أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناهدة التميمي - ايها العراقيون .. هذا ما يُحاك لكم















المزيد.....

ايها العراقيون .. هذا ما يُحاك لكم


ناهدة التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 3539 - 2011 / 11 / 7 - 23:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ايها العراقيون .. هذا ما يُحاك لكم
الحقيقة ان الربيع او الخريف العربي الذي يجتاح المنطقة ليس مقصود به الا العراق .. فهم يرمون ان يصل هذا الخريف وهذه الفوضى الى العراق ليتحقق لهم ماخططوا له منذ سنين , الا وهو تقسيم العراق الى دويلات مشتتة ضعيفة ومتصارعة بينها .. وهذا ماعمل عليه الانكليز من قبل والامريكان ايضا منذ وصولهم هذه البقعة التي يخافونها ويخشون بأسها , فهم قد درسوا حركة التاريخ جيدا وادركوا ان العراقيين الذين لايصبرون على ضيم والذين سحقوا ممالك جائرة قديما .. مثل مملكة اورشليم وغيرها , والذين بهم وليس بغيرهم من العرب فُتحت ممالك الهند والسند والصين وبلاد تركب الافيال في حملات محمد الفاتح المعروفة.. هؤلاء وحسب رأي المحللين والخبراء والاجتماعيين والسايكولوجيين الغربيين والامريكان يمكن ان يعيدوا الكرّة نفسها مع اي من الجيران والمحميات التي تهمهم ,, ولذلك عمدوا على اذلالهم من خلال تسليط البعث وبالذات فترة صدام حسين عليهم , ومنذ ذلك الحين والى يومنا هذا و التخريب الممنهج للمجتمع العراقي وتغيير تركيبته وديمغرافيته مستمر , بحيث يكون للاكراد النصيب الاكبر فيه وللعرب من غير العراقيين مثل المصريين والفلسطينين نصيب كبير ايضا .. وفي نفس الوقت عمدوا الى اتعاب شعبه وتيئيسهم بالحروب والحصار والاعدامات والسجون والملاحقة والجيش الشعبي .. كما عمدوا الى افقار العراق وجعله مديونا بعد ان كان دائنا وله احياطي نقدي كبير لتحطيم الذات العراقية وكسر روح المواطن العراقي فلايجد امامه الا الهروب من الوطن ..
وعندما جاء الامريكان راحوا يواصلون مابدأه صدام بتقليل اعداد العراقيين من خلال احتضان القاعدة واعمالها الارهابية المروعة والتفخيخات والتفجيرات وقتل المدنيين وتاجيج الذبح الطائفي , فكانت الابادة البشرية للعراقيين التي حصلت بين الاعوام 2005 و 2007 هي الافضع والاكثر ترويعا..
بل ان اول شيء عملوه هو سرقة تاريخ العراق ليبقى شعب بلا تاريخ .. فقد سمحوا بنهب المتحف العراقي ونفائسه العظيمة وقطعه الثمينة, ومالم يرغبوا به سمحوا بتكسيره وتحطيمه .
اما التعليم فبسبب عدم وجود اجواء دراسية مناسبة ومدارس مجهزة وضياع الهدف من التعليم لان الطالب يدرك انه لافائدة من شهادته اذ لايستطيع التعيين بها اضافة الى وجود عدد هائل من الايتام والمشردين, فقد ازدادت نسبة الامية بشكل مخيف وحتى من يتخرج من الطلاب فانه يُهمل اربع اوخمس سنوات دون عمل بسبب عدم وجود تعيين مركزي وتوقف معظم المعامل والدوائر والشركات الانتاجية والخدمية التي خُربت بسبب تدمير بناها التحتية وعدم وجود كهرباء فينسى الخريج ما تعلمه وبذلك يعود الشعب جاهلا واميا فينتهي المجتمع والشريحة المفكرة فيه
ناهيك عن قتل الاطباء والمهندسين واستاذة الجامعات فلا يبقى فكر ولامفكرين ولاكفاءات تبني الوطن او تساهم في نهضته ..

اما الاسرة والمجتمع فقد وضعوا لها منهاجا واضحا لتدميرها وتفكيك الاواصر والروابط فيها من خلال تيتيم الابناء وتغييب المعيل بالقتل او التعويق او السجن وبذلك تتفكك الاسرة وتتجه فتياتها للانحراف او للقيام باعمال رثة لتعيل نفسها و ماتبقى من الاسرة وبذلك ضمنوا عدم الترابط الاسري , كما انهم يعملون ومنذ امد بعيد لاحلال مصريين ومهاجرين وفلسطينين بدل العراقيين لان اولئك اطوع لهم من العراقيين في التكيّف مع المتغيرات الدولية.
فيما يخص الكهرباء والتي هي عماد التطور والتقدم لاي بلد في العالم .فان انقطاعها عن اي شعب ما فأنك انما تقطع عليه امكانية التقدم والازدهار والتطور والاستقرار .. وقد صرفت اموال طائلة في سبيل اصلاح منظومة الكهرباء ولكن كل شيء كان هواء في شبك واضغاث احلام .
البطالة مقصودة وقد عمل الامريكان والدوائر الغربية والاسرائيلية عليها من خلال تدمير المشاريع والشركات والمعامل التي يمكن ان يتوظف بها الشباب .. وبذلك لن يبق امام الشاب الا خيارين .. اما التطوع في الشرطة والجيش,, وهم في كل مرة يجمعونهم مدغدغين احلامهم بوظيفة كريمة ثم يفجرونهم عبر عملائهم من القاعدة .. او الخيار الآخر ان يكون مجرما او ارهابيا .. قليل من المتمكنين منهم يستطيع ان يبدأ عملا خاصا به او يهاجر الى ارض الله الواسعة . وفي كلتا الحالتين الهدف واحد, اخلاء البلد من ساكنيه وتبديل القوم بغير القوم ..
الفقر واستشراؤه بين العوائل الضعيفة هو نتيجة حتمية لارتفاع رواتب الوزراء والبرلمانيين والحكومة والرئاسة وذوي الدرجات الخاصة وحماياتهم ومكاتبهم الاعلامية وموظفيهم وصرفياتهم وحجهم ونثرياتهم ومنافعم فحتما لن يبق شيء يذكر ليصرف على مشاريع تحفظ كرامة وادمية هؤلاء الفقراء .
انتشار الاوبئة والامراض شيء وجزء مما يحاك للعراقيين وهذا بدأ منذ ايام البعث في عهد صدام لما قال صدر الدين اغا خان في تقريره العالمي لبعثة الامم المتحدة قال وجدنا( برازا انسانيا) في ماء الشرب الواصل للعمارة والجنوب بالذات ,, لكي تنتشر الاوبئة والامراض والموت .. تبعه الحصار الذي اهلك العراقيين مرضا وتعبا وموتا .. ثم لحقه القصف بكل صنوفه للشعب العراقي ومنشآته الحيوية وبنيته التحتية .. القصف طبعا كان باليورانيوم المنضب والفسفور الابيض وكل الانواع المسرطنة والمميتة والقاتلة .. وها نحن اليوم نرى انتشار السرطانات والموت بسببها والتشوهات الخلقية واعتلال صحة المجتمع ككل.. بينما اجبر صدام الناس انذاك على الذهاب والدوام في تلك الدوائر والمنشآت التي قصفت بكل هذة المواد المؤذية والقاتلة بل والمساعدة في نقل الاثاث والانقاض منها وبذلك ضمن امراض اكبر عدد من الناس وهلاكهم
ثم جاء الغزو الامريكي .. ليطيح بصدام .. ليس لانه لم يسد لهم خدمات جليلة .. بل لانه قلم جاف انتهى حبره ولايمكن اعادة ملؤه ثانية .. هم ارادوا فرضه وتسويقه من جديد للحكام العرب وحكام الخليج بالذات ولكن اولئك لفظوه ورفضوه فوجدوا انه لابد من التخلص منه لان مرحلة تقسيم الشرق الاوسط قد حانت ولابد من تغيير الوجوه لهذه المرحلة ..
ناهيك عن الايتام والارامل والمشردين فهؤلاء مشكلة مستقبلية كبيرة .. لان المخططين لتدمير العراق يريدون نساءا بلا رجال ..فالرجال تكفلت بهم المفخخات والذبح الطائفي والتهجير والتفجيرات التي لم تسلم منها تجمعات المتطوعين للجيش والشرطة ولا اصحاب البسطيات ولا مساطر عمال البناء البؤساء.. وبذلك تتشرد الاسرة وينحرف الابناء فيسهل احلالهم بمن يضمنوا ولائهم ,,
فهل من مزيد لهذا التخريب الممنهج والمبرمج للمجتمع العراقي بكل نواحيه ..
د. ناهدة التميمي



#ناهدة_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستكون دولة الشيعة هي الحل ..؟؟!!!
- الحكومة الشيعية الفاسدة ...
- الذهب في عقر بدرة
- لاتبيعوا كركوك في سبيل المنصب ايها السياسيون
- هل حان تقسيم العراق ..؟؟!!
- عقدة الدونية لدى القيادات العراقية ..
- الكويت ستزول كدولة بحلول 2020
- تدمير المجتمع وتفكيك الاسرة العراقية .. من وراءه..؟؟!!
- الثورة السورية .. بين ن واقع المدن الخضراء وخيال الفضائيات ا ...
- كردستان دولة مستقلة مصرفها على العراق
- في الميدان
- الارض الطيبة مسلسل تركي يطبق علينا بالحذافير
- حسنات تحسب لنظام صدام حسين
- دولة الفالتو العراقية
- ايتها المرجعيات .. اين الايتام والارامل من مشاريعكم ..!!!
- هذا ماقلته للرئيس جورج بوش / الرسالة الثانية
- سياسي
- رسالة الى الرئيس اوباما .. هنالك خطأ ما
- ايها الغرب .. انتصر مرة للشعوب
- ياشباب العراق لاتتطوعوا في الجيش والشرطة


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناهدة التميمي - ايها العراقيون .. هذا ما يُحاك لكم