أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حسن محمد طوالبة - هل تلتهب الحرب الباردة مع الازمة السورية ؟














المزيد.....

هل تلتهب الحرب الباردة مع الازمة السورية ؟


حسن محمد طوالبة

الحوار المتمدن-العدد: 3548 - 2011 / 11 / 16 - 20:09
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


ما زلنا نذكر كيف ضرب خرشوف زعيم الاتحاد السوفيتي السابق بحذائة على طاولة الامم المتحدة , في تحدي للولايات المتحدة , وقد كانت تلك بداية الحرب الباردة الشديدة بين القطبين الدوليين اللذين اقتسما نظام القطبية الثنائية في العالم .
انتهت الحرب الباردة مع تسلم غورباتشوف زعامة الاتحاد السوفيتي في اواخر عقد ثمانينات القرن الماضي , وتحول النظام العالمي من نظام ثنائي القطبية الى نظام احادي القطبية بزعامة الولايات المتحدة , حيث استفردت بالعالم وشنت الحروب ضد العديد من بلدان العالم , وغزت كل من افغانستان والعراق , وقتلت الالوف من ابناء هذين البلدين ,ودمرت الاقتصاد فيهما وارجعتهما الى العصور الوسطى .
زادت سيطرة الولايات المتحدة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي , واستقلال الجمهوريات التي كانت تابعة له , والتحقت بالولايات المتحدة سياسيا واقتصاديا وفكريا , ولم يبقى لروسيا الاتحادية الا الارث الثقيل من الاتحاد السوفيتي , الترسانه النووية والجيش العرمرم الذي يتجاوز تعداده اربعة ملايين جندي . وكانت اسوأ مرحلة مرت بها روسيا اثناء زعامة بوريس يلسن , حيث عمت البلاد زعامات المافيا وتجار السلاح , وانقسم الشعب بين اغنياء بمصاف اثرياء العالم الحر , وفقراء بمستوى فقراء العالم الثالث .
استفاقت روسيا من غفوتها بعد ان تسلم بوتن زعامة روسيا , الذي عزز الانتماء الوطني لدى الروس , وعقد العزم على استعادة الدور الروسي في العالم ,فبدأ في الاصلاحات الداخلية فشذب الجيش , واعتمد النوعية بدل الكمية فيه ,فقلل من عدده ,وسلحة باسلحة متطورة حديثة , كما اعتنى بالصناعة العسكرية , ولا سيما في صناعة الطائرات التي باتت تضاهي الطائرات الامريكية , وكذلك صناعة الغواصات والصواريخ العابرة للقارات والصواريخ البلستية , وصارت روسيا البلد الثاني بعد امريكا في بيع الاسلحة في بلدان العالم .
لم يدخل بوتن الحرب الباردة من بابها الواسع , بل بدأ بالمناكفة مع الولايات المتحدة في قضايا تهم الامن الروسي , فعارض بناء قواعد الردع الصاروخي الامريكية في بولونيا واعتبرها تهديدا للامن الروسي , وهدد بعدم التوقيع على معاهدة الحد من الصواريخ النووية .كما وقف بحزم ضد ادخال الدول المحاذية لروسيا في حلف الاطلسي ( الناتو ) وبالذات دول حوض البلطيق . وزادت حدة المناكفة بدخول القوات الروسية الى جورجيا لحسم الموقف في اقليمين فيهما كثافة سكانية روسية . كما حسم الانتخابات في اوكرانيا لصالح المرشح الموالي لروسيا .
لم تستخدم روسيا ( الفيتو) في الازمة الصربية , في حين استخدمتها الصين بعد ان قصفت طائرات حلف الاطلسي ( الناتو ) مقر السفارة الصينية في بلغراد . ولم تستخدمه في الازمة الليبية واكتفت بالادانة , اما في الازمة السورية فقد حذت حذو الصين في استخدام الفيتو ضد قرار يصدر من مجلس الامن يدين سوريا ويفرض على النظام فيها عقوبات اقتصادية .
سوريا واحدة من الدول الصديقة للاتحاد السوفيتي السابق , وقد حرصت روسيا على استعادة الصداقة مع هذه الدول مثل فنزويلا وكوريا الشمالية والهند وايران والصين ومجموعة شنغهاي الاسيوية .
اما الصين التي حاولت الولايات المتحدة مسك يدها الضعيفة , اي من باب الديمقراطية , لكن الصين تعاملت مع المستجدات العالمية بانفتاح وتفاعل ايجابي , فطورت الاشتراكية في الصين , وصارت تعرف " باشتراكية السوق " , وبهذه الروحية الوطنية نما الاقتصاد الصيني بطفرات كبيرة , وغزت المنتجات الصينية معظم الاسواق العالمية ومنها الاسواق الامريكية .كما طورت صناعاتها العسكرية بالتعاون مع الخبرة الروسية وصارت قادرة على ارتياد الفضاء .
برزت المناكفة الجدية مع الولايات المتحدة والغرب بعامة , بعد معاناة الغرب من الازمات الاقتصادية التي زادت من حجم العاطلين عن العمل , وفاقمت من معاناة المواطنيين المعاشية بازدياد اسعار المواد الغذائية واسعارالنفط والغاز .في حين لم تتأثر دول مثل الصين والهند والبرازيل وايران ودول النفط العربية بهذه الازمة .
واضافة الى الازمة الاقتصادية التي رتبت على الولايات المتحدة المزيد من الديون , فشل غزو قواتها الى كل من افغانستان والعراق .حيث ستخرج هذه القوات من العراق مع نهاية العام الجاري تجر اذيال الخيبة بفعل المقاومة الوطنية , وجراء الخسائر الكبيرة في الجنود بين قتيل وجريح ومعوق ,اضافة الى الخسائر المالية والمادية خلال السنوات الماضية .
هذه الازمات التي تمر بها الولايات المتحدة والغرب بعامة ,منحت روسيا والصين الفرصة الذهبية لفرض وجودهما في السياسة الدولية , والتمهيد لبناء نظام عالمي متعدد الاقطاب , بعد ان اثبتت الولايات المتحدة فشلها في رعاية حقوق الانسان , بعد ان خرقت حقوق الانسان في افغانستان والعراق بشكل فاضح يندى له الجبين .
من غير المستبعد ان تحول روسيا والصين دون اية محاولة غربية لفرض عقوبات على سوريا , اذا تجاوب نظام بشار الاسد مع المطالب العربية والعالمية , بوقف العنف ضد الشعب السوري , وسحب الجيش من المدن السورية , والبدء بحوار جدي مع المعارضة كلها لادخال اصلاحات جادة تشرك كل القوى السياسية السورية في الحكم , ومنح الحريات العامة الى كل ابناء الشعب في الانتماء الى الاحزاب والجمعيات , والحيلولة دون وقوع حرب اهلية في سوريا .



#حسن_محمد_طوالبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصطلحات سادت مع الربيع العربي
- هل سيتكرر السيناريو الليبي في سوريا ؟
- فضائيات الشعوذة وفضائيات الفتنة السياسية
- الانتفاضات العربية وفكرة المؤامرة
- لنتذكر يوم 2 تشرين الثاني وخداع بريطانيا
- دعاة النظام السوري ومدرسة القذافي
- اعلام انتفاضات الجماهير والاعلام الرسمي.
- نتائج الانتخابات التونسية والخوف المقابل
- متلازمة الوطنية والقومية
- اردوغان واكراد تركيا
- رأي في أسئلة الحوار المتمدن حول قضايا معاصرة
- الرجل موقف وكلمة
- ليبيا بعد القذافي
- كيف ننمي ثقافة التسامح بدل ثقافة العنف
- حكومة اردنية جديدة وأمال عريضة
- قضايا عدة وحلولها خاصة
- هل انقطعت شعرة معاوية بين ايران والسعودية ؟
- الصراع بين المشروع الصهيوني والمشروع العربي نقاط الضعف والقو ...
- المرأة في الانتفاضات العربية
- الترابط بين مصطلحي القوة والقدرة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حسن محمد طوالبة - هل تلتهب الحرب الباردة مع الازمة السورية ؟