أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الثورةُ السوريةُ واعترافٌ عربي واسع














المزيد.....

الثورةُ السوريةُ واعترافٌ عربي واسع


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3547 - 2011 / 11 / 15 - 09:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت المبادرة العربية الموجهة من قبل جامعة الدول العربية هي آخرُ فرصةٍ للنظام الدكتاتوري الدموي في سوريا من أجل أن يتراجعَ عن حربهِ الكاسحة التي يشنها على الشعب السوري الأعزل، لكن بعد أن أوغلَ في الدم الشعبي عميقاً لم يعد قادراً على الخروج من المستنقعاتِ والخرائب وغابات الضحايا التي وجدَ نفسه غائصاً فيها.
بعضُ المتطرفين والحانقين على الصمت العربي وسلبية الدول العربية رفضوا المبادرة واستعجلوا في ردود أفعالهم بينما هي حفرتْ القبرَ الواسعَ للنظام في سوريا العربية المنتفضة ضد الفاشية الحزبية.
لقد أعطتْ مهلةً ليست مهلةً بقدرِ ما هي فضح كلي للنظام، وأرتْ العالمَ مخالبَهُ الغائصةَ في لحم الشعب، وأي قوى سياسية متخلفة دكتاتورية تسنده في المنطقة وأي ثقافة عدوانية يريدون تسميم الشعوب المتآخية بها.
عجزُ النظامِ عن سحب الجيش والدبابات ومختلف الآليات التي حشدها للصراع ضد شعبٍ أعزل ولضرب بشره وأحيائه وقراه أظهر كيف أن الجسم العسكري الهائل لم يعد سوى قوة مادية قاهرة تسند نظاماً شمولياً غير قادر على حل أبسط تناقضاته، فالضباط الكبار اندمجوا في نظام الفساد والعصابات بحيث لم يعودوا قادرين على البقاء في دولة قانون وديمقراطية ولم يعودوا يؤدون أدوارهم كحماة للحدود بل صاروا جلادين للشعب.
جامعة الدول العربية المعترفة بالنظام وبعض القوى السياسية السورية المؤيدة للمبادرة أسقطوا ورقةَ التوت الأخيرة فبان الوحش عارياً.
المترددون والمتذبذبون في الوقوف ضد النظام انضموا للمعارضة بقيادة المجلس الوطني المتحدث الوحيد باسم الشعب السوري ولم يعد ثمة معسكران شعبيان معارضان سوريان ولا صامتون أو مترددون، فقد سقطت آخر عملية سياسية كان يمكن أن تحمي النظامَ العاجز عن الخروج من تناقضاته إلا بالانهيار الداخلي.
الآن والسلطة الشرعية تُنزع من نظام لم يقدر على إضفاء أي شرعية له سوى بالقوة والحشود المُعدة المُجبرة والمُفسَّدة، وتتنزعها الجماهير وتسلمها لقوةٍ سياسية وطنية متعددةٍ صعدتْ من بين حممِ النارِ والأشلاءِ والدخان والضحايا والغربة، تبقى مراسيمُ الاستسلامِ والتحطم والتسلم من جهة مهزومة والبناء والصعود الظافر الباهر لقوة منتصرة!
قوةٌ تموتُ وتتفسخُ وهي تخرجُ آخرَ طواعينها وأوبئتها وحممها على الفقراء والعاملين والضعفاء الصابرين والسكان المشردين من بيوتهم والهاربين وراء الحدود والموتى في قبورهم والسجناء المقطعين في زنزاناتهم أو مقذوفين مشرحين في الملاعب الرياضية الحاشدة بهم.
وقوة تصعد تمثل هذا الشعب المفتت المسحوق عبر عقود تجمعُ الناسَ على الوحدة وتكوين دولة ديمقراطية لها مهام البناء الشامل لكل المواطنين.
وكي تصل إلى ذلك لابد أن تُنزع آخر لحظات الشرعية من النظام المتجة للزوال وتُسلمُ السفاراتُ الفارغةُ من الممثلين المطرودين للسفاحين إلى أعضاءِ المجلس الوطني، وتحمى الجماهير المعرضة للقتل من قبل الدول العربية وغيرها من الدول المساندة للثورة.
منطقة عزل أو منطقة حرة ومُساندة للجيش السوري الحر هي متتمة للإجراءات الطبيعية من أجل أن تُهزم قطاعات السلطة الباغية، ويحافظ على سلامة السكان وتؤمن الدولة والخريطة الوطنية من أي تفتيت أو اعتداءات وتدخلات أجنبية ضد الجمهورية العربية السورية.
الجماهير المنتفضة الحامية للثورة والانشقاقات الكبيرة في الجيش والتحاقها باخوتها ورفض البقية لإطلاق النار على الجمهور، هذه كلها لوحة الفعل الشعبي الجبار ومشهد الانتصار.
هي رسالةٌ كبرى لمن لا يثق بقدرات الأمة العربية وأنها ليست كماً رملياً، وأن سحق مواطنيها وشعوبها غير ممكنة، وأنها الآن توحدُ شعوبَها وأقطارها المفتتة بسبب التدخلات الأجنبية والخيانات الداخلية.
والأمة تصبر على الظالمين وبنضالات سلمية طويلة هائلة مكلفة وتأتي الضربات الأخيرة كفعل القابلة المولدة لجنين الاستقلال والديمقراطية والمواطنة والعروبة.
الآن أمام المعارضة التوحد التام وتشكيل سلطة ديمقراطية مؤسسة بحيث تقود للانتصار والانتخابات وتكوين المؤسسات الدستورية فيجرى كل شيء عبر القانون وحكمه.
الآن في ظروف ما قبل الانتصار الأخير أمامهم أفعال خلاقة يومية ومظاهرات مليونية وتكوين المناطق المحررة وتوسيع الانشقاقات وتوحيدها ومركزتها حيث سيتصدع النظام لا محالة وينهار غير مأسوفٍ عليه.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غيابُ هزيمةِ يونيو من الذاكرةِ الإيرانية
- تحولُ القضايا إلى أورام سرطانية
- الإخوانُ والرأسماليةُ الخاصة في مصر
- الفضائيات والبرجوازية الإسلامية في تونس
- منطقة تقليدية
- فرصة لقوى الوسط
- البرلمانات وغياب الطبقة الوسطى
- العولمةُ والسيطرة على الثوراتِ العربية
- جناحان يتصادمان
- مستويان من الحياة التقليدية
- مستقبلٌ كبيرٌ للرأسماليةِ الخاصة
- سقوط هارونَ الرشيد السياسي
- تقدمٌ بوعي متخلف
- من أجلِ الشعبِ أولاً! (5-5)
- من أجل الشعبِ أولاً (4-5)
- من أجلِ الشعبِ أولاً! (3-5)
- من أجلِ الشعبِ أولا! (2)
- من أجل الشعب أولاً! (1)
- الوعي الطائفي والوعي الطبقي (3-3)
- الوعي الطائفي والوعي الطبقي (2-3)


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الثورةُ السوريةُ واعترافٌ عربي واسع