علاء الزيدي
الحوار المتمدن-العدد: 1052 - 2004 / 12 / 19 - 10:52
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
معلوم لجميع المتابعين للشأن العراقي ، أن رئيس الحكومة العراقية المؤقتة الدكتور إياد علاوي وضع معظم بيضه – فيما سبق – في السلة الأردنية . ففضلا عن عبارات المديح التي كالها سواءً في زياراته الكثيرة لعمان أو في بغداد للحكم الأردني و " تعاونه " مع العراق و " فضله " على العراقيين ، والتي خرجت أحيانا عن المألوف الديبلوماسي ، كتلك التي قال فيها بالحرف الواحد إنه يستهدف من وراء زياراته للأردن والاتفاقيات التي يوقعها مصلحة الشعب الأردني و " بالتالي مصلحة الشعب العراقي " حسب تعبيره ! خص الرئيس علاوي الأردن بالمئات من عقود تدريب الكوادر العراقية العسكرية والمدنية رغم أن هذا البلد الهجين غير معروف بكونه أفضل مستوىً من دول كثيرة أخرى بعضها عربي – مثل دولة الإمارات وسلطنة عمان والمملكة المغربية – لكن كل هذا الملح العراقي لم " يغزر " في نفس ملك الأردن الغض الغرير ، ولم يمنعه من التدخل السافر في شؤون العراق بالشكل المفضوح الذي مثلته تصريحاته الأخيرة . والسؤال المطروح بإلحاح الآن على السيد رئيس الوزراء : هل حان – يا ترى – موعد استيعاب ووعي الدرس الأردني ؟
إن من المفترض بالدكتور إياد علاوي – وهو إنسان لايتجادل عراقيان حول الحجم الكبير من الهم الوطني الذي يؤرقه – أن يبادر إلى سابقة ستكون محمودة بالتأكيد على المسرح السياسي العراقي الحالي ، وهي أن يغلب المصلحة العراقية على مصلحة أي بلد ، حتى لو كان الأردن الذي كانت حركة الوفاق الوطني التي يرأسها الحركة العراقية المعارضة الوحيدة المسموح لها بالتنفس على أراضيه ، ويوجه الناطق أو الناطقين الإعلاميين باسمه – ولا أحرج سيادته وأقول هو شخصيا - إلى إدانة تصريحات الملك الأردني إدانة شديدة ، تردع الراغبين مستقبلا في التصيد بالماء العكر ، من زعماء المنطقة الآخرين ،عن هذا السلوك المشين ، وتعطي قوة قلب لأي منتقد مخلص لأية دولة مجاورة أو غير مجاورة أخرى تتدخل في الشأن العراقي ، وإلا ظن الظانون – وبعض الظن إثم والبعض الآخر ليس كذلك بالطبع فالكأس نصفان – أن باء الأردن وملكها نصف الإنكليزي تجر ، وباء الأخريات مثل سوريا وإيران ترفع أو تنصب والعياذ بالله من النصب والنصابين !
#علاء_الزيدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟