أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد لفته محل - حقيقة انتمائي














المزيد.....

حقيقة انتمائي


محمد لفته محل

الحوار المتمدن-العدد: 3538 - 2011 / 11 / 6 - 20:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


السر الذي طال وكذبتي التي كدت أصدقها، هي إعلاني أنني (شيوعي)، فالناس لا تفهم الشيوعية إلا بكونها ضد الدين وأي رأي جديد أو نقد للدين ومن أي موقع أيديولوجي أو فكري، يفسر تلقائيا عند عامة الناس على انه شيوعي! بل حتى العلماني يفسره البعض كشيوعي! والحقيقة أني كنت أعلن للناس انتمائي كشيوعي لأنهم لم يستطيعوا أن يفهمُ إني (مستقل) لأن هذه الكلمة هي التي تعبر بدقة عن موقفي من الدين والأيديولوجيات، وأي متابع ماركسي مثقف لمقالاتي يستطيع بكل بساطة أن يعرف أني لست شيوعيا، وأن منهجي المفضل حاليا هو (الفرويدية) وأنا لا انفي إني انتميت للحزب الشيوعي سنة 2007 لمدة أربعة أشهر ليس إيمانا أو اقتناعا بالمنهج الماركسي رغم احترامي الكبير وتأثري ببعض فرضيات المادية التاريخية من دون أن ادعي إني افهم الماركسية فهما كاملا (خصوصا الاقتصاد السياسي) سوى فلسفتها الجدلية والتاريخية، لكني لأجرب الحياة الحزبية ليس إلا ولأختلط بالمثقفين، لان الحزب كما يشيع عنه حتى أعدائه وعامة الناس بأنهم مثقفين كثيرون القراءة، لقد كنت في الحزب الشيوعي من دون أن أكون شيوعيا مطلقا، لكني لم ارتح في الحياة الحزبية كما توقعت سلفا لأسباب تتعلق بشخصي، فانا شخص غير اجتماعي أميل للوحدة والانطواء والتأمل أكثر من الاختلاط والمجاملة مع الناس، وأميل للاستقلال والحرية في تفكيري وتصرفاتي، وهذا ما لا يجوز في الحياة الحزبية، ولرفضي أي سلطة عليا توجهني، ولأني عندي تحفظات ونقد للفكر الماركسي خصوصا فروضه الفلسفية واعني المادية الجدلية، فالجدل ليس قانون علمي كما يشيع أتباعه، إنما هو منهج فلسفي مأخذي عليه انه يخلط ما بين الواقع والمجرد كأنها شيء واحد، فيتوحد التناقض منطقيا وليس واقعيا؟ ثم أنها فشلت في الواقع في تحديد حاجات الإنسان ومطالبه وتفكيره لخلق مجتمع نملي مثالي؟ وبقيت طبيعة الإنسان التي رفضوا وجودها، أقوى من كل التغيرات وإنها مهما تغيرت بعوامل خارجية تبقى في حالة كمون وسبات تستعيد طبيعتها متى ما توفرت الظروف. إني أعلن إن انتمائي السياسي للعلمانية والتكنوقراط وارفض الديمقراطية.
حين يعلم الناس أن استقلالي الفكري يشمل الانتماء الديني كذلك، يتفاجئون ويقولوا لي دائما (إذن أنت لا تحلل ولا تحرّم؟ ولو كنا مكانك بلا دين، لفعلنا ما تشتهي أنفسنا من حرام)! وهذا أخطر ما في الالتزام الديني الذي يعتمد المكافئة والعقاب الشخصي في الالتزام الأخلاقي وليس الإقناع أو الحب؟ ما يجعل الإنسان أدنى من الحيوان الذي برغم تدني ذكائه بالنسبة للإنسان لكنه يلتزم بقانون القطيع بدون دين! وحتى الإنسان البدائي كان له أخلاق وقوانين يلتزم بها، فكيف بالإنسان المتحضر؟ وكنت أرد عليهم بأن الأخلاق على أساس إنساني هي البديل عندي عن الحلال والحرام الديني، فانا حين التزم بالأخلاق والخير لا أرجوا أي مكافئة مادية أو أسطورية، سوى حبي للإنسانية من أجل عالم يسوده النظام والعدالة والحب والخير، وأنا حين أفعل الشر سيرد علي الآخرون بالمثل، وحين أفعل الخير سيرد البعض بالمثل أيضا.
وهكذا استمر بإعلاني إني (شيوعي) زورا فهل تغفرو لي كذبتي؟ لأني أخاف الناس تقول عني ملحد رغم حقيقة الحادي، لكني لست مكرسا أفكاري لنقد الدين وإنما لنقد الفساد الفكري بكل إشكاله، لهذا أنا (مستقل) عن أي دين وأيديولوجيا، ولأن مجتمعنا ذو فلسفة دائرية قدرية مقدسة، حيث الحاضر والمستقبل مكتوب ومقدر في الماضي، وهذا الماضي ذاته مستقبل! وهكذا يدور حول نفسه، يتصور الحاضر بعقلية السلف الديني والأسطوري والقبلي نظريا،(الامثال والحكم والقصص والوصايا) ويتعامل ويعمل بالحاضر بعقلية الضرورة والمصالح عمليا، لهذا هو يدور بين التصور الماضوي والواقع الحاضر. يعتقد أن فلسفته سماوية فطرية عالمية خالدة! لهذا ينظر إلى التجديد والإبداع والحوار كبدعة وكفر وفتنه وخيانة، وهذا التعصب دليل على ضعفه. ورغم أن المجتمع يقر بتخلفه أو ضعفه، لكنه يفسر هذا الضعف ليس بسبب فلسفته الدائرية بل بالانحراف عن الالتزام بهذه الفلسفة أو عدم فهمها حقيقيا!.



#محمد_لفته_محل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة في نظرية الحق الشعبي
- صورة المرأة الثنائية في المجتمع العربي
- أربع قصائد سياسية
- فلسفة الحب الأسطورية في المجتمع العربي
- أسطورة الشيطان ونظرية المؤامرة
- التحولات المُعاصرة للمقدس في الغرب
- التطور العلمي والانتخاب الحضاري
- غاية الإنسان ؟
- ملاحظات حول الصراع بين مذهب السلطة ومذهب الانقلاب
- ما هو الإسلام الحق؟
- الرغبة والعبادة
- موقفي من العادات والتقاليد
- شذرات فكرية
- ثنائية القبلية والتمدن
- الكونية في الأديان السياسية؟
- الاغتراب والنكوص الفكري في المجتمع العربي
- فلسفة نزار قباني في المرأة والحب والجنس والحرية والتغيير*
- ثنائية مدح الأنا وذمها
- العلم وفرضية ألله
- ألانتماء الديني بين الواقع العملي والواقع ألافتراضي


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد لفته محل - حقيقة انتمائي