علي الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 3537 - 2011 / 11 / 5 - 22:56
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
((متى يتخلص العراقيون من ثقافة الماضي ))
الشعوب لم تنهض من سباتها الا من خلال تطوير ثقافتها وتجديدها,الشعوب التي سبقتنا بالالاف السنين تخلصت من جميع موروثاتها الثقافية والفكرية.أنها تبنت التغيير في كل شئ والتخلص من قيود الماضي,أنها أستبدلت نظرتها للانسان كمخلوق الى انسان الذات الذي يهب الحقيقة لكل الاشياء ومسمياتها ,انه هو من يقرر الحقيقة واليقين.
في عالمنا العربي عموما والعراق خصوصا لازلنا لم نتخلص من تبعات الماضي وثقافاته السقيمة ,بل راح الكثيرون الى تصنيفه ضمن قوائم التراث التي يجب ان يحافظ عليها في المتاحف الطبيعية ,العادات والتقاليد التي تسربت من الجاهلية واختلطت مع القيم السماوية للاسلام لازالت تتحكم في الكثير من مفاصل حياتنا اليومية,لا زالت نظرتنا للانسان أن يبقى مخلوقا يتلقى اليقين من قوة سماوية عليا,ما زالت نظرة سلاطيننا وحكامنا الى شعوبهم رعايا وعبيد وليسوا كمواطنين ,لا زال الغول الديني يطل علينا بين الفينة والاخرى ملوحا بعصاه الغليظة لكن من يحاول الخروج عن الخط المرسوم منذ مئات السنين او لكل من يريد أن يجرب عقله بالتفكير ..أنهم يقتلون الابداع كي يحافظوا على التقليد,محاولاتهم مستمرة كي نبقى ندور في فلك موروثات حقب الجواري والعبيد وأحقاد الماضي الدفين ,ان نبقى نبحث عن مظلوميات الاموات من السلالات المقدسة دون ان نلتفت الى مظلوميتنا ومعاناتنا اليومية ,ان نبقى نأتمر لزعامات قدسية متحجرة,ودمائنا وارواحنا رهينة لقرارات طائفية ومذهبية وأثنية,
متى نتعلم فن الاصغاء والمحاورة مع الاخرين بأسلوب مهذب بعيد عن الاقضاء والتعنيف.؟متى نتعلم ما هو مفيد من ثقافة الاخرين ونترك موروثناالقديم الذي لم يستطيع المسير لخطوات باتجاه الحداثة والتجديد رغم أستهلاكه وقتا ليس بالقصير؟؟متى نتعلم أحترام الوقت وعدم التفريط به من أجل اللحاق بالركب الحضاري المنطلق بسرعة فائقة؟لا زلنا نعاني من تسيد حالة اللاوعي على الوعي . ما زلنانعاني من وعاظ سلاطيننا وخطاباتهم التكفيرية,
نحن بامس الحاجة الى النقاشات الحوارية والنقدلكل ما هو موروث ومفروض علينا ,نحن بحاجة الى رفض كل ما وصل الينا دون تحميصها وتدقيقها والتاكد من مدى صلاحيتها لواقعنا المعاصر مهما كان مصدرها ,,نحن بحاجة الى نقد التراث وتجديده مع ما يتوافق والمتغيرات الكونية,لانه يوجد شئ أسمه مقدس غير قابل للنقاش والحوار.
نحن بحاجة الى الحرية وخصوصا الفكرية في التعامل مع الاحداث والوقائع المستجدة,نحن بأمس الحاجة الى التخلص من قيود التفكير الداخلية والخارجية السلطوية,نحن بحاجة الى ثقافة بعيدة عن ثقافة المؤامرة ,ثقافة الاندساس والتخوين ,ثقافة الغدر والطعن من الخلف ,ثقافة أنصر أخاك ظالما او مظلوما, ثقافةالتسيدوالترأس , نحن بأحوج ما يكون الى ثقافة الصدق وطهارة القلب ونظافة اليدين,ثقافة التعايش والمحبة مع الجميع ,ثقافة نبذ البغض والكره ,ثقافة التسامح والانفتاح على الاخرين,ثقافة لا أكراه في الدين التي غالبا ما يرافقها كواتم الصوت الاسلامية والفتاوي التكفيرية التي تحض على أستباحة دماء الاخرين؟
#علي_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟