أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله خليفة - البرلمانات وغياب الطبقة الوسطى














المزيد.....

البرلمانات وغياب الطبقة الوسطى


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3540 - 2011 / 11 / 8 - 07:45
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



البرلمان هو تتويج لظهور وتصاعد الطبقة الوسطى، فهو مركز وجودها السياسي المتصاعد الذي يتخذ أشكالاً تاريخية متدرجة متطورة حسب ظروف كل بلد ومستوياته الاقتصادية والسياسية والفكرية.
حين لا تكون هناك طبقة وسطى ويظهر برلمان نرى صراعات ما قبل الحداثة، وتصاعد صراع الطوائف، وأشكالا من استغلال فظة للناخبين وتحول البرلمان لساحة صراع.
انتصار صراع الطوائف والقوميات المتعصبة هو وليد تاريخ سابق من تدهور مكانتي الطبقة الوسطى والطبقة العاملة، فالمجتمع السابق يكون قد أجَّج الصراعات الاجتماعيةَ وغيّب الهياكل الوطنية للطبقات، وعمّم الهجرتين الداخليةَ والخارجية، وألغى كوادر الثقافة الوطنية عن إنتاج التنوير والأدب والمسرح والفنون بأن تأخذ أدوارها في النقد ونشر المعرفة وتعميم الانتماء الوطني.
ولهذا سنجد أن هياكل الاقتصاد لا تصب في تصعيد وجود الطبقتين المؤسستين للديمقراطية السابقتي الذكر، وأن أشكال الأداء الاقتصادي وأبنية التضخم الخاص والاستهلاك ومحدودية التخطيط ورفاهية النخب هي السائدة، والأسوأ حين ينغمر المجتمع في صراعات أو يتعرض لغزو.
ولهذا فإن قفزة المجتمع للأشكال الديمقراطية من هذه الأوضاع تكون تسليماً بحرب الطوائف وتصعيدا لقوى ما قبل الحداثة كي تملأ وضعا يفترض أن يقود للتوحيد الوطني والعقلانية المشتركة بين الطبقات كافة من اجل إصلاح ما سبق، وليس تصعيد مشكلات الماضي مجدداً.
وهذا بسبب غياب فترة انتقالية محددة لإعادة البناء وترميم الأخطاء السابقة، والاستعجال سوف يؤدي إلى فترة مضطربة، حيث تنهض الأجندة الخاصة، ويلعب الوعي المتأخر لجمهور مغيّب سياسيا دوره في تعطيل التطور الديمقراطي.
سنجد أن السوق الوطنية التي ظهرت في عقود سابقة وشكلت ترابطاً بين الفئات الوسطى والعمال تغيرت بشدة، وانقلبت الموازين فيها، فلا الأجور ولا التوظيف ولا قوة العملة الوطنية غدت هي نفسها، فعولمة السوق وآثار الحروب والصراعات الأهلية والهجرات العمالية، أزالت ذلك الهيكل التوحيدي في ميادين الإنتاج والعمل بين الطبقة الوسطى والعمال، ولم يعد أرباب العمل قابلين بأجور أهلية جيدة، ولم تعد هياكل الدولِ الرأسمالية الحكومية بقادرة على إحداث هيكلة جديدة في بُناها والتخفيف من حضورها وضخامة موظفيها وإنتاج ميزانيات متوازنة، وهذه الظروف كلها تنعكس على البرلمانات، وتصاعد الصراعات غير البنائية، بل المفتتة، والطائفية والأثنية والقومية.
والإصلاح يتحدد بمدى الأضرار التي لحقت بالمنظمات الأهلية المعبرة عن التحالفات الاجتماعية النهضوية، وإذا ما كانت أجسامها مازالت معبرة رغم كل شيء، وقادرة على ضخ ثقافة سياسية وطنية وتلمس مواقع الأخطاء والثغرات وعلاجها.
أي تتحدد الأمور بمدى قدرة القوى النهضوية على مقاومة التكلس البيروقراطي والفوضوية والمراهقة السياسية واللامبالاة بين الجمهور، وفهم البُنى الاجتماعية وقوانينها وعمليات تقدمها، وتحويل البرلمان والبلديات والانتخابات والدورات إلى مناسبات وعي ونضال وتغيير ودرس، إلى فاعليات وطنية مسؤولة لانجاز تلك الأهداف المؤدية لتصعيد الطبقات المنتجة.
بمدى قدرة المنظمات السياسية على نقد تواريخها الشمولية السابقة، وتجاوز الشموليات القومية والوطنية والطبقية التي كانت سرطانات موت الهياكل الاجتماعية المتضافرة، فإعادة إنتاج أشكال وعي جديد ملائمة للمهمات المطلوبة، هي قضية محورية، وتراجعت عن البرامج الحادة المتطرفة التي عكست أنانية فئات وسطى وليس برامج طبقات طليعية.
كلما استطاعت قوى الطبقات الوطنية تطوير الإنتاج، وجذبت القوى المهمشة والعاطلة ونشرت ثقافة ديمقراطية استعادت الخرائط الوطنية الممزقة والمفتتة، وهزمت مشروعات الفوضى والطائفية.
ولهذا فإن مهمات البرلمانات المركزية الراهنة هي تصعيد الهياكل الوطنية وتوزيع الفوائض الاقتصادية بشكل عادل على مناطق الدول كافة.
وإذا حدثت الجوانب المغايرة لهذا واستغلت العناصرُ التي سكتت طويلاً عن قول كلمة حق، والجماعات التي استثمرت في المقامرات الاقتصادية، أي جاءت العناصر التي استفادت من فترات النكوص الديمقراطية، فيعني ذلك تحول البرلمانات من أدوات للتوحيد الوطني الديمقراطية إلى قوى تفكيك واستغلال أخير للعمارات الوطنية الساقطة على رؤوس السكان والشعوب



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العولمةُ والسيطرة على الثوراتِ العربية
- جناحان يتصادمان
- مستويان من الحياة التقليدية
- مستقبلٌ كبيرٌ للرأسماليةِ الخاصة
- سقوط هارونَ الرشيد السياسي
- تقدمٌ بوعي متخلف
- من أجلِ الشعبِ أولاً! (5-5)
- من أجل الشعبِ أولاً (4-5)
- من أجلِ الشعبِ أولاً! (3-5)
- من أجلِ الشعبِ أولا! (2)
- من أجل الشعب أولاً! (1)
- الوعي الطائفي والوعي الطبقي (3-3)
- الوعي الطائفي والوعي الطبقي (2-3)
- الوعي الطائفي الوعي الطبقي (1-3)
- الرأسمالياتُ والدول
- تحليلٌ لكلامٍ مغامرٍ (2-2)
- تحليلٌ لكلامٍ مغامر (1-2)
- ثلاثُ تشكيلاتٍ وسياساتٌ متصادمة
- اليسارُ الديمقراطيلا واليسارُ المغامر(4-4)
- اليسارُ الديمقراطيلا واليسار المغامر (3- 4)


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله خليفة - البرلمانات وغياب الطبقة الوسطى