محيي المسعودي
الحوار المتمدن-العدد: 3542 - 2011 / 11 / 10 - 23:34
المحور:
المجتمع المدني
حاجة المجتمع العراقي والمجتمعات العربية للفوضى والعبث باتت واضحة, بل اصبحت رغبة ملحة . رغبة بالخراب والتخريب والعبث واللعب والتجريب , وما شهده ويشهده العراق من احداث هي طلائع للواقع العربي القادم . وعليه ارى ان يعلن رئيس الوزاء العراقي نوري المالكي ويحرّض ويدعم المحافظات العراقية على اعلان استقلالها عن - اسم العراق - ولتصبح لدينا 16 دولة, كل دولة ترفع علما خاصا بها وتختار النظام الذي تريده " ملكيا او جمهوريا " واتمنى على البرزاني رئيس اقليم كردستان ان يسمح للمحافظات الشمالية ان تعلن استقلالها ايضا ليصبح العراق 18 دولة . وسوف تقتفي الدول العربية اثر العراق في هذه التجربة , فنشبع نحن العراقيين والعرب بعدنا عبثا ولعبا وتخريبا وتجريبا, حتى نسترد طفولتنا التي سلبتها الانظمة السلطوية الدينية والدنيوية منذ آلاف السنين . وبهذا الفعل سوف يدخل المالكي التاريخ من اوسع ابوابه, وسوف يُذهل النظم الديمقراطية العالمية ويركبها بفعله هذا . وربما تحذو حذو العراق دول كبرى مثل امريكا وبريطانيا وروسيا والصين وغيرها من دول العالم . ولكن الدول الاخيرة لها اسبابها التي تختلف عن اسبابنا نحن العراقيين والعرب . طبعا اسباب الدول الديمقراطية الغنية هي الملل من الديمقراطية والرأسمالية والاشتراكية والترف . ولكن بعد ان تعلن المحافظات العراقية استقلالها تبقى لدينا تساؤلات اخرى. وهي: هل سترضى الاقضية والنواحي في المحافظات بوضعها الحالي الذي تشكو فيه من التهميش والدونية وعدم الحصول على استحقاقاتها من الخدمات والمشاريع ؟ ام انها هي الاخرى تعلن استقلالها عن المحافظات كـ "جمهوريات وممالك" اصغر؟ وماذ ستفعل النواحي والاقضية التي يوجد فيها النفط او الثروات الطبيعية بكميات كبيرة ؟ وماذا ستفعل من ليس لديها نفط او ثروات طبيعية او موارد مالية ؟ ثم هل ستقبل القرى ان تظل على حالها هامشا مهملا ام هي الاخرى ستعلن استقلالها . وان استقلت هل سترضى بعض العشائر والاسر ان تظل مهمشة ام انها هي الاخرى تعلن استقلالها . واذا استقلت هل سيرضى الخاضعون للشيح او الزعيم ان يتمتع هو بالنفوذ والمال والجاه وهم يبقون هوامش مهملة او اقل قيمة ومقاما منه .؟
كل هذا ليس مهما, المهم ان نبدأ بالاعلان عن " المحافظات الجمهوريات " وبعد الاعلان فان كل ما يحدث سيكون طبيعيا وعاديا وفي مساره الطبيعي والاكيد اننا سنصل النقطة الاخيرة " الصفر" ومن الصفر سنبدأ من جديد بالتحالفات التي يحتاجها الجميع من اجل الحفاظ على ما عنده ويدفع مقابلها مما عنده . حتى الجمهوريات الفقيرة جدا سوف تحتاج الى التحالف لانها ان لم تتحالف فسوف يُستعبد سكانها او يموتوا جوعا والجمهوريات الغنية حاضرة لان تتحالف مع الفقيرة ليكون ابناء الاخيرة سورا يحميها من الطامعين .
#محيي_المسعودي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟