|
هل يحتمى المحافظون الجدد ببعض الثورات الشعبية من هوان هزائم الرأسمالية المالية؟
خديجة صفوت
الحوار المتمدن-العدد: 3551 - 2011 / 11 / 19 - 18:33
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
هل يحتمى المحافظون الجدد ببعض الثورات الشعبية من هوان هزائم الرأسمالية المالية؟ [i](1) دارفور و العراق نموذجا كان فؤاد الغرب-الرأسمالية المالية-الصهيونية العالمية- الرحيم قد راح فجأة ينشغل صبيحة اجتياح العراق في 2003 بضحايا دارفور دون من عداهم. و كنت قد تابعت تطورات تلك الاحبولة خطوة بخطوة وبصورة مفصلة مع كل خبر يذاع فى الساعات غير المباركة والمباركة من الليل والنهار[ii] و كان بعضنا قد لاحظ ان اندلاع العنف فى دارفور فى 2003 كان قد خطط بحيث يتصاحب واجتياح العراق. ويهمنى فيما يلى من المجادلة حول دارفو ظاهرة صرف الانظار عن قضية لحساب اخري فى أجندة العنف الامريكي الموجه ضد العرب والمسلمين انرك توا موقف أطراف قضية دارفو وقد راحت تلك الاطراف تتكاثر بالانقسام كل صباح و تعود فتتالف بصورة دورية فيما فتر اهتمام الاعلام بها بالصورة التى كان عليها ولو مؤقتا و ذلك ربما لاسباب جديرة بالماحظة خاصة فى سياق ربع العرب. المهم فورا اعتقد ان لم يعد ثمة سبيل الى الصاق كل ذلك الكم من الترهات بقضية دارفور حتى باتت مدعاة لغير ما كان ينبغى لها ان تكون عليه. و فيما الفت قضية دارفو سانحة لافتة لصرف الانظار عما يحدث فى العراق وفتها ازعم أن ظاهرة صرف الانظار تلك كانت قد تمثلت على مر الزمان فيما يتصل بقدرة من أعرفهم بأعراب الشتات على خلق أسباب الحروب الاهلية على مر التاريخ. و اجادل ان بعض تنويعات الاخيرة باتت تعبر عن نفسها فيما أسميه الثورات الملفقة او المشبوهة و يسميها أعراب الشتات الثورات الملونة والمخملية على طريقة تزيين الباطل وتزويقه، فيما يخالف حقيقته تماما. و قياسا أجادل أن تلك الانتفاضات المشبوهة أو الملونة والحروب الاهلية تندلع وكانت قد اندلعت على مر التاريخ فى مواجهة مواقف شدة لا تملك جماعات من اعراب الشتات –الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية التى امتلكت على مر الزمان فن الخديعة ـ مواجهتها الا بالتخاتل والتشويش من ناحية. و من ناحية اخرى تتعين الصهيونية العالمية على خلق شرط نشوء جماعات مشبوهة ممن ازعم انهم تنويع على جماعات الخزر و غيرها من الجماعات المشبوهة بدورها مما اخترق الخلافات المشرقية من الاموية الى العباسية فالعثمانية وصولا الى الممالك الاندلسية و تباعا. و لما تحور الخرز و الزط و غيرهم و قد احلت مكانهم جماعات يدعى يعضها الثورة على الديكتاتوريات العربية مثلا نشأت ظاهرة ثورات الارز و الثورة البنفسجية-نسبة الى لون الحبر الذى يضمخ به اصبع الناخب فى احابيل الدمقرطة المشبوهة مؤكدا وكأن صندوق الاقتراع منتهى منى شعوب مفقرة حتى التضور لكل شئ بدءا بالهواء غير الملوث و ماء الشرب النقي. دارفور و العراق: كان محمود محمدانى الذى يوافقنى فى انه ما أن اعلنت الحرب على العراق في 2003 حتى اندلعت حركة واسعة فى الغرب-نيويورك تحديدا-لتجنيد الرأي العام العالمى فى 2003 ايضا لانقاذ دارفور Save Darfur و كان محمدانى و احدا من اكثر من توفر بموضوعية لاحداث دارفور و تعالقها و غيرها من الاحادث المحلية و الاقليمية بصورة عضوية. وهذا التعلق هو غالبا و ربما و ابدا هو السبيل الوحيد للوصول الى فهم ما يحدث. فليس ثمة حدث معلق فى فراغ الكون او ما يحيط به او انه يأت من لا مكان. و قياسا يقول محمداني ان موقعا يسمى إنقاذ دارفور أنشئ فى نيويورك عشية اندلاع العنف فى العراق فى مارس ـ آذار 2003. ولم ينفك موقع انقاذ دارفو ذاك أن راح ينشر اعلانات ويوزع منشورات ويرفع لوحات اعلانية فى كل مكان من المدينة وتدهن صور من دارفور وحولها على جوانب الحافلات والمترو، ويستنطق نجوم على شبكات الاعلام والتليفيزيون والصحف، ويصطحب جورج كلونى أباه الى دارفور حتي باتت دارفور قضية داخلية امريكية بلا مثيل. ويقول بعض المعلقين على قياس حركة انقاذ دارفور وحركة مناهضة التمييز العنصرى ـ الابارتايد فى جنوب افريقيا ـ إن حركة إنقاذ دارفور، ليست ـ بامعان النظر ـ سوى حركة من اجل الحرب، فى حين ان حركة مناهضة الفصل العنصرى كانت حركة من أجل السلم. والى ذلك فليس ثمة جنود أمريكان فى دارفور ـ كما فى العراق. فلماذا استنفار الناس؟ فاشودا تنويع باكر على دارفور: تدافعت أوربا نحو افريقيا Scramble for Africa فتصارعت بريطانيا وفرنسا حول فاشودا وبحر الغزال ـ وتشارف دارفور الحالية ـ بعد اقل من عام من واقعة كررى بأمدرمان. فقى 2 أو3 سبتمبر 1889 دخل الجنرال الفرنسى فاشودا وبحر الغزال بغاية ضمهما الى فرنسا، إلا أن كيتشنر زحف فى 10 سبتمبر نحو فاشودا فاخرج الفرنسيين فى 19 سبتنبر، بعدما أزيلت الاستحكامات الفرنسية فى 11 سبتنمبر 1889م بتهديد الانجليز الفرنسيين برفع العلم المصرى بوصف ان تلك اراض مصرية. وتعيد احداث دارفور انتاج فاشوداو وصراع فرنسا وبريطانيا فى تنويعة مجدد تتمثل فى صراع امريكا وبريطانيا وفرنسا من ناحية، والصين والهند وروسيا من ناحية اخرى، فى المنطقة، حول ثروات الافارقة والعرب باسم حملات "تحديثية" تنصيرية، فخصما اقتصاديا وثقافيا علي اصحابها. وكان تونى بلير قد تعين على الجأر ان علينا مسئولية اخلاقية للتدخل فى السودان. وكان البعض قد بقى يصف تونى بلير بالتمتع بنظرة جلادستونية للعالم تدفعه لعمل كل ما فى وسعه فى السودان لحماية الدارفوريين. الا ان تلك النظرة لا تدفعه لعمل شئي في جمهورية الكونغو الديمقراطية حيث راح اكثر من 4 ملايين كونغولى ضحية تهريب وتجارة ما يسمى بالماس الملطخ بالدماء Blood Diamonds، أو فى زيمبابوى لحماية الزيمبابويين. وفيما تمتلئ الصحف وتفيض باخبار السودان لا نسمع بما يحدث فى زيمبابوى الا بقدر ما تفوح رائحة تورط المغامرين الانجليز من سيمون مان ومارك ثاتشر فى فضائح تهريب السلاح عبر زيمبابوى توطئة لقلب حكومة غينيا الاستوائية، الى رشأوى صفقات الاسلحة البريطانية للسعودية. فهل يتدخل المجتمع الدولى فى السودان أم فى غينيا الاستوائية باسم تحت مظلة اللاقانونية الدولية، أم ركضا وراء الامبراطورية الامريكية؟ وتجأر العولمة المكوننة بملئ فيها على لسان كلب سيده بحتمية عودة الاستعمار مجددا بلا تحفظ، الا بقدر ما يتعين على المستعمرين ـ بفتح الميم ـ أن يبعثوا بعريضة أو أورنيك استرحام عليه دمغة وبصمات طاعة واجبة النفاذ، وولاء لا متحفظ مسترحما يستجدى عودة الاستعمار. هل اعتصم المحافظون الجدد بدافور من مهانة الهزيمة فى العراق؟(2) لماذا استنفار الناس؟ هل راح الامريكان يلوذون من هوان ومذلة العراق بالاحساس بالاهمية كونهم يدافعون عن دارفور. ويلاحظ محمدانى ان قضية دارفور تحورت الى قضية داخلية، ولا يعنى ذلك ان لا اثر لها خارجيا بل العكس. على ان اهم وظيفة لاشعال الحرب الاعلامية حول دارفور هى انها تخدم احساس الامريكان العاديين، أكثر من غيرهم، باهميتهم الانسانية كمدافعين عن الدارفوريين المظاليم، فى مواجة الجانجويد، اى الخيالة البدو من العرب، بوصف ان حرب افريقيا الاهلية بين متزنجين وعرب ومسلمين ومسيحينن واحيائيين أو غير ذلك من الثنائيات الابليسية التى تستقطب ضحايا تلك الحروب كونهم يستحقون قدرهم فما يحيق بهم بجريرتهم. فموقع انقاذ دارفور يتعين على أبلسة الدارفوريين العرب، ولا يذكر ما اذا كان للعنف تاريخ أو غاية. فعنف حركة انقاذ دارفور عنف مبرر بحد ذاته مثله مثل الارهاب. وهو ايضا يستدعى كل شئ الا ما خلا ما يشير الى قضية No Issue is mentioned. فاى محاولة للتطرق للقضية توصم بوصفها تبرير. ان اى حديث حول ما وراء العنف او الارهاب يتهم بالتواطؤ مع العنف والارهاب. و قياسا يغدو كل من يتسأل عن تاريخ او غاية العنف او الارهاب قمين بان يدان بتبريرهما او تسويغهما. أما عنف وارهاب الدولة، او القوى الكبرى، فهو عنف مقدس ونبيل ومن اجل غايات انسانية سامية رغم انه فى المحصلة النهاية هو عنف من اجل المصالح الوطنية الغربية. و فى محاضرة لمحمود محمدانى مؤلف كتاب مخصلون وناجون: دارفور: السياسة والحرب على الارهاب Saviours & Survivors(3)[iii]فى قاعة بالمجلس البلدى بمدينة اكسفورد قال محمدانى ان حركة او حملة انقاذ دارفو بالوصف اعلاه نجحت فى جمع 14 مليون دولار فى عام واحد لم ترسل منها فلسا واحا لدارفور. ولما تساءل عن كيف ان فلسا لم يرسل لدارفور، قيل له ان حملة انقاذ دارفور ليست حملة لجمع التبرعات وانما للدعاية للقضية. ولا تعرف حملة انقاذ العراب قضية دارفور بالطبع الا بقدر الاثارة وانتقائية التهم. ويقول محمدانى ان اثرياء الامريكان على الخصوص ينفقون على الاعمال الخيرية ملايين الدولارات. ومن المهم تذكر ان التبرعات معفية من الضرائب وتسمح فى نفس الوقت بتمويل المشاريع والقضايا ذات الاهمية لجماعات الضغط والمنظمات غير الحكومية، ولاجندة المراكمة الرأسمالية. فكل ما يراكم رأس مال انما هو عمل خيري وماعداه عمل شرير وارهابى. وبالمقابل يعمل اثرياء الامريكان كل ما فى وسعهم حتى يتفادوا دفع الضرائب. بل يدفعون ملايين للمحامين من اجل ذلك. المهم عندما عندما يسال اعضاء حركة انقاذ دارفو مثلا وعن جمع التبرعات لانقاذ دارفور دون ارسال عون لدارفور يقال له ان الحركة ليست جمعية خيرية وانما هى مشروع Government Audit Advocacy للدفاع عن دارفور امام المجتمع الدولى واستقطاب الاخير الى جانب الدعوة لانقاذ الافارقة من العرب. انتقائية وعنصرية العلم: يقول محمود محمدانى فى مقال فى نفس الاسبوع فى مجلة نيوستيتسمان Newstatesman بتاريخ 8 يونيو حزيران 2009 ص: 34 ـ 37 إنه من المعلوم ان منظمة انقاذ دارفو ملحقة باكاديمية العلوم السياسية الامريكية اى انها جمعية تدعى العلمية والموضوعية، الا انها قررت ان عدد القتلى فى دارفور يقارب ربع مليون، واحيانا يقارب نصف مليون، وان عدد المشردين والمقتلعين مليونين او اكثر. ويقول محمدانى فى كتابه مخلصون وناجون Saviours and Survivors الواقع هو ان التقدير الاولى لعدد القتلى كان فى ادناه 4 الاف وفى اقصاه 5 الاف. ولا يعنى ذلك ان 4 او 5 الاف سوادنى أمر هيين. ويقول إن تلك التقارير لم تفرق بين من مات موتا طبيعيا او جراء اى حادثة اخرى، ومن مات قتيلا فى الحرب الدائرة. والا يشير التقارير الى ان الجفاف كان قد سبب موت 80% وتسببت الامراض كالدوستناريا مثلا فى موت 20% ومات فى وقت ما 30% بالاسهال والامراض المعوية الاخرى. ويمكن ان تكون تلك الامراض كالاسهال متعالقة وحالة الحرب. وقد انتهى محمدانى بتقدير عدد القتلى فى 2003 ـ 4 ب 44 الى 45 الف نسمة. وقال ان العنف فى دارفو استمر على اشده بصورة دورية حتى ما بين 1978 ـ 1979 جراء حالات الصراع على الموارد. فقد كان العنف بين القبائل المجاورة وكان يحسم بالاجاويد اى بالوساطة ولم تكن المشاكل الحدودية بين السودان وتشاد تصل حد الحرب المعلنة. ويلاحظ ان العلاقة بين تشاد والسودان تشابه العلاقة بين رواندا وشرق الكونغو. المهم لم يلبث العنف ان تفاقم بصورة غير مسبوقة وباتت له اسباب جديدة زبادة على اسباب الصراع التى كانت كامنة منذ الاستعمار حيث خصصت السلطات الاستعمارية ارض المستقرين ولم تحدد للرعاة ارضا بصورة واضحة مما خلف سببا قويا للشدة بصورة دورية على المرعى و المسيل. هذا وكان الجفاف على مدى 4 عقود متتالية مابين 1940 الى 1980 قد خلق شرط التصحر بما فارق 100 ميل على طول حدود الصحراء الجنوبية. فقد التهم الجفاف بهذا الوصف اهم الاراضى الخصبة حول منطقة جبل مرة مثلا فحول خطوط التماس بين قبائل الرعاة و المستقرين بعيدا عما كانت عليه الحدود المعروفة مما دفع الناس الى النزوح والنزوج العنيف تباعا. و قياسا بدأ الصراع بضراوة حول الاراضى الخصبة من اجل البقاء. وقد ارجع محمدانى السياق الذى راحت احوال الناس فى دارفور تتدهور فيه وصولا الى الصراع المفتوح الى الحرب الباردة الى تلك الاسباب المركبة. وكان وصول رولاند ريجان الذى كان قد اعلن محورية تشاد للولايات المتحدة تساوق و وصم امريكا للسودان بانه دولة ارهابية مما جعل قضية دارفور مدعاة لتأثيم السودان وابلسته كواحدة من مغبات الحرب الباردة. فقد كانت امريكا واسرائيل تؤيدان تشاد وكانت ليبيا والاتحاد السوفيتى تؤيدان السودان. ولعل ذلك الاسسقطاب اعادة انتاج لكل من: -الصراع الفرنسى البريطانى عشية القرن العشرين فى نفس المنطقة فيما تمثل باكرا فى معركة فاشودا من يومها. - التدافع نحو اقتسام افريقيا The scramble for Africa ومواردها الطبيعية الغنية. هذا ولم تلبث تكنولوجيا الحرب ان انتشرت بصورة غير مسبوقة فتدفقت بنادقAK47 فبات لكل راشد واحيانا لكل طفل سلاح. وتكلف مثل تلك النزاعات سواء داخلية او اقليمية ودولية اموالا غير محسبوبة بوضوح تيسيرا للتعميش على سيرة اقتناء السلاح والسلاح المضاد الذى لا يحصى. فليس ثمة من يرغب فى ارقام اقتصاد الخراب سوى المؤسسة العسكرية لصناعة السلاح، فيما يتحدث الكل عن التنمية والتطوير والمدينة او العصرنة تكاذبا.و قياسا تبقى النزاعات المحلية و الاقليمية متستر عليها مع حلول شرط سيناريو تقسم المنطقة تيسيرا لاعادة استعمار افريقيا مجددا و عين الرأسمالية على كل من نفط و غاز و ذهب و معادن ليبيا و السودان و التوغل بصورة فاحشة في الداخل الافريقى فيما يرتفع عدد المتنافسين على الاخيرة في دول جديدة كالصين و الهند دافور تنويع على سيناريو يختلق فى كل مكان لابادة العرب والمسلمين ارتفع عدد قتلى دارفور مع نشوء حملة انقاذ ارفور. وفياسا لم يزد عدد القتلى مابين عامى 2004 ـ 2005 حسب التقرير الشهرى للامين العام للامم المتحدة على 150 فى الشهر. و يتسال محمدانى عن الحل؟ ويقول ان ثمة خيارين: (1) ـ اختيار طريق محاكمات نيورينبرج للمتهمين جراء اختلاق تهم جرائم حرب.لحاكم كانوا يوما حلفاء. الا انه ليس ثمة قياس على نيورينبرج ولا على ابعاد "الضحايا" و المعتدين. فليس ثمة فلسطين او بالاحرى اسرائيل. (2) ـ اختيار الحل فى السياق الافريقى حيث ليس ثمة سبيل الى التفريق بين الضحية والمعتدى. فهناك خيار السلام والتصالح بين الاطراف حيث ان ليس هناك منتصر ومنهزم وعلى الناس ايجاد حل مثلما حدث فى جنوب افريقيا. فالاطراف ينبغى ان تتعايش فى المحصلة النهاية معا لمصلحة الاغلبية. وفى هذا الاطار ينبغى التعيين على الاصلاح السياسى الداخلى وليس الاصلاح المفروض من الخارج ابدا. ذلك ان الاصلاح الداخلى يتعين بدوره على تكريس حكم القانون. وان حكم القانون بهذا الوصف لا يأت من الخارج. لان حكم القانون (المفروض من الخارج على مقاس المراكمة الرأسمالية ومصالح ما يسمى المجتمع الدولى) من شأنه ان ينسف مبدأ حكم القانون (المقر محليا من اجل المصالح الوطنية وتصالح الاطراف المتنازعة) من اساسه. و يفترض محمدانى فى هذا السيناريو ان اى من الدول العربية و الافريقية تملك حقا فى تقرير مصيرها بالمعنى الحرفي و ليس بالمعنى المزوق الذى لا يزيد على اعلاء حقوق اقليات افتراضية احيانا بغاية تيسير الدخل الخارج. واراجعه فى ان افتراض اعلاء حكم القانون يعنى ان القانون يمكن ان يحكم فيما كانت اوليجاركيات مالية ربوية محلية اشد تشوها من سيداتها الاوليجاركيات المالية العولمية ق تمكنت من القانون و احالته الى الية لصالحها و سادتها جميعا. ذلك ان حكم القانون يفترض ان الاخير لم يخترق اصلا منذ الاستقلال باحلال مصالح اقليات خصما على مصالح اغلبيات جراء تكريس الطائفية و الجهوية رغم الدولة التى كانت مسماة قومية.فالدولة منذ اعلان وجودها الافتراضى لم تزد و لم يكن مقررا لها ان تزيد على ذراع يتعين على المقاولة و السمسرة في المراكمة العولمية و فى تقاسم فائض وخالص عمل الاغلبيات المنتجة للفائض و للكفاف و الحياة. المانحون بيد و الاخذون باليدين و الاذرع و القوة: وازيد انه على الافريقيين في كل ذلك ان يتنبهوا على دور المانحين والمنظمات المسماة غير حكومية ( و اخوت و بي شئ من المنظمات غير الحكومية و تنويعاتها مثل المنظمات الشبيه بالمنظمات غير الحكومية الكوانجوز ,و هي جماعات غير منتخبة من المنظمات غير الحكومية ممن يسمون بالمنظمات المستقلة شبه الحكومية "الكوانجو"-و جمعها كوانجوز Quasi-governmental organisations (QUANGOs) و تؤلف الدائرة الدالخية للسلطة و ينتظم عضويتها محاسيب و اقران و موالين سياسيين ونصراء ماليين ومحاسيب المحاسيب واصدقاء واصدقاء الاصدقاء و يترأس كل منهم دستة لجان وزارية و البرمالية و لجان خاصة الخ مما اكتب فيه دراسة تعد قريبا للنشر. ذلك ان ما يقدمه المانحون ليس سوى خدمة ذاتيه لمصالحهم هم. و لا تزيد المنظمات غير الحكومية على السمسرة والوكالة عن الجهات الخارجية. والاهم فهى التى تؤجج نيران العنف، ولو بنشر ارقام حول الضحايا لاثارة غضف المتبرعين، فيما يتقاضى القائمون على المنظمات غير الحكومية اكثر من 70% من تبرعات المانحين تلك. فالقائمين على المنظمات غير الحكومية عندما ينشرون اعداد الضحايا ويثيرون الفضائح التى باتت تدار عن طريق القنوات الفضائية و حرب الصورة اكثر منها اى شئ اخر حول جرائم تضاعف اعدادهم او-و تفبر صورهم و صور ما يحيق بهم و تبث 24 ساعة ملحة على اذهان و الخواطر بعض اكثر الناس ذكاءا فى غياب اعلام بديل تجعل تلك الحرب الاعلامية من الاغتصاب مثلا جريمة حرب. و ان تكرس المنظمات غير الحكومية و تلك الشبيه بالنظمات غير الحكومية وتلح على صور حروب و معارك افتراضية بتعين علهيا الاعلام الموجه و قد بات سلاح فى الحروب الدائرة اليوم فى غياب اعلام بديل او-و بالمثابرة على تكذيب كل خبر سوى ما تنشره وكلات روبرت ميردوخ و رويترز و امثالهما فانها تقيض للمانحين- و اغلبهم مشبوه يعمل لحساب المؤسسة العسكرية و للصهيونية العالمية- تقيض للاخيرين مصالح بوصفهم اول المنتفعين و اكثرهم ربحا بتضخيم صورة و ارقام ضحايا قد لا يتوفر دليل عليهم سوى شاهد عيان اعمى من كل امانة او وطنية مرتزق او طامع فى مركز الخ. وحيث تجمع التبرعات باسم تلك الضحايا وارقامها فان الصراع هنا يغدو حول من الذي يشرف على الضحايا هل هى المنظمات غير الحكومية ام الدولة؟ و يلاحظ الناس فى كل مكان كيف تحتكر بعض المنظمات غير الحكومية الحديث باسم الضحايا، وتمفصل لهم قضاياهم، وتختار لهم قادتهم، وتطرح مطالبهم، وتختلق لغة تلك القضايا والمطالب. فالمنظمات غير الحكومية يؤجج معظم الصراعات، فترتفع اعداد الضحايا، مما يضمن لتلك المنظمات الاستمرارا والبقاء، وهكذا فى حلقة مفرغة. ولان المنظمات غير الحكومية غير خاضعة للمحاسبة فهى غير مسئولة لدى الدولة المضيفة. ذلك انها تعمل خارج الاخيرة، وفائقة عليها ولحساب المانحين. ويذكر محمدانى كيف ان ميزانية بعض المنظمات غير الحكومية تبلغ 2.1 مليار دولار، اى ما يعادل ميزانية بعض الدول الافريقية التى تسود داخلها الصراعات المذكورة. وتختلق بعض المنظمات غير الحكومية شرط اندلاع العنف فى تنويع على ذريعة اسلحة الدمار الشامل. ففى جنوب السودان كانت الذريعة شمال ـ جنوب = عرب متزنجين = مسلمين احيائيين Animists أو مسيحيين. وفى غرب السودان صنف العنف على انه بين عرب وسود، وكأن السودانيين العرب شقر وزرق العيون. و قياسا يتفق ما تقوم به الامم المتحدة نيابة عن الاعمال عابرة الحدود واصحاب المصالح من القوى الكبرى متمثلة فى مشاريع "استثمارية" او "تنموية" من المسوحات والصورة الفضائية للموارد. و تيسر الام المتحدة تلك المسوحات و اصورة الفضائية الخ للثروة المضادة مما يقيض كل من العلومات الستراتيجية فى الحرب الدائرة و الاستحواذ على الموارد. فلا يداخلن احد الشك فى ان الامم المتحدة ليست امما متحدة و انما دولا متحدة على الامم التى تدعي تمثيلها خصما على ديباجة الامم المتحدة التى تعلن هكذا "نحن شعوب الامم المتحدة الخ الخ. و يبقى السكريتر العام للامم المتحدة محض موظف عليه تنفيذ اوامر الدول الكبرى-امريكا و حلفائها الاوربيين الغربيين و اليابان و كوريا الجنوبية الخ و الا تخلصت الاخيرة منه بالحياة او الموت مثلما فعلوا مع الامين العام للامم المتحدة الدبلوماسى و الاقتصادى السويدى داج همرشولدDag Hjalmar Agne Carl Hammarskjöld. 1905-1961. المهم فورا تسعى تلك الكائنات المشبوهة الى خلق ذريعة للعنف وتسويغها وتسويقها على طريقة حركة انقاذ دارفور او اسلحة الدمار الشامل الملفقة و حماية المدنيين و درء خطر حرب اهلية و غيرها من الاحابيل التى تلفق فيما يشبه النبؤة التى تحقق نفسها. وقد ذكر محمدانى كيف ان أحد المحافظين الجدد كان قد سئل عن تلفيق ذريعة اسلحة الدمار الشامل، والكل يعلم ان الاسلحة المذكورة غير موجودة فى العراق، فقال "ان شعار اسلحة الدمار الشامل كان اكثر الشعارات نجاعة واقناعا The most Effective. واجادل ان سردية دافور سيناريو ناجز يعاد انتاج تنويعات عليه فى كل مكان منذ الصليبيات وعبورا بالحربين العالميتين، والمحرقة، الى ضرب برجى منظمة التجارة العالمية، بغاية التخلص من التراكمات العددية الزائدة عن الحاجة لمن لا وجوه لهم من مسلمين وعرب .و غيرهم من غير الاقوام الممتازة التى حباها بالرب نعمته و اورثها الارض و ما عليها. شروح على المتون: 1 ـ العد التنازلى لابادة العرب والمسلمين: لعل العد التنازلى لابادة العرب والمسلمين كان حريا بان يبدأ باكرا و قبل احداث الثلاثاء المشؤوم سبتمبر 2001 التى جعلت ذريعة ناجزة معلنة لمطاردة المسلمين والعرب فى كل مكان بتهمة الارهاب. ويعنى مزيد من تيسير شرط دولة اسرائيل الكبرى، فاما ابادة العرب، او وضعهم فى كانتونات على غرار غزة. او-و تسفيرهم خارج اراصيهم بالكامل. سوى ان العالم كان قد تغثثر و لم يعد الكل منساق الى تلك الطاحونة الشيطانية التى بقيت تخدر ضمائر الناس باساطير اعراب الشتات حول شعب الله المختار. فثمة من يرفض حتى من غير المسلمين ما يحيق بالمسملين. ويدافع ستيفين جرين Steen Green رئيس شرطة chief constable نوتيجهامشير Nottinghamshire فى وسط انجلترا وغيره كثر ويتزايدون عن المسلمين، ويتعاطف معهم كونهم على حد قوله يشعرون بعدم الامان والخوف، فى كل خطوة بعد احداث مترو الانفاق في لندن الخميس 7 يوليو 2005. وقد اقترح ستيفين جرين على اعضاء فرقته وضع شارة تضامن مع المسلمين فى عروة بذاتهم اعلانا عن ذلك التضامن. وقد جادله مقدم نشرة اخبار الخامسة الجمعة 12 أغسطس 2005 فى ان ذلك خارج على المألوف، ويعطى ذلك الشرطي صفة قد تبدو سياسية، وقد لا تتسق ودوره من حيث انه ينبغى ان يبقى محايدا. وزاد معلق صحفى آخر، بان ربما استفز ستيفين جرين الجاليات الاخرى. فما قد يبدو من تحيز الشرطة للمسلمين قد يستفذ جاليات اخرى الخ. ولم يتنازل جرين عن موقفه. ويخشى على امثال ستيفين جرين كونه يسبح ضد التيار العارم لسياسة معاداة المسلمين المعولمة، وصولا الى أبلستهم فتيسير ابادتهم. وتقول مزحة انتشرت على شبكة المعلومات لا املك من تردادها و لوبمغبةالاملال و كانت قد نشرت صبيحة الثلاثاء 11 سبتمبر 2001 ان ابا اخذ ابنه بعد سنوات من احداث الثلاثاء 11 سبتمبر 2001 الى ساحة السفر ـ حيث كان برجى منظمة التجارة العالمية. وكانت غاية الاب ان يعلم الابن شيئا من تاريخ نيويورك، مشيرا الى كيف "أن العرب ضربوا أعلى مبنيين كانا فى ساحة الصفر" الا أن الابن سأل اباه "ما معنى عربى يا أبت؟" والمغزى مفهوم. ولا امل سوق هذه المزحة حتى يترسخ فى اذهان العرب والمسلمين ما يتربص بهم وما يحيق بهم حقا فينتبهوا لما هو آت لا محالة الا بقدرة الشعوب على اخذ مصيرها بيدها. ذلك ان العد التنازلى لابادة العرب والمسلمين كان حريا بان يبدأ منذ ان جعل من احداث الثلاثاء المشؤوم ذريعة لمطاردة المسلمين والعرب فى كل مكان بتهمة الارهاب، تسويغا لازاحة الاعداد الزائدة عن الحاجة عن اراضيها، بوصفها اراض بلا سكان، مثلما فعل الغرب-الصهيونية العالمية فى 3 قارت ونصف من الـ 5 قارات من قبل. أو ربما كما فعل اعراب الشتات مع العماليق وغيرهم من الامم البائدة على مر التاريخ. 2 ـ ـ ما ينسج حول التضامن مع عصاة الايرانيين لم ينطق اوباما حرفا اثناء مجزرة غزة الا ان ادارته اعلنت بلا خفاء ان خطوط مد السلاح لاسرائيل ستبقى مفتوحة لتوفير الامدادات لذبح الفلسطينين، وبقى اوباما يتعامل مع الدكتاتوريات ـ وساركوزى بدوره يسير فى جنازة رئيس الجابون الذى حكم بلده بالحديد والنار اكثر من 40 عاما. ويدين كلاهما حكومة ايران، ويغازلان بل يدعمان عصاة الايرانيين خفية و علنا ، ويأويان العملاء بملايين الدولارات.و بقول سالم زواوي "ما يؤسف له أكثر في هذا الوضع من التشرذم والتفكك والخيانات بالجملة . هو أن تستعمل ذريعة الاتنصار للثورة الخضراء و امثالها وسيلة للإجهاز على ضمير البشرية الذي بدأ يستيقظ في السنوات الأخيرة ضد قوى الشر العالمي: اليهودية الصهيونية، ويستفيق لمخططاتها الهادفة إلى تدمير البشرية وحضاراتها، وأن يستعمل الوضع العربي المتدنى كذلك في مخططات العدوان الإسرائيلي الأمريكي على بلد-هو إيران- الحليف الطبيعي والقريب والمباشر والعمق الاستراتيجي والأمني للعرب بحكم الجوار والتاريخ المشترك والدين المشترك..لكن هل بقي من العرب من يفهم قيمة هذه الأشياء أو معنى للكرامة؟".(4) 3-فتور الاعلام البادى و مغبة ربيع السودان الماثلة: اعلنت 4 جماعات سودانية معارضة عن جبهة ثورية موحدة فى 11 نوفمبر 2011 باسم الحركة الثورية السودانية Sudan Revolutionary Front. و تضم الاخيرة كل من حركة تحرير السودان-شمال Sudan Peoples Liberation Movement- North و حركة والعدالة و المساواة Justice & Equality Movement و حركة تحرير السودان –الجيش بزعامة عبد الواحد نور Sudan Liberation Movement/Army (led by Abdel-Wahid Nour) و حركة تحرير السودان-جيش بزعامة مينى مناوي - Sudan Liberation Movement/Army (led by Minni Minnawi) وقد تناولت وسائل الاعلام القنوات-الفضاية العربية الحدث الا انه لم يحظ بما تحظ به قورات ربيع العرب بحال. بل كان بعض مقدمي البرامج يحاججون بشأن ما يقال و يردون بعض المشاركين علي اعقابهم. و لعل بعض تلك القنوات على علم بما يسمى التخابر الداخلي inside information كما يحدث بشأ، حول اسعار الاسهم فى البوصة. ذلك ان ثمة سيناريو يروج له على طريق القاء حجر فى الظلام او ما يسمى اليوم التسريب. فقد صرحت الادارة امريكية –الهولة المجنجة هلاري كلينتون و العبد المقاتل اوباما-و ليس ذلك للونه او اصله فالمفهوم كما نحته من حرقة بحثية يعبر عن مفهوم عام يصدر فيما يصدر عن تجانس Generic اكثر منه عن تحديد معين لصنف او معنى كالرق مثلا. ويزوق المفهوم Euphemised in فى الغريب Stranger الوافد العابر alien و الاعرابي nomad استهانة و تعميشا و رغم اهمية الحدث فان الاعلام الغربي لم يتناوله بما عهدناه من الاعلام الغربي من الاهتمام بتلك الحركات و الاحتفال بها و تقديمها بالصورة التى تبالغ فى قدراتها مما قد لا يعكس مستقبلها موضوعيا.و كان بعض زعماء حركات تحرير السودان المذكورة قد زار فى جولات واسعة اوربا و امريكا و غيرها. و لعل ما يبدو من فتور الاعلام الغربي راجع الى انهماك الاخير فى الشأن السورى الذى بقى يؤلف هاجس الغرب-الرأسمالية المالية-الصهيونية العالمية المقيم لا حكام القبضه على منطقة الشرق الاوسط مرة واحدة و الى الابد. وغالبا ما تجد بعض الحركات الانفصالية لها مناخا مواتيا فى تصريح امريكا-الادارة الامريكية نيابة عن الرأسمالية المالية-و اسرائيل-الصهيونية العالمية من انها لا ترى غضاضة فى التعامل على بعض الاسلاميين. و لاغرابة فقد تعينت الرأسمالية المالية فى بداياتها و باكرا بتيسير شرط نشوء بعض الحركات الاسلامية بدءا بحركة التسلح الخلقي الخ. فاذ كان الامر كذلك فما الذي يمنع ان ترضى امريكا عن الاسلام السياسي السوداني؟ و ان كانت الرأسمالية المالية ترغب فى القضاء على ان نظام قائم فانها اما تؤجل ذلك لوقت تكون اكثر توفرا على الطاقة و اما انها سوف تفعل فى اي وقت فلا يحتاج اى نظام منها سوى ذلك السيناريو الذى بات معروفا وهو خلق حركات خارجية و داخلية و اعطائها شرعية القبول و السلاح و الدعاية و اعلائها بوصفها البديل. و قد باتت الرأسمالية المالية تتوفر على اعلان الحرب على الشعوب بواسطة الشعوب فتتقال الشعوب امام اعين كاميرات الاعلام العالمي و العربى و تكاد تقضى على بعضها البعض نيابة عن الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية. هذا وان راح اى تنويع من الاسلام السياسي تيعين على ممارسات سياسات العنف مجددا فسوف يوفر الاسلام السياسي بذلك للرأسمالية المالية الصهيونية العالمية: - الجأر بان الشعوب العربية او غير العربية تستحق ما يحيق بها كونها شعوبا بربرية دموية -ذريعة التدخل مجددا لحماية المدنيين -خلق تنويعات على اسرائيل التى ما تنفك تتمثل فى مجتمع ليس عقائدي متطرف وحسب وانما يرفض الديمقراطية و يحارب كل ما يشبه المجتمع الذى بناه الاباء الاوائل من اليهود باعتبار الاخير كان مشروعا وطنيا ديمقراطيا اشتراكيا نموذجي. فاسرائيل بسبيل ان تتحول الى مجتمع اصولي يحرم فيه على غير الصهاينة العيش حتى من اليهود انفسهم. و من ثم فمافيش حد احسن من حد. و حيث تتعين بعض الدول العربية على تيسير كل من قيام الجبهة الثورية السودانية و اختراق سوريا معا فمن الغريب ان الذىن يسمسرون فى تجزئة الاوطان العربية هى كائنات لا تزيد عن ولاية من ولايات السودان اوسوريا او ليبيا. والاغرب ان تلك الكيانات-و هى التى تتوسط نيابة عن الناتو و المجتمع الدولي و المجموعة الاوربية- بوصف الاخيرة لا تزيد او تقل عن مكونات و رأس رمح الرأسمالية المالية-الصهيونية العالمية- باسم الشعوب العربية من اجل الديمقراطية و حربة التعبير ان تلك الكيانات هى نفسها التى لا تؤبلس الديمقراطية ولا تكفر حرية التعبير. سفر تكوين ربيع العرب و القواعد العسكرية القطرية: الى جانت غناه بالنفط و الغاز فان السودان "مرشح لأن يكون أكبر مصدر للوقود الحيوي Ethenol في العالم". و ضمن صفقة مع أمير قطر تعنيت ووشينحتون على "انشاء شركة كافاك القطرية للاضافات البترولية و بدأت قطر بالإستثمار في السودان لحساب واشنطن, أي أن الولايات المتحدة وضعت اقامت قاعدة عسكرية في قطر لبدء إستخراج الغاز و الوقود الحيوي" الذى لا تملكه قطر كونه يحتاج اساسا نباتبا, على ان "تعاقد "السودان و الصين للتنقيب عن النفط و دخول شركة غاز بروم للسودان لاستثمار الغاز اثار تطير ووشنجتون فالهم إستدعاء الرئيس السوداني الى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمته على جرائم واشنطن في السودان, كما حوكم سابقا ميلوسوفيتش على جرائم الناتو و الأفغان العرب في يوغسلافيا"( و لا يعنى ذلك ان اي منهما ليس مسئولا عن اخطاؤ فادحة بق المدنيين و غيرهم) المهم فورا من المفيد ملاحظه انه ما ان "وصل ثوار تشاد الى تخوم العاصمة التشادية أوقفت واشنطن مهزلتها و عدوانها في السودان. و كانت الصين- قد "غيرت إستراتيجيتها القتالية و أصبح بمقدورها شن ضربات إستباقية للحفاظ على الأمن القومي الصيني, و معها السودان" في هجوم مضاد على خلفية دعم "تمرد في تشاد التي كات و ربما ما تبرح تصدر الإرهاب للسودان", ويلاحظ الناس فى كل مكان كيف هدأ إقليم دارفور وكاد العالم ينسي أن الرئيس السوداني مطلوب للمحكمة الدولية, الا ان أمريكا التي هزمت جزئيا , بدأت بإستراتيجية جديدة من خلال التضييق على إمدادات الصين من السودان" و عندما "لم تنجح واشنطن في ضرب إمدادات النفط الصيني من السودان" فقد بقى "الصراع قائماً على منطقة أبيي الغنية بالنفط". انظر(ي) غادة الباقي: شرحه. 4- كفى المؤمنين شر القتال: اذا كان الاسلام السياس قد رشح مرة ليحكم الشرق الاوسط فلماذا تستعدي الرأسمالية المالية بعض المعارضات المسلحة على الخرطوم. ذلك انه ان توفرت حكومة السودان على شرط دمقراطة تعبر عن نفسها فى التعددية الحزببة فارعة المحتوى فقد ساهمت المعارضات التقليدية فى تكريس ذلك الفراغ بين الحاكم و المحكومين يمحض التنافس على تقسيم الثروة والسلطة و ليس على اعادة توزيع الثروة و السلطة. و كان-حسب سيناريو تيسير السلطة للاسلاميين- ان تغدو تجزئة المجزأ واردة طالما ان هناك جماعات غير مسلمة فى معظم الاوطان لعربية. الا انه من المفيد تذكر انه "مع احتمال فشل إسقاط سوريا فان العنف الطائفي في مصر" مثلا يتوقف تباعا و" هذا يعني أن التقسيم مجمد الى آجل غير مسمى, وانه بعد أن كان مقرراً تسليم السلطة للإخوان المسلمين فقد راحت إستراتيجية امريكا –الرأسمالية المالية-الصهيونية العالمية تهمش الاخوان و تنويعاتهم "المعتدلة" تباعا جراء عدم قدرة واشنطن على إسقاط سوريا بعد.(5) و كفى المؤمنين شر القتال (5) هل تنتهى حدود البراجماتة حيث يبدأ الانتهاز؟ ان كانت بعض حركات التحرر و التحرير المسلح قد قالت في ستينات القرن العشرين بشعار التعامل مع الشيطان- اى دون تفريق بين الاتحاد السوفيتى و الصين بعد انفسام المعسكر الاشتراكي-فقد كانت تلك الحركات تواجه الاستعمار و الرأسمالية و بداية الهجمة الصهيونية العالمية تباعا. و تقول حركات التحرير الماثلة باللياذ بالشيطان فى مواجهة الديكتاتوريات بذريعة ان الاخيرة اشد شرا من الاولى فهل نفهممن ذلك ان تنتهى حدود البراجماتة حيث يبدأ الانتهاز؟ هل تشارف البراجماتية الانتهاز؟ ام انهما باتا شيئ واحد؟ اذ كان الامر كذلك فان بعض حركات التحرر من الاستبداد تغفل قصدا او سذاجة تشارف خديعة الذات قبل خديعة الشعوب ان معظم الديكتاتوريات ما كانت لتستقيم و تبقى كل هذه الستين ما لم تخدم الرأسمالية و الصهيونية العالمية فقد ابقي على تلك الانظمة مرحليا و على نحو موقوت و الا لما تهاوى معظمها هكذا واحدة تلو الاخرى كالدومينو في تنبرى الرأسمالية المالية-الصهوينة العالمية اليوم للدفاع عن الثوار فى كل مكان الا فى مواطنها هى نفسها. و قياسا ففما كانت الدول التى تدعى ما بعد الحداثة المخاتلة تلك مثلما تفعل الولايات المتحدة -تشجع ارجنتينا على التخلص من الديكتاتورية العسكرية كان هنري كيسينجر وزير خارجيتها متورطا فى قلب نظام اليندى الديمقراطى لحساب ديكتاتورية بينوشيه العسكرية. و الاشد مرارة و اقزاعا هو كيف ان هومش التاريخ العربي الاسلامى بتاريخها تلك التى من طبعتها الذراية بشعوبها هى سياسيا و تنظيما او-و رشوتها بفائض ريع النفط – تدعى زعامة و الاناضار لثورات شعوب المراكز العربية الثقافية الحضارية و التنظيمية؟.ام انه ما ان اصبح كل شئ يباع و يشترى بالفلوس-المصاري –القروش- بات لكل شئ ثمن و لم يعد لشئ قيمة؟ اكاديمية وناشطة سودانية تقيم بانجلترا
[i](1) نشرت النسخة الاولى بتاريخ سبتمبر 2009 (2) كنت قد كتبت بداية 2003 مقالا للقدس العربي صبيحة اندلاع حملة التحريض بليل و دفعة واحدة على عالمى. وكانت السردية تمحورت منذ البدء حول القصاص من مجرمى محرقة دارفور المحدقة متخيلة مفترضة كانت أو فعلية. وأذكر أن مقالتى كانت قد خالفت معظم ما كتب وقتها، حتى كادت تخلق مشكلة للجريدة لولا ثقة الجريدة ببعضنا. (3) انظر(ي)Mahmood Mamdani, Saviours and Survivors: Darfur, Politics, and the War on Terror: (New York, Pantheon Books, 2009 (4) سالم زواوي :الدركي الصغير ، حارس الجيف؟2011.11.15 -على الشبكة. (5) نظر(ي) غادة الباقي لماذا انقلبت تركيا وقطر على سوريا، وأيدتها روسيا والصين: الوحدة الاخبارية.
#خديجة_صفوت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
معلقة قصيرة فى غبائن العولمة اللامتناهية
-
هل الازمة المالية تنويع على المحارق المنوالية؟
-
رأسمالية الكازينو: عقلنة خصخصة الربح وتأميم الخسارة - القسم
...
-
هل يتعالق انفجار الفقاعة المالية و القنبلة الديمغرافية
-
تواطؤ الحكام و النخب والاوليجاركيات المالية على العامة و الم
...
-
كيف احتمى المحافظون الجدد بدافور من هوان هزيمة العراق![
-
رحيل عبد الرحمن النعيمي
-
من التقليدية الى العولمة المتخاتلة
-
كيف تفتضح الطبيعة الفاشية للديمقراطية ما بعد الليبرالية تباع
...
-
ابيي وعنصرية العرب والمحارق القادمة
-
تعالق الديون و القنانة: لماذا تتطير الرأسمالية من السخط الشع
...
-
في تداعيات تسييس الاسلام السوداني على جغرافية السودان وتاريخ
...
-
في تشريح الثورة وأدعيائها وغرمائها
-
كيف فبركت رأسمالية العصابات الثورات المخملية
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|