أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد المصباحي - علمانية حضارتين














المزيد.....

علمانية حضارتين


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3537 - 2011 / 11 / 5 - 20:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هناك صيغ متعددة للعلمانية,كما هو الحال بالنسبة للحداثة,فهي حداثات متعددة ومختلفة,فأين توجد في الفكر العربي,بتراثه الفلسفي ملامح العلمانية؟لاأحد ينكر أن أكثر الإرهاصات وضوحا وتماسكا هو فكر إبن رشد,فكيف تتجلى هده العلمانية,
العلمانية العربية الإسلامية
انتبه إبن رشد مبكرا إلى الصراعات المفتله بيت الدين والحكمة,فانطلق من أن الله ألهم الإنسان العقل,الدي تعتبر الآلة المنطقية إحدى إبداعاته,والتي لايمكنها أن تقود للتيه والضلال إن أحسن استخدامها,ومادامت مشتركة بين العقول البشرية فلا ضير من الإستفادة ممن سبقونا إليها حتى إن كانوا مختلفين عنا في الملة,يالها من فكرة عميقة مقارنة بالعصر الدي قيلت فيه,لكن الجمود الفقهي,لم تكن له القدرة على القبول بها,فقد كانوا سدنة الحقيقة,لايقبلون إلا بأن يظل العقل العربي سجين البيان اللغوي والعرفان الصوفي,من هنا اعتبر إبن رشد أن الشريعة لايمكنها أن تناقض حقائق العقل,وإن حدث دلك وجب التأويل حتى ينسجم منطوق الوحي مع العقل,لأن الطبيعة نفسها,عندما نحسن فهمها,أي ندركها حسيا ونفهم حركيتها هي نفسها تقودنا لتحقيق المعرفة بالله,لأنها إحدى مخلوقاته,ظاهرة,فالله لاتقود إليه الأشباح المجهولة,بل الموجودات المعلومة والمدركات الحسية,بهدا الفهم,استبعد إبن رشد اللاهوت الديني من الإسلام ليجعل منه دين العقل والعلم,ليجنب الفكر العلمي العربي مأساة الإنخراط في صراعات بين رجالات الدين والعلماء,ولو حدث دلك لأدركت السلطة الإسلامية ضرورة دعم نفسها بالمعرفة البشرية والخبرات الإنسانية,بدل أن تستظل بفقهاء الدين وكأنها تستمد سلطتها من الله,وهنا نستحض فكر ديكارت أبو العقلانية والحداثة,الدي فطن لضرورة المعرفة بالطبيعة وإبداع فكر جديد بالإعتماد على دعاماته من داخل نفسه,بدل البحث في الثرات اللاهوتي,لكن العلمانية الغربية,وجدت نفسها مرغمة على سلوك طريق آخر غير الدي اقترحه إبن رشد.
العلمانية الأروبية
مهد كما رأينا ديكارت لفكر يفصل العلم عن اللاهوت,لكن الكنيسة كانت أكثر تشددا,فاختارت مواجهة الفكر العلمي والفلسفي بالقوة,فكان على الثقافة الأروبية خوض غمار المواجهة بالمحاجة,وعندما تحالفت الكنيسة مع السلطة الإقطاعية,كان لامفر من الثورة على اللاهوت والحسم معه علميا قبل الحسم السياسي,ووجد الفكر الفلسفي نفسه مرغما على تصعيد خطابات ضد الدين,بل دهب أبعد من دلك في إلحاديته,وبعد انتصار الثورات الأروبية فرض على الكنيسة الإنفصال التام عن السلطة,واعتبار الديني مسألة شخصية,رغم أن الكنيسة بحثث عن الكثير من الحيل لتحافظ على علاقاتها الرمزية بالسلطة السياسية وبعض مجالات الحياة الخاصة,حفظا لماء وجهها,لكن الوعي الغربي لم يغفر لها الفظاعات التي ارتكبتها في حق الإنسان,ومع دلك اختارت لنفسها أقنعة متعددة,تأكدت بدعمها لليمين المحافظ سرا حفاظا على مصالحها,وحماية لدورها التبشيري الدي يستفيد منه اليمين المتطرف والعنصري في الكثير من الدول الغربية,ولازالت تحاول المس بالتجربة الديمقراطية للكثير من هده الدول,التي لم تنخرط مبكرا في ثقافة الأنوار,أو لم تعش مواجهات الكهنوت فعليا.
من هنا يبدو أننا أمام تجربتين مختلفتين في تصور كيفية التعامل مع ما هو ديني,غير أن الأولى نجحت,بفعل شروط تاريخية وثقافية وحتى سياسية,والالثانية فشلت,بحكم قوة الفقه الإسلامي وحاجة السلطة السياسية إليه,بفعل افتقادها لمصدر للمشروعية مغاير للشرعية الدينية التي تأسست عليها كل الدول العربية,والتي لم تفرط فيها لحد الآن,بل إن التجارب العربية التي صرحت بعلمانيتها كلها فشلت,أو كانت عسكرية في جلها,ولم تكن لها مرجعية بديلة للديني وثقافة علمية ومعرفية تؤهلها لتلاقي قبولا وتعمقا في المجتمعات العربية.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورات والمشروع الثقافي عربيا
- السياسة والشباب العربي
- التغيير في العالم العربي
- تحولات العالم العربي
- تراث العنف
- الإسلام السياسي
- نقد المثقف
- الرواية والكشف
- التراث والدين
- إيران والعداء العربي الخليجي
- قيمة الدستور
- العنف والإحتجاج في المغرب
- الإنحياز الأمريكي
- العنف في العالم العربي
- الحداثة والعنف
- مال السلطة في العالم العربي
- سلطة الحداثة
- سلطة السلطة السياسية
- السلطة والفكر
- التنسيقيات واليسار المغاربي


المزيد.....




- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد المصباحي - علمانية حضارتين