أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد ماجد ديُوب - الإنسان عارياً















المزيد.....

الإنسان عارياً


محمد ماجد ديُوب

الحوار المتمدن-العدد: 3551 - 2011 / 11 / 19 - 16:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هل لاحظ أحدكم ودقق قليلاً في عملية تطور الجنين البشري في رحم أمه ؟

أول ما نلاحظه في عملية التطور هذه أن الجنين يعيد السيرة التاريخية لعملية تطوره في الطبيعة فيبدأ خلية ملقحة تتطور إلى حيوان لايملك إلا الرأس والذيل ثم تتحرك بإتجاه ظهور الأطراف التي يعقبها مباشرة تصلب الخلايا التي يتشكل منها الهيكل العظمي ومن ثم يبدا التطور بإتجاه تحديد نوع الجنين ذكر أم أنثى

لو قمنا بتعرية هذا الإنسان بعد تشكله النهائي إنساناً كاملاً من كل الزوائد التي تعقب تشكل الهيكل العظمي أي لو أخذنا هيكله العظمي فقط وطلبنا من أي كان أن يحدد لنا نوع هذا الإنسان بمعنى أهو ذكر أم أنثى هل يكون بإستطاعته ذلك ؟

إلى ماذا نرمي ؟

ما ذا لوقمنا بعملية مشابهة ونزعنا من الدماغ البشري بطرقة الغسل التي يمكن أن نجريها بمساعدة علم النفس (التنويم المغناطيسي )أو بعملية تركيز إعلامي مكثف ومتواصل لنأخذه إلى المنطقة التي يكون فيها كائناً مجرداً تماما من الموروث الثقافي الأسطوري التي تراكم في دماغه عبر آلاف السنين ما ذا يبقى من هذا الإنسان على الصعيد المعرفي ؟

إن هذا الإنسان بالتأكيد سيعود بتصرفاته إلى المرحلة التي كان فيها إنسان الغابة لأن هذه المرحلة هي المرحلة التي بدأ معها التطور المعرفي وبالتالي سيبقى فيه الموروث التطوري البايولوجي والذي يركز بشكل تام على حاجتين أساسيتين هم الحاجة إلى الطعام والحاجة إلى الجنس وستكون حاجته إلى الجنس هي حاجته إلى المتعة وليس حاجته إلى الإنجاب فهو لايمتلك الوعي المعرفي الذي يجعله يفكر بالغد وأنه سيكبر وسيكون بحاجة لمن يساعده

في هذه الحالة ربما وأقول ربما لاتعنيه المتعة في ممارسة الجنس إن كانت بالشكل الطبيعي أو بطريقة مخالفة للطبيعة فعندما تثور الغريزة الجنسية لن يعود هذا الكائن يفكر في إسلوب الحصول عليها بل في الحصول عليها بأية وسيلة أو طريقة كانت

أليس هذا مانجده لدى الكثير من البشر في عصرنا الراهن حيث يكون الحصول على المتعة هو غاية بحد ذاته ؟ولايهم إن كان مع زوجة أو عاهرة أو كما يحدث في المجتمعات التي فيها كبت كبير مع صبي أو مع الأخت أو الأخ الأصغر وهذا ماأصابني بالصدمة في مجتمع عربي كنت أدرس في مدارسه حيث كان يطلب منا أن نقف على أبواب المراحيض لكي لايدخل الطلاب إليها إثنين إثنين وفهمكم كفاية وكان لايسمح لنا بإخراج طالبين معاً من الفصل مهما مهما كانت الأسباب

نعود إلى الهيكل العظمي ونسأل بماذا تختلف الأنثى عن الذكر في هيكلهما العظميين ؟ولو أجرينا عملية الغسل الدماغي على الأنثى كما أجريناها على الذكر فهل سيكون في تصرفاتها ما هو مختلف عن تصرفات الذكر في موضوع الجنس ؟أم أنها ستبحث عن تلبية رغباتها مهما كانت الطريقة أو الأسلوب ولايهم مع من ؟؟؟؟؟

الكثير من الدارسين إن لم يكن جُلهم يعتبرون أن عقدة أوديب أو عقدة إلكترا هما حالتان نفسيتان أسطوريتان فقط ولم ينتبهوا إلى أنهما حالتان واقعيتان كانتا حقيقة في الزمن الغابر من التطور البشري وعندما نسمع عن حالات كثيرةواقعية من زنى المحارم فإنه يصيبنا الذهول دون أن ندرك أن هذه الحالات مبررة في اللاوعي الذي تراكمت فيه بفعل سلوكيات الجنس البشري عبر آلاف السنين وأضحت حالة جينية أزاحتها التربية المتوافقة مع تطورنا الثقافي عبر الخرافة والدين والفلسفة ولكن ماذا عنها في عصر العلم ؟؟

يمكن الملاحظة بسهولة أنه في عصر العلم الذي حرر الإنسان من الخرافة والدين ( الأسطورة) والفلسفة بدأت عملية البحث عن اللذة تعود إلى سابق عهدها كما ورثناها على جيناتنا ولكن للرجل فقط الذي ومع تطور المجتمعات تطورت الرغبة لديه في التملك حتى أضحت الملكية الشخصية مقدسة قداسة الله ذاته ولايمكن للرجل التخلي عن غريزة التملك إلا بتخليه عن الله وقد كتبت مقالا حول ذلك بعنوان كل البشر يؤمنون بنظرية التطور لداروين وبسبب قوة الرجل وسيطرته على الأنثى التي تنازلت عن قيادتها طوعاً أو إكراهاً أصبحت هذه الأنثى جزءأصيلاً مهماً من ممتلكاته التي يدافع عنها بشراسة وليس غريبا القول من مات دون عرضه فهو شهيد

وبسبب التطور ودخول المجتمعات في طور التنظيم ظهرت رغبة أخرى لاتقل أهمية عن الرغبة في الطعام والتملك والجنس هي الرغبة في السيطرة فهل كان هارون الرشيد الخليفة العظيم في عيون الإسلاميين يفرق بين تملكه للسلطة وتملكه للنساء وتملكه للأشياء

تابعت بإهتمام شديد الحوارات التي جرت ومازالت مستمرة حول موضوع المرأة الجنس ولكني وللآسف لاحظت أن الجميع ينظر للموضوع من زاوية أن المرأة هي ملك يمين للرجل أليس هذا مافصله إله الرجل ؟

إن الأنثى لم تزل تعامل حتى في دول الغرب المتحضر على أنها سلعة من حق الرجل إمتلاكها متى شاء دون النظر إلى رغباتها في هذا الشأن وسيستمر تعاملنا معها على هذا الأساس ما دمنا نقدس الملكية الفردية ونرفض بالمطلق التطور بإتجاه المجتمع الشيوعي الذي يجب أن تعامل فيه المرأة على أساس أنها كما الرجل وكما نظرنا لهيكلها العظمي والذي لم نستطع تمييزه عن الهيكل العظمي للرجل نفسه

إن تعدد العلاقات الجنسية للمرأة يرفضها الرجل بالمطلق فكيف لما يخصني أن يكون في الوقت ذاته لغيري ؟

هنا سيبدأ البعض من ذوي ضيق الأفق بإتهامنا بالدعوة إلى الإباحية الجنسية ولكنا نقول لماذا ترضاها لنفسك وتحرمها على أنثاك هل رغبتك في التنويع هي أكبر من رغبتها وهنا أتمنى أن تتجرأ أنثى وتعبر عن ما هو مكنون في أعماقها من رغبة في التنويع والذي أعرفه جيداً وإلا كيف نفسر حالات الخروج خارج بيت الزوجية لتلبية هذه الرغبات ؟

لم تستطع كل الديانات حل هذه المسألة فوجدت لها مخرجاً بالإعتراف والحج ليكون الغفران وراحة الضمير ولكني أجد أن هذا الرجل والشرقي خاصة هو كائن يحب أن يكذب على نفسه دائماً وعوضاً عن النظر إلى الأنثى على أنها مثله تماماً ترغب كما يرغب وتنفر كما ينفر ولها حاجياتها كما هي حاجياته نراه مصر على أنه هو الإله الذي على الأنثى أن تكون له وحده دون النظر لما ترغبه أو تريده فنراه يبرر لنفسه تعدد الزوجات أما هي فلها ما يتكرم به عليها من فُضْلته وبالتالي يترك لها الباب مشرعا للخيانة على طريقتها في ذلك وكلما ضيق الخناق عليها بالحجاب أو بالنقاب أعطاها قدرة إضافية على تحقيق رغباتها بسهولة أكبر وبأساليب أقل خطراً عليها من أن تنكشف وبتعداد مرات أكبر وبتنويع رجال أكثر

علينا الإعتراف بأن المرأة ليست ملكاً خاصاً وإذا رغبنا بذلك فعلينا أن نعتبر أنفسنا ملكاً لها لوحدها وإلا يكون العدل خرافة تضاف إلى خرافات الرجل الشرقي خاصة والرجل عامة
إن تطور نظرة الرجل إلى ممتلكاته وسعيه المحموم لزيادتها يجعله يستميت للحصول على السلطة وبالتالي الأناث بالعدد الذي الذي يريده بحيث أن المهم هو أن يكون على دفتر ممتلكاته من النساء أربعة ومن الأولاد ماشاء

أخيراً لابد من السؤال الذي يفرض نفسه لماذا شرع الله الدعارة للرجل ونسي المرأة ؟



#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جاذبية المرأة وجاذبية الأرض
- ربيع أمريكا السوري وخيارات بشٌار الأسد
- الإنسان يصنع قيده
- إيٌاك أن تعرف الحقيقة
- إلهكم جزٌار بَشَر
- الإنسان مشروع وجود
- ثلاثية الوهم : الله -الخلود -الحرية
- المطلق المُدَمِر في عالمي السياسة والدين
- الإله الأوٌل
- آلهتكم ثلاثة
- ثورات أم حرائق ؟
- جدل الذات بين وهم المثقف وواقعية السياسي
- قانون العامل (س) والحراك العربي
- قانون الصدفة أم قانون العامل (س)
- قراءة التاريخ أم نقده ؟؟
- المثقف وتفسير الظاهرة
- المنهج الماركسي والماركسويون
- كل البشرية تؤمن بنظرية التطور لداروين
- نفاق الغرب ومثقفي الإغتراب
- علم بالغيب أم تحكم بالغيب ؟؟؟؟


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد ماجد ديُوب - الإنسان عارياً