ناصر اسماعيل جربوع اليافاوي
الحوار المتمدن-العدد: 3540 - 2011 / 11 / 8 - 12:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هناك في شوارع غزة ومخيماتها وشوارعها الضيقة المكتظة بآلاف من السكان غالبيتهم من الأطفال الفقراء ، الذين يبحثون عن السعادة ، ليس سعادة سقراط وأرسطو الفلسفية ، بل سعادة ضيقة تشابه شوارعهم الضيقة ، جاء العيد هذا العام في غزة مشابه إلى حد كبير لأعياد السنين السابقة ، غالبية الأطفال تلبس وتفرح من ملابس تم اقتنائها من بسطات الأسواق الشعبية المتزاحمة في غزة ، بسبب خيرات الأنفاق ، وكجزء من صور البطالة المقنعة الضاربة في ارض غزة ..
ما وقفت عنده اليوم مشدوها وأنا أتجول في مخيمي البريج والشاطئ للاجئين ، أن عشرات الأطفال الفقراء يبتسمون ويضحكون ، وهم يتلاعبون بأرجوحة تدور بهم إما شمالا ويمينا ، كدوران المعاناة المرافقة لطفولتهم ، أو تدور في الهواء بشكل دائري ، والأمر العجيب لنتلك الأرجوحة أنها مرافقة إما لبيت شهيد قصفت عليه داره أو دراجته ، أو حطام منزل دمر بطائرات الموت الصهيوامريكية ، ومع كل ذلك أطفال غزة يبتسمون ، ويدفعون ما حصلوا عليه من عيديه رمزية من آبائهم أو أقاربهم المتخمين بين موسم الزيت والزيتون والجامعات والأضحية والعيدية ، وبين استغلال البنوك الربوية للموظفين ، وبين قصف الاحتلال المتواصل ليل نهار في ارض وسماء وبحر غزة غريبة الأطوار ..
شعرت بعد ذلك أننا شعب يستحق الحياة ، لان أطفالنا يخترعون لون جديد من الابتسامات ، (صنعت في غزة ) ابتسامات تستطيع أن تتحدى اعتي الآلات الصهيونية ، تلك الابتسامات التي ربما تتحول بكل لحظة إلى بركان من الغضب ضد الاحتلال والظلم ...
ومسكت قلمي وكتبت إلى علماء التربية في العالم ،، سواء كانت مثالية أو اجتماعية أو حتى وجودية وبرجماتية ، رسالة أقول فيها من أراد أن يكتب نظرياته وبصورة حية ، لابد له أن يتعلم من أطفال غزة كيف يكون التكيف ، وكيف تكون الحياة بل كيف تصنع الحياة من وسط الركام ............ غزة – مخيم البريج صباح عيد الأضحى المبارك
#ناصر_اسماعيل_جربوع_اليافاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟