أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير الأمير - الأقباط المسلمون والأقباط المسيحيون














المزيد.....

الأقباط المسلمون والأقباط المسيحيون


سمير الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 3538 - 2011 / 11 / 6 - 12:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



شياهُُ تتعارك تحت سكين الرأسمالية العالمية
فى تقديرى أنه لابد أن نتوقف عن معالجة قضايا العلاقة بين الأقباط المسلمين والأقباط المسيحيين برومانسية ساذجة لا تفيد المجتمع ولا تجعله قادرا على تجاوز أسباب نشوء الخلافات ولا على تغيير تلك الشروط المتخلفة التى تساعد على إعادة إنتاج الخلل فى العلاقة كل مرة بنفس الطريقة وكأننا لا نتعلم شيئا من أخطائنا المتكررة على مدى أكثر من خمسين عام أو يزيد، إن الاستسهال وإلقاء المسؤولية على عاتق بعض الاتجاهات الإسلامية أو المسيحية المتعصبة فقط هو ما يشكل جوهر خيبتنا فى معالجة قضية من قضايا العصور الوسطى التى حسمها العالم المتقدم وحسمتها البلدان التى امتلكت إرادة الخروج من أسر وعفونة كل ما يمثل ارتدادا واضحا على منجزات الإنسانية ومواثيق حقوق الإنسان وعلى كل تراث التكامل والعيش المشترك بين البشر من كافة الملل والنحل والأجناس والألوان، وأقول لهؤلاء الذين يحلو لهم دفن رؤوسهم و رؤوسنا فى الرمال تجنبا لدفع ثمن الحداثة وتجنبا لتحقيق شروط التقدم الذى سوف يلقيهم وأفكارهم البالية خارج التاريخ، أقول لهم إن هذا الأسلوب لم يعد قادرا على خداع أحد وأن هناك وعيا جديدا بدأ يتشكل لدى جانب لا يستهان به من المصريين وخلاصة ذلك الوعى هو أن القوى الراغبة فى الاستمرار فى تصدر المشهد الجديد فى مصر عبر اللعب على حبل الخلافات الثانوية بين الإسلاميين وغير الإسلاميين أو بين المسيحيين والمسلمين هى قوى واهمة لا تدرك أن دورها التاريخى قد انتهى بانتهاء دور سادتهم من أساطين الرأسمالية العالمية التى ما انفكت تلعب على حبال التناقضات الثانوية والوهمية بين البشر لصرفهم عن التناقض الرئيس بين قوى الاستغلال الرأسمالى الريعى فى كافة المجتمعات والبلدان وبين فقراء العالم من العمال والفلاحين والموظفين والطلاب، وما انفجار الموقف فى و"ول ستريت" وفى أكثر من سبعمائة مدينة عالمية والدعوة الجماهيرية لاحتلال عواصم الرأسمال إلا نذر لأفول النظام العالمى الذى بنى تصوراته على مبدئى نهاية التاريخ وصراع الحضارات، ومن المعروف أن جماهير تلك المدن الأوربية قد استلهمت الثورة المصرية وروح ميدان التحرير وهذا يدل على استعادة مصر التى شكلت فجر الضمير بحضارتها القديمة لقدرتها على إلهام البشر فى كل أنحاء العالم وهو ما يشى أيضا بأن عواصم الرأسمال المتعولم لا ترغب فى ذيوع وانتشار هذا التأثير ومن ثم تدفع فى اتجاه إفساد الثورة المصرية لكى تفلت من محاسبة شعوب الشرق الأوسط المنتفضة ضد وكلاء النظام الرأسمالى وما تصريحات الولايات المتحدة عن حماية الأقليات الدينية والعرقية إلا دليلا على أنها لم تعد قادرة على أن تخدع أحدا بتصدير أسلوب الحياة الأمريكى ووهم المجتمع الرأسمالى " اللا طبقى"America as a classless commuinty باعتبار أن المنافسة مفتوحة أمام الجميع أو " حلم الرأسمالية الشعبية" لأن الفقراء من مختلف الأديان والألوان والأجناس سيدركون حتما أنهم جميعا شياه تتعارك تحت سكين الراسمال الشرس الذى يسعى كل ثانية لإفقارهم ومص المزيد من دمائهم، وفى مصر علينا أن ندرك الأبعاد الإقليمية والعالمية للتآمر على الثورة المصرية وأن ندرك أن تغييرا حقيقيا فى مصر لابد وأن يؤثر سلبا على خارطة النفوذ الرأسمالى فى العالم وهو الأمر الذى يفرض علينا أن نرتقى إلى مستوى مسؤوليتنا الإنسانية والحضارية وأن نحشد كل إمكانياتنا لمحاصرة ظاهرة التصحر الفكرى القادمة من دول الخليج والتى اعتمدت عليها أمريكا فى تحجيم الدور الحضارى المصرى ومن ثم ننتبه إلى النتائج السلبية لتلك الطريقة البدوية البدائية فى معالجة أزمات الاحتقان الطائفى، إذ أنها تعود بالمجتمع إلى مرحلة " الُعرف" و تعتمد حلا ليس سوى تعميقا للأزمة، فقضايا البناء والهدم ودور العبادة ينبغى أن ينظمها القانون العام الذى يخضع له جميع الأفراد بلا استثناء إذ المواطنون سواء أمام القانون و اعتماد أسلوب غير ذلك معناه التعمية والتغطية لكى تستمر الأزمة وتراوح مكانها، فما معنى إرسال شيوخ السلفية الذين يكفر بعضهم كل رموز الفكر لكى يجلسوا إلى جوار الجنرالات ويتحدثوا عما ينبغى فعله وما لا ينبغى فعله فى جلسات عرفية تعود بالمجتمع الحديث القهقرى وتحبسه فى الإطار العائلى والقبلى ليتم التجاوز عن حقوق المواطنين عبر سياسة التراضى التى لا ترضى أحدا فى نهاية الأمر، ولقد أعجبتنى غضبة الأستاذ وحيد عبد المجيد من معالجة الدكتور عصام شرف لقضية " الماريناب وتداعيات " ماسبيرو" بتحويلها لما يسمى ببيت" العائلة " لأن ذلك بحد تعبيره يعد نكوصا لا ينبغى أن تعتمده المجتمعات الحديثة،
إن هذا لا يعنى أننا أبرياء تماما من المصائب التى تحيق بنا أو من الفخاخ التى ينصبونها للمصريين حقدا على ثورتهم التى تسعى لاقتلاع الفاسدين من جذورهم العميقة فالثقافة المصرية التى تم استلابها عن طريق هجوم الصحراء على الوادى وتدمير الملامح المتفردة للشخصية المصرية المتحضرة ذات التراث الزراعي القائم على التسامح والتعاون اللازمين لطبيعة الإنتاج فى المجتمعات النهرية، تلك الثقافة تُركت لكى تتآكل وتنكمش أمام السعار العصابى الذى يعمل لحساب شيوخ البترول الذين يعرفون أكثر من غيرهم ما الذى يمكن أن ينجم عن استعادة مصر لدورها فى المنطقة فا لمصرى العائد من الجزيرة العربية قد قضى سنوات يستمع فيها إلى سب المغايرين فى الدين واعتبارهم كفرة ومشركين ليجد فى مصر قنوات فضائية برعاية ودعم تلك الدول الصحراوية تحض على كراهية البشر من الأديان الأخرى بل ومن المسلمين الذين يتبنون أفكارا ليبرالية أو اشتراكية أو قومية، ومن جانب آخر ساهم بعض الإخوة المسيحيين فى تعميق الغربة وسوء التفاهم حين قبلوا بوعى أوبغير وعى أن يعيشوا فى المجتمع المصرى كجالية تجنبا للأزمات وحماية لأبنائهم من سعار التعصب الذى تتبناه بعض الفرق المتأسلمة ذات الصوت المتضخم بفعل سطوة أموال وتبرعات دول الخليج،



#سمير_الأمير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة اليسار المصرى .... دوائر الخروج
- الثقافة وثورة يناير
- الثورة المصرية بين الأفراح والمآتم
- عودة -القولبة- بعد الخامس والعشرين من يناير 2من 2
- ماذا نفعل بعد عودة المكفراتية؟ 1 من 2
- اأنا أخاف من العوا... مع الاعتذار للدكتور سليم!!
- محنة الدستور
- عندما يستخدم التخلف سلاح التكنولوجيا فى تكفير الروائى علاء ا ...
- هل كل تلك الفوضى.. ثورة مضادة
- ِالثورة بين رومانسية الحلم وواقع المجتمع المصرى
- هشام السلامونى.. الرحيل إلى ذاكرة الوطن
- كيف نتجنب إعادة انتاج النظام السابق
- هارولد بنتر – قصائد ضد الحرب *** ترجمة / سمير الأمير
- -الولايات المتحدة- قصائد الشاعر الآيرلندى الشاب :باتريك تشاب ...
- نازك الملائكة- ترى ما سر البدايات الكئيبة؟
- الواقع السياسى المصرى وإعادة انتاج التخلف
- مؤتمر المثقفين
- لماذا يقاومون مشروع الدولة الواحدة فى فلسطين؟
- محمد السيد سعيد
- أوباما لم يأت بجديد فى خطابه فى جامعة القاهرة


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير الأمير - الأقباط المسلمون والأقباط المسيحيون