قمة الأرض تقر ( خطة العمل ) والمنظمات الأهلية تنسحب احتجاجاً

الحياة

الحوار المتمدن-العدد: 238 - 2002 / 9 / 6 - 06:15
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

خيبة أمل من المعارضة الأميركية وغياب الزعامة الأوروبية

قمة الأرض تقر ( خطة العمل ) والمنظمات الأهلية تنسحب احتجاجاً

اقر ممثلو 191 دولة مشاركة في قمة الارض رسمياً أمس (خطة العمل) حول التنمية المستدامة التي تشكل احدى الوثيقتين السياسيتين للقمة الى جانب اعلان جوهانسبورغ, فيما اثارت النتائج الضعيفة للقمة غضب الجمعيات العالمية لحماية البيئة, وانسحبت المنظمات غير الحكومية الرئيسية الممثلة في جوهانسبورغ من القمة كخطوة رمزية ونظمت تظاهرة احتجاجاً على نتائج المفاوضات التي اعتبرتها في خدمة الشركات المتعددة الجنسية.

وأعلن رئيس القمة, رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي, اقرار الخطة التي تتضمن 152 نقطة في 65 صفحة في نسختها الانكليزية بعنوان (خطة العمل) اشارة الى 2500 توصية حول التنمية في الاجندة 21 التي تم تبنيها في قمة الارض الاولى قبل عشر سنوات في ريو.

واعتبر الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ان القمة (ليست سوى بداية ولكنها مهمة) وستظهر نتائجها بعد عشر سنوات اذا طبقت الدول الاتفاقات والقرارات المبرمة. وقال انان امام الصحافيين قبل ساعات قليلة من اختتام القمة (لم نبلغ كل ما كنا نسعى اليه ولكننا حصلنا على نجاحات وانا مرتاح للنتيجة), مضيفاً (يجب ألاّ نتوقع من مؤتمر كهذا ان يخرج بمعجزات ولكنه يجب ان يكون هناك التزام سياسي).

وكان ممثلو الجمعيات العالمية قاطعوا بصخب خطاب وزير الخارجية الاميركي كولن باول امام القمة. وقال باول (اطلب منكم ان تصغوا الي) فيما كان المدافعون عن البيئة يرفعون يافطة كتب عليها (خانتنا الحكومات). وقوطع باول فيما كان يعلن ان الولايات المتحدة (لا تلتزم بالكلام وبأهداف مختلفة فقط بل ببرنامج قيمته بليون دولار للتكنولوجيات الحديثة الرامية الى مكافحة انبعاثات الغاز المسببة للاحتباس الحراري).

وينتقد المدافعون عن البيئة الولايات المتحدة بشدة لرفضها التوقيع في آذار (مارس) 2001 على بروتوكول كيوتو حول التغيرات المناخية. وعارضت الولايات المتحدة طوال مؤتمر جوهانسبورغ اتخاذ اي التزام محدد بالارقام في اطار متعدد الاطراف تعتبره غير فاعل. وأعلنت رئيسة الوفد الاميركي باولا دوبريانسكي منذ البداية (ان الكلمات جيدة ولكن العمل افضل), مشددة على اهمية (الشراكات بين القطاعين العام والخاص) التي تشرك المؤسسات في مشاريع لمساعدة التنمية.

وأعرب آلاف من ناشطي المنظمات غير الحكومية المشاركين في القمة منذ تسعة ايام عن (خيبة املهم الكبيرة) لقلة الاهداف الملموسة والمحددة بالارقام في خطة عمل القمة التي تمت المصادقة عليها ليل الثلثاء - الاربعاء. وانهالت الانتقادات أمس آخذة على خطة العمل عموميتها, في حين كان من المفترض اساساً ان تأتي على شكل برنامج محدد وملموس من اجل النمو والبيئة يطبق على مدى السنين المقبلة. وفي مؤتمر صحافي عقده الاتحاد الاوروبي تحت الرئاسة الحالية الدنماركية, انتقد رئيس الوزراء الدنماركي اندرس فوغ راسموسن الذي يترأس حكومة من اليمين الليبرالي, مبدأ (اجتماعات القمة الضخمة) هذه. وقال: (لا يتحتم علينا ان ننظم تلقائياً قمة جوهانسبورغ زائد خمسة, ثم جوهانسبورغ زائد عشرة (...) العقد المقبل يجب ان يكون عقد التحرك), وكأنه يردد اصداء الموقف الاميركي الذي ينتقد عدم فاعلية الهيئات الدولية.

ومن جهته, قال وزير البيئة الفرنسي السابق (خضر) ايف كوشيه (اعتقد على العكس انه يتعين الاستمرار في عقد مؤتمرات دولية كفسحات يمكن للاسرة الدولية فيها ان تتبادل الآراء). وبرر النتائج الضعيفة للقمة بالمعارضة الاميركية, وغياب الزعامة الاوروبية. ورأى ان (فرنسا والدنمارك تتحملان مسؤولية اكبر من سواهما في ضعف الموقف الاوروبي).

واعتبر ائتلاف الجمعيات حول المناخ ان (غياب اي زعامة للاتحاد الاوروبي بمثابة فضيحة, وتخلى الاتحاد بسرعة كبيرة عن المعركة من اجل وضع اهداف واضحة بالتواريخ والارقام).

واضطر الاتحاد الاوروبي الى التخلي عن اقتراحه رفع معدل الطاقات المتجددة من اصل الاستهلاك العالمي الى 15 في المئة, متراجعاً امام معارضة الولايات المتحدة والدول النفطية. واكتفت خطة العمل بالدعوة الى (زيادة كبيرة) في حصة الطاقات المتجددة في الاستهلاك العالمي للطاقة, من دون تحديد اي نسبة او مهلة لذلك. وتعهدت الاسرة الدولية في خطة العمل خفض عدد الاشخاص المحرومين من مياه الشرب وشبكات مياه الصرف الى نصف ما هو عليه حالياً بحلول سنة 2015. كما انها تعتزم التزود بآليات لحماية المحيطات بحلول سنة 2012.

وقال ريكاردو نافارو رئيس جمعية (اصدقاء الارض): (هذه القمة جريمة. اليوم, نشهد خيانة بحق ستة ملايين شخص من جانب حكوماتهم التي تصرفت كما ولو انها موظفة عند الشركات المتعددة الجنسية التي تعتبر الارباح اهم من مصالح الشعوب). وأضاف: (يريدون ان يجنوا الاموال ولهذا يأتون مؤكدين انهم يريدون تسوية المشكلات. انهم يفضلون مصالح الشركات على مصالح الشعوب والبيئة. انه امر فاضح).

وأضاف (انها جريمة ترتكبها الحكومات, انها جريمة ضد البشرية لانهم يحكمون على آلاف وآلاف الاشخاص بالاعدام. ستة بلايين من الاشخاص في العالم يخونهم كل يوم زعماؤهم).

وقالت فانداناه شيفاه رئيسة جمعية (نافدانيا) الهندية (ان مصالح الشركات المتعددة الجنسية بات برنامج عمل القمة. نريد قمة حول مسؤولية الشركات التي بات يصعب السيطرة عليها. انها سرطان في الارض).

ودعت المنظمات غير الحكومية مؤيديها الى المشاركة في تظاهرة ضد القمة في محيط مركز المؤتمرات.

أ ف ب (5/9/2002 )  الحياة

#الحياة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات