النهايه العوده الى تقاليد التعليم الالزامي مما يعني في كل الاحوال وفي ظل الوضع الراهن التقدم خطوه كبيره في طريق المواجهه والتصادم بين شروط المنهج الاقتصادي الراسمالي الحر وتوجهاته وبين القدرات الاقتصاديه للمجتمعات العربيه مما سيستدعي حالة طرح البديل ...لهذه المجتمعات ايضا ارصده هائله في عدد الايتام والارامل والعجزه والمعاقيين بسبب الحروب والعنف السياسي ...والقائمه تطول وتطول .... خذ مثلا تفصيليا فنحن في العراق وبحسب احصائيات السلطه لدينا مليونين ونصف مليون يتيم و700 الف ارمله بلا مصدر مالي ثابت فاذا ما صاغ حزب ما برنامجه بحيث يكون التصدي لمعالجة هذه الحاله هو محور برنامجه لمشروعه السياسي فان هذا ووفق الاليه التفصيليه التي يحتم عليه عرضها وقياسا بثوابت توزيع الموارد والثروه التي تمت صياغتها بمفاهيم الاقتصاد الحر او في طور الانتقال اليه لا يعني الا التاسيس لمشروع نضال طبقي فاعل ويقترب بقوه من وصفه كحاله ثوريه واقعه وبهذا يترشح هذا الحزب للانتقال من وصفه اليساري المجرد الى طور تشكيل هويته الاشتراكيه التقدميه ...
5- القوى اليسارية في معظم الدول العربية تعاني بشكل عام من التشتت. هل تعتقدون أن تشكيل جبهة يسارية ديمقراطية واسعة تضم كل القوى اليسارية والديمقراطية العلمانية ببرنامج مشترك في كل بلد عربي, مع الإبقاء على تعددية المنابر, يمكن أن يعزز من قوتها التنظيمية والسياسية وحركتها وتأثيرها الجماهيري؟ الجواب : الجبهه العلمانيه التي تعمل تحت شعار مقاومة اسلمة الانظمه والدساتير هي الشكل الوحيد للعمل الجبهوي الممكن والواقعي الذي تفرضه طبيعة المرحله السياسيه الحساسه والتي يؤشر فيها وبوضوح الى حاله من التحالف بين القوى الراسماليه العالميه وبين تيارات محدده من الاسلام السياسي ...((قل انا اسلامي وافعل ما شئت)) ...اما التفكير والسعي لتاسيس جبهه يساريه تقدميه عربيه, فهذا لا يستند الى امكانيات موضوعيه ولا يمكن من ان يعود بنتائج مهمه وعلى الاقل في الوضع الراهن ... الا ان هذا لا يقلل من اهمية الاصطفافات والتحالفات الثنائيه والمحددة الاطراف والقائمه اساسا على السعي لتحقيق اهداف تاكتيكيه معينه على ارض الواقع ..
6ــ هل تستطيع الأحزاب اليسارية قبول قيادات شابة ونسائية تقود حملاتها الانتخابية وتتصدر واجهة هذهِ الأحزاب بما يتيح تحركا أوسع بين الجماهير و أفاقا أوسع لاتخاذ المواقف المطلوبة بسرعة كافية ؟ الجواب: قدرت الاحزاب اليساريه في مسالة قبول قيادات شابه وقيادات نسائيه ,,محدوده جدا وهذا يعود للطبيعه الفكريه التي تاسست عليها البنيه التنظيميه لغالبية الاحزاب اليساريه العربيه ,,وحتى نكون موضوعيين ,,ومن وجهة نظري الشخصيه فان تصدر مهام قيادة الاحزاب الايدلوجيه يشترط حتما مؤهلات خاصه ويفترض من ضمن ذلك عنصري تراكم الخبره والكفاءه المعرفيه والثقافيه ,ولهذا فانا ارى ان الاحزاب اليساريه وتحديدا الشيوعيه منها قادره على تاهيل عناصرها الشابه بهذا الاتجاه
7- قوي اليسار معروفة بكونها مدافعة عن حقوق المرأة ومساواتها ودورها الفعال، كيف يمكن تنشيط وتعزيز ذلك داخل أحزابها وعلى صعيد المجتمع؟ الجواب: هناك فرق مهم بين حال الدفاع عن حقوق المرأه وبين حال الدعوه للمساواة ..ودرجة الميل بين هذين الحدين ووعيهما يمثلان المعيار الذي يفصل مابين صفة اليساريه المجرده وبين صفة اليساريه التقدميه ..الاحزاب الشيوعية الهويه هي التي تمتلك خصيصة الدعوه للمساواة وقد قطعت شوطا مهما في تحقيق هذا المبدأ على الصعيد الذاتي وداخل تنظيماتها وهي بالتالي ليست بحاجه الى افتعال حالة تعزيز دور المراه بصوره ممسرحه وبروتوكوليه في ميدان نشاطاتها الحزبيه ...ولايمكن لاي شيوعي ملتزم يقبل بان تتحول رفيقه من رفيقاته الى مجرد رمز لدعايه حزبيه شانها شان باقي السياسيات البرجوازيات ,بل ان كل شيوعي لا يمكن ان يبقى ضمن وصفه هذا الا لم يسعى في كل لحظه الى ان يخلق حزبه رفيقه له قادره على قيادة الحزب او قيادة نشاطاته الاجتماعيه ...
8ــ هل تتمكن الأحزاب اليسارية والقوى العلمانية في المجتمعات العربية من الحدّ من تأثير الإسلام السياسي السلبي على الحرّيات العامة وحقوق الإنسان وقضايا المرأة والتحرر ؟ الجواب: اذا كانت المساله هي السعي للتضيق على ممارسات الاسلام السياسي السلبيه اتجاه الحريات العامه وقضايا المرأه فان القوى العلمانيه واليساريه قادره وبكل تاكيد على ذلك ..لكن هذا التضييق وهذه القدره المؤكده على الحد من توجهات الاسلام السياسي ان لم يتم استثمارها وتطويرها باتجاه تحويلها الى اطار مطلب اجتماعي عام فان الاسلام السياسي في نهاية المطاف وبعد مرحله من تقديمه التنازلات والتراجع سينقض على تلك الامكانيات ...
9- ثورات العالم أثبتت دور وأهمية تقنية المعلومات والانترنت وبشكل خاص الفيس بوك والتويتر..... الخ، ألا يتطلب ذلك نوعاً جديدا وآليات جديدة لقيادة الأحزاب اليسارية وفق التطور العملي والمعرفي الكبير؟ الجواب: لا يمكنني امام هذا التساؤل الا ان اعلن بوضوح تام على انه استفزٌ بواطن عقليتي التامريه بكل احكامها وتقييماتها!! وهو في ذات الوقت سؤال محوري مهم تمثل الاجابه الوافيه عليه خلاصة التقييم الموضوعي لاحداث الانتفاضات العربيه لكن مثل هذه الاجابه تستلزم العوده الى الاجابات السابقه والتوسع فيها وهذا وحسب ما اظن لا يتلائم مع الامكانيات التي يوفرها مثل هكذا حوار لذا فانا ساحاول ان اختصر شرط الاجابه الوافيه لابدأ اولا بتفصيل بنية السؤال الذي يبدوا لي انها بنيه مركبه (تقييم عام ومجرد – واستنتاج ايحائي خاص ) تقييم قدرت تقنية المعلومات واستنتاج امكانيات الاحزاب اليساريه للاستفاده من هذه القدرات ..قد يبدو الامر بسيطه للوهله الاولى لكننا سنحس بتعقيداتها اذا ما حاولنا التوغل في تفاصيلها ...اي اننا لو اكتفينا بمقدمة السؤال وبالصيغه التاليه ( ثورات العالم العربي اثبتت دور واهمية تقنية المعلومات .) لكان هذا التقييم من الامور التي لا يختلف عليها الذي يقول (التي ) والذي يقول (اللتيا) لكن حينما نسترسل لنؤكد حقيقه واقعيه ونكمل (وبشكل خاص الفيس بوك والتويتر ..) فاننا بهذا وفرنا امكانيات غنيه للتشكيك في تحديد هوية القوى التي عملت على تمكين وتوظيف تلك القدرات ولا اكتمكم سرا فانا من المتحمسين (وليس من المتشددين) للتاكيد على تلك التشكيكات ...!هذا من جانب التقييم اما من جانب الاستنتاج فانه يكون من المؤكد على قيادة الاحزاب اليساريه من ان تضع مهمة تجديد اليات نشاطها التنظيمي والتعبوي في اطار تطوير امكانياتها لتوظيف قدرات تقنية المعلومات والانترنيت فبعد الانتفاضات العربيه واتضاح قدرت العالم الافتراضي على تحوله الى الواقع كقوه مؤثره فان مشروع الاحزاب اليساريه بالذات ولاسباب عديده منها الموضوعي ومنها الذاتي ..اصبح ليس فقط ممكنا بل ضروريا وحتمي
10- بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن، كيف تقيمون مكانته الإعلامية والسياسية وتوجهه اليساري المتفتح ومتعدد المنابر؟ الجواب: بداية انا اتمنى من صميم قلبي في ان اشد على يد كل فرد من افراد اسرة الحوار المتمدن وان احييهم على ما قدموه من جهد خلال العشرة الاعوام الماضيه اما فيما يخص تقييم اداء الحوار المتمدن فلا اظن على الاطلاق ان اي متابع له سواء كان صديقا او كان غريما يستطيع ان ينكر ذلك الخط التصاعدي المتواص للحوار المتمدن في التطور كموقع اعلامي الكتروني طليعي ويمتلك خصيصة التمييز عن باقي المواقع التي تدانيه في مجال الاعلام وهوبالتالي لابد وان يحتل مكانه بمقدار او باخر في مجال النشاط السياسي على ارض الواقع ..هذا على المستوى العام وهو المستوى الاهم بكل تاكيد ...لكن على المستوى الخاص والذي اعنيه هنا بالكيفيه التي يتم فيها اداء الحوار المتمدن ومن وجهة نظر طالما اعتبرت انها يجب ان تبقى شخصيه.. فانني ارى ان الموقع حينما اتخذ اسلوب المقالات العشره واعلن ان ذلك يمثل التعبير عن خطه التقدمي الديمقراطي العلماني وان كتاب هذه المقالات يوصفون بكتاب وكاتبات الحوار المتمدن ..فانه بذلك قد ضيق من حدود انفتاحه وجعل تعدد المنابر داخل نفس المقالات العشره مأخذا يبرر نقد درجة وضوح رؤيته او ارتباك نسق التعبير عنها . .. خذ مثلا موضوع الانتفاضات العربيه التي نحن اليوم بصدد مراجعتها .. فقد دأب الحوار المتمدن في واثناء اندلاع هذه الانتفاضات على اختيار كتابه اللذين لم يحسنوا الا توجيه الخطابات الحماسيه المؤيده ويذهبون بحماسيتهم هذه الى التمجيد الغير عقلاني على الاطلاق لهذه الحركات الى درجة ان بعضهم قارن انتفاضة مصر بالثوره الفرنسيه وتعدى ذلك الى مقارنتها بثورة اكتوبر العظمى ..اما اللذين تصدوا لنقد هذه الانتفاضه بقصد تطويرها وحذروا من النتائج السلبيه لها ان لم يتم ذلك فانهم لم يدخلوا دائرة اهتمام الحوار المتمدن ليس في بدايات الحركه فحسب وانما بعد ان اثبتت الوقائع صدق ما قالوا ..لماذا ؟ ربما المحاوله الوحيده في انصاف تلك الاراء تتمثل في فتحها لهذا الملف والذي لا اكتمك سرا بانني استطيع ان اعتبره نوع من محاولة تبييض فشل وهزالة مواقف الكتاب اللذين اكتفوا بالتهليل والتسبيح لتلك الانتفاضات . كما انني ارى ان هذا النهج جعل حيادية الحوار المتمدن في تعاملها مع الكتاب اللذين ينشرون فيها اقل مما كانت عليه سابقا ..وفي كل الاحوال اريد ان اؤكد بان هذا النقد يجب ان يفهم على انه نابع من التقييم العالي لقدرة الحوار المتمدن وامكانياتها التي وضعتها للتعريف بماهية الفكر التقدمي اليساري وبعث بوادر نهضته
#ليث_الجادر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ديالكتيك وعي المفهوم وتفاوت التطور
-
تداعيات في الفكر الاشتراكي وتطبيقاته ...ج7
-
تداعيات في الفكر الاشتراكي وتطبيقاته ...ج8
-
التكتيك الثوري ..ديناميكيه ونموذج
-
تداعيات في الفكر الاشتراكي وتطبيقاته...ج5
-
تداعيات في الفكر الاشتراكي وتطبيقاته...ج6
-
الرومانسيه الوطنيه ..مرض طبقي عضال
-
تداعيات في الفكر الاشتراكي وتطبيقاته...3
-
تداعيات في الفكر الاشتراكي وتطبيقاته..4
-
تداعيات في الفكر الاشتراكي وتطبيقاته...ج2
-
تداعيات في الفكر الاشتراكي وتطبيقاته...ج1
-
القائمه العراقيه حاضنه تقدميه مشروطه...ج2
-
القائمه العراقيه حاضنه تقدميه مشروطه...ج1
-
معيار للماركسيه يبتدعه العماليون
-
مقدمه لاعادة عرض الماديه التاريخيه ..ج6
-
مقدمه لاعادة عرض الماديه التاريخيه..ج5
-
مقدمه في اعادة عرض الماديه التاريخيه ...4
-
مقدمه في اعادة عرض الماديه التاريخيه ...ج3
-
عار المئة يوم السوداء..كيف نمحيه
-
الاشتراكيه العراقيه (عنيفه ) بالحتم
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
المزيد.....
|