سلطان الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 1050 - 2004 / 12 / 17 - 10:06
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
وكان الصحابة يملكون العبيد بأعداد كبيرة .وقد يندهش القارئ الحديث حين يسمع بهذه الحشود الهائلة من العبيد فيتساءل عما يصنع بهم أسيادهم وهم على هذه الكثرة المزعجة.
ان هؤلاء العبيد قد جاؤوا عن طريق الأسر في الحروب،ومعظمهم اصحاب صنائع وحرف،اسرهم المجاهدون في سبيل الله من بين اهاليهم اثناء الجهاد وجاءوا بهم الى العاصمة فوزعوهم على المؤمنين .وهؤلاء العبيد يُتركون ليعملوا في في صنائعهم في الاسواق،ثم يأتون أخر النهار ليقدموا الى اسيادهم ضريبة مفروضة عليهم-هي ضريبة العبودية-
انه عبد ---أسر بيد المسلمين اثناء الجهاد -في سبيل الله- فهو اذن لا يستحق الرحمة.
يكدح هؤلاء العبيد في سبيل ان يضيفوا الى ثروات اسيادهم شيئا جديدا .فأسيادهم مؤمنون مجاهدون اما هم فلا يستحقون غير اللعنة.
وأصبح الاسلام سببا من اسباب الظلم والاستغلال البشع للانسان،بعد ان كان يرفع شعار تحرير العبيد والرفق بهم.
2
يروي أبو يوسف:أن عمر بن الخطاب مر وهو راجع في مسيره من الشام على قوم أقيموا في الشمس يُصب على رؤوسهم الزيت .فسأل عنهم فقيل له:((عليهم الجزية لم يؤدوها ،فهم يعذبون حتى يؤدوها)).فسأل عمر:((فما يقولون هم وما يعتذرون به ؟))
قيل له:((يقولون لا نجد)).----
3
لقد اصبح الاسلام دولة فاتحة فيها الجباة والجلاوزة والموظفون والولاة والأمراء .ومن طبيعة الجابي او الجلواز او الوالي ان يقسوا على من تحت يده.هذا هو شأن الدولة في جميع الازمنة .وان وجدت فرقا بين دولة وأخرى فهو فرق بالدرجة لا بالنوع.
ولا بخفة ان الضرائب التي كانت تجمع على هذه الصورة البشعة كانت تذهب اخيرا الى جيوب الاغنياء لتزيد من ثرواته.فلم يكن في ذلك العهد مؤسسات اجتماعية عامة كالمستشفيات او المدارس او الملاجئ او ما اشبه لكي تنفق فيها واردات الضريبة.
4
--وهناك من اسلم من الصحابة بعد ان انتصر الاسلام وانهالت عليه الغنائم ،وانهال هو على الشعوب ذبحا وسلبا ونهبا،فاسلام هؤلاء كان مصطنعا في الغالب.وقد اراد عمر ان يميز بين هؤلاء فقسم المال بحيث تذهب الحصة الكبرى منه في جيوب المؤمنين المخلصين.
نسي عمر ان المؤمن المخلص لا ينال الغنى حتى يضعف ايمانه وإخلاصه .
5
--كان ابوذر ،كما قال طه حسين:((يكره ان يعطي الامام مال المسلمين للاغنياء بغير حقه ،فيزيدهم غنى ويزيد الفقراء فقرا ،يؤثر بالمال قوما لا حاجة بهم اليه ويصرف هذا المال عن المصالح العامة.
6
--من يترحم على تلك الايام،والتي كانت تنتهك فيها حقوق الانسان بشكل دموي؟من يترحم على تلك الايام،يوم كان يعذب الانسان اخيه الانسان من اجل حفنة من الدراهم؟.
من كتاب وعاظ السلاطين
ص65-80
الدكتور علي الوردي
#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟