أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - احتجاج جسد عاري














المزيد.....


احتجاج جسد عاري


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 3551 - 2011 / 11 / 19 - 04:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لو إن أصحاب العمائم والدشاديش القصيرة خرجوا إلى الشوارع بلحاهم المتعددة الموديلات حسب انتماءات مذاهبهم وأنماط تصرفاتهم ونوعيات سلوكهم، رافعين القرآن فوق رؤوسهم منادين إن لا دستور إلا القرآن ولا حكم إلا شريعة الإسلام، لو إن النساء وهن منقبات محجبات خرجن إلى الشوارع كأسراب الغربان ينادين بان لا زي ولا ثياب إلا النقاب والحجاب وأنهن ناقصات عقل وناقصات دين، لو إن هذا الجمع ألظلامي الملتحي والمنقب هو الذي ملأ الشوارع والميادين العربية وطالب بالخلافة الإسلامية وتطبيق الحدود الشرعية من رجم وقطع أيادي وقطع رقاب وجلد ظهور وتمكنوا من إسقاط الأنظمة، شمولية أو دكتاتورية، ترى هل يمكن إن يصطلح على تسمية الحدث بالربيع العربي.؟


وهل للربيع ألا ينشر البهجة والمسرة بضوئه وجمال زهوره وخضرة أشجاره وأنغام بلابله.؟
فما بال الربيع العربي ضن بزهوره وبهائه وجماله على الشعوب واراهم طحالبه وإعشابه الضارة ولدغات أفاعيه ونقيق ضفادعه وعواء ذئابه؟

أنها خيبة أمل ما كانت تخطر على بال الشباب الثائر في الشوارع الذين تحدوا عنجهية السلطات بسلميتهم واستقبلوا الرصاص بصدورهم والهراوات بأذرعهم، فتكسرت العصي والهراوات على صلابة أفكارهم وقوة أمالهم في مستقبل أفضل. ما كان يخطر على بالهم إن تأتي قطعان الإسلاميين أحزاب وجماعات من عشاق الظلام ومبغضي الحرية وهواة الحجر على العقول فتخطف زهوة انتصارهم وتستحوذ على ثمرة كفاحهم وتستغل الجهل والتخلف والغفلة المنتشرة كانتشار الأوبئة بين الناس فتستحوذ على قلوب وعقول البسطاء فتحولهم إلى بلطجية دينية وفرق للتهديد والابتزاز والتخويف ضد من يساهم في تحرير الإنسان من أفكارها الظلامية وتحدي ممنوعاتها الهمجية، ضد كل من يساعد الإنسان على الانعتاق والتحرر. وهل الحرية من معنى سوى الانعتاق من مسلمات الدين الموروثة وأحكامه الجائرة ونظراته الاجتماعية المتخلفة.؟
هل يمكن للربيع الجميل إن ينبت طحلبة إسلامية ضارة تبشر بخلافة إسلامية سادسة مثل عبد الحميد الجبالي في تونس.؟
هل يمكن للربيع العربي إن يكون حرا حين ينجب نخاسا إسلاميا مثل المصري الشيخ الحويني ليعلن لجماعة المسلمين إن الاستعباد مصدر رزق للمسلم فيوصيهم باستعباد النساء والأطفال والرجال غير المسلمين وبيعهم في سوق النخاسة الإسلامي ليكونوا مصدرا من مصادر ثروة امة محمد يعز به الله المسلمين على اعادائهم ويقوي به شكيمتهم؟
وهل يمكن للربيع العربي إن يرفل بالسلام وشيخه السوري العرعور يوعد خصومه الفكريين والطائفيين والدينين والسياسيين بفرم أجسادهم بمفارم اللحمة البشرية فلا يعرف لهم لحم من شحم من عظم؟
وهل يمكن للربيع العربي إن يزهو بالعدل والإنصاف ومصطفى عبد الجليل الليبي يبيح لجنده المنتصرين نكاح أربع نساء تأكيدا لفحولتهم في عصر إسلام الفياغرا وإبطال أي قانون يناقض حكم شريعة التي تبيح بيع الإنسان في أسواق العبيد؟
أليس هذه الشناعات والبشاعات أسوء من عري شابة ابغضها إن يكون الربيع العربي بهذه القتامة فارتأت الاحتجاج بفعل له نفس الوقع على الإسلاميين مثلما لأقوالهم ولأفعالهم ومنطلقاتهم الفكرية المتعرية من كل حشمة إنسانية من وقع على نفوس الأحرار؟
لكن هل هو فعل العري الذي أثار هذه الضجة عند الإسلاميين أم هو الاحتجاج المعادل لعري الإسلاميين من الإنسانية وروح التسامح؟!
ألنت يعج بالمسلمات العاريات بأوضاع غاية في الإغراء، وصفحات الفيس بوك مليئة هي الأخرى بما يتفق وأحلام الإسلاميين الذين يتوقون إلى ممارستها في الجنة مع حور العين والغلمان المخلدين، لكن لا يثير ذلك احتجاجهم ولا غضبهم، فلماذا هذه المرة أقاموا الدنيا ولم يقعدوها مع إن الفعل لم يكن يراد به العري الجسدي بقدر ما كان يراد به الاحتجاج العاري من كل قيود أخلاق فجة مفروضة على الناس ليس عبر قناعات بصحتها بل عبر هواجس الخوف والرعب من عدم الانصياع لها وخشية وخامة عواقبها.
فهل الأخلاق هي نتيجة خوف أم نتيجة قناعة؟.
الأخلاق عند الاسلاميين هي نتيجة الخوف.. وهذا ما يجعلهم منافقين دجالين يفعلون في السر ما يعيبون عليه الناس بالعلن.
لذلك هم وامثالهم لا يفهمون من ما قامت به علياء المهدي سوى فعل العري وسيصمون أذانهم عن صراخ الاحتجاج المدوي لجسد صامت لا يثير بالإنسان إحساسا آخر سوى صراخا واحتجاجا.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية الإسلامية العجيبة في العراق
- الاسلام والقذافي وصدام
- الصخب الإعلامي والإسلامي
- القوميات بين الواقع والطموحات.
- هل تخلع الشعوب الاله كما خلعت الحكام ؟
- من الديمقراطية إلى الإسلام در.!!
- دولة الدين القائد
- هل سكب بشارالأسد الماء على لحيته؟
- هل يمكن للشيوعي ان يكون مسلما؟
- الدولة السنية والشيعة والتاريخ.
- الاخلاق والاسلاميون
- رئيس الجمهورية وأحكام الإعدام
- قمع واساليب دكتاتورية لحكومة تدعي الديمقراطية
- الاحزاب الاسلامية والثورة المصرية
- العالم يقف احتراما لشعب مصر.
- تجربة الفساد العراقية الرائدة
- شكرا شعب تونس
- الإرهاب كفكرة إسلامية مقدسة
- قائمة مختلفة للمبشرين بالجنة
- فضائية من اجل تحريك الركود العقلي.


المزيد.....




- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...
- المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف - ...
- حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو ...
- الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر ...
- أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام ...
- اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع ...
- شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه ...
- تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...
- مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - احتجاج جسد عاري