نبيل هلال هلال
الحوار المتمدن-العدد: 3542 - 2011 / 11 / 10 - 12:29
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
على المرء أن يتنبه إلى أنه ما من مؤثر انفعالي يُراد به استجاشة عواطف جموع السامعين في عالمَي السياسة والدين , إلا والقصد الحقيقي من ورائه هو إضعاف فعالية العقل والتمييز .فالجنود يساقون إلى الموت في ميدان القتال بعد استجاشة عواطفهم بالبطولة والمجد والرجولة ثم يُذبحون على قرع الطبول , كذلك يُستمالون إلى ذبح النساء ونحر الأطفال بدافع الدفاع عن الشرف والأوطان . وانظر إلى جميع المعابد وبيوت العبادة التي يزينها الكهنة بالذهب والفضة , وهي مبان ضخمة وفخمة يرفل فيها الكهنة بملابس فاخرة ومميزة ويعزفون فيها الموسيقى ويرتلون الأناشيد والتراتيل الصوفية ويطلقون البخور ,وكل ذلك لاستثارة عواطف رواد المعبد وجموع المؤمنين ,وهي عواطف مولِّدة لأحاسيس الرهبة التي تضعف من تأثير العقل والانتقاد . وهنا بالتحديد اعلم أنه يراد( للمؤمنين) أن يكونوا عبيدا لعواطفهم , لا أسيادا بعقولهم ,فيفوتهم - وهم مساقون بهذه الانفعالات - اكتشاف أن ما يتلوه عليم الكاهن محض هراء يراد به استمرار سوْقهم كعبيد أو مغفلين دائمي العجز , وجل مساعيه هي في الواقع لتبرير انسحاقهم في الدنيا بالفقر والقهر والظلم .وأنهم عندما حملوا السلاح وأنشدوا أهازيج المجد والفخار لوطنهم , لم يعلموا أنه وطن لم يكونوا فيه أكثر من مجرد بيادق على رقعة شطرنج , وسيتم لاحقا حفظهم في علبتهم الكرتونية بعد انتهاء (الدور) إلى أن يأتي لاعب آخر.نبيل هلال هلال
#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟