أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سائس ابراهيم - الجيلاني الهمامي ومداخلته : ملاحظات، ملاحظات















المزيد.....

الجيلاني الهمامي ومداخلته : ملاحظات، ملاحظات


سائس ابراهيم
باحث في الأديان

(Saiss Brahim)


الحوار المتمدن-العدد: 3543 - 2011 / 11 / 11 - 07:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


الجيلاني الهمامي ومداخلته : ملاحظات، ملاحظات


يبدأ الجيلالي الهمامي مداخلته بجملة : "يمثل العرب استثناء العصر"، فعن أي عرب يتكلم الكاتب، إن الشعوب القاطنة من "المحيط إلى الخليج" تمثل خليطاً يجب الإعتراف بكل مكوناته :
الإمازيغ
الأقباط (إن القبط خليط من الجنس القوقازي وجنس زنجي وذلك بنسب مختلفة – ويكيبديا)
الزنوج
الأكراد
العرب...
إن مصطلح "العالم العربي" إقصائي يلغي الشعوب الأخرى والأجناس غير العربية ويدمجها قهراً على مستوى اللغة الإيديولوجيا ضمن المكون العربي، ولهذا كان خليقاً بالسيد الهمامي أن يستعمل القاموس اللغوي للمضطهدين المتشبعين بالفكر الماركسي –اللغة مكون من مكونات البنية الفوقية- بدل استعمال اللغة والمصطلحات النخبوية الإقصائية للطبقات السائدة وثقافتها العفنة.
السقوط الثاني في المداخلة، كان كلمة "الإستثناء". إن الإستدلال بالمنهج الماركسي يجعل أبسط الملاحظين يرون أن شعوب إفريقيا كاملة ومن ضمنها "العرب" وأمريكا اللاتينية وأجزاء شاسعة من آسيا وأوروبا الشرقية خاضعة ومستغلة من طرف الأمبرياليات المهيمنة، وحتى الشعوب التي تتمتع بالديموقراطية البرجوازية وبأنظمتها البرلمانية وانتخاباتها، تظل تابعة للهيمنة السالفة الذكر، وها قد رأينا منذ أشهر كيف أطاحت المؤسسات البنكية الأمبريالية برئيس الحكومة البرتغالي ونظيره رئيس الوزراء الإيرلندي حينما رفضا القروض المفروضة على بلديهما من طرف هذه المؤسسات بنسب مئوية تفوق 10 في المائة.
إن "العرب" ليسوا استثناءً، إنهم ينضوون ضمن القاعدة المطبقة على أغلبية شعوب الأرض من طرف الأمبريالية، وإن الديكتاتوريات الإفريقية لا تقل شراسة وهمجية وتخلفاً عن مثيلاتها "العربيات".

السقطة الثالثة، هي تعليق كل مشاكلنا على مشجب القوى الإستعمارية. إن الطبقات المهيمنة على شعوبنا هي طبقات عميلة للأمبريالية والإستعمار ومصالحها تلتقي مع مصالح أسيادها، إن ما فضحته ويكيلكس من استعداء أمراء السعودية لأمريكا ضد العراق، واستعداء أبو مازن كرئيس فلسطيني لإسرائيل ضد غزة وحماس، مثلان من آلاف الأمثلة في التنسيق والإستعانة بالقوى الأمبريالية وبأساطيلها وبوليسها ومخابراتها ضد شعوبنا المقهورة، ولقد مللنا من هذه البكائيات عن الإستعمار التي تحول أنظارنا غباءً عن تحالف العدٌوَّان : المحلي والعالمي، ويجب علينا أن نفقه ذلك ونشرحه طول الوقت من أجل تعميق الوعي لدى الطبقات المضطهدة بقانون التناقضات.
إن ما أقوله هنا لا يعني مطلقاً تبرئة الإستعمار والأمبريالية والصهيونية، ولكن التركيز على جانب وإهمال أطراف المعادلة الأخرى خطأ فادح تنتج عنه عواقب أكثر فداحة.

السقطة الرابعة : العبارات والجمل مثل "بدأت رؤوس الطغاة تسقط الواحد تلو الآخر والبقية تأتي". إن ما يجري في بلداننا هي انتفاضات غضب هائلة، لكنها غير منظمة وغير مؤطرة من طرف الثوريين الحقيقيين، إن ايديولوجيتها السائدة هي الإيدولوجية الموروثة عن الأنظمة البائدة، إيديولوجيا إقطاعية دينية فاشيستية، إننا لم نسمع مطلقاً من "ثوار" ليبيا شعارات عن الحرية أو الديموقراطية أو سيادة الشعب، كان نباحهم طول الوقت هو : الله اكبر، وكان مشهد السيارات المحملة بمكبرات الصوت التي تتبع فيالقهم والتي تتلو القرآن بدون انقطاع، شاهد فاجع على واقع وسقف وآفاق الانتفاضات الحالية، نجاح لحزب النهضة في تونس، انتظار نجاح آخر للعسكر والإخوان في مصر، مشاهد السكان المنتفضين في اليمن والمخدرين بالدين والقات وخطابات الشيخ الأحمر.
وعلى مستوى الأشخاص، فأعوان وخدام الحكام السابقين هم الذين تولوا السلطة الآن : طنطاوي في مصر، مصطفى عبد الجليل في ليبيا وغداً الشيخ الأحمر في اليمن، دون أن ننسى عدواً شرساً ولدوداُ لكل ما هو يساري وشيوعي وهو السوري برهان غليون الذي اختارته قطر والسعودية والإمارات كي يصبح الممثل الرسمي للإنتفاضة السورية.
إن الطبقات المهيمنة ما زالت في محلها، وقد تضطر تحت ضغط الإنتفاضات لتقديم بعض التنازلات الشكلية البسيطة قبل أن تلتف عليها حينما تتغير موازين القوى لصالحها مجدداً.
إن المخزون الثوري الهائل لشعوبنا المستغلة وتضحياتها الجسيمة منذ عقود حٌرِّف عن نهجه الثوري بهذا الضعف والغياب المفجع لليسار بكل تلاوينه، والمستفيد الأوحد منه هي القوى الفاشيستية الآسلاموية العميلة، وليبيا تعطينا مثالاً ساطعاً بخنوع الحكام الجدد للأمبرياليات : الفرنسية والإنجليزية والأمريكيس –وكيف لا وهم جاؤوا للحكم بفضل تدخلها العسكري- واحتضانهم للفكر الظلامي الوهابي.

يجب التوقف عن التطبيل للتغييرات الحالية، ودراستها واستقراء مساراتها وفهم كنه طبيعتها وطبيعة الطبقات التي في مصلحتها التغيير وعلى رأسها الطبقة العاملة من أجل وضع برامج للنضال والتأطير هدفها إسقاط هذه الأنظمة الجديدة القديمة ودحر الأمبريالية وإقامة جمهوريات اشتراكية حقيقية.
لقد طبلنا في 1979 للخميني وغنينا مع أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام : كل ثورة واحنا دايماً فرحانين، قبل أن نستيقظ على جرائم نظامه الفاشيستي حينما ذبح آلاف الشيوعيين الايرانيين من حزب توده والمناضلين الماركسيين اللينينيين من فدائيي خلق وغيرهم كثير، لهذا يجب علينا أن نبتعد من البهجة والإنفعال الزائدين وأن نحلل الواقع مسلحين بالنظرية الماركسية اللينينية فبعد سقوط بنعلي جاء وراءه بنعليات آخرين أخذوا مكانه.

إن الحركات الإحتجاجية الشعبية في أوروبا وأمريكا ضد هيمنة الرأسمال المالي إيجابية جداً، لكنها للأسف مؤطرة بالفايس بوك والتويتر بدل الطلائع اليسارية الجذرية، وهي بطبيعتها الحالية غير مؤهلة على الإطلاق لإسقاط النظام الأمبريالي، إنها تمثل خطوة إيجابية إلى الأمام لإضعافه ولكنها بإيدولوجيتها وأساليبها وسقفها المطلبي ستكون عاجزة مطلقاً عن القضاء عليه.

لهذا انزعجت من ورود جمل في مداخلة الكاتب مثل : "انبلج باب واسع أمام الشعوب"، "انتقلنا من استثناء الخنوع إلى استثناء الثورة"، "ها هي الأوضاع تسير باتجاه تصديق هذه النبؤات"، "وإن غداُ لناظره قريب" إنها مجرد إنشاء ركيك لا يرتكز على منهج ماركسي للتحليل ولا إلى وصف علمي للواقع ولا إلى استشراف للمستقبل.

إن طريقة الكتابة الإنشائية السردية هذه وغياب المنظور الثوري المادي والجهل بالطبيعة الطبقية للإنتفاضة التونسية والقفز على الإيديولوجية الإسلاموية المنتصرة، يكشف إلى حد كبير واقع اليسار المأزوم، ويضعنا جميعاُ أمام واقع مأساوي ستعيشه شعوبنا لآماد طويلة، واقع تتحكم فيه أنظمة طبقية من نسل الطبقات القديمة.

إن من واجب الشيوعيين الحقيقيين النضال بدون هوادة ضد الطبقات المسيطرة أياً كانت طبيعتها ومواجهة ايديولوجيتها مواجهة حازمة مهما كانت تلاوينها، وهذا مهما كانت قواتنا ضعيفة، لنتذكر جميعاً أن لينين والبلاشفة ظلوا لمدة طويلة أقلية، لكنهم لم يصفقوا للعدو ولم يتوقفوا عن النضال الثوري إلى أن انتصروا وغيروا التاريخ.
أخيراً وليس آخراً، إن من واجب المناضلين الماركسيين اللينينيين أن يعملوا أساساً على تحقيق وحدة الطبقة العاملة في الأقطار الواقعة من المحيط إلى الخليج وليس لتحقيق وحدة الشعوب، إن الإقطاعي والكمبرادوري والبرجوازي الكبير لن يتوحد على الإطلاق مع العامل والفلاح. إن هذه الوحدة ليس كما جاء في المداخلة "مهمة ديموقراطية"، إنها على العكس تمثل الأساس الصلب لانتصاراتها القادمة.



#سائس_ابراهيم (هاشتاغ)       Saiss_Brahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيرة الذاتية لسياف عربي... لنزار قباني
- أيمكن وصول لهيب الثورة إلى الجزائر والمغرب ؟
- قذافيات
- كل ثورة وإحنا دايماً فرحانين
- محمد، أبو لهب وشتائم الله


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سائس ابراهيم - الجيلاني الهمامي ومداخلته : ملاحظات، ملاحظات