|
الغباء من صفات الحيوان وليس الانسان
سامي كاب
(Ss)
الحوار المتمدن-العدد: 3543 - 2011 / 11 / 11 - 12:42
المحور:
المجتمع المدني
الغباء من صفات الحيوان وليس الانسان اقدم حكمة بالتاريخ الانساني تقول : الغباء اساس كل بلاء الحرب والقتال والنزاع والصراع والصدام كلها اساسها الغباء الفقر والجوع والمرض والجهل والتخلف والانحطاط اساسها الغباء الالم والمعاناة والياس والاحباط والاكتئاب والتراجع والانسحاب من الحياة والانتحار وضعف الثقة بالنفس والجبن والتخاذل والامعية والانقياد والتحييد والتسلط والاستبداد والتبعية والرجعية والسلبية والبلادة والكسل والبطالة والاتكالية والاحساس بالدونية كلها اساسها الغباء الغباء مرض قديم حديث يصيب الحضارة الانسانية في لبها وعضدها وقلبها ودماغها ودمها واعصابها وعظمها وهيكلها فيضعفها ويشلها ويعطلها ويقعدها ويميتها ببطء شديد لتعاني العذاب الاليم في فترة النزاع اللتي تقاس سنتها بالف سنة مما يعدون وخير مثال على هذا المرض هو الغباء العربي واللذي عرف منذ بداية التاريخ وما زال يتمرغ على صدر الحضارة العربية ويسري في دمها ويفتك بعصبها ويشل عضدها ويدمر دماغها ويميت خلاياها ويقعدها عن الحركة ويعطلها عن الفعل والانتاج الغباء العربي ليس قصة تخيلية او نظرية فلسفية اطرحها للتنظير والتشهير والتجني والتحقير انما هو حقيقة قائمة واقعية ذات معطيات ملموسة مادية ودلالات منطقية فكرية جدلية وحيثيات واقعية مدركة ومحسوسة ومميزة ضمن المنطق الواعي الطبيعي والعلمي السليم تعريف الغباء : الغباء بمعناه الشامل والدقيق هو غباء الشخصية للانسان والشخصية هي مركب مكون من ثلاثة عناصر وهي الجسد والدماغ والنفس او الوجدان والغباء يعني ببساطة هو ضعف القدرات الطبيعية امام تحديات الوجود للانسان في حياته وضعف القدرات اللازمة للانسجام بمسيرة الحياة الطبيعية ضمن الوسط المادي المحيط والاندماج مع هذا الوسط والسيطرة على حراكه وتوجيهه بشكل يخدم مصلحة حياة الانسان ووجوده ويخلق واقعا حياتيا افضل يحقق السعادة والرفاه وامكانية استمرار الوجود والتكاثر وحفظ النوع بافضل حال ممكن ومن هذا الفهم نقدر ان نحدد درجة الغباء ونوعه لدى كل فرد في مجتمع غبي كالمجتمع العربي كان نشخص هذا المرض ونضع له العلاج المناسب مع خطة علاجية حتى نخلص الى مجتمع خال من الغباء ثم بعدها ندخل في مرحلة بناء الذكاء في الشخصية الجديدة الخام الصحية ومجموع الافراد الاذكياء يشكل مجتمعا ذكيا والهدف بناء حضارة ذكية ذات مظهر تقني متطور اصبح واضح بان هناك غباء للجسد وغباء للدماغ او الجهاز العصبي ولنسميه معا العقل وغباء النفس او الوجدان والامثلة على ذلك نوردها كما يلي : غباء الجسد يتمثل بضعفه وقلة حيلته فالاعاقة غباء والمرض غباء وضعف القوة العضلية او العصبية او العظام غباء وقلة النشاط والحركة غباء وبالمجمل فان اي خلل او حالة في الجسد تؤدي الى نقص تفاعله وحركته وانتاجه وقلة تلاؤمه مع الوسط المحيط به هو غباء وغباء النفس يتمثل بقلة الارادة الحياتية وعدم الجراة والشجاعة والاقدام وقوة الاقتحام والتحدي والمواجهة وارادة الصيرورة والكينونة واثبات الذات وتحقيق الوجود وتاكيده والطموح والامل وانعدام او قلة الثقة بالنفس والاحساس بالتفوق والسيطرة والعزة وغباء الدماغ او الجهاز العصبي يتمثل بقلة الفهم والادراك والاستيعاب والوعي والتمييز وهذه ناتجة عن ضعف قدرات ذهنية بسببين اما وراثيا او بيئيا بسبب سوء التغذية او تثيرات بيئية كيميائة نتيجة التلوث ومثالا على هذه القدرات المعطلة او الضعيفة منها قدرة الربط بين المدركات الحسية وبين المعاني المجردة لذات المدركات بحيز الذاكرة وضعف قدرة التمييز واللتي هي اعلى درجة بالوعي من قدرة الادراك اي ان الدماغ في هذه الحالة لا يمتلك آلية تحويل الادراك الحسي الى مستوى التمييز حيث لا يقدر ان يسقط المعلومات المخزنة عن المدركات الحسية على الواقع ليستعيد منه ادراكا مستنبطا تخمينيا بمساعدة قدرة التخيل والتصور الى صورة ادراكية حقيقية تطابق تماما حالة المادة موضوع الواقع الآني ومنه ايضا القدرة على بناء برنامج حياة للمستقبل يحدد اهدافا ستقع وتتحقق بناء على توصيف من قدرة التمييز واللتي تشترك بها الذاكرة والادراك الحسي والربط والتقاطع والاسقاط والتوازي والاستقراء والتخمين والاحتمال والتاكيد والتخيل والتوصيف والمحاكاة والملاءمة والاستنساخ والتهافت والتوصيل وغيرها الكثير من القدرات الذهنية ما ذكر من الغباء العصبي هو مثال بسيط جدا وعلى شاكلة هذا المثال هناك امثلة لا حصر لها ولا يتسع المجال هنا لذكرها وغاية القول هي ان الغباء ليس كما يفهمه الاغلبية بانه مجرد عجز استيعابي او قصور بالفهم يتم علاجه بالحث الذهني على تشغيل الفكر او بالتعلم بطريقة التلقين والحشو المعلوماتي او التثقيف او التربية او التهذيب انما الغباء هو حالة ناتجة عن ضعف بنيوي في الشخصية ككل بمركباتها الثلاث الرئيسية وهي الجسد والدماغ والنفس وعلى هذا الاساس لغاية التخلص من الغباء يجب معالجة الشخصية بكل مركباتها والسير ببرنامج العلاج بثلاثة طرق متوازية باتجاه واحد مع مراعات بان الجسم والدماغ والنفس تعمل معا بسياق متناغم متلائم متوافق متتام متكامل كوحدة نموذجية ضمن ظرف موضوعي واحد وديناميكية طبيعية تربط ما بين العناصر كلها ضمن مركب الشخصية بحيث لا يقدر ان يشتغل عنصر دون الاخر فاذا ما حركنا عنصرا حركة معينة ذات مقدار معين باتجاه معين يستوجب هذا تحريك بقية العناصر بالطاقة والاتجاه والمقدار المناسب لاتمام حركة المركب كاملا ضمن معادلة الحركة الطبيعية وسياقها في عملية التغير والتطور المادي ولنضرب مثالا على هذا الاجراء : لكي نرفع مستوى الاستيعاب والفهم لطالب مدرسة ابتدائية يعاني من بطء في عملية الفهم والاستيعاب علينا بخلق خلايا عصبية جديدة في دماغه وعلينا بتنشيط خلايا دماغه الاصلية الموروثة وعلينا بتقوية الاشارات العصبية داخل الدماغ وزيادة سرعة وكمية هذه الاشارات وتضخيم كتلة وحجم الخلايا العصبية ذاتها وزيادة عدد التشعبات العصبية وعدد الوصلات العصبية وزيادة كثافتها هذه العمليات لا تحقق نتائجها بمعزل عن عمليات مصاحبة لها ومتناسقة ومتلائمة ومتوافقة ومبرمجة بذات السياق وهادفة لذات الهدف وفاعلة بذات المضمون فالخلايا العصبية بنموها وتطورها وتخليقها وعملها تحتاج لغذاء واكسجين بالكمية والنوعية اللازمة لعملية النمو والتطور المطلوب وتحتاج لحركة جسدية عضلية وتدريب مناسب وتاهيل وتنمية قدرات عصبية حسية من خلال التدريبات الجسدية والنفسية ايضا كالتدريب على الجراة والاقتحام والمسؤولية والمواجهة والتحدي والاستكشاف وكل هذا المعمعان لا يتم اللا من خلال الانخراط الكامل الفاعل مع الحياة وممارستها واتقانها واكتساب معرفتها وتقنيتها والهدف لكي تتخلق حوافز طبيعية داخل جسم الانسان كتفعيل الجينات الوراثية النائمة واعادة نشاطها وكتوسيع الشرايين الدموية وكتقوية عضلة القلب وكتقوية الحث العصبي لزيادة عدد الدفقات العصبية المرسلة للدماغ وغيرها من العمليات التحفيزية الطبيعية اللتي تاخذ الدور الاساس في عملية التنمية والتطوير والخلق والتغيير والانتاج وتسيير معادلة الحياة الداخلية للشخصية لغاية الهدف المنشود والغذاء والاكسجين يوفرها الجسم بواسطة الدم بنقلها للدماغ والدم ينقله من المعدة ويذهب للقلب لضخه وبالتتبع للعملية منذ بدايتها وقبل دخول الغذاء للجسد نجد بانه من الواجب اولا توفير البيئة النقية الصحية الملائمة لتوفير الاكسجين الكافي والهواء النقي والخالي من السموم والتلوث ثم الغذاء الصحي والكامل والمناسب ثم تنشيط الجسم وتقويته لتنشيط الدورة الدموية لرفع كفاءة نقل الاكسجين والغذاء للدماغ اصبح واجب ان نمرن الجسد وندربه ونكسبه القوة واللياقة والطاقة الحركية والنشاط ثم وقبل كل هذا يجب ان يكون المتلقي لهذا الاجراء ممتلكا لارادة الحياة والتطور والتغيير نحو الافضل وان يكون على وعي كامل وعلم ومعرفة وفهم وادراك وتاكد مما يجري ومقتنع تماما بكل شيء يدور حوله وهذه كلها تخص النفسية بمعنى ان نعمل على تاهيله نفسيا وجسديا لكي نطوره وننميه عقليا من هذا المثال نكتشف بان العملية ليست مقتصرة على الدماغ لوحده لانه في الواقع لا يعمل الدماغ خارج مركب الشخصية مثله مثل اي عضو في جسم الانسان اذ لا يعمل اذا انتزع من سياقه العام وظرفه الموضوعي والخلاصة هي ان سوء الفهم لنوع الغباء العربي اللذي يعتبر سببا من الاسباب الرئيسية لحالة التخلف والانحطاط الحضاري اللتي يعيشها المجتمع العربي يحول دون معالجة هذه الحالة وتلافي عواقبها الوخيمة اللتي تهدد بالاندثار والهلاك الابدي وعلينا ان نعمل جاهدين بالتخلص من مرض الغباء واعادة تاهيل الشخصية وتهيئتها لاستقبال المعلومات وبرامج الحياة الحديثة كي تنخرط في سلك الحضارة الانسانية بكفاءة وقدرة على الانتاج وقابلية للتطور والمساهمة الفاعلة في بناء الحضارة الانسانية نكون بهذه المرحلة الراقية قد حققنا السعادة والرفاه والرخاء والكرامة للانسان وهو المطلوب
#سامي_كاب (هاشتاغ)
Ss#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجنس وعلاقته بصحة الانسان وتركيب شخصيته
-
الحياة المشاعية حتمية تاريخية لتطور حضارة الانسان
-
المراة لم تخلق للولادة والخدمة وحياة محددة
-
الخجل ومفهومه العلمي
-
كلمات من تجربة الحياة
-
ماهي العواطف وكيف تتشكل وماهي غايتها ؟
-
فلسفات على هامش المساء
-
حكم واقوال فلسفية
-
سبب غياب الحوار الحضاري من الساحة الثقافية العربية
-
الانسان المحب ليس هو الحالم الخيالي انما هو الواقعي الفاعل
-
الاختلاف في تركيب الدماغ يؤدي الى اختلاف طريقة التفكير
-
الصحراء منبع التخلف والارهاب
-
من هم العرب وما هي الامة العربية ؟
-
القارىء العربي والمحاور العربي بصفاتهم العامة
-
النتائج السلبية من تشويه الاعضاء التناسلية للانثى مثل( الختا
...
-
معلومات عن ممارسة الجنس عند الانسان
-
ما اجمل المطر .... ! احبك يا مطر
-
الى كل النساء وكل الفتيات هيا الى الحب
-
الحب هو عنوان الانسانية ونموذج حضارتها
-
البشر يذبحون في سوريا كما تذبح الخراف
المزيد.....
-
الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال ضد نتنياهو وجالانت لارتكا
...
-
الجنائية الدولية تصدر أمر اعتقال بحق قائد كتائب القسام محمد
...
-
حيثيات تاريخية لإصدار أمر اعتقال نتنياهو وجالانت لارتكاب جرا
...
-
وزيرة إسرائيلية تصف مذكرات الاعتقال الدولية الصادرة ضد نتنيا
...
-
بن غفير يدعو إلى فرض السيادة على الضفة الغربية ردا على مذكرا
...
-
قيادي لدى حماس: مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت تؤكد أن العدال
...
-
المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغال
...
-
المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ويوآ
...
-
المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغال
...
-
الجنائية الدولية: توجيه تهم ارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية ل
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|