احمد السلامي
الحوار المتمدن-العدد: 3551 - 2011 / 11 / 19 - 14:40
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
يخرجون علينا صباح كل يوم يغردون لوسائل الإعلام ملقين أناشيد برلمانية متزامنه مع الرياضة الصباحية لكن على العكس هذه المرة ليس لتخفيف الوزن والرشاقة بل لزيادة الوزن السياسي واللياقة البدنية السياسة فلمست وسط هذا التغريد والنعيق والزقزقة الصباحية الصاخبة تشابه فضيع وتكرار صريح وعزف لنفس السيمفونية الشهرية أو السنوية الماضية لكن لفت أمري تصريح عجيب تفجر كأم القنابل وفحواه أن بعض رجالات السياسة يرغبون ب "تطوير الاقتصاد العراقي" وكأنها بضع كلمات فقط تلفظ وينتهي السياسي بكلامه وقد ينتظر من يصفق له على هذا الإعجاز الذي وضع العراق ضمن مجموعة العشرين الصناعية أو أطلق للعالم نظرية اقتصادية جديدة حلت الأزمات فلو كان هذا السياسي صادق للنية وعرف مدا حجم مسؤولية الملقاة على عاتقة ومدى حجم وقوة التحديات الاقتصادية الهائلة التي يجب علية التعامل معها وعرف كيف يتم النهوض بالاقتصاديات المتعثرة وعن خطط مارشال والتجربة الأوربية واليابانية ونظريات كينز وتنبؤات ماركس واقتصاد السوق والتخلص من المديونية أكيد لا يعرف ولو حاول التعرف عليها لركض إلى الشارع هاربا صارخا هلعا فان الأزمة الاقتصادية العالمية والتي عجز ابرع اقتصاديو العالم عن احتوائها فلا تستطيع حظرت كان تتعامل بأعجازك الذي يقول اكذب اكذب حتى يصدقك الناس .فقد يسأل سائل منصف هذا السياسي ويقول كيف يطور سياسي اليوم اقتصاد البلاد بحكومة استغرق تشكلها عام كامل من آذار وحتى شباط أم برقم قياسي عالمي لوزاراتها أم بالرواتب الانفجارية للاعضائها الذين يمنحون لا نفسهم القروض ثم يحولوها إلى منح لا تسترد أم بفلسفة حكومية تنفخ وتمدد المناصب بحسب الاحتياجات المنصبية والحزبية كما يحلو لها بلا رقيب أم بسلطة قضائية تصدر قرارات بانحياز واضح ولافت سواء بتفسير مواد الدستور أو بدمج الهيئات المستقلة ام بحكومة أحاطت أنفسها أفواجا على طريقة بلاك ووتر تشرع لنفسها أطلاق النار على المتظاهرين الذين قد سحقتهم رحى الزمان واحتوتهم الأفاعي والديدان وهم ما زالوا أحياء كل ذنبهم أنهم طالبوا بشارع نظيف وعمل أم بحكومة تتستر على الفاسدين وتحميهم وتهربهم بالطائرات أو تدفع لهم كفالالات بملايين الدولارات وهم من سرقوا قوت الشعب وصادروا حصته التموينية وجلبوا بعقود موات مستهلكة وقضية العدس الفاسد لا تنسى أم بداخلية لا تعلم كم تفجير حصل وكم خرق امني وكم ضحية سقطت وكم عملة سطوا وهي مهتمه بدمج أعضائها ومنحهم رتبا عليا يستغرق وصولهم إليها دهرا على طريقة النظام المقبور ام بالعمل على عودة البعثيين إلى مراكز القرار والسلطة العليا ام بحكومة تقمع وسائل الإعلام لأنها علمت بحادثة قبل أن يعلم بها الوكيل الأقدم للداخلية وتفرض اليوم مبالغ مليونية لتقيد حرية الصحافة والإعلام على غرار ما فعلته أجهزة نظام مبارك لتقويض همه شبابها الثائر بمحاولة أخيره لردع الطوفان الذي اغرق الفرعون وهامان .إنا متأكد بعد كل الذي حصل ويحصل ان بعض السياسيين الذين يحاولون لبس رداء الاقتصاد بعد القوا الرداء الديني لانتفاء حاجتهم منها لو عرفوا حجم التحدي وحجم الدمار الحقيقي والهائل وحجم العمل المضني لمعالجة أزمات الاقتصاد العراقي وسط الفوضى الخلاقة للمناصب الوظيفية التي منحوها لأنفسهم لولا هاربا صارخا بالطرقات والأزقة هلعا ثم يسقط مغشيا عليه وعليه فان تطوير الاقتصاد العراقي يجب ان يناط برجالات الاقتصاد لا برجالات التحصيل الحاصل والمحصول سكت اقتصاديونا وعليهم ان ينهضوا ويتكلموا ويتعاملوا مع القادة الحقيقيين لهذه ألامه كثيرا صمتم بوجه تجاوزات سافرة ووعود كاذبة والتي لا يمكن لمطلقيها ان يؤدوها فلو كانت الحكومة مهتمة فعلا بالاقتصاد لمنحت وزارة التخطيط على الأقل لوزير من فطاحله الاقتصاد وأساتذته وبدلا من جلب طبيب بيطري مع اجل احترامي وتقديري لتخصصه لكنه لا يفرق بين التضخم والانكماش. فمن يحاول أن يضيف لمسات جمالية إلى لوحته الخطابية الشاحبة عليه أن يتعلم بان العراقيين ليسوا بهذه البلادة أو البساطة الفكرية بل هم افقه واثقف أمم المنطقة وتعلموا ويتعلموا من تجاربهم القاسية ولا يلدغون من الجحر مرتين فلا تنطلي علينا خطب هتلر وقصائد بن لادن فبالأحرى على الناطق السياسي والذي أراد إن يتكلم ويضيف المصداقية على برنامجه الاقتصادي وتطويره فعلية أن يستشير خبيرا اقتصادي او يتركه ليتكلم محلة وليوفر على نفسه جانب لا يفقه عنه شيئا وهو في غنى عنة فمن يتصدى للاقتصاد العراقي هم الاقتصاديين أعينهم المختصون بعلم الاقتصاد وأدواته ونظرياته وبالتخلف والتضخم والكساد والمديونية والاستثمار والمال والإعمال واضعي الدراسات الاقتصادية الأزمة خطط التنمية المستدامة قالبي موازين المستحيل محاربي الفقر والمجاعة مؤسسي الجهاز الصناعي المتكامل والزراعة المتخصصة والمصارف والشركات بنائي الدول الحديثة العظمى والقديمة الكبرى فان فسح المجال إمام الاقتصادي ليبدع في دولته هو مفتاح النجاح والتطور والتقدم والعيش الرغيد للشعب فيؤدي إلى انتصار الأمم على مشاكلها بما جمعت لكن غلق الأبواب بوجه الاقتصاديين وتهميش دورهم مستغلين النظرة الاقتصادية المسالمة التي لاتؤمن بالصراع الحزبي والاثني والقومي والطائفي وفكرة والوصول إلى الحكم وسحق الخصوم و المناحر والدسائس ولعب لعبه الفن ما يمكن وما أمكن و سياسة الأخذ ثم العطاء و الصفقات السرية القذرة فان تهميش أساتذة الاقتصاد وسحب البساط من تحت الاقتصاديين وإلقاء خريجي كليات الاقتصاد على قارعة الطريق وتركهم عمدا خارج المؤسسات وعدم إشراكهم بالتعيينات الحكومية شانهم شان باقي الخصوم السياسيين وألا فان الانهيار الاقتصادي الناتج عن الحكومات الفوضوية الغير نزيه والفاسدة والتي تأخذ أكثر مما تعطي وفشلها بتقديم الخدمات وعدم معالجة الفقر والمجاعة والبطالة وسط الشباب فان حمى التغيير بدأت وطوفان الغضب لايمكن ردعه وخذه من طغاة العصر عبره لمن يعتبر فما جمعكم ألا بدد وأيامكم ألا عدد .
#احمد_السلامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟