أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد بودواهي - البرجوازية ، الرأسمالية ، الامبريالية والمستقبل المفتوح















المزيد.....


البرجوازية ، الرأسمالية ، الامبريالية والمستقبل المفتوح


محمد بودواهي

الحوار المتمدن-العدد: 3552 - 2011 / 11 / 20 - 09:48
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


البرجوازية طبقة اجتماعية محددة تضم الأشخاص ذوي الدخل المستقل، أو الذين يحققون لأنفسهم نوعاً من الاكتفاء الذاتي ولهم سمات وعادات اجتماعية خاصة بهم. ويعيش المنتمون إلى البرجوازية في الأغلب حياة ميسورة ، فهم لايمارسون أي مهنة من المهن اليدوية. وبهذا التحديد يخرج العمال والفلاحون وصغار الموظفين من إطار البرجوازية التي هي نقيض الطبقة العاملة (البروليتارية).
ثم تطور مفهوم البرجوازية في القرن الثامن عشر في فرنسا حتى صار يعني طبقة اجتماعية مؤلفة من التجار ومالكي العقارات وأصحاب المهن الحرّة، كما صار تعبير البرجوازية نظاماً اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً أيضاً، إضافة إلى كونه يعبر عن ذهنية لها مظاهرها الخاصة التي نبعت من صميمها أفكار الثورة الفرنسية. وبعد أن اغتنت البرجوازية بفضل الامتيازات التي حصلت عليها وبفضل تطور التجارة، دخلت عالم الحياة السياسية، وصارت حليفة للنظام الملكي في مواجهة طبقة النبلاء والاقطاع .
تمثل البرجوازية مرحلة من مراحل التطور الاجتماعي، وتُعد أساساً للكثير من الأفكار والمظاهر الاجتماعية الحديثة. فقد نشأت البرجوازية في أحشاء المجتمع الإقطاعي حاملة أسلوب الإنتاج الرأسمالي الأرقى وارتبطت بالتراكم الأولي لرأس المال الذي قام على انتزاع الأراضي وأدوات العمل من الجماهير الشعبية الواسعة. ومع تطور القوى المنتجة حلّت المانيفاكتورة (المصنع اليدوي) محل نظام الإنتاج الحرفي. ثم تلتها الصناعة الآلية الضخمة في عهد الثورة الصناعية ، وامتلك رأس المال الصناعي وسائل الإنتاج وتركّزت ثروة مالية هائلة في أيدي البرجوازية .

قامت البرجوازية في مراحلها الأولى بدور ثوري تقدمي في الصراع مع النظام الإقطاعي، فتحْتَ قيادة البرجوازية صُفِّيت العلاقات الإقطاعية وإسقاط التصوّر الطبقي الإقطاعي للإنسان. وقد أسهمت البرجوازية في تطوير العلم وفي رفع إنتاجية العمل، وحطّمت نمط الحياة الذي كان غالباً في العصور الوسطى.
وبنتيجة الثورات البرجوازية الممتدة من القرن السادس عشر إلى النصف الأول من القرن التاسع عشر وصلت البرجوازية إلى السلطة السياسية وأصبحت هي الحاكمة في أغلب بلدان أوربة الغربية وفي الولايات المتحدة الأمريكية. ومع تحوّل الرأسمالية إلى الامبريالية (أواخر القرن التاسع عشر) ثم إلى رأسمالية الدولة الاحتكارية (منذ الحرب العالمية الأولى تقريباً)، ومع دخول حكم الطبقة العاملة مسرح التاريخ تغير أثر البرجوازية في المجتمع تغيراً جذرياً، وصار نضال الطبقة العمالية الطليعية في مواجهة الرأسمالية مضمون المرحلة المعاصرة من تاريخ البشرية وسمتها الأساسية.
يستند النظام الرأسمالي إلى أساسيات توجه نشاطاته، وهي تتمثل جوهرياً في الملكية الخاصة والفردية لوسائل الإنتاج والتوزيع، ومبدأ المنافسة والربح الفردي، وما يترتب عليه من فائض القيمة وفيض الإنتاج، الذي يقتضي توافر أسواق خارجية، لتوفير المواد الأولية للإنتاج، من جهة، وتصريف البضائع المنتجة من جهة أخرى.

هذه الحاجة إلى الأسواق اقتضت اتخاذ إجراءات عسكرية وسياسية، تستجيب لمصالح النظام الرأسمالي واستقرارها ومصالح الطبقات الاقتصادية المتحكمة في عملية الإنتاج، وتصريفه خارج الأسواق الوطنية والقومية، وضمان الهيمنة على الأسواق الخارجية في بلدان العالم، وفي طليعتها البلدان الغنية بالموارد الأولية اللازمة للإنتاج الصناعي والزراعي والتقني، كما اقتضت استثمار رؤوس الأموال الفائضة والمتراكمة الناجمة عن فائض القيمة، وتعزيز حرية التجارة بين القوى المنتجة والقوى المستهلكة في الأسواق الدولية.
فقد شهدت مرحلة الاستكشافات الجغرافية المبكرة، نمو الرأسمالية التجارية والاستعمار الاستيطاني المباشر، وخاصة في البلدان التي تمتلك الثروات المعدنية، وفي طليعتها الذهب والفضة. كما شهدت إحكام السيطرة على طرق الملاحة البحرية.
وفي مرحلة لاحقة من نمو الرأسمالية، أي مرحلة البرجوازيات الصناعية الناهضة ومصالحها، سعَّرت هذه الطبقة الصراع القومي في أوربا ، ونشأ الصراع الطبقي مع عمال المصانع في داخل بلدانها ، واتخذ هذا الصراع بعداً عالمياً ، بعد قيام الثورة الشيوعية في روسية عام 1917 التي رفعت شعار الطبقة العاملة في مناهضتها للبرجوازية ونظامها الرأسمالي . وقد نجم عن صراع الامبرياليات القومية نشوب الحربين العالميتين الأولى والثانية، ليطال أذاهما شعوب العالم التي لم يكن لها مصلحة في هذه النزاعات، بل كانت ضحيتها ووقودها.
وشهد النظام الامبريالي بعد الحرب العالمية الثانية، تطوراً تجاوز فيه المرحلة التقليدية التي أسستها الإمبرياليات الأوروبية (الإنكليزية والفرنسية. وغيرهما) وحل محله نظام إمبريالي متطور يستهدف الهيمنة على القرار السياسي والاقتصادي في بلدان آسيا وإفريقيا وأمريكة اللاتينية ، عن طريق إحكام قبضتها على اقتصاديات هذه البلدان واستغلالها وإضعافها وإبقائها في حالة تبعية لاقتصادياتها المتقدمة بعد أن استنفد الاستعمار التقليدي المتمثل بالاحتلال العسكري المباشر أغراضه في تخريب البنى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لهذه البلدان، وإبقائها في شروط موضوعية ملائمة لحالة التبعية. وقد قادت الولايات المتحدة هذه النقلة النوعية الجديدة في أداء النظام الرأسمالي. وسياساته الإمبريالية.
وقد ضاعفت الثورة الصناعية والتقدم التقني والعلمي الذي تمتلكه الدول الامبريالية الفجوة بين الأمم المتقدمة والمتخلفة. وأحجمت الامبريالية الرأسمالية عن إيصال وسائل التقدم التقني إلى البلدان النامية وحال دون امتلاكها أسبابه لمنع قيام وضع منافس اقتصادي وسياسي وحضاري.
في أوائل التسعينات من هذا القرن، انهار النظام الاشتراكي في صراعه مع الامبريالية وسجلت الاحتكارات الرأسمالية حضوراً عالمياً، تمثل في هيمنتها على الوضع العالمي في المجالات الاقتصادية والسياسية، والعودة إلى الحضور العسكري على المسرح العالمي، بغية حراسة مصالحها في المناطق الاستراتيجية منه. وشهدت هذه المرحلة تفرد هذه الاحتكارات بقيادة الولايات المتحدة بالهيمنة على العالم وشروعها في التبشير بنظامها الدولي، في ضوء معطيات انهيار النظام الاشتراكي وتراجع حركات التحرر الوطني في بلدان العالم.
لقد تجاوزت الرأسمالية الامبريالية، تناقضاتها، وأنتجت مرحلة متقدمة في حياة نظامها. ولكن تناقضها الجوهري مع شعوب العالم المستَغَلة يزداد عمقاً واتساعاً مما يترك تساؤلات حول مستقبلها، ومشروعية نظامها العالمي الذي تبشر به
ولا بد من أن تنهار الامبريالية، وتتحول الرأسمالية إلى نقيضها قبل أن يصل الأمر إلى التروست العالمي الواحد. أو مقولة كاوتسكي «ليس بعيداً جداً التوحيد العالمي لطواغيت رؤوس الأموال في تروست عالمي موحد يستبدل بصراع رؤوس الأموال المنعزلة دولياً رأس المال الموحد عالمياً».



#محمد_بودواهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفضائيات الدينية ورواج التخلف
- الاشتراكيون الجدريون ومقاطعة الانتخابات
- الضرورة الحتمية لديكتاتورية البروليتاريا في النظام الاشتراكي
- عظماء قالوا عن الإلحاد : الجزء الثاني
- عظماء قالوا عن الإلحاد
- الكارما ، منظومة الأخلاق البودية
- حكم دات مغزى عميق من أقوال بودا
- فلسفات الإلحاد في الفكر الهندي
- من قوانين دولة طالبان
- الديانة البودية وتساؤلات إنسان
- هل هي فعلا فتوحات إسلامية ؟؟؟
- الإيديولوجيا في الثورات العربية والشمال إفريقية
- ما حدث في تونس ومصر وليبيا ... هل هو ثورات ؟
- موجز عن تاريخ الأممية
- التبعية ، الوجه الجديد للإستعمار
- آفة الفقر والفساد وضرورة المعالجة السياسية
- الأزمة الرأسمالية الراهنة وعدم راهنية النظرية الكينزية المست ...
- دولة المخزن والسيرورة التي لا تريد أن تنتهي
- لا خلاص لشعوب المنطقة إلا في الاشتراكية ... وفي وجود قيادات ...
- ما هي الطبيعية الوجودية ؟


المزيد.....




- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تعمل من أجل إنجاح الإضراب الع ...
- جريدة الغد الاشتراكي العدد 45
- تعليم: نقابات تحذر الحكومة ووزارة التربية من أي محاولة للتم ...
- تيار البديل الجذري المغربي// موقفنا..اضراب يريدونه مسرحية ون ...
- استمرار احتجاجات ألمانيا ضد سابقة تعاون المحافظين مع اليمين ...
- رائد فهمي: أي تغيير مطلوب
- تيسير خالد : يدعو الدول العربية والاسلامية الانضمام إلى - مج ...
- التخطيط لمظاهرات في ألمانيا لمناهضة التعاون مع اليمين المتطر ...
- Al-Sudani and Keir Starmer’s meeting – and male hypocrisy!
- هيئة الدفاع في ملف الشهيدين شكرى بلعيد ومحمد البراهمي تعلق ح ...


المزيد.....

- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد بودواهي - البرجوازية ، الرأسمالية ، الامبريالية والمستقبل المفتوح