أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امال رياض - حدود إدراك الإنسان ومعرفته للذّات الإلهيّة














المزيد.....

حدود إدراك الإنسان ومعرفته للذّات الإلهيّة


امال رياض

الحوار المتمدن-العدد: 3547 - 2011 / 11 / 15 - 16:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما حدود إدراك الإنسان ومعرفته للحقيقة الإلهيّة؟

أنّ العرفان على قسمين: معرفة ذات الشّيء ومعرفة صفاته، ومعرفة الذّات تكون بمعرفة الصّفات ليس إلاّ حيث أنّ الذّات مجهولة غير معلومة، ولما كانت معرفة الأشياء بالصّفات لا بالذّات وهي مخلوقة محدودة، فكيف إذاً يمكن معرفة حقيقة الذّات الإلهيّة وهي غير محدودة، لأنّ كنه الذّات لأيّ شيء غير معروف وإنّما يعرف بصفاته، مثلاً إنّ كنه الشّمس مجهول ولكنّها تعرف بصفاتها الّتي هي الحرارة والضّوء، وكنه ذات الإنسان مجهول وغير معروف، ولكنّه يوصف ويعرف بصفاته، ولمّا كانت معرفة كلّ شيء بصفاته لا بذاته – حال كون العقل محيط بالكائنات والكائنات الخارجيّة محاطة على الرّغم من هذا فالكائنات من حيث الذّات مجهولة ومن حيث الصّفات معروفة – إذاً فكيف يمكن أن يعرف ذات الرّبّ القديم الأبديّ المقدّس عن الإدراك والأوهام، يعني لمّا كانت معرفة الشّيء ممكنة بالصّفات لا بالذّات فلا شكّ أنّ الحقيقة الإلهيّة من حيث الذّات مجهولة ومن حيث الصّفات معروفة، وفضلاً عن هذا كيف تحيط الحقيقة الحادثة بالحقيقة

القديمة، لأنّ الإدراك ناشئ عن الإحاطة، فتجب الإحاطة حتّى يمكن الإدراك، وذات الأحديّة محيطة لا محاطة، وكذلك تفاوت المراتب في عالم الخلق مانع عن العرفان، مثلاً هذا الجماد ما دام في رتبته الجماديّة فمهما ترقّى لا يمكنه إدراك القوّة النّامية، والنّباتات والأشجار مهما ترقّت فلا يمكنها أن تدرك قوّة البصر، وكذلك لا تدرك سائر القوى الحسّاسة، والحيوان لا يمكنه أن يتصوّر رتبة الإنسان يعني قواه المعنويّة، فتفاوت المراتب مانع من العرفان وكلّ مرتبة دانية لا تدرك المرتبة الّتي فوقها، إذاً فكيف تستطيع الحقيقة الحادثة إدراك الحقيقة القديمة؟

لهذا فمعرفة الله عبارة عن إدراك الصّفات الإلهيّة وعرفانها لا إدراك الحقيقة الإلهيّة، ومعرفة الصّفات أيضاً ليست معرفة مطلقة، بل إنما تكون بقدر استطاعة الإنسان وقوّته، والحكمة عبارة عن إدراك حقائق الأشياء كما هي أي على ما هي عليه، وذلك بقدر استطاعة الإنسان وقوّته، لهذا فليس هناك سبيل للحقيقة الحادثة لإدراك كنه الذّات، بل إنّها فقط تدرك الصّفات القديمة بقدر الطّاقة البشرية، فغيب الذّات الإلهيّة مقدّس منزّه عن أن تدركه الموجودات، وكلّ ما يدخل تحت التّصوّر إنّما هو إدراكات إنسانيّة، فقوّة الإدراك الإنسانيّ لا تحيط بحقيقة الذّات الإلهيّة، بل الذّي يقدر الإنسان على إدراكه هو الصّفات الإلهيّة الظّاهرّة الباهرّة أنوارها وآثارها في الأفاق والأنفس، وإذا نظرنا في الآفاق والأنفس نرى من الكلمات الإلهيّة آيات باهرات واضحة مشهودة، لأنّ حقائق الأشياء تدلّ على الحقيقة الكلّيّة.

ومثل الحقيقة الإلهيّة كمثل الشّمس المشرقة من علوّ تقديسها على جميع الآفاق، ومن ذلك الإشراق يأخذ كلّ من الآفاق والأنفس قسطاً

ونصيباً، ولولا هذا الإشراق وتلك الأنوار لما كان للكائنات وجود ولكنّ جميع الكائنات تدلّ عليها وتستضيء بها وتأخذ منها قسطاً ونصيباً.

أمّا تجلّي الكمالات والفيوضات والصّفات الإلهيّة فهي ساطعة لامعة من حقيقة الإنسان الكامل، يعني ذلك الفرد الفريد المظهر الكلّيّ الإلهيّ، لأنّ سائر الكائنات اقتبست منه شعاعاً، أمّا المظهر الكلّي فهو مرآة تلك الشّمس، تظهر فيها بجميع كمالاتها وصفاتها وآثارها وآياتها، فمعرفة الحقيقة الإلهيّة ممتنعة محال، وأمّا معرفة المظاهر الإلهيّة فهي معرفة الحق، لأنّ الفيوضات والتّجلّيّات والصّفات الإلهيّة ظاهرة فيها، إذاً لو اهتدى الإنسان لمعرفة المظاهر الإلهيّة فقد فاز بمعرفة الله، ولو غفل عن معرفة المظاهر المقدّسة حرم من معرفة الله، فثبت وتحقق أنّ المظاهر المقدّسة هم مركز الفيض والآثار والكمالات الإلهيّة، طوبى لنفوس اقتبست أنوار الفيوضات الرّحمانية من تلك المطالع النّورانيّة. ونأمل أن يستفيض أحبّاء الله كالقوّة الجاذبة تلك الفيوضات من مبدأ الفيض، ويبعثون بأنوار وآثار تجعلهم آيات باهرات لشمس الحقيقة.
من كتاب (( المفاوضات )) لحضرة عبد البهاء



#امال_رياض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهى المكافأة والمجازاة فى البهائية
- فى ذكرى ميلاد حضرة بهاء الله (( الكلمات المكنونة ))
- مساواة الرجل والمرأة لم يكن ابدآ هو تبادل الأدوار
- الدّين أساس المدنيّة
- (3) وحدة الأديان
- (2) وحدة الجنس البشري
- ثلاث مبادىء اساسية للدين البهائى
- ياولاد الحلال تايه منى إنسان
- الحياة الأسرية هى أساس التربية
- فراشة الحب ( هيلين كلير )
- يا أهل العالم أتحدوا
- إصحوا يا بشر
- تعالوا نتعلم من تانى ازاى نحب بعض
- هل يحمل السلام خلاص العالم ؟؟
- عندما يسموالدين فوق كل اختلاف وأنقسام
- بشارة يوم الله في كتب الله
- نعم لدينا إفلاس روحى
- الحياة العفيفة المقدّسة فى مفهومنا البهائى
- المفهوم البهائي للطبيعة الإنسانية
- ياللي بتقولوا مش محتاجين رسول


المزيد.....




- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امال رياض - حدود إدراك الإنسان ومعرفته للذّات الإلهيّة