أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الخليفي - لماذا لا للإسلامجيه















المزيد.....

لماذا لا للإسلامجيه


علي الخليفي

الحوار المتمدن-العدد: 3547 - 2011 / 11 / 15 - 09:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عند الحديث عن الإسلامجيه والتحذير من خطر وصولهم إلى السلطة يطالعك هذا السؤال ..
فلماذا كل هذه الاءات المرفوعة في وجوه الإسلاميين ؟ , لماذا لا ندعهم يُجربون ينادي البعض الأخر؟ وللإجابة على هذا السؤال سأعود بالذاكرة إلى الإنتخابات الإمريكيه الأخيرة التي جاءت بباراك أوباما إلى البيت الأبيض لأتذكر لقاء أجرته إحدى وسائل الإعلام الإمريكيه مع إحدى السيدات اللواتي كنّ يرفضن وبشدة ترشح أوباما للسلطة وعند سؤالها عن سبب تشددها ذاك أختصرت إجابتها في كلمات قليلة تقول : أرفض وصول أوباما للسلطة لأنه لن يكون هناك شيء أسمه أمريكا عندما يغادر السلطة.


ونحن هنا نريد أن نستعير إجابة تلك السيدة الإمريكيه لنجيب على السؤال المطروح عن سبب رفضنا لمجئ الإسلاميين للسلطة لنقول وبإختصار: إنه في حال وصول هؤلاء الإسلاميين للسلطة في أوطاننا فإنه لن يتبقى لنا أوطان عندما يرحلون عنها.

لماذا نقطع بهذا الحُكم ولا نمنح الإسلاميين الفرصة للتجربة, فالتجربة دائما مُفيدة للإنسان ومنها يتعلم الصواب من الخطأ,لكن هذا القول ليس صحيحاً على إطلاقه فالعاقل لا يحتاج لتجربة السمّ ليتيقن بأنه قاتل, لأن مثل هذه التجربة لايتعلم منها الإنسان شيء, لأنه سيفطس قبل أن تتاح له الفرصة ليتعلم.

يقول المثل اللبناني " مايجرب المجرب إلا من عقله مخرب" .العقول الخَربة وحدها هي التي تصر على إعادة التجارب الفاشلة والميؤس منها, ونحن في هذه الأوطان جربنا حُكم هؤلاء الإسلاميين بدل المرة ألف ,وظللنا نُلدغ من ذات الجحر ولمدة ألف وأربعمائة عام متواصلة كانت نتيجتها ما نحن عليه اليوم.

التجربة الديمقراطيه عمادها الإنسان ونجاح هذه التجربة في افراز حكومات ناجحة تستطيع بناء أوطان مُتعافيه مرتبط بوعي إنسان هذه الأوطان .الأيدولوجيه التي يقيم عليها هؤلاء الإسلاميين دعوتهم تقضي بتغييب العقل وإدخال الإنسان في هاوية لا قرار لها من الأساطير والخرفات والتي لايقوم إيمانهم بدونها ,أيدولوجيه هؤلاء الإسلاميين تقوم على عزل الإنسان عن الحياة بداعي أنها حياة فانية لاقيمة لها ولاتستحق أن يُوليها الإنسان المؤمن أي أهتمام, لانها وبحسب تعاليمهم لاتساوي عند ربهم جناح بعوضة. وهي بذلك ليست سوى معبر لتلك الحياة الخالدة المُفترضة. حياة الإنسان في هذه الدنيا لاغاية ولا هدف لها إلا جمع النقاط التي ستمكنه من حجز مكان له في جنات النعيم التي تنتظره بعد الموت.
ايدولوجية هؤلاء الإسلاميين تقوم على تتفيه الحياة وقيم الحياة الدنيا لصالح حياة اخرى لايعلم أحد على وجه اليقين بوجودها من عدمه. فما الذي سينتجه إنسان هذا حاله؟ ما هي الحكومات التي سينتجها إنسان تم سلب وعيه بوجوه؟.

التجربة الإنتخابية تحت وصاية هؤلاء الإسلاميين ستتحول من تنافس شريف بين قوى فاعلة تطرح برامجها التي تراها صالحة لتطوير حياة الناس والأرتقاء بها إلى تنافس غير شريف يتقاتل فيه المؤمن مع غير المؤمن , التصويت لصالح من يقدم نفسه بأسم الإسلام سيكون واجباً شرعياً تفرضه فتاوى الفقهاء المستأجرين من هذه التيارات الإسلاميه. عزل الحاكم او الحكومة الإسلامييه سيكون أمر مستحيل لأنها ستكون القائمة على تحقيق شريعة الله والتصويت ضدها لإسقاطها سيكون تصويت ضد الله وشريعته.
العلاقة القائمة بين أبناء الوطن الواحد والتي من المفترض أنها تقوم على المواطنة التي تمنح الحقوق كاملة لكل مواطن لن يتبقى لها من وجود ,لأن حكم الإسلامجيه سيحدث شرخاً في بناء المجتمع ذاته وسينقسم أبناء الوطن الواحد إلى فئات وطوائف متناحرة كل طائفة منها تدعي أنها الطائفة الناجيه التي تملك الحقيقية.

نحن الأن وقبل تمكن هؤلاء الإسلاميين من الإستيلاء على السلطة نرى بوضوح الشروخ التي أحدثوها في بنية مجتمعاتنا منذ ظهورهم على ساحات هذه الأوطان. نرى كيف بثو الفرقة والتشردم داخل مجتمعاتنا بل داخل بيوتنا ,حتى أن الأخ صار ُيكفر أخاه إذا لم يتبع النهج الذي يتبعه. نرى كل هذا رغم أن أؤلائك الإسلاميين كانو يمارسون دعوتهم إلى عقيدتهم الحاقدة والفاسدة تحت سطوة أنظمة قمعيه إستطاعت كبح جماحهم ,فما الذي سيكون عليه الحال في حال تمكن هؤلاء من مرافق الدولة وتسخيرها جميعاً لنشر شرورهم وفرقتهم التي ينشرونها تحت إسم دين الله.

قد تمر الأوطان بمحن عديدة ولكنها تكون قادرة على تجاوزها والخروج منها موحدة ومتماسكة ما أستطاعت الحفاظ على وحدة مواطنيها وتماسك مجتمعاتها . لقد مرت أوطاننا بحقب إستعماريه متطاولة وخضعت لحكم العسكر, وخرج ذاك المستعمر وبقيت لنا أو طاننا موحدة ومتماسكة ,وهاي أنظمة العسكر تتهاوى وتورثنا أيضاً أوطان موحدة ومتماسكة ولو ظاهريا .. حُكم الإسلامجيه سيأتي على ما تبقى من هذا التماسك الإجتماعي وسيفتت وحدة الوطن بتفتيت المجتمع .. سيقضي على الأساس الذي تقوم عليه الأوطان وهو المواطنة ولن يكون لهذا التفتت من علاج ولن يكون بالأمكان أستعادة وحدة تلك الأوطان لأن الانقسامات التي ستحدث بين أفراد مجتمعاتها ستكون قائمة على عداء يقوم على عقيدة مترسخة في أعماق كل منهم ,هو ملزم باتباعها لانها بالنسبة له شريعة منزلة من عند الله.

بوصول الإسلاميين للسلطة لن يتبقى لنا من هذه الأوطان التي نعرفها اليوم بقية,ستتحول إلى ميادين تتصارع فيها تلك الطوائف والنحل الإسلاميه والتي لا تكف على الإنقسام عن نفسها أبداً. فهي أشبه بالخلايا السرطانيه التي تتغلل في أعماق البدن المُعافى وتحاصر كل أثر للحياة فيه وتفنيه . ستتحول هذه الأوطان إلى ميادين يستكمل فيها بنو هاشم وبنو أميه حربهم الضروس الممتدة منذ الف واربعمائة عام وسيقتل المواطن مواطنه بموجب ولاءه لبني هاشم أو بني أميه تحت مُسمى سُني وشيعي.

نقول لا للاسلامجيه ونُحذر من وصلهم للسلطة ولا نحتاج لضرب الأمثله لا من التاريخ ولا من الواقع فهي أكثر من أن تُحصى وهي وأضحة وبارزة لكل من له عين تبصر, أوأذن تسمع, أوعقل يفقه .ولكننا نعلم أن الجهل يُعمي العين ويصم الأذن ويغيب العقل, وإذا ما أرادت شعوب هذه الأوطان أن تُعيد وتكرر تجاربها الممتدة منذ الف وأربعمائة من جديد, فعليها أن تدرك ومنذ الأن أنها ستكون تجربتها الأخيرة, وأن نتائج هذه التجربة لن تُبقى لها من أوطان لتخوض فيها أية تجربة أخرى.



#علي_الخليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة المدنية الدينيه
- الله يتضور جوعاً
- تضحيات الكفار يحصد ثمارها المؤمنون
- بين المدنية والتدين 3/3
- بين المدنيه والتدين 2
- بين المدنيه والتدين 1
- سيدي الرئيس


المزيد.....




- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الخليفي - لماذا لا للإسلامجيه