|
السقوط المدوى
محمود حافظ
الحوار المتمدن-العدد: 3545 - 2011 / 11 / 13 - 17:24
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
ما نقصده هنا بالسقوط المدوى هو السقوط المتكرر لجامعة الدول العربية والتى وضعت اليد عليها بواسطة الأنظمة العربية العميلة والتابعة للهيمنة العالمية هذه الأنظمة التى شاركت الإمبريالية العالمية بالقيادة الأمريكية إستلاب وسرقة ثروات شعوبها وبالمشاركة أيضا مع النظام الإمبريالى العالمى حكمت هذه الأنظمة شعوبها بالقوة البوليسية الجبرية الغاشمة وقدإستطاعت هذه الشراكة بين النظم التنابعة والعميلة وبين النظام الإمبيريالى العالمى فى عصر العولمة إخضاع النظم الخارجة عن نطاق الهيمنة العالمية وكذا الشعوب بإستخدام آليات هذه العولمة هذه الآليات التى تستخدم حسب تشخيص الحالة المراد قمعها فالانظمة المارقة عن الهيمنة يستخدم لسحقها التدخل بالقوة العسكرية الغاشمة كما حدث فى أفغانستان والعراق وأخيرا ليبيا والأنظمة التى تدعم من التيارات المناهضة للهيمنة تقمع بواسطة السيطرة على منظومة المجتمع الدولى المتمثلة بالأمم المتحدة والمنظمات العالمية المسيطرة على الإقتصاد العالمى بفرض عقوبات إقتصادية وعزلة دولية حتى ترضخ وفى حالة عدم الرضوخ يكون الحل بإستخدام القوة الخشنة ( القوة العسكرية ) بعد فشل آلية القوة الناعمة والتى من آلياتها إستخدام قرارات المجتمع الدولى فى الحصار وإستخدام آلية الفوضى الخلاقة والتى يتم تنفيذها عن طريق الآلية الإعلامية للنظام المعولم هذه الفوضى الخلاقة التى تبعث ببث وإستحضار الفتن والغرائز وإستنهاض النعرات الطائفية والمذهبية والإثنية حتى تحدث الإنشقاقات والتفرقة فى جسد أى وطن وأى أمة وهنا نستطيع القول أن آلية الآله الإعلامية لاتقل تأثيرا وشراسة عن إستخدام القوة الخشنة أو إستخدام آلية المجتمع الدولى بشقيه السياسى عن طريق الأمم المتحدة والإقتصادى عن طريق المنظومات العالمية بالبنك الدولى وصندوق النقد الدولى ومنظمة التجارة العالمية وهذه الآلية هى مايتم إستخدامها فى أوطان ودول مثل إيران وكوريا الشمالية ومعظم دول أمريكا اللاتينية مثل كوبا وفنزويلاوسوريا ولبنان . إن المخجل لنا كعرب أن تساهم جامعة الدول العربية فى هذه المنظومة العالمية وتصبح الجامعة سوطا قامعا لبعض الدول العربية أو جميعها فمعظم قرارات هذه الجامعة المتعلقة بالشأن الوطنى والتحررى لايتم تنفيذها لكونها مناهضة للنظام العالمى ومعظمها يتعلق بالقرارات المتعلقة بالشأن الفلسطينى فى حراكه ضد الكيان الصهيونى المدعم من الهيمنة العالمية وآخر هذه القرارات حداثة هو محاولة إنضمام السلطة الفلسطينية إلى المنظومة العالمية أو للأمم المتحدة والتهديد الأمريكى الصريح بإستخدام الفيتو الأمريكى المستخدم دوما فى مثل هذه الحالات أما قرارات الجامعة والصادرة نتيجة ضغط الأنظمة اللتابعة والعميلة للهيمنة العالمية مثل قرار التد-خل العالمى فى الشأن الليبى فقد كان تنفيذه بأسرع ما يتصور عقل هذا القرار التى تقوم الشركة القطرية – الأمريكية بإعداد مثيل له فى سوريا الأبية وعن طريق الجامعة العربية وكما أتخذ القرار السابق فى الشأن الليبى قبوجود أمين عام الجامعة السابق المصرى عمرو موسى فهذا القرار الحالى يتم إتخاذه فى ظل الأمين الحالى المصرى أيضا نبيل العربى والذى توسم البعض من خيرا فيه . إن قراءة الأحداث الأخيرة فى الأزمة السورية وعن طريق التدخل العربى للجامعة قد لاقى تواجبا سوريا مرحبا بغض النظر عن النظام وطبيعته ولكن هذا التجاوب من النظام مع الشأن العربى كان ملفتا بقيام النظام فى سوريا بالإيجابية لقطع الطريق أمام تدويل الأزمة السورية ومع كل هذا التجاوب خرجت الجامعة بقرار تعليق عضوية سوريا فى الجامعة فاتحة الطريق أمام من يرفضون التحاور ويستميتون فى الحل الدولى على غرار الحل الليبى هذا القرار الذى تم إتخاذه بواسطة رئيس الجامعة القطرى أداة تنفيذ الهيمنة الإمبريالية والذى قال أن المعارضة فى الخارج تمثل 80 % من الشعب السورى وإذا كان هذا القرار بتاريخ 12 / 11 /2011 م فنحن نقول ودون إبداء أى رأى شخصى فى الشأن السورى لننظر إلى تداعيات هذا القرار على الشعب السورى والذى إنتفض صارخا ضدالقرار وضدالجامعة وهذه الإنتفاضة الشعبية فى الأمة السورية والتى تبلورت فى صبيحة اليوم التالى أى فى صبيحة اليوم 13 / 11 / 2011 م فى معظم الفضاء السورى ففى دمشق وحلب واللازيقية وحماه وحمص ودرعا والرقة والسويداء ودير الزور وكافة الفضاء السورى هذه الإنتفاضة الشعبية للأمة السورية هل تصلح أن تكون ردا بليغا لقرار جامعة الدول العربية والتى سلمت قيادتها لقطر الأمريكية ألم يحدث هذا الرد الشعبى زلزالا عنيفا فى الأنظمة العربية والتى إستجابت للإملاءات الخارجية ووقعت فريسة للآله الإعلامية الداعمة للهيمنة العالمية بلسان عربى حتى تزيف الحقائق والتى ظهر تزييفها اليوم ليثبت صدق فصيل فى الأزمة السورية ضد فصيل آخر راهن رياءا على الشعب السورى لقد سقطت الأقنعة ونقولها للفصائل اليسارية التى إستجاب البعض منها وحجب رؤيته المنهجية للآله الإعلامية الإمبريالية نقول ظهر اليوم الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا وبئسا لهذا السقوط المدوى للجامعة العربية وأمينها العام ولرئاستها القطرأمريكية .
#محمود_حافظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الثورة العربية الكبرى فى المسألة الإثنية والطائفية
-
الثورة العربية الكبرى فى مواجهة الفوضى الخلاقة والرأسمال الم
...
-
الثورة العربية الكبرى فى مواجهة الهيمنة العالمية
-
الثورة العربية الكبرى - ثورة الشعب المصرى بين الحداثة والأصو
...
-
الثورة العربية الكبرى - ثورة الشعب المصرى بين الحقيقة والخدي
...
-
الثورة العربية الكبرى فى مواجهة المكارثية
-
ملف الثروة السمكية بمصر - حكاية بلد إسمه كفر الشيخ 4
-
الثورة العربية الكبرى - فى مسألة القضاء
-
الثورة العربية الكبرى والإعلام
-
الثورة العربية الكبرى - فى الصراع
-
الثورة العربية الكبرى - مسألة رى المنابع
-
الثورة العربية الكبرى - فى مسألة تجفيف المنابع
-
الثورة العربية الكبرى وخطر الإلتفاف
-
الثورة العربية الكبرى فى مواجهة إستراتيجية الشرق الأوسط الجد
...
-
الثورة العربية الكبرى - فى المسألة الليبية ( الصحراوية )
-
ثورة الشعب المصرى - 10 - كلام حول الدستور
-
ثورةالشعب المصرى -والتأثير الإقليمى
-
ثورة الشعب المصرى - 8 نحوتحقيق أهداف الثورة
-
ثورة الشعب المصرى والفساد-7
-
ثورة الشعب المصرى -6
المزيد.....
-
هذا الكاتب أكل في أفخم مطاعم العالم وهذه أفضل الوجبات التي ت
...
-
المغرب.. غزارة الأمطار تغرق شوارع طنجة
-
مأساة تزلج تتكرر بعد 63 عاماً، حادث طائرة واشنطن يعيد كابوس
...
-
عضلة أنسجة اصطناعية تنمو مع القلب.. حل علمي مبتكر قد يعالج ا
...
-
بيسكوف: -بريكس- لا تعتزم إصدار عملة موحدة بل منصات استثمارية
...
-
-ترامب لن يستسلم-.. تعليق إسرائيلي على الضغوط الأمريكية على
...
-
مشاهد قريبة وجديدة للحظة تصادم مروحية عسكرية بطائرة ركاب فوق
...
-
أمريكا تحذر لبنان: لا مكان لـ-حزب الله- في الحكومة الجديدة
-
باشينيان يقترح تعديل نص النشيد الوطني الأرمني ويحدد -القافية
...
-
تقنية حديثة تكشف أسرار مدينة مفقودة عمرها 600 عام مدفونة تحت
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|