أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - تحولُ القضايا إلى أورام سرطانية














المزيد.....

تحولُ القضايا إلى أورام سرطانية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3545 - 2011 / 11 / 13 - 10:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عجز برجوازيين صغار عن المشاركة في الديمقراطية وتصعيد التحول الوطني يعود إلى تأثير المحور الإيراني - السوري في أدوارهم.
لقد ظهر هؤلاء من تنظيماتٍ مناضلةٍ متعددةٍ في بلدان عربية وإسلامية عدة، وحين نقارن بين هؤلاء وأقرانهم في تونس وليبيا ومصر نجدُ الفوارقَ الكبيرة. فالأخيرون لم يرتبطوا بهذا المحور، وتصعيد المحور الإيراني للصراعات الدينية والقومية المسدودة الآفاق، وعجزه الداخلي عن التطور الديمقراطي، يجعل المرتبطين بسياساته عاجزين عن مجاراة التطور الديمقراطي في بلدانهم.
لقد اختار المحور مواجهات غير مجدية وصراعات تؤدي إلى انهيار المعبد على رأس شمشون الجبار!
تركيبةُ المعضلةِ المعرقلةِ هي في تضخيمِ قضيةٍ كبيرة بشكلٍ هائل، وتغيير طبيعتها الحقيقية الموضوعية وإضفاء رغبات ذاتية حادة عليها، وفصلها عن المسارات الداخلية في بلدانها، وربطها بغايات المحور الخاصة.
قضية مثل قضية (المقاومة) يتم النفخ فيها لدرجة هائلة غير موضوعية، فتُعزلُ عن قضيةِ الداخل الوطني، وعن تعاون مختلف الأطراف الوطنية والشعبية، وعن تطور الثقافة الديمقراطية العقلانية، وتُحرّفُ عن سكتها الديمقراطية، لتُربط بقوى دكتاتورية تفرض ارادتها الخاصة، فتشل التطور الديمقراطي المحلي وتعرقله على المستويين الإقليمي والقومي.
مثل هذه القضية العظيمة التي كان من الممكن أن تصهرَ في بوتقتِها القوى الوطنية وتعززَ لحمة الدولة كمظلةٍ لجميع الفرقاء، وتغدو عتبات من أجل حل قضايا التخلف والشمولية في الأبنية الاجتماعية المتخلفة، تغدو هي أساس الدكتاتورية، ومفتتة للقوى وتُوضع فوق رؤوس الجميع كتهديد وما كان مقاومة وتحرراً يُصبح دكتاتوريةً وتبعية، وما كان توحيداً يصبح تشتيتاً.
القوى البرجوازية الصغيرة الطالعة من استغلال الفلاحين والعوام الريفيين والمدنيين ذاتُ غموضٍ مستقبلي، ليس ثمة تشكيلة تطمحُ في الدخول فيها والارتفاع من خلالها إلى مصاف اجتماعية وسياسية أكبر بأشكال ديمقراطية، ولا شرقية ولا غربية تصبحُ هي حكم الجماعات القوية الشمولية في الهيمنة على المال العام والمصير العام، وتصبح عدم قدرات سياسية على تطوير القرية، وتصعيد التحول الديمقراطي في الأرياف، وعلى تقدير النساء، وتبصر التراث السحري بشكل عقلاني وتقبل الاختلاف.
تغدو الفروق معدومة شيئاً فشيئاً بين الحزب وقطاع الطرق، فيتم تجاوز الحوار والحلول السلمية وقبول التغير الداخلي السلمي، وتترفع نبرة العنف والفوضى.
الرساميل السياسية تريد أن تحل محل الرساميل الاقتصادية، فتتحول الأموال المأخوذة من المُلكيات العامة إلى رشا لأحزاب، وتغدو مكونة لمليشيات وفضائيات وهجمات، واعتقالات لطوائف، وعرقلة للجدل الحر وفهم المنظومات الدينية في ضوء العصر.
تضخيم القضايا بشكل مرضي عصابي يُقصد منه اختطاف الإرادة السياسية فيها، وربطها بالمحور المتهاوي المكانة، فيصير العنفُ هو السائد سيطرةً من قبل الطرف القوي، ومن قبل الأطراف المأسورة والمصادرة أفعالها ومكاناتها.
إن الطرف القوي المسيطر بشكل عصابي سياسي لا يترك للقوى الأخرى خياراً غير العنف تجاهه وتجاه خطورة أفعاله المتنامية، ولكنه يصرخ باعتباره المستهدف والبريء والضحية!
تغدو (المقاومة) في لبنان فعلاً شمولياً للقوى الوطنية تمنع تطوراتها الديمقراطية، وتغدو فعلاً شمولياً تجاه إسرائيل تُصعد القوى الفاشية والدينية المتعصبة فيها، وبهذا يجد المجتمعان نفسيهما في استنزاف دائم، وعدم القدرة على تطوير الحقوق الفلسطينية والنضالية الشعبية المختلفة، وإبقاءً لمجتمعات ما قبل الرأسمالية في البلدان العربية الإسلامية حيث يأمل البرجوازي الصغيرُ الريفي المتعصبُ دينياً في بقاء العصر الوسيط عالماً أبدياً.
تغدو الرأسمالية الحكومية في سوريا بعجزها عن التطور الديمقراطي والدخول في الرأسمالية الحرة تحالفاً مع الدكتاتورية الطائفية اللبنانية، بعجز الطرفين عن التحول الديمقراطي، وفي الطرف الآخر يضعُ الصهيوني يدَهُ في التحالف غير المقدس من أجل بقاء التقسيمات الحادة الدينية لما قبل الحداثة، وعدم نزع اليهودي لحياتِ النصوص التوراتية واكتشاف الإنسان فيها وبقائه بندقيةً قاتلةً وعملةً نقدية.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوانُ والرأسماليةُ الخاصة في مصر
- الفضائيات والبرجوازية الإسلامية في تونس
- منطقة تقليدية
- فرصة لقوى الوسط
- البرلمانات وغياب الطبقة الوسطى
- العولمةُ والسيطرة على الثوراتِ العربية
- جناحان يتصادمان
- مستويان من الحياة التقليدية
- مستقبلٌ كبيرٌ للرأسماليةِ الخاصة
- سقوط هارونَ الرشيد السياسي
- تقدمٌ بوعي متخلف
- من أجلِ الشعبِ أولاً! (5-5)
- من أجل الشعبِ أولاً (4-5)
- من أجلِ الشعبِ أولاً! (3-5)
- من أجلِ الشعبِ أولا! (2)
- من أجل الشعب أولاً! (1)
- الوعي الطائفي والوعي الطبقي (3-3)
- الوعي الطائفي والوعي الطبقي (2-3)
- الوعي الطائفي الوعي الطبقي (1-3)
- الرأسمالياتُ والدول


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - تحولُ القضايا إلى أورام سرطانية