|
في نقد الخطاب الإعلامي الإلكتروني الكردي في سوريا
سيرالدين يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1050 - 2004 / 12 / 17 - 10:05
المحور:
القضية الكردية
إستبشر الشعب الكردي خيراً, مذ بدأت الشبكة العالمية ( الأنترنت ) بالإنطلاق بعد معاناة دامت الكثير جراء الإعلام الكردي الضعيف عامة شكلاً و مضموماً و إن شئنا التخصص الإعلام الكردي في سوريا و ذلك بسبب العراقيل و المشاكل التي تضعها الأنظمة أو الحكومات التي تقتسم الشعب الكردي بطبيعة الحال ألقت هذه المشاكل بظلالها على النقص في الكوادر التقنية و الفنية و على الفور بدأت بعض المواقع بالظهور على الشبكة العالمية بحلة مميزة و فريدة وبدأت الأقلام الكردية تنهال بالكتابة إليها بكل حرية بعيدةً عن مقص الرقابة و دون أن تمر المادة الصحفية بحارس البوابة و للمرة الأولى في تاريخ الإعلام الكردي و على إثرها دخلت الصحافة الكردية مرحلة جديدة علها تبرز الوجه الحضاري الساطع و الحقيقي لعدالة القضية الكردية أمام شعوب المنطقة و العالم . و أنا كنت من بين المتفائلين و المتحمسين كثيراً للكتابة الى هذه المواقع لكنني صعقت و فوجئتُ مما رأيته على صفحات بعض هذه المواقع التي لست بصدد تسميتها,في محاولةً منها للي عنق الواقع و الحقيقة و في تبنيها في سياسات لا تخدم قضية الشعب الكردي بشيء و هي لا تمت بصلة الى السياسات التي تتبناها أطراف الحركة الكردية في سوريا أغلب الأحيان وهي تتركز في الحقوق الثقافية و السياسية و القومية للشعب الكردي و إزداد الأمر سوأً بعد أحداث قامشلي و هنا لابد من أن أذكر بعض الأمثلة على سبيل الذكر لا الحصر (إنتفاضة قامشلي – كردستان سوريا – حكومة كردستان الغربية في المنفى – الإحتلال السوري ......إلخ ). وقد عمدت هذه المواقع إلى نفي الرأي الآخر المعتدل بشكل متعمد و أخذت تعتمد على الأقلام التي تخدم مناخاتها السياسية اللاطبيعية . وهنا بودي أن أذكر أصحاب هذه المواقع (أبطال الأنترنت) الماكثين في العواصم الأوروبية الديموقراطية بأن طرح هذه المفاهيم و المفردات الغربية في الآونة الأخيرة لا تخدم قضية الشعب الكردي و هي غير موجودة في القاموس السياسي الكردي في سوريا بجله إن لم نقل في كله . لذا كان عليهم بدلاً من إتباع أسلوب التعتيم و التضليل الإعلامي و السياسي أن يقوموا بالدور التنويري و التوعوي حرصاً على مصلحة هذا الشعب و سنداً يقف وراء حركته السياسية بدلاً من مضايقة الخطاب السياسي للحركة من خلال مغامراتهم و مقامراتهم السياسية فأصبحو كمن يصيح في وادٍ و الحركة في وادٍ آخر و حتى لا يتهمني أحد بأنني أنظرُ لسياسة ما أو أنني أتجنى على هذه المواقع أورد مثال آخر من أحداث قامشلي , حيث نشر موقع كردي خبراً مفاده (أن قنبلة أنفجرت تحت الجسر الذي يربط شرقي مدينة قامشلي بغربها عل نهر جغجغ و أن منظمة فدائيي كردستان أعلنت مسؤليتها عن الحادث > بحسب المصدر < و أن الحادثة كانت بعد الأحداث بحوالي خمسة عشر يوماً.....؟!؟!؟!؟!. و التساؤل هنا هل يفيد هذا الخبر المثير للسخرية الكرد بشيء و هل يعقل بأن أحداً من أبناء قامشلي يقدم على إرتكاب هكذا عمل يستهدف جسراً في مدينته التي يحبها . طبعاً القضية إتضحت فيما بعد حيث لم يكن للكرد فيها ناقة أو بعير ؟! إن خبراً كهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن الكرد هم جماعة من المخربين و الإرهابيين فهل نظر القائمون على هذه المواقع الى خطورة نشر خبر كهذا . ثمة أمر آخر لابد من الإشارة إليه في هذه العجالة وهو الكم الكبير من الآراء و الموضوعات و المقالات دون أي إهتمام بالكيف و الفرز أي أن غالبية هذه الموضوعات المنشورة تفتقر الى علمية الطرح و الركاكة في النحو و الصرف فهل تفتقر هذه المواقع الى المتخصصين الإعلاميين و اللغويين واذا كانت تفتقر فلما هي قائمة الى الآن ؟ و أخيراً و ليس آخراً ثمة مجموعة من النقاط من الضروري طرحها و الإتفاق حولها و أعتقد أنه على القائمين عدم إغفالها أذكرها في : 1- إن أي طرح سياسي شاذ مخالف للطرح السياسي للحركة الكردية إنما هو مخالف للأغلبية وهو مجهض سلفاً و ترفضه الأغلبية بكل تأكيد . 2- يجب أن يكون مصلحة الشعب الكردي فوق كل إعتبار و كل مصلحة و ليس التلاعب بمصير هذا الشعب أو التحدث باسمه لأن لا شرعية إلا لما تختاره الأغلبية ( و الأغلبية في جانب حركتنا ) . 3- إنه لمن الأجدى أن تساهم هذه المنابر بفعالية في توحيد الخطاب السياسي الكردي و ليس في تشتيته و بعثرته من خلال رؤى و طروحات مخالفة للواقع السياسي و الممكنات . 4- تحري الواقعية و الشفافية فالأخبار التي تنشرها كي لا تفقد المصداقة . 5- عدم تبني نشاطات و فعاليات لبعض الأطراف السياسية و إهمالها للبعض الآخر . 6- الإبتعاد عن أساليب التخوين و التشكيك التي تمارسها بعض الأقلام من خلالها . 7- التركيز على التوازن بين البعد الوطني و البعد القومي في النضال السياسي و ليس العزف على الوتر القومي فحسب . 8- ممارسة النضال السياسي و الإعلامي على أرض الواقع شيء و ممارستها في العواصم الديموقراطية شيء آخر .
#سيرالدين_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم
...
-
كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا
...
-
أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه
...
-
أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
-
-وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس
...
-
الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
-
بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة
...
-
بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا
-
قصف الاحتلال يقتل 4 آلاف جنين وألف عينة إخصاب
-
المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|