أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - قاسم حسين صالح - الكليات الأهلية..وضمان الجودة














المزيد.....

الكليات الأهلية..وضمان الجودة


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3545 - 2011 / 11 / 13 - 17:24
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


ظهر مفهوم الجودة Quality في ميدان الاقتصاد أولا وعلى صعيد الشركات.وكانت تعني مدى مطابقة مواصفات المنتج لمتطلبات الزبون،فالسلعة التي يرضى عنها المستهلك وتفي باستعمالاته لها توصف بأنها تتمتع بالجودة.
وكانت اليابان أول دولة بدأت بالتركيز على الجودة قبل نصف قرن ،ثم أخذت تنتشر في امريكا والدول الأوربية وباقي دول العالم ومنها العراق في عدد من مؤسساته..الجامعية تحديدا.
ولقد تطورت الجودة حديثا الى مصطلح جديد هو (ادارة الجودة الشاملة Total Quality Management )،التي تعني ،بحسب معهد المقاييس البريطاني بأنها "فلسفة ادارية تشمل كافة نشاطات المؤسسة التي من خلالها يتم تحقيق احتياجات وتوقعات الزبون والمجتمع،وتحقيق اهداف المؤسسة ايضا بأكفأ الطرق وأقلها تكلفة عن طريق الاستخدام الأمثل لطاقات جميع العاملين بدافع مستمر للتطوير".وهي ،بحسب خبير عالمي "اسلوب جديد للتفكير فيما يتعلق بادارة المؤسسات بوصفها ثقافة تعزز مفهوم الالتزام الكامل تجاه رضا الزبون من خلال التحسين المستمر والابداع في جوانب العمل كافة".
وهذا يعني،على صعيد التعليم الجامعي،أن تكون المناهج وطرائق التدريس وتكنلوجيا التعليم والادارة الجامعية والمناخ الجامعي، بالشكل الذي يؤمن أن يكون المنتج (الخريج الجامعي) بالمواصفات التي تحقق احتياجاته الفردية وما يتوقعه المجتمع منه ،وأن تكون العلاقة بين الادارة الجامعية (العمادات) بالشكل الذي يضمن الجودة في نوعية المنتج (الطالب)والتطوير المستمر للجامعة وفرص الابداع للتدريسيين سواء باستخدام طرائق جديدة في القاء المحاضرات او في توفير أجواء البحث العلمي لاسيما لحملة مرتبة (الأستاذية).
والذي حصل عندنا على صعيد الكليات الأهلية هو التركيز على تطبيق الجوانب الشكلية من (ضمان الجودة) الذي يتعارض مع جوهرها فيما يخص الأستاذ الجامعي تحديدا. فلقد ألزم الأستاذ بالحضور في الساعة الثامنة صباحا الى الساعة الواحدة والنصف ،وتسجيل ذلك الكترونيا بطريقة (البصمة)التي تحسب دقائق التأخير وتجمعها في نهاية الشهر لتحولها الى ساعات ،والساعات الى أيام تستقطع من راتبه..وتحسب كل ثلاث ساعات غياب بيوم واحد مع أنه يداوم في اليوم خمس ساعات!.
ولأن معظم الكليات الأهلية يكون فيها الدوام المسائي أكثر من الدوام الصباحي ،فان على التدريسي المتعاقد معها اما ان يبقى في الكلية الى الساعة الثامنة مساءا أو ان يغادر في الواحدة والنصف ظهرا ليعود في الرابعة عصرا لأن معظم محاضراته تكون في الدوام المسائي..وبهذا يكون حضوره لدوامين..صباحي ومسائي،وبراتب واحد يقل كثيرا عما يتقاضاه زميله في الجامعات الرسمية.
وليت الأجواء كانت علمية في داخل الكلية ليستثمر الأستاذ خمس ساعات صباحية في تطوير نفسه او انجاز بحث علمي.فمعظم الكليات الأهلية لا تتوافر فيها مكتبات بمواصفات المكتبة الجامعية،ولا توفر خدمات الأنترنت ،ولا أنشطة ثقافية..فيصبح حضور التدريسي الجامعي في الأيام التي ليست لديه فيها محاضرات صباحية،حجر جسمي ونفسي وفكري يؤدي بالنتيجة الى عكس ما تهدف اليه الجودة سواء في علاقته بالعمادة التي يتمثل ادارتها كما لو كانت قيادة عسكرية أكثر منها تربوية،او في فاعلية اعطائه المحاضرة وطريقة تعامله مع الطلبة حيث يأتي لهم في المساء متعبا جسميا ونفسيا.
وللأسف فان الكليات الأهلية بوصفها مؤسسات استثمارية يديرها مستثمرون بينهم من ليس له خبرة تربوية،تركّز على جني الأرباح على حساب استنزاف طاقات العاملين فيها من التدريسين،والتعامل معهم كما لو كانوا أجراء تدفع لهم من جيوبهم ،متفضلة عليهم!، لا مما تتقاضاه من اجور عالية يدفعها الطلبة .
والمشكلة أن هذه الكليات لم تفهم أن ضمان الجودة هو أكثر من ضبط الدوام وانجاز جداول احصائية كمية تقدم للوزارة،وأنها تعني تغييرا جديدا من (الأدارة التقليدية) الى (ادارة الجودة الشاملة)..من :الرقابة اللصيقة وتصيّد الأخطاء،والعمل الفردي،وجمود السياسات والأجراءات ،والتركيز على الأرباح..الى: الرقابة الذاتية،والعمل الجماعي وروح الفريق،والتحسين المستمر ،ومرونة السياسات والاجراءات،والتركيز على رضا العاملين فيها لا التخويف بمستقبلهم الوظيفي. زد على ذلك ان الكليات الأهلية ليس من اهتماماتها عقد مؤتمرات علمية لتطوير نفسها والعاملين فيها لأنها تكلفها ماديا حتى لو كان المبلغ خمسة ملايين مع انها تجني المليارات.ولا تدفع للأستاذ الذي يشارك ببحث عراقي في مؤتمر علمي عالمي تكاليف السفر كما تفعل الجامعات الرسمية..بل انها تستقطع من راتبه بعدد أيام غيابه حتى لو لم تكن لديه محاضرات في بعض هذه الأيام!.
لقد نظر الى الجودة الشاملة على انها ثورة ثقافية لأنها ابتكرت طريقة جديدة تعمل بها الأدارة لاسيما في توفير المناخ المناسب للأبداع والأبتكار بما يضمن تطويرا مستمرا للمؤسسة وللعاملين فيها يفضي الى تحسين مستمر في نوعية منتوجها.
غير أننا،وبسبب خبرتنا المتراكمة عن الأدارة التي فهمناها بوصفها سلطة،وتوجيه أوامر،ومراقبة،وعقوبة،وضبط قسري،وتجسس..لدرجة ان ادارات بعض هذه الكليات صارت تكّلف موظفين صغارا بفتح باب قاعة المحاضرة(قليلا!) أكثر من مرّة،لا للتأكد من وجود الأستاذ ،لأن المرّة الأولى تكفي،بل لتشعر الأستاذ بأن أدارة الكلية تراقبه حتى في محاضرته،ولتولّد الأنطباع لدى الطلبة بما يقلل من قيمة الأستاذ الجامعي وكأنه يعطي المحاضرة خوفا منها لا حبّا بالعلم وبطلبته.
والأسف ليس فقط أن هذا النوع من التعليم (التجاري) أخذ بالجانب الشكلي من (ضمان الجودة) بل ولأن هذا الحال يتعدى الكليات الأهلية الى جامعات رسمية ايضا!..مع أنها لا تستهدف جني الأرباح!



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتحار..دموع!
- مشهد مقتل القذافي ..وسيكولوجيا الانتقام
- الغطرسة..والسلطة
- الوضع النفسي للعراقيين..في خطر
- الفساد العراقي ..في متلازمتين
- المثقفون ..والسكتة القلبية!.
- التحقير الجنسي..في شعر مظفر السياسي
- ثلثا العراقيين..مغيّب وعيهم !
- ثقافة نفسية(47):الاكتئاب..كيف تتخلص منه
- ثقافة نفسية(46):فيروس الاكتئاب النسائي
- ثقافة نفسية(45):انموذجان سلبيان..الرافض والمتردد
- الناصرية ..الشجرة الطيبة
- نقاط التفتيش..وتوظيف العلم
- من عالم البغاء. قصة حقيقية تصلح لفلم سينمائي مميز
- سيكولوجيا الفرهود بين بغداد وطرابلس
- لم نعد وحدنا..علي بابا!
- النفاق..والمسلمون!
- السيكولوجيا أصدق أنباءا من السياسة!
- اليأس ..يستوطن الأرامل
- ثقافة نفسية(45):الهستريا..والحرمان العاطفي


المزيد.....




- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
- فيديو مروع يظهر هجوم كلب شرس على آخر أمام مالكه في الشارع
- لبنان.. عشرات القتلى بالغارات الإسرائيلية بينهم 20 قتيلا وسط ...
- عاصفة ثلجية تعطل الحياة في بنسلفانيا.. مدارس مغلقة وحركة الم ...
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة من الشرطة في هجوم قرب السفارة الإسرائ ...
- اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا ...
- العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال ...
- سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص ...
- شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك ...
- خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - قاسم حسين صالح - الكليات الأهلية..وضمان الجودة