|
رد على مقالة سامي لبيب.. المؤلفة قلوبهم بين الفعل السياسي والأداء الإلهي
طلعت خيري
الحوار المتمدن-العدد: 3538 - 2011 / 11 / 6 - 01:12
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
رد على مقالة سامي لبيب.. المؤلفة قلوبهم بين الفعل السياسي والأداء الإلهي
بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك أتقدم بأحلى التهاني والتبريكات لهيئة الحوار المتمدن ولجميع الكتاب والكاتبات والمعلقين والزوار وأقول للجميع كل عام وانتم بألف خير أعاده الله على الجميع بالأمن والاستقرار
الكاتب..
هناك مصالح ورؤى ومشاريع بدئية أرادت أن تكرس وجودها فسخرت فكرة الإله لصالح مشروعها ويظهر هذا الأمر جلياً فى التراث العبرانى والإسلامى على وجه الخصوص , فلن ترهقنا أى قراءة متعجلة بأننا أمام مشاريع ومشاهد سياسية صاغت النص الذى يعالج الحدث . سنتناول فى هذه الجزئية مشهد مُشبع بالرؤية السياسية البرجماتية يعلن عن نفسه بكل وضوح ليؤكد نظريتنا فى أن السياسى ( النبى ) يحيك النص حسب ما يحتاجه الظرف السياسى غافلاً عن أن إلصاق رؤيته ورغباته بوحى من السماء ستنال من فكرة إله السماء ذاتها وتقوض أركانها
تعليق...
أطلق الكاتب عبارة لا تنسجم مع طرحه ولا تطلق على المفاهيم الدينية مثل كلمة مشاريع..فان قصد بها مشروع سياسي فالمشروع السياسي لا يمكن تطبيقه ألا عن طريق مجموعه من الأطراف السياسية تجتمع فيما بينها لوضع أسس منهجيه توافقيه في توحيد العمل وفق آلية مشتركه منسجمة مع جميع توجهات الأطراف. بما إن الإسلام ظهر كفكر معارض داخل مجتمع وثني أذان كلمة مشروع لا تنطبق على الدعوة الدينية الإسلامية لان ما جاءت به من أفكاره لا تنسجم مع الأفكار الأخرى كما تفتقد الدعوة الدينية إلى التأيد الجماهيري داخل القاعدة الوثنية .. ما يؤكد لنا على إن الإسلام بعيد عن الدعوة الدينيه السياسية وهو التهديد الذي قدمه القران لمحمد قال الله تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ{43} وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ{44} لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ{45} ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ{46} فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ{47} وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ{48} وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ{49} وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ{50} وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ{51} فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ{52} اعتقد التهديد واضح وصريح من خلال الآيات أعلاه . بما إن محمد لا يستطع أن يأتي بأفكار تنسجم مع الفكر الوثني الشركي لأهل مكة إذن هو لا يستطع أقامة حراك سياسي داخل المجتمع الجاهلي كما لا يوجد توافق فكري مع أطراف أخرى تساعده على أقامة مشروعه السياسي أذن الآيات أعلاه أبطلت مزاعم الكتب وأعطت لنا مفهوم جديد يمكن لنا من خلاله أن نعتبر جميع الأحاديث النبوية وكتب السيرة هي من تأليف الإسلام السياسي
**************************** الكاتب
* المؤلفة قلوبهم كفعل وأداء سياسى . نحن أمام جماعة المؤلفة قلوبهم والذى أمر الله الإسلامى أن يمنحوا نصيباً من أموال الزكاة .. هم قوم تم التفاوض معهم للدخول فى الإسلام نظير إغراقهم بأموال ومزايا فالغاية أن يكونوا بمثابة الدعم للمشروع الإسلامى لما لهم من عزوة ومكانة إجتماعية متميزة فى مجتمعهم القرشى فيصبحوا إضافة للإسلام بوجود زمرة من أشراف قريش ووجهائه ليتم منحهم المال حتى يُضمن ولائهم ودعمهم بالرغم من عدم وجود حالة إيمانية تعتريهم
تعليق........
الاختصاص مطلوب في كل مجال..فعندما يتكلم شخص ما خارج اختصاصه ربما يقع في أخطاء تعكس تخلفه بدلا من ثقافته..يقول الكاتب تقدم الإسلام بمشروع سياسي بعد غزوة تبوك لاستقطاب بعض زعماء قريش أو بعض القرشيين للإسلام عن طريق دعما ماليا لفئة اجتماعيه معينه ساعد على تثبيتهم على الدين ..لنرى هل هناك أموال فعليه تجعل الإنسان يبيع دينه أو ضميره .. لذا كانت مفاهيم الكاتب ضيقه يمكن حصرها في الأسباب التالية ....أولا فرض الله آلية توزيع الصدقات في سنة تسع للهجرة هذا يعي لم يبقى هناك قريشي أو زعماء لقريش لان مكة أصبحت مدينيه إسلاميه في سنة ثمانية للهجرة بعد فتحها .. بينما آيات التقسيم نزلت سنه تسعه للهجرة ... ثانيا.. الصدقات لا تعني أموالا... أنما هي مواد استهلاكية يوميه ربما تكون مواد غذائية فقط ..ثالثا.. الصدقات شرعة بسب رفض المنافقين في قبول حصصهم اليومية فكانت لديهم الرغبة في زيادتها ..لذلك أعب المنافقين على تلك الحصص
قال الله..
وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ{58} وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَا آتَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللّهِ رَاغِبُونَ{59} إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ{60}
******************
الكاتب...
{ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } سورة التوبة { 60 } الآية واضحة ولا تحتمل التفسير كما يعتاد المسلمون دائماً تفسير نصوصهم المقدسة فهاهم المؤلفة قلوبهم فصيل من الفصائل التى تقتسم الزكاة مع الفقراء والمساكين , ولكن لا بأس أن نستعين بتفسير السعدى فهو يقول عن المؤلفة قلوبهم : هم قوم يتم جزل العطاء لهم رغم فساد معتقدهم أو كفرهم طمعًا في إسلامهم أو لمكانتهم في قومهم الذين يرجى إسلامهم و هم السادة المطاعين في قومهم ، ممن يرجى إسلامهم ، أو يخشى شرهم أو يرجى بعطيتهم . فيعطوا للتأليف والمصلحة .!
نأتي إلى إشكالية المؤلفة قلوبهم .. لماذا هذه الفئة الاجتماعية تعرضت للانتقاد فقط من دون الفئات الأخرى إذ كان للتقسيم أبعاد سياسيه أذن الأمر لا يتعلق بالمؤلفة قلوبهم فقط ربما يشمل الفقراء والمساكين والغارمين وابن السبيل .. ...فالإسلام قبل أن يصبح دوله لها قوه عسكريه دعا إلى الجانب الإنساني منذ النشأة الأولى له بل أكد على هذا الجانب الإنساني في أتعس الظروف التي مر بها رغم فقر معتنقيه
قال الله..آيات من صدر الدعوة
يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً{7} وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً{8} إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً{9} إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً{10} إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ{33} وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ{34} {فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ }الماعون2 {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ }الضحى9 {كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ }الفجر17 ****************************
الكاتب..
ألا يمكن أن نعتبر شراء ذمم البشر مسلك غير جيد يتسم بالزيف والغش والإنتهازية كما يَنتهك الفكرة الإيمانية تماماً التى تقوم على الإخلاص فى النيه والتوجه لله بقلب صاف ليحل مكانها الزيف والبرجماتية , فالمال سينتج المداهنة والمراوغة والمرتزقة ويبتعد عن أى مفهوم للفعل الروحى - ألا يعتبر هذا عملا يتسم بالنفاق يتم تمريره وتكريسه - وما معنى كلمة إيمان هنا وكيف يتم قبوله .؟
تعليق.....
الإيمان بالله يبعدا عن الانتهازية المادية للضمير الإنساني.. لان أيماننا قائم على نصوص تلغي المصلحة السياسية والأغراض الدنيوية .. وتجعل الاعتقاد محصور بيوم غيبي إلا وهو يوم القيامة وطبعا اليوم الغيبي ليس له مساومات دنيوي ملموسة تتماشى مع متطلبات الإنسان الدنيوية .. ولما كان الأيمان من اختيار الإنسان لماذا تكون الصدقات انتهازيه ..فأين الانتهازية فيها والتشريع قائم على فضح المنافقين .. وهل كشف العرى فيه انتهازيه أم هو انتقاد شديد اللهجة للمخالفين .. بل المنافقون هم الانتهازيون عندما استغلوا إيمانهم جنه للوصول إلى مأربهم الدنيويه.. في العام الماضي عرضت أحدى القنوات الفضائية لقاء مع امرأة مسلمه اعتنقت المسيحية .. لم يكن اللقاء قائم على أفكار عقائديه إنما قائم على أمور معيشية متعلقة بحياة المرأة تحدثت فيه عن معاناتها المعيشية في ضل الإسلام مع تحسن ملحوظ في ضل المسيحية ..قالت في نص العبارة إنا في الإسلام لم تكن عندي شقه وها إنا اليوم انعم بحياة أفضل مما كنت عليه .. أنا أقول للمسيحي (سامي لبيب) إن المسيحية اكبر دين انتهازي يسعى إلى شراء الذمم والضمائر .. فكل من قال إن الكنسية انزوت عن تدخلها السياسي أو الدولي فهو غير مدرك للحياة جميع المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة وحقوق الإنسان فهي منظمات ربحيه انتهازيه تابعة للمجمع الكاثوليكي العالمي تستغل الإنسانية أبشع استغلال ..ويتكرس ذلك في قول المسيح ما لقيصر. لقيصر وما لله ..لله .. هذا هو مبدأ للصوص الذي شرعه الكنيسة أمام السياسيين للحصول على مكاسبها دون التدخل في الجانب السياسي فما كان لله تسرقه الكنيسة لدعم التبشير المسيحي وما كان لقيصر يسرقه السياسيين لدعم الكنيسة بالأموال ...
لم يكن القران بعيدا عن تلك العصابات الدينية .. قال الله {وَجَعَلُواْ لِلّهِ مِمِّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيباً فَقَالُواْ هَـذَا لِلّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَـذَا لِشُرَكَآئِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَى اللّهِ وَمَا كَانَ لِلّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَآئِهِمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ }الأنعام136
#طلعت_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من هو الكذاب يسوع المسيحية أم يسوع اليهود (2)
-
الأخطاء التاريخية في الكتاب المقدس (التوراة)-2
-
من هو الكذاب يسوع المسيحية أم يسوع اليهود
-
رد على مقالة كامل النجار .. إعجاز قراني أم تخاريف
-
الأخطاء التاريخية في الكتاب المقدس (التوراة)
-
الدعوة اليسوعية لتنصير الأطفال في العالم
-
رد على مقالة كامل النجار. في لقد دمر الإسلام عقولنا
-
اله التوراة اتهم يوسف بالسرقة
-
هل؟؟ المبشرون اليسوعيون من المسيحيين أم من اليهود
-
رد على مقالة وليد يوسف عطو ..هل الله واحد أم ثلاثة
-
احترزوا أيها اليهود من أكاذيب يسوع وتلاميذه
-
فساد الشعوب من فساد الإله (التوراة نموذج)
-
رد على مقالة صلاح يوسف ..لماذا الإسلام تحديدا
-
رد على مقالة فينوس صفوري .في تأملات ونقاط حول الإسلام والمسل
...
-
رد على مقالة علال البسيط .في تشريع الاغتصاب في الإسلام
-
رد على مقالة .انون بيرستون. في قران مبتور في لوح منقوص
-
القتل والزنا في الكتاب المقدس (حرق الزانية)
-
رد على مقالة وليد يوسف عطو[ هل الكتاب المقدس محرف]
-
يسوع أول من أرسى دعائم الوثنية الصليبية في المعتقد اليهودي
-
رد على مقالة ..سامي لبيب.. الإسلام وحقوق الإنسان بين الوهم و
...
المزيد.....
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|